الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 16 يوليه/تموز 2017

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 16 يوليه/تموز 2017

اسرائيل تعيد فتح الحرم القدسي ظهر اليوم وتقرر تركيب بوابات الكترونية على مداخله

تكتب صحيفة “هآرتس” ان اسرائيل تنوي اعادة فتح ابواب الحرم القدسي امام المصلين والزوار والسياح، بشكل تدريجي، ابتداء من ظهر اليوم الاحد، حسب ما اعلنه ديوان رئيس الحكومة، مساء امس السبت. وجاء في البيان ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد جلسة لتقييم الأوضاع في موضوع الحرم بمشاركة وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، والقائد العام للشرطة روني الشيخ، ورئيس الشاباك نداف ارجمان، وقائد الشرطة في لواء القدس يورام هليفي.

كما تقرر تركيب بوابات لكشف المعادن على ابواب الحرم ونشر كاميرات خارج الحرم تصور ما يحدث في رحابه. وجاء من ديوان نتنياهو، ايضا، انه سيتم اتخاذ اجراءات أمنية اخرى.

وأجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبدالله، مساء امس السبت، محادثة هاتفية حول العملية التي وقعت في الحرم القدسي، صباح امس الاول الجمعة. وحسب وكالة الأنباء الأردنية، فقد شجب الملك عبدالله العملية واكد انه يمنع السماح لكل الجهات باستغلال الوضع من اجل تقويض الاستقرار والمس بالأمن.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية ان الملك اعرب عن رفضه لكل أنواع العنف، خاصة في اماكن العبادة، وطلب من نتنياهو فتح ابواب الحرم امام المصلين، واكد اهمية منع التصعيد واعادة الهدوء الى الحرم.

وكانت العلاقات الاسرائيلية – الأردنية قد شهدت توترا امس الاول الجمعة على خلفية قرار اغلاق الحرم، فقد هاجم الناطق بلسان الحكومة الأردنية القرار بشدة وقال ان هذه الخطوة تخرق الوضع الراهن. وقد بدأت المواجهة على خلفية توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى المملكة طالبا العمل على اعادة فتح الحرم امام المصلين.

فبعد ساعة من ذلك نشر الناطق بلسان الحكومة الأردنية، د. محمود المومني، بيانا دعا من خلاله الحكومة الاسرائيلية الى فتح الحرم امام المصلين وعدم القيام بخطوات تغير الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس. وقال ان المملكة ترفض أي اعتداء على حقوق المسلمين بإجراء الشعائر الدينية بحرية في مقدساتهم. واكد ان الأردن سيواصل استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية من اجل إحباط أي محاولة لتغيير الوضع الراهن القانوني والتاريخي في القدس.

ورد مسؤولون اسرائيليون مقربون من نتنياهو على البيان الأردني بشدة. وجاء في بيان اسرائيل ان “اسرائيل ترفض البيان الأردني بشأن العملية. بدلا من شجب العملية اختار الأردن مهاجمة اسرائيل التي تدافع عن المصلين وتحافظ على حرية العبادة في المكان. اسرائيل لن تتحمل أي مس بالأماكن المقدسة وتحافظ على الوضع الراهن فيها. من المناسب ان تحافظ كل الاطراف الضالعة، بما في ذلك الأردن، على الانضباط والامتناع عن تأجيج النفوس”.

البيت الابيض يدعم قرار اغلاق الحرم

وتكتب الصحيفة ان البيت الابيض شجب ، امس السبت، العملية في الحرم القدسي ودعم قرار اسرائيل اغلاق الحرم بشكل مؤقت. وجاء في بيان نشره الناطق بلسان البيت الابيض، شون سبايسر: “امس، تحولت المدينة المقدسة، القدس – مدينة السلام- الى حلبة للإرهاب. نحن نصلي من اجل عائلات الضحايا. الولايات المتحدة تشجب بشدة الهجوم الارهابي”.

وجاء في البيان، ايضا، انه يجب عد التسامح بتاتا مع الارهاب، وهذه العمليات، كتلك التي حدثت امس، تتعارض مع الجهود المبذولة لتحقيق السلام. “يجب علينا شجب ذلك بأقوى التعابير، والانتصار على الارهاب واجتثاثه”. واضاف البيان ان “الهجوم اجبر الحكومة الاسرائيلية على اغلاق الحرم الشريف بشكل مؤقت من اجل اجراء تحقيق. لقد وعدت اسرائيل بأنها لا تنوي ابدا تغيير الوضع الراهن في المكان المقدس، وهو قرار ترحب به الولايات المتحدة. ندعو كل القادة والمؤمنين الى اظهار التفهم”.

“قادة القائمة المشتركة لم يجمعوا على بيان موحد”

في السياق نفسه تنشر “هآرتس” في اطار خبر منفصل، ان نواب القائمة المشتركة لم يتمكنوا من صياغة بيان متفق عليه بشأن العملية التي وقعت يوم الجمعة في الحرم القدسي، ولذلك نشروا بيانات منفردة امس السبت. وتمحور الخلاف بين مركبات القائمة حول مدى الشجب للعملية وطريقة صياغته. ودعا بعض النواب الشبان العرب الى الامتناع عن العنف، فيما اكتفى اخرون بالإعراب عن رفضهم لاستخدام السلاح.

وقال النائب يوسف جبارين، من كتلة الجبهة في القائمة المشتركة، ان “الجمهور العربي في اسرائيل تبنى منذ قيام الدولة طريق النضال السياسي القائم على طرق النضال الجماهيري والمدني وليس العنف. نحن نتمسك بهذه الطرق ونعارض أي استخدام للسلاح والعنف في نضالنا. ولذلك فإننا ندعو كل الشبان العرب للحفاظ على الطابع الجماهيري – الشعبي لنضالنا، ومنع أي مس بطريقنا”.

وقال النائبان احمد الطيبي واسامة السعدي، من العربية للتغيير، ان موقف القيادة العربية اعتبر دائما بأن السلاح هو ليس اداة لنضال الجماهير العربية في اسرائيل. “نضالنا سياسي وجماهيري وليس عنيفا ولا مسلحا، نحن نرفض كل اشكال العنف وخاصة في الاماكن المقدسة”.

واضاف البيان: “ندعو شبابنا في المجتمع العربي في اسرائيل الى عدم استخدام السلاح وارتكاب مثل هذا العمل لأن نضالنا هو نضال غير عنيف وضد الاحتلال وضد التمييز بحق الجماهير العربية في اسرائيل. يؤسفنا سقوط الأرواح، وموقفنا هو انه يجب وقف سفك الدماء لكي لا تفقد العائلات اولادها”.

واضافا بأن “استمرار الاحتلال، خاصة احتلال المسجد الاقصى والاماكن المقدسة هو أساس الشر كله، ويجب انهاء الاحتلال من اجل حماية حياة البشر من كل الاطراف”. وطالبا بفتح ابواب المسجد الاقصى امام المصلين، وقالا ان “نتنياهو ونواب اليمين يستغلون ما حدث لشن حملة تحريض على الجمهور العربي ككل وام الفحم خاصة، رغم موقف الجمهور العربي الذي نشرته لجنة المتابعة العليا”.

وقال النواب مسعود غنايم وعبد الكريم الحاج يحيى وطلب ابو عرار، من القائمة العربية الموحدة ان “استخدام السلاح يتعارض مع طريق نضالنا المشروع ضد الاحتلال وسياسة التمييز والاقصاء التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية. المسجد الاقصى والقدس الشرقية هي مناطق محتلة والحكومة الاسرائيلية هي المسؤولة عن الوضع المشحون والتوتر هناك”. واضاف الثلاثة بأن “المسجد الاقصى هو مكان مقدس للمسلمين فقط، وعلى اسرائيل احترام ذلك وعدم السماح لليهود والمستوطنين والمحرضين التبشيريين بالدخول اليه والمس بقدسيته”. واكدوا انه يمنع ادخال السلاح الى الحرم، وطالبوا بفتح المسجد الاقصى امام المصلين المسلمين عاجلا.

ونشر النائب عيساوي فريج (ميرتس) بيانا جاء فيه ان “مواطنين اسرائيليين قتلوا شرطيين اسرائيليين على ابواب مكان مقدس. لا توجد طريقة لوصف العمل الفظيع او حتى محاولة تفهمه. اختيار طريق العنف هو عمل كله شر وخوف. علينا كمجتمع عربي في اسرائيل التنكر للناس الذين خرجوا من بيننا، الذين اعمت الكراهية عيونهم الى حد اختيارهم لقتل ابناء دولتهم”.

ونشرت لجنة المتابعة العليا بيانا جاء فيه ان “نضال الجمهور العربي منذ 69 سنة هو نضال شعبي مشروع وكل خروج عن هذا النضال لا يمثل مصالح الجمهور العربي، وهو عمل يرفضه الجمهور العربي ويشجبه”. وحذر البيان “من استغلال الحادث من قبل حكومة نتنياهو من اجل التصعيد ضد الجمهور العربي، سواء بهدم البيوت او سن القوانين.

وهاجم رئيس مجلس دالية الكرمل رفيق حلبي البيان وكتب على صفحته في الفيسبوك انه “يخجل بالرد على العملية”. وحسب اقواله فقد امتنعت لجنة المتابعة عن الخروج علنا ضد استغلال الاماكن الدينية للقتل المتزمت. وقال ان البيان الذي نشرته لجنة المتابعة “يعج بالصياغات الغامضة” ولا ينطوي على رسالة واضحة ضد ممارسة العنف. ودعا حلبي الى تجنب التعميم في اعقاب العملية واكد انه لا توجد حرب بين الدروز والمسلمين.

قائد سابق في الشرطة يتهم الشاباك بالاخفاق

قال قائد الشرطة السابق في لواء شاي، شلومي ميخائيل، الذي قاد قوات الوحدات الخاصة خلال عملية “عودوا ايها الاخوة” في 2014، ان الشاباك لا يتحمل المسؤولية العامة عن الاخفاق الاستخباري الذي سمح بالعملية في الحرم القدسي، ويستتر وراء الشرطة التي تتلقى كل الانتقاد، كما حدث بعد اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في صيف 2014.

وحسب ما قاله لصحيفة “هآرتس” فان ميزات العملية تشير الى اعداد منظم من قبل المخربين وانهم تلقوا مساعدة قبل العملية وكان يفترض ان يتلقوا مساعدة بعد العملية ايضا. واضاف: “حدث كهذا لا تصل اليه استخبارات الشاباك يعتبر اخفاقا. في الشاباك يشعرون انه من المريح اكثر توجيه الانتقاد الى الشرطة التي تواجه الانتقاد من كل جانب لأنها سمحت للمخربين بالاقتراب من الحرم.”

واضاف انه “حتى من دون معرفة تفاصيل التحقيق كله، فان كل من يعرف هذا العالم يعرف ان الحديث ليس عن ثلاثة شبان جلسوا في مطعم وقرروا الخروج لتنفيذ عملية. الحديث هنا عن ثلاثة شبان، مواطنين اسرائيليين، حصلوا على السلاح وقاموا بجولة تمهيدية وادخلوا السلاح الى الحرم. هذه عملية كان يمكن منعها قبل وصول المخربين الى القدس”. وقال انه اذا لم تتوصل استخبارات الشاباك اليهم من قبل فيجب السؤال ما الذي حدث.

ويعتبر ميخائيل احد قادة الوحدة الخاصة البارزين منذ اقامتها. وخلال فترته جرت عمليات عكست قدرات جديدة للوحدة، كان ابرزها اغتيال مروان قواسمة وعامر ابو عيشة، الناشطين من حماس والمسؤولين عن اختطاف وقتل الفتية الثلاثة. وحسب اقواله: “في حينه، أيضا كان من المريح للشاباك اتهام الشرطة فقط لأن بدالة الشرطة لم تعمل كما يجب. لا شك ان محادثة البدالة كانت خطأ خطيرا، لكن يجب ان نتذكر بأن المحادثة وصلت الى البدالة بعد ان جلس الفتية داخل سيارة المخربين. لم يقل احد كيف وصلنا الى وضع يتم فيه اختطاف ثلاثة من قبل تنظيم حماس في الخليل والذي استعد طوال اشهر للعملية وقام بدوريات في المنطقة ووصل بسيارة وأعد منازل للاختباء فيها”. واضاف ان الشرطة تحولت بعد العملية الى كيس لكمات، لكن من يجب عليه احضار الاستخبارات والاحباط هو جهاز الشاباك.

يشار الى ان الكثير من القادة في الشرطة يعتقدون منذ يوم الجمعة بأن النيران توجه الى الشرطة من دون حق. لكن الكثيرين منهم يتخوفون من الاعراب عن رأيهم بسبب كون القائد العام للشرطة روني الشيخ مسؤولا سابقا في الشاباك، ويتخوفون من ان يعتبر الانتقاد للشاباك بمثابة هجوم عليه. وطالبوا في الشرطة اكثر من مرة بتوثيق التعاون الاستخباري بين الشرطة والشاباك، حول ما يحدث في القدس وفي الحرم بشكل خاص.

ورفض الشاباك التعقيب، وقال مصدر في الجهاز انه مقابل كل عملية تحدث يقوم الشاباك بإحباط عشرات العمليات.

“اغلاق الحرم جريمة”

في خبر آخر حول عملية القدس تكتب “هآرتس” ان الشرطة واصلت امس السبت، اغلاق الحرم القدسي والبلدة القديمة في اعقاب اطلاق النار في الحرم، ومنعت المصلين المسلمين ومستخدمي الاوقاف من دخول المكان. كما تم اغلاق كل المتاجر في الحي الإسلامي في البلدة القديمة ومنعت الشرطة دخول الفلسطينيين الى البلدة القديمة، باستثناء من يقيمون فيها. اما الاسرائيليين والسياح فقد سمح بدخولهم بشكل حر.

وقامت قوات كبيرة من الشرطة منذ ساعات صباح امس، بتمشيط الحرم الشريف. وقالت جهات فلسطينية ان قوات الشرطة دخلت الى كل المباني في الحرم، بما في ذلك المحكمة الشرعية وارشيف الوقف والمساجد. وحاولت الشرطة تحطيم الابواب المغلقة، ولكن بناء على طلب من دائرة الاوقاف سمح لمندوب عنها بفتح الأبواب من اجل منع الضرر. وقالت دائرة الاوقاف ان الشرطة سببت ضررا كبيرا في الحرم.

وعقدت دائرة الاوقاف في القدس، اجتماعا امس السبت، ونشرت بيانا يشجب قرار اغلاق الحرم الشريف واعمال التفتيش التي اجرتها الشرطة في المكان. ووصف البيان سلوك اسرائيل بأنه “جريمة تنضم الى جرائم الاحتلال الاسرائيلي في المسجد الأقصى، وتمس بالديانة الاسلامية”. ودعت دائرة الأوقاف الى رفع كل القيود التي فرضت على المكان واعادة الوضع الراهن الى سابق عهده. وقال مصدر في دائرة الأوقاف لصحيفة “هآرتس”، “لقد بدأنا التفكير بوجود مؤامرة لتغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف”. كما نشرت القيادات الإسلامية في الداخل بيانا يشجب سلوك الشرطة.

ودعت حماس الشعب الفلسطيني الى تصعيد الانتفاضة ضد اسرائيل والمستوطنين دفاعا عن المسجد الأقصى. وفي بيان نشره فوزي برهوم ادعى ان اسرائيل “تحاول ترسيخ حقائق داخل الحرم واغلاق المسجد هو جريمة جديدة ضد المكان المقدس ويجب محاربة هذه القرارات بكل ثمن”.

وعقد مساء امس اجتماع حاشد بمشاركة قادة الجمهور العربي والقيادات الدينية في القدس، نشر في ختامه بيان شجب اعمال الشرطة ودعا الى اعادة فتح الحرم عاجلا وازالة القيود. وجاء من الشرطة ان القيود ستتواصل وفقا لتقييم الاوضاع والعمل التنفيذي.

وتكتب “يديعوت احرونوت” ان التحقيق في العملية التي وقعت في الحرم القدسي يوم الجمعة، يتواصل في ظل امر يمنع نشر التفاصيل. لكن السؤال المركزي المطروح حاليا هو هل وصل المخربون الى الحرم وفي حوزتهم السلاح، ام انهم تسلموه هناك بعد اخراجه من مخبأ. ولهذا الغرض تقوم طواقم الشرطة بتمشيط كل انحاء الحرم بحثا عن وسائل قتالية. ويشمل التفتيش المساجد الثلاثة ومكاتب دائرة الاوقاف والممرات الجوفية والكلية الشرعية وبقية المباني المقامة في الحرم.

وقال قائد الشرطة في لواء القدس يورام هليفي، الذي اتخذ الأمر بإغلاق الحرم، ان الشرطة ردت بخطوة استثنائية صادقت عليها القيادة السياسية. “هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها عملية فتاكة في الحرم، عملية تمت بواسطة سلاحي ناري وانتهت بمقتل شرطيين واصابة ثلاثة اخرين. كان يجب علينا اغلاق المكان امام دخول المصلين والزوار من اجل اجراء تمشيط اساسي. وقد اصررنا على مرافقة رجال الوقف لنا، وهكذا سنتصرف بما يتفق مع المكان المقدس. لقد خلع افراد الشرطة احذيتهم لدى دخولهم الى المساجد، ولا يدخنون ولا يأكلون داخل الحرم، ولا يفعلون أي شيء لا يحترم قدسية المكان”.

الاردن عارض في السابق تركيب بوابات فحص الكترونية

قال ضابط رفيع في الشرطة لصحيفة “يسرائيل هيوم” انه لو تم تركيب بوابات لكشف المعادن على أبواب الحرم لكان يمكن منع العملية”. وحسب وثيقة اعدتها الشرطة ووصلت الى الصحيفة، فقد تم في السابق تركيب بوابات كهذه على ابواب الحرم لكنه تم تفكيكها بسبب الاحداث التي وقعت في المكان في العام 2000.

وتضيف الصحيفة انه بعد 14 عاما من ذلك، وفي اعقاب اختطاف الفتية الثلاثة ووقوع سلسلة من العمليات، عادت الشرطة واوصت بتركيب البوابات الالكترونية على مدخل الحرم، بل قامت بإجراء تجربة، الا انه تم في نهاية الأمر الغاء الخطة. كما اوصت الشرطة في حينه بتزويد افراد الشرطة المرابطين على ابواب الحرم بأجهزة يدوية لكشف المعادن، بهدف كشف تهريب قطع اسلحة الى الحرم.

وفي الشهر الماضي، بعد العملية التي وقعت عند باب العامود والتي قتلت خلالها الشرطية هداس ملكا، عرض وزير الامن الداخلي غلعاد اردان والقائد العام للشرطة روني الشيخ، وقائد الشرطة في لواء القدس، يورام هليفي، على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خطة لتعزيز الحراسة في منطقة باب العامود بهدف منع الكثير من العمليات التي تحدث هناك.

لكنه يتبين ان الشرطة اعدت في 2014 وجهة نظر تشمل خطة لإنشاء بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم، لكن هذه الخطة لا تزال في اعماق الدرج. ولكن، حسب الخطة، يتبين انه كانت هناك بوابات الكترونية على مداخل الحرم وازيلت في عام 2000 بناء على طلب الاردنيين الذين عارضوها بشدة. وفي اعقاب اختطاف الفتية طرح مرة اخرى وبشدة مطلب تغيير طريقة الحراسة بشكل اساسي، وخاصة على ابواب الحرم.

وفي حينه امر وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش بتشكيل طاقم عمل برئاسة نائبه نسيم مور، والذي اوصى بتركيب بوابات الكترونية على مداخل الحرم من اجل فحص الداخلين واكتشاف الأسلحة.

يشار الى ان دخول المصلين والزوار الى الحرم يتم عبر تسع بوابات. وبما يتفق مع اوقات الصلاة والزيارات يتم نشر قوات الشرطة بجانب الابواب من اجل فحص الداخلين، لكن الفحص الامني يتم على اساس دلائل تثير الشبهات، من دون استخدام اجهزة فحص الكترونية.

وفي ضوء معارضة الاردنيين لوضع بوابات الكترونية على مداخل الحرم، طلبت الشرطة اقامتها على بعد عشرات الامتار من كل بوابة، على الارض الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة.

وفي حينه اثير نقاش حول ايجابيات وسلبيات انشاء هذه البوابات. فمن الايجابيات انها تسمح بكشف المعادن ويمكنها منع ادخال اسلحة الى الحرم وردع من ينوي عمل ذلك، لكن من سلبياتها انها تصدر انذارات واهية احيانا ما سيؤدي الى تأخير دخول المصلين، وبالتالي الى زيادة التوتر.

وفي نهاية الأمر، جاء في توصية الشرطة انه “في ضوء الواقع الناشئ في تلك الفترة ومحفزات التدهور الخطير، هناك حاجة الى زيادة وسائل التفتيش وطرق حراسة الحرم من اجل خلق الردع ومنع العمليات”. واوصى الطاقم بتركيب بوابات الكترونية، لأن التجربة القائمة في البلاد والعالم تدل على اهميتها ومساهمتها في زيادة الامن وتحسين عامل المنع والردع.

وحدد الطاقم انه حين يجري فحص الايجابيات والسلبيات، فان تركيب البوابات الالكترونية على مداخل الحرم سيرفع من مستوى الامن، لأنه يمكن استخدامها بناء على التهديد القائم. ويشار الى ان الشرطة توصي الجهات المدنية بتركيب بوابات كهذه بناء على مقاييس اعدها جهاز الشاباك. وتقوم مثل هذه الابواب حاليا على مداخل حائط المبكى وباب المغاربة الذي يدخل اليهود والسياح عبره الى الحرم.

نتنياهو يتهم حماس مباشرة باحتجاز مواطنين اسرائيليين

تكتب “هآرتس” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ان اتهم حماس مباشرة باحتجاز المواطنين الاسرائيليين ابرا منغيستو وهشام السيد، وقال انهما “يحتجزان بشكل وحشي جدا في أيدي حماس”. ويشار الى ان اسرائيل كانت تفترض دائما انهما محتجزان في أيدي التنظيم، لكنها تجنبت قول ذلك بشكل واضح. وجاء تصريح نتنياهو خلال اللقاء الذي منحه ليلة الخميس/ الجمعة للقناة 20.

وأضاف نتنياهو انه “يجري بذل جهود لا تتوقف من قبلي ومن قبل جهات تعمل من اجل اعادة اورون شاؤول وهدار غولدين والمواطنين منغيستو والسيد. ولا اريد الاضافة الى ذلك”. وكان نتنياهو قد قال خلال مراسم احياء ذكرى الجنود القتلى في حرب الجرف الصامد، يوم الخميس، ان منغيستو والسيد “يحتجزان في قطاع غزة بأيدي عدو متوحش”.

وكان منغيستو، وهو من سكان اشكلون، قد اجتاز الحدود الى غزة في ايلول 2014، بالقرب من شاطئ زيكيم. اما السيد، من سكان حورة فاجتاز الحدود في نيسان 2015. وحسب ابناء العائلتين فانهما يعانيان من مشاكل نفسية.

صاحب يسرائيل هيوم شهد بأن نتنياهو ابلغه بأمر مفاوضاته مع صاحب يديعوت أحرونوت

تكتب “هآرتس” ان صاحب صحيفة “يسرائيل هيوم”، شلدون ادلسون، شهد امام الشرطة، بأن رئيس الحكومة طرح امامه موضوعا ذو اهمية اقتصادية كان قد تحدث بشأنه مع صاحب “يديعوت احرونوت” ارنون موزيس، حسب ما نشرته القناة العاشرة في التلفزيون مساء امس. ومن شأن هذه الافادة ان تعزز الأدلة بشأن نية نتنياهو الجدية بتنفيذ الصفقة مع موزس، وذلك خلافا لخط الدفاع الرئيسي الذي يتبعه نتنياهو، والذي يدعي انه خدع ممول “يديعوت أحرونوت” ولم يقصد تنفيذ وعده. وكان ادلسون وزوجته قد ادليا بإفادتهما في هذه القضية، للمرة الثانية في الشهر الماضي. وقبل اسبوعين، كشفت “هآرتس” بأنه تم اعتبار افادة ادلسون “بالغة الاهمية”.

ويشتبه نتنياهو في الملف 2000، بمحاولة عقد صفقة مع موزس، تقوم على تغطية الصحيفة بشكل ايجابي لنشاطات رئيس الحكومة، مقابل قيام نتنياهو بتمرير قانون يقلص من انتشار “يسرائيل هيوم” واعادة مجموعة “يديعوت احرونوت” الى مكانتها الريادية. وفي سبيل الحسم في الملف وما اذا سيتم تقديم لائحة اتهام، طلب المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت من محققي الشرطة صياغة ادلة على محاولة نتنياهو تنفيذ الصفقة فعلا. ويمكن لافادة ادلسون ان تدل على هذه المحاولة.

وتعتبر الادلة المرتبطة بجدية نتنياهو في تنفيذ الصفقة مع موزس، بالغة الاهمية، لأن نتنياهو يدعي انه جرى حوار تجار الخيول بينه وبين موزس، ولم يكن لدى أي منهما نية تنفيذ الوعود المتبادلة. ومن شأن تقرير الامس اضعاف ادعاء نتنياهو هذا.

المئات يتظاهرون مطالبين بمحاكمة نتنياهو

الى ذلك، تكتب الصحيفة ان مئات الاسرائيليين تظاهروا، مساء امس السبت، للأسبوع الثالث والثلاثين، ضد المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، على خلفية سلوكه في التحقيقات ضد نتنياهو. وطالب المتظاهرون المستشار القانوني بالاستقالة بسبب تعامله المتساهل مع رئيس الحكومة. كما طالبوا بتقديم نتنياهو للمحاكمة.

وتجري المظاهرات ضد مندلبليت في 13 مدينة في البلاد، علما انه انضمت اليها، امس، حيفا وبئر السبع والعفولة. وشارك العشرات في كل واحدة من المظاهرات التي جرت في اشدود والخضيرة وروش بينا ونهاريا وحيفا. وشارك في مظاهرة بيتاح تكفا، التي جرت على مسافة نصف كيلومتر من بيت مندلبليت، رئيس حزب العمل ابي غباي ورئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، والنائب ميخال روزين من ميرتس.

وقال غباي ان “على رؤساء الائتلاف اظهار الشجاعة وتفكيك الحكومة”، مضيفا انه قرر تدعيم المتظاهرين الذين يأتون كل اسبوع “لكي يقولوا بشكل واضح انهم ليسوا مستعدين لتقبل الفساد – لا السلطوي ولا الشخصي ولا ذلك الذي يستتر وراء نظم مغسولة”. وقال ان “الاجراءات القانونية بطيئة بطبيعتها ويجب ان تجري في المحكمة، لكن هناك اعمال وسلوكيات غير مناسبة على المستوى الاخلاقي والرسمي. توجد اعمال لا خلاف عليها ومن بينها هدايا بمئات الاف الشواكل وتدخل عميق من قبل ابن عم (نتنياهو) في صفقات السفن. تكفي هذه الحقائق لكي يقول قادة الكتل لنتنياهو ما قاله هو في حينه لاولمرت: حتى هنا. هناك لحظات لا يمكن فيها لقادة الجمهور الاختباء وراء الاجراءات القانونية”.

نتنياهو يغادر الى باريس وبودابست

تكتب “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غادر اسرائيل بعد منتصف الليلة الماضية، في طريقه الى فرنسا وهنغاريا. وسيبدأ نتنياهو زيارته في باريس حيث سيشارك اليوم في مراسم احياء الذكرى الخامسة والسعبين لطرد يهود فرنسا الى معسكرات الابادة. وسيشارك في المراسم الرئيس الفرنسي عمانوئيل مكرون.

كما سيشارك نتنياهو في مراسم احياء اليوم القومي لضحايا الجرائم العنصرية واللاسامية. وبعد ذلك سيعقد نتنياهو جلسة عمل مع الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه.

ومن المقرر ان يغادر نتنياهو فرنسا، غدا، في طريقه الى هنغاريا، حيث سيحل ضيفا على مؤتمر رؤساء دول حلف “فيشوغراد” الذي يضم دول اوروبا الشرقية بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا وهنغاريا. وخلال المؤتمر الذي سيعقد في بودابست يتوقع عقد لقاء بين نتنياهو ورؤساء حكومات الدول الاربع. كما سيزور نتنياهو الجالية اليهودية في المدينة ويجتمع مع قادتها.

مقالات

العملية في الحرم: نتنياهو وعباس قررا العمل معا

يكتب براك ربيد، في “هآرتس” انه منذ سنة كاملة لم تجر محادثة هاتفية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. في 2016 كانت وفاة شقيق الرئيس الفلسطيني هي السبب الذي جعل نتنياهو يتصل به من اجل تعزيته. ويوم الجمعة، كانت العملية في اكثر مكان مقدس لليهود وثالث الاماكن المقدسة للمسلمين هي التي قادت الى المحادثة الاستثنائية.

لقد اتخذ نتنياهو قرارا بالمبادرة الى المحادثة خلال جلسة المشاورات الهاتفية التي اجراها يوم الجمعة صباحا مع وزير الامن افيغدور ليبرمان، ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان، وقادة الاجهزة الأمنية. يمكن التكهن بأن من اوصى نتنياهو بالاتصال بالرئيس الفلسطيني هو منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، الذي تواجد على الخط خلال محادثة المشاورات.

قبل عامين، في تموز 2015، بادر نتنياهو الى محادثة مشابهة جدا مع عباس، وذلك في اعقاب العملية الارهابية التي قتل خلالها ابناء عائلة دوابشة على أيدي مخربين يهود. ورغم ان منفذي العمليتين وصلوا من خلفيات مختلفة تماما، الا ان الهدف من المحادثة الهاتفية – تلك التي جرت قبل عامين، ومحادثة يوم الجمعة – كان متشابها – منع التصعيد. الفارق هو انه بينما كان لعملية قتل ابناء عائلة دوابشة محفز اشعال انتفاضة في الضفة الغربية، فان عملية قتل الشرطيين الإسرائيليين واطلاق النيران في الحرم كان يمكنها ان تشعل حربا دينية في الشرق الاوسط.

لقد تصرف نتنياهو وعباس بمسؤولية كبيرة. لقد فهما جيدا ان العملية في الحرم الشريف تنطوي على خطر اكبر وان المتطرفين والمهووسين في الجانبين، يمكن ان يستغلانها بشكل يؤدي الى اندلاع عنيف غير مسبوق في حجمه. لقد قرر الزعيمان في نهاية الأسبوع الخروج عن المألوف وبدلا من المواجهة وتجنب الحوار، قررا التعاون من اجل حل الأزمة ومنع انفجار البركان. وخلافا لحالات سابقة لم يهاجم نتنياهو عباس بشكل علني ولم يتهمه بالتحريض والمسؤولية عن العملية. ومن جانبه شجب الرئيس الفلسطيني بشكل استثنائي، ايضا، العملية، بل نشر بيانا رسميا باللغة العربية. كما امتنع عن مهاجمة اسرائيل على الملأ على خلفية اغلاق الحرم الشريف وعمل على الموضوع عبر قنوات دبلوماسية هادئة.

وقد سارع المبعوث الأمريكي للعملية السلمية، جيسون غرينبلات، الى الثناء على التعاون بين نتنياهو وعباس. فغرينبلات يحاول بكل قواه العثور على صيغة تسمح ببناء قليل من الثقة بين نتنياهو وعباس، عله يتمكن لاحقا من استئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين. يمكن لغرينبلات محاولة البناء على هذه المحادثة الهاتفية. وربما لا يستطيع نتنياهو وعباس في هذه المرحلة اجراء مفاوضات حول الاتفاق الدائم، لكنهما اثبتا انه حين يلح الأمر فان في مقدورهما العمل معا على القضايا ذات المصالح المشتركة. لا يجب انتظار سنة اخرى او وقوع عملية خطيرة اخرى من اجل اجراء محادثة هاتفية اخرى او حتى اول لقاء عمل منذ سبع سنوات.

سلوك نتنياهو وعباس في موضوع الحرم الشريف يدل على نقطة ضوء معينة، لكن شجب اسرائيل من قبل العالم العربي، وخاصة من قبل الاردن بسبب قرار اغلاق الحرم ردا على العملية، فيعتبر مصدر قلق. التوتر مع الأردن في موضوع القدس والحرم بشكل خاص، يتزايد. رغم التعاون الامني بين الدول في الموضوع السوري وايران وحزب الله، الا ان هناك خلافات علنية وعميقة في الموضوع الفلسطيني، تندلع في كل مرة وتؤثر على العلاقات. قسم كبير من الدول العربية السنية، التي يلمح نتنياهو وليبرمان طوال الوقت، الى حدوث تسخين دراماتيكي في العلاقات معها، قامت بنشر بيانات شجب لإسرائيل في نهاية الأسبوع. هذا دليل آخر على انه رغم احلام الخيال لدى كبار القادة في الحكومة الاسرائيلية، فان الدول العربية لا تنوي التخلي عن القضية الفلسطينية ودفع تطبيع العلاقات مع اسرائيل بشكل مستقل.

عدد الفلسطينيين الذين يختارون اطلاق النار لا يزال صغيرا

تكتب عميرة هس، في “هآرتس” ان القتلى الخمسة (في عملية الحرم – المترجم)، تجمعهم لغة امهاتهم العربية، ويحملون ذات المواطنة الاسرائيلية، ويعتبرون نتاج ذات السياسة الاسرائيلية. هذه هي اكثر لحظة لا تلائم الدخول الى حقل الألغام الذي عاد وتكشف امس الاول، مع اطلاق النار في القدس القديمة، وفي وقت ليس من المقبول فيه طرح اسئلة بسبب قدسية الدم وألم العائلات. ورغم ذلك:

* يبدو لي من المنطقي والمطلوب، ان يتنصل المسلمون من اطلاق النيران القاتلة الذي تم على مدخل موقع اسلامي بالغ القدسية. من المنطق ان يقولوا قبل فوات الاوان، بأن القدسية بالذات ترفض استغلالها لسفك الدماء، ولو على سبيل منع شبان اخرين من المسارعة الى تقليد العملية.

* على حلبة الفيسبوك الفلسطيني (على الأقل ما اشاهده) سارع الكتاب الى شجب اغلاق الأقصى امام المصلين والبلدة القديمة امام الفلسطينيين، لكنهم حذروا من التطرق الى مكان اطلاق النار، وبالتأكيد لم يشجبوه. وكان هناك من شجبوا الشاجبين الفلسطينيين (يمكن الافتراض بأنهم قصدوا محمود عباس، الجبهة والعربية الموحدة). كما وقعوا كتاباتهم بمقولة “المجد للشهداء”. في المقابل، سمعت خلال محادثات شفوية تحفظا واضحا من سفك الدماء على مدخل مكان مقدس، وشبهات واضحة بأن المنفذين هم افراد من المتأثرين بداعش. وعندها بدأ، ايضا، الحديث عن مؤامرة: من يخدم اطلاق النار؟ ليس الفلسطينيين.

* ليس صدفة ان الشرطيان هما درزيان. فإسرائيل تقوم عمدا بوضعهم في المناطق التي يكون فيها الاحتكاك مع الفلسطيني المقموع مباشرا: في الادارة المدنية، في ازقة البلدة القديمة في القدس، في شرطة الخليل. فليصيبوا بعضهم البعض، وليكرهوا بعضهم، وليراكموا المرارة ازاء بعضهم، وليستهتروا ببعضهم، ولتتحطم فلسطينيتهم المشتركة.

* اكثر امر منطقي لتهدئة الاوضاع هو ترك الاقصى للمصلين والقدس القديمة – مفتوحة للفلسطينيين (ليس فقط لسكانها وللسياح واليهود). لكن اسرائيل تفضل خلق حالة طارئة خطيرة، بل واكثر اشتعالا. مرة اخرى تحت ستار الخطوات الأمنية، تزحف وتغير الترتيبات في المكان المقدس لحوالي مليار ونصف مليار مسلم في العالم. صناع القرار ليسوا افرادا متأثرين بـ”توراة الملك” وانما شخصيات رسمية ومنتخبي جمهور (وربما ايضا متأثرون بتوراة الملك).

* اسرائيل تتعامل مع كل فلسطيني طعن او اطلق النار كممثل للشعب الفلسطيني، كجزء من المجموع، ولذلك تسارع فورا الى الانتقام من المجموع. هذا سبب رئيسي لعدم تمكن المجموع من التنصل على الملأ من عمل الفرد، حتى عندما يتحفظ منه ويتخوف من آثاره: زيادة التحريض ضد الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، تكثيف القمع في القدس. وهذا يتم عمله ايضا بوجود وبغياب فلسطينيين افراد يقتلون افراد شرطة دروز.

* الجنود وافراد الشرطة هم مبعوثون رسميون لدولة اسرائيل – اذا فشلوا وتهوروا وتم كشفهم وهم يعتدون على فلسطينيين “بدون مبرر”، تتعامل معهم المؤسسة كأفراد استثنائيين يتحملون المسؤولية عن حالتهم. انهم لا يعتبرون ممثلين لأي حي، مدينة او تيار فكري معين، ولا يفكر احد بمعاقبة كل هؤلاء بسببهم. وبشكل أقل يتم عرضهم كممثلين للجيش والشرطة، والذين يعتبر عنفهم ايمانهم، ودوس الفلسطينيين مهمتهم.

* طقوس الكفاح الفلسطيني المسلح تقدس على الفور كل فلسطيني يستخدم السلاح، قَتل وتم قتله. من جانب آخر، يعتبر السلاح الاسرائيلي ناجعا وقاتلا بضعف تريليون مرة، وضحاياه الكثيرين هم من الفلسطينيين، سواء كانوا مارة في الشارع او ناموا في أسرتهم، او تظاهروا ورفعوا شعارات، او لوحوا بسكين او اطلقوا النار. هذه الحقيقة ايضا تجعل من الصعب اعلان التنصل الفلسطيني العلني من اطلاق النار القاتلة في مكان مقدس.

لماذا، يا للجحيم، يعتبر التقليد الفاشل للسارق وسلاحه مقدسا ومصدر تقدير؟ رأسي النسوي لا يستوعب ذلك.

* ما كان يجب على محمود عباس ان يشجب امام نتنياهو عملية اطلاق للنار نفذها مواطنون من اسرائيل (يبدو ان احدهم كان مرافقا فقط ولم يطلق النار). لا توجد لعباس واجهزته الأمنية أي صلاحية او مسؤولية في البلدة التي خرج منها مطلقو النار. لا توجد علاقة لهم بمطلقي النار او صلاحيات في المكان الذي تم فيه اطلاق النار. الشجب كان موجها للعنوان الخاطئ.

* شرطة الاحتلال، المسلحة حتى العنق، تستهتر وتعادي وتهاجم وتدنس طوال الوقت باحات الاقصى ومحيطه، وتمس بمشاعر المسلمين مهما كانوا وبمشاعر كل من تهمه مشاعرهم. شرطة اسرائيل منتشرة في البلدة القديمة وفي محيط الاقصى من اجل حماية غنائم جمعيات “إلعاد” و”عطيرت كوهنيم” وامثالهما والسماح بتوسيعها.

* على خلفية هذا الاستفزاز اليومي، ورغم طقوس السلاح، يبرز العدد القليل للفلسطينيين الذين يختارون الانتقام بواسطة اطلاق النار وما اشبه. حتى بدون قيادة يصغون اليها، وتقول كلماتها بشجاعة، يعمل مئات الاف الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس والذين يصلون اليها كمجموع واحد، يوميا: انهم يتجملون بالصبر، بقوى عليا، وهم يعرفون ان الرد الفردي، الشخصي، على القمع هو ليس الجواب او الطريق.

فشل القيادة العربية

يكتب عوديد غرانوت، في “يسرائيل هيوم” انه يصعب المبالغة في وصف خطورة العملية التي وقعت يوم الجمعة في الحرم. فقد نجح ثلاثة شبان، من عرب اسرائيل، ويحملون بطاقة الهوية الزرقاء، بتهريب سلاح اوتوماتيكي الى الحرم وبعد ذلك قتل شرطيين كانا يحرسان المكان.

هذا حدث خطير واستثنائي، حتى اذا اخذنا في الاعتبار حقيقة ان القتلة الثلاثة، ابناء عائلة جبارين من ام الفحم، ليسوا معروفين للجهاز الأمني كنشطاء ارهاب.

وسنقول على الفور: انه يحظر في هذه الجريمة الرهيبة، التعميم واتهام كل عرب اسرائيل، الذين هم في غالبيتهم مواطنون يحافظون على القانون؛ وبالروح ذاتها، يمنع الافتراض بأنه في البلدات العربية، مثل ام الفحم التي تعتبر حصنا للجناح الشمالي للحركة الإسلامية برئاسة رائد صلاح، لن يتواجد المزيد من الشبان الذين تعرضوا الى غسيل دماغ وتم تحريضهم، وسيقومون بتقليد رفاقهم.

من اجل منع ذلك هناك حاجة أولا الى عمل حثيث من قبل قيادة العرب في اسرائيل. لكن هذه القيادة، ولبالغ الأسف، وقعت في فشل مخجل. صحيح انه خلال الجلسة المغلقة التي عقدها قادة الجمهور العربي في الناصرة، سمع حديث عن الحاجة الى “التوضيح لشبابنا بأن نضالنا يجب ان يكون شعبيا وليس مسلحا”، وانه “من المناسب نصحهم بالامتناع عن استخدام مصطلح الشهيد” لكنه لم تتغلغل أي مقولة واضحة وحازمة في البيان العام، الغامض والمضطرب الذي نشرته القيادة العربية بعد العملية.

اضف الى هذا، ان القادة العرب الذين تحفظوا من استخدام السلاح لم يتجرؤوا على الانضمام الى النائب عيساوي فريج الذي دعا بصوت واضح الى التنصل من القتلة في الحرم. وبالإضافة الى ذلك، وبدلا من المشاركة في حزن الطائفة الدرزية على مقتل الشرطيين، فضلت القيادة العربية اظهار الجبن و”تحويل رسائل هادئة الى الدروز”.

يمكن الافتراض انه حتى لو صدر شجب حازم للقتل من قبل قيادة عرب اسرائيل – فلن يكون ذلك كافيا. لكن هذا لا يكفي للتكفير عن الصمت والتأتأة. جهازا الشاباك والشرطة هما من يجب ان يسدان الثغرات الان ومضاعفة الجهود الاستخبارية.

الحرم القدسي هو احد الاماكن المشحونة جدا في العالم وتتطلب ادارته الكثير من الحذر والحكمة والوعي. قرار اغلاق الحرم، بهدف التأكد من عدم وجود اسلحة اخرى فيه، وخلال تجاهل تحذيرات الاردن واصوات التحريض الصادرة عن حماس، كان قرارا صائبا. وهكذا، ايضا قرار فتح الحرم ظهر اليوم والاعلان بأنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن رغم العملية الصعبة.

يمنع شد البساط

تكتب سمدار بيري، في “يديعوت احرونوت” ان الوضع بالغ التوتر والانفجار، ومن شأن كل خطأ صغير في احد الجانبين ان يشعل العنف الذي سيقود الى انتفاضة جديدة. المسجد الاقصى هو المكان الثالث من حيث اهميته (بعد المسجد الحرام ومسجد النبي محمد في المدينة) بالنسبة لميار ونصف مليار مسلم في انحاء العالم. ادارة المسجد هذا تضم شركاء من الجانب الأردني، والفلسطيني والاسرائيلي، ومن الجامعة العربية، والى حد ما من السعودية، ايضا، بل حتى ملك المغرب الذي يحمل لقب “رئيس لجنة القدس”.

ولكن في اتفاق السلام في 1994، حصل ملك الأردن من رئيس الحكومة الاسرائيلية، على المسؤولية الحصرية عن قدس اقداس المسلمين في الحرم القدسي. منذ عشرات السنين يدفع القصر الملكي في الأردن رواتب رجال الوقف في الحرم القدسي ويهتم بتمويله الجاري، ويضيف الملك ما يحتاجه الأمر من جيبه الخاص. عندما لاذ القادة الى الصمت في نهاية الاسبوع، وصفت وسائل الاعلام في العالم العربي عمليات التفتيش في المساجد بمصطلحات “اختطاف” من اجل السيطرة على المكان وانتزاعه من ايدي المسلمين.

في المجمل العام ليس من الضرورة ان نتأثر بشكل خاص من الرد الحاد للمتحدث باسم الحكومة الأردنية. حين يكون نصف سكان المملكة هم من الفلسطينيين، فان الهدف من هذا البيان هو نقل رسالة مطمئنة – بأن القصر الملكي لن يتراجع ولن يهدأ حتى يتم استئناف الصلاة في الاقصى. هل يبث هذا البيان برودة الى الآذان الاسرائيلية؟ يسمح لنا بالتكهن بأن الاستخبارات الأردنية حصلت على صورة اوسع.

كما يمكن القول ان البيانات التي صدرت عن حكومتي قطر والكويت وعن الجامعة العربية في القاهرة، والتي غضت النظر عن العملية التي ادت الى اغلاق الحرم، كانت متوقعة. ما يثير بشكل اكبر هو ان السعودية تجاوزت الأمر، والمغرب نأت بنفسها عن الموضوع، ومصر اكتفت بإبداء القلق. كما فهمت، فقد تم من وراء الكواليس، ارسال رسائل من القدس، تعرض ظروف الحادث وتؤكد انه تم اخراج الأسلحة من الدواخل الخفية للمسجد الاقصى. لكن ما خرج في النهاية، يا للسخرية، هو انه تم التعامل مع هذه العملية في الشارع العربي كاستنزاف دموي بين مواطنين اسرائيليين – المهاجمين وضحاياهم – على حسابهم وعلى حساب الطقوس الدينية للمصلين في الاقصى. في نظر الجانب الثاني، انه ما دام ابو مازن قد قام بواجبه وشجب العملية، التي لم تنفذ بأيدي مواطنين فلسطينيين من المناطق ضد يهود، فلماذا امرت اسرائيل بفرض عقاب جماعي؟

حتى اليوم تم منع صلاة الجمعة في الاقصى في مرة واحدة فقط: في 1969، بعد عامين من حرب الايام الستة. لقد المح نتنياهو خلال المحادثة الهاتفية مع ابو مازن، بأنه سيسمح يوم الجمعة القادم بالدخول للصلاة في الحرم، شريطة الا يتم العثور على ادلة خطيرة. هذه هي الفترة الزمنية التي تم منحها للشرطة والشاباك من اجل اجراء فحص اساسي حول ما يبدو كفشل استخباري.

لقد بدأت تعلو من هذه القضية رائحة سيئة للإخفاق التنفيذي. كيف تمكن المخربون الثلاثة من ام الفحم من تهريب – اذا كانوا قد هربوا فعلا- السلاح الناري الى منطقة الحرم؟ هل ناموا ليلتهم في المسجد؟ اين كانت “العيون”؟ من كان من داخل الحرم شريكا في السر، اذا كان هناك شريك، وتولى اخفاء السلاح او اعطائه لهم؟ ذلك انه يمكن التكهن بأن اسرائيل عثرت على طرق لتعقب ما يحدث سرا، حتى في الايام السيئة في المكان المشحون. وسؤال آخر: الى اين اختفى التحذير الاستخباري بين الاستعداد للخروج من ام الفحم وحتى فتح النار صباح يوم الجمعة؟

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا