الرئيسيةمختاراتمقالاتإفريقيا قارتي وهي أيضا بيتي

إفريقيا قارتي وهي أيضا بيتي

بقلم: تمارا حداد

هي مقولة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية والتي تؤكد اهتمام المملكة المغربية بإفريقيا ، كون المغرب بلد أفريقي بانتمائه ، يؤمن بقدرة أفريقيا على رفع التحديات التي تواجهها وعلى النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة لشعوبها لما يتوافر في إفريقيا موارد طبيعية وكفاءات بشرية هائلة .

تشكل القارة الإفريقية الأسبقية في السياسة الخارجية للمملكة ، وإحدى أولويات الملك محمد السادس ، يستند المغرب بعلاقاته ضمن ثقافة التقاسم والتفاهم من اجل تطوير متجانس ، فعلاقات المغرب بإفريقيا هي علاقات تاريخ مشترك وهوية متجانسة ومتكاملة في ظل انتماء جغرافي واحد ، تؤمها علاقات تاريخ وهوية وجغرافيا وإيمان وقناعة بالانتماء والمصير المشترك .

يقوم المغرب بتطوير نموذج متعدد الأقطاب ، لا يقتصر علاقاته مع إفريقيا بالاقتصاد بمختلف مكوناته سواء الخدمات بما فيها النقل واللوجستيك ، والتأمينات ، بل يتعداها إلى مجالات متعددة متنوعة ومتكاملة الاجتماعية ، ومنها الثقافية والأمنية والدينية .

في هذا السياق يولي المغرب أهمية خاصة للعنصر البشري في إفريقيا سواء من خلال التأهيل والتكوين أو عبر انجاز برامج التنمية ، والتي لها تأثير مباشر في تحسين ظروف عيش المواطن الإفريقي .

المغرب حريص على توطيد الأمن والاستقرار بمختلف مناطق القارة الإفريقية ، وهذا يتجلى في مساهمته في عمليات حفظ السلام تحت لواء الأمم المتحدة ، ومبادرات حل النزاع بالطرق السلمية ، إضافة إلى التعاون الأمني في محاربة الإرهاب ، أما في المجال الديني فانه يقوم بنشر الإسلام المعتدل ، والتصدي لفكر التطرف والانغلاق .

يجسد المغرب علاقاته بإفريقيا بالبعد الإنساني والروحي ، ويقوي علاقاته ضمن علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب وتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدان إفريقيا ، إفريقيا هي التاريخ والانتماء ، يقوم الملك محمد السادس بتطوير الاستراتيجيات إزاء القارة الإفريقية والتي تؤكد الديمقراطية ودعم الناحية الاقتصادية وتعزيز الموارد البشرية .

المغرب من الدول الداعمة التي تعمل في إطار جنوب –جنوب كشراكة فاعلة ومنتجة للثروة ومبنية على مبدأ التنمية المشتركة في القارة وانجاز مشاريع تنموية ، يلتزم المغرب تجاه إفريقيا ليس بالشعارات وإنما بالأفعال الحقيقية ، ليحول هذه الاستراتيجيات إلى مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على إفريقيا .

تبرز الأهمية الإستراتيجية لتواجد المغرب في إفريقيا ، على عدة مستويات :-

أولا :- المستوى الدبلوماسي ، حيث وقع المغرب 952 اتفاقية مع 80%من الدول الإفريقية تشمل مجالات التعاون ، التعليم ، الصحة ، البنية التحتية ، الطاقات المتجددة ، المياه ، وتطوير الشبكة الدبلوماسية المغربية في إفريقيا .

ثانيا :- المستوى الثقافي والديني ، يتخرج من الجامعات المغربية حوالي 25000 طالب إفريقي ، ويقوم معهد محمد السادس بتخريج الأئمة والمرشدين والمرشدات ، 78% منهم من السنغال والنيجر ومالي والكوديغوار وغينيا ورواندا وتنزانيا .

ثالثا :- المستوى العسكري ، يتواجد حاليا 1596 من القبعات الزرق المغاربة بالقارة الإفريقية ، وبلغ 60000 عدد القبعات الزرق المغاربة الذين تم نشرهم من اجل حفظ السلام في إفريقيا ” الكونغو ، الصومال ، الكوديغوار، الكونغو الديمقراطية ، جمهورية إفريقيا الوسطى ” .

رابعا :- المستوى الاقتصادي ، ثلث الاستثمارات الخارجية المغربية موجهة لإفريقيا ، حيث أصبح المغرب ثاني مستثمر إفريقي داخل إفريقيا والأول بغرب إفريقيا .

خامسا :- على مستوى الاتصالات ، يتوافر لدى المغرب بنية لوجستية كبيرة مثل ميناء ” تانجر مد ” الذي يوفر 34 خط بحري يوميا باتجاه 20 بلد في إفريقيا ، يوفر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء 32 رحلة يومية باتجاه مختلف عواصم القارة الإفريقية بمعدل 100 رحلة في الأسبوع .

المغرب يبقى في طليعة الدول الذي سيساهم بكل عزم في خدمة مصالح القارة وتعزيز وحدة وروابط شعوبها ، ويتطلع دائما إلى مواصلة إسهامه بمختلف الإشكالات والرهانات التي يواجهها ليعزز روح التكامل والاندماج الإفريقي ، ويفتح آفاق أوسع أمام التعاون بين دول إفريقيا ، ومع باقي المجموعات الإقليمية والقارية في إطار احترام الخصوصيات والثوابت الوطنية لكل دولة .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا