الرئيسيةتقاريرقضايا المرأة والشباببين فلسطين والعالم.. تجارب ونصائح شباب في السفر

بين فلسطين والعالم.. تجارب ونصائح شباب في السفر

رحمة حجة – السفر تجربة، لها مواسمها، وفق البلد الوجهة أو الفرصة المتاحة للمسافر. وله طقوس وعادات، يتعلمها الناس مباشرة أوعبر نصائح الآخرين.
“الحياة الجديدة” رصدت آراء عدد من الشباب الذين أتيحت لهم فرصة السفر أكثر من غيرهم، لدواعٍ مختلفة، وتحدثوا عن تجاربهم التي خرجوا منها بنصائح للموشكين على السفر.

دول وأفكار
تقول هناء حويل (21 عامًا)، المقيمة في الدنمارك، إنها اعتقدت سابقًا أن “العرب منبوذون وغير مرغوب بهم في الدول الغربية”، لكن سفرها إلى دول عديدة مثل السويد والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا والدنمارك، غيّر هذا الاعتقاد لديها، لتجد “احترامًا متبادلًا بين مختلف الجنسيات والأعراق”. وفي حين كانت نجاح الخطيب (26 عامًا)، تظن أن الوُجهة في السفر هي الأهم، اكتشفت بعد سفرها لدول عديدة أن الرفقة الطيبة “تمنح المكان سحره” وفق تعبيرها لـ”الحياة الجديدة”.
والخطيب، التي تقيم في رام الله، حملت في ذاكرتها عديد الأفكار عن الدول التي زارتها، فأميركا للتسوّق، والأضواء لإمارة دبي، والطيبة وجدتها في الكويت، أما السعودية فمسقط رأسها، بينما حظيت ألمانيا بصفة الرقيّ، وتركيا الحضارة، وجمال الطبيعة للبنان، ولا تحمل لسوريا إلا الشوق. ويتفق صالح دوابشة (31 عامًا)، مع الخطيب على أن تركيا دولة الحضارة.
بينما تمثل له دبي، التي يقيم فيها حاليًا، النسخة العربية من أوروبا، وللعراقة اسم لديه، هو سوريا، وبكلمة واحدة وصف دوابشة الولايات المتحدة أنها “ضخمة”.
وقبل أن يسافر خارجها، كانت الضفة الغربية لدوابشة “عالمه الكبير”، وقال “رأيتُ الدول الأخرى كواكب في مجرات خارجية، كما ظننت السفر شيئًا بعيد المنال، ولم تكن لدي صور نمطية عن سكان الدول الأخرى إلا ما أشاهده في التلفاز”.
يتابع: “في السفر أتعمد مصادقة أهل البلد الأصليين وأتقرب منهم، فيأخذونني لمناطق سرية لا يعرفها السياح”.
ومن بيت لحم، يقول أحمد ديرية (25 عامًا): “قبل سفري للسعودية توقعت ألا أرى أي امرأة عاملة، لكنني التقيت فيها بعديد النساء الناشطات اللاتي أسهمن بدور كبير في بناء المجتمع السعودي، وقويات أحدثن تغييرات اجتماعية وما زلن..”. وبكلمة واحدة لخصّ ديرية البلدان التي زارها، فكان من نصيب الأردن “الاستقرار”، والإمارات “النظام” ولبنان “الطيبة” وتونس “الحب” والعراق “الحزن” ومصر “الأصالة” والبحرين “التطوّر”، أما السعودية فمثلّت له “التناقض”.
وعكس ما رأى ديرية في الأردن، قالت حويل، إنها عنوان “الفوضى”، بينما رأت في النمسا “الهدوء”، ومثل دوابشة، شعرت بأن الشعب السويدي “ودود وطيب”.

“اقرأ أكثر
” لينا قادري (35 عامًا)، التي سافرت لدول متنوعة الثقافات واللغات، مثل: العراق، الجزائر، النمسا، رومانيا، وبلغاريا، واجهت صعوبات عدة أول تجربتها، تمثلت بـ” ذل التفتيش في المطارات والنقاط الحدودية”، وفق ما تقول لـ”الحياة الجديدة”، لكنها تخطّتها “باحترام وظيفة رجل الأمن واستيعاب أن العالم لم يعد آمنًا”.
ومما تعلمته ونقلته إلى بيتها في رام الله، كان وصفات الطعام المختلفة والمتنوعة من الدول التي زارتها، تلك التي راق لها مذاقها.
بينما لم تتغلب الخطيب لغاية الآن، على التلبكات المعوية التي تصيبها عند كل إقلاع وإثر كل هبوط من الطائرة.
وتقول إن أفضل ما اكتسبته من السفر “الاعتماد على النفس وحب الاستكشاف”. أما دوابشة، فأفضل ما تعلّمه عبر السفر هو تقبّل الاختلاف الثقافي الذي يُبنى بالضرورة على اختلاف ظروف النشأة والتربية، مضيفًا “إذا لم ندرك هذا الاختلاف ولم نطلع على الأفكار المغايرة، لن نقوى على عقد حلف مع أي شخص خارج فقاعتنا الصغيرة”.
وكان دوابشة نقل إلى فلسطين تجربة تتمثل في “خلق جيل شاب يصيغ الأخبار بأدواته الصغيرة وينقلها عبر الإعلام الاجتماعي ويصنع الأفلام التي تعبر عن واقعه وأحلامه”، بما يتفق والثقافة الفلسطينية.
ومن جنين، تحدثنا مي عساف (26 عامًا) عن تجربتها، بعد سفرها إلى الأردن وكندا وإيرلندا والمغرب وقطر، فتقول “تعلمت كيفية التعامل مع بعض الجنسيات، واستغلال الوقت بشكل جيد ومفيد”.
وعودة إلى رام الله، مع تالا حلاوة (26 عامًا)، التي سافرت إلى إنجلترا واسكتلندا في المملكة المتحدة، وماليزيا ودبي وتركيا وأستونيا، وعن عاداتها قبيل السفر تقول لـ”الحياة الجديدة”: “أقرأ كثيراً عن البلد الهدف وثقافة شعبه، ما يُبعدني عن الأفكار المغلوطة عنهم، ويساعدني في وضع خريطة للمواقع المفضلة زيارتها هناك”.
وتنصح المسافرين الجدد بـ”استغلال التكنولوجيا للوصول إلى الوجهات لتجنب ضياع الوقت، دون إلغاء فكرة الضياع قليلًا إذا كان الوقت يسمح بالمشي على الأقدام دون وجهة محددة واستشعار حلاوة الاستكشاف”.
وحثّت قادري المسافرين الجدد على عدم الخوف من التجربة في التجول بين شوارع البلاد والذهاب للمقاهي الشعبية فيها، مع التريّث في الإقبال على الثقافات المختلفة كي “لا يصاب المسافر بصدمة ثقافية قد تعيده إلى بلده خائبًا”، وفق تعبيرها.
ماذا عن الصور، الشيء الذي تقوم به غالبية السيّاح لدى زيارتهم أماكن جديدة؟ يقول دوابشة: “لا تصوّر قبل أن تعطي للمكان حقه. استمتع بالمكان، ثم التقط بعض الصور إن أمكنك. وشخصيًا، كانت اللحظات الأجمل في سفري التي لم ألتقط لها صورًا”.
واكتفت الخطيب بالقول “عش اللحظة كتجربة لن تتكرر”، فيما أشارت عساف إلى أهميّة الاختصار في الملابس عند السفر، ودعت الذين يسارعون بتحميل صور رحلاتهم على الفيسبوك إلى الانتظار حتى يعودوا إلى بلادهم، كي لا يضيعوا وقتًا قد يستغلونه في اكتشاف الجديد”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا