الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحماس ماضية في ضرب المشروع الوطني

حماس ماضية في ضرب المشروع الوطني

الازمة التي وقعت بها حماس منذ انتهاء حكم الاخوان المسلمين في مصر وأصبحت تهدد مصيرها ومستقبلها السياسي جعلتها تبحث عن حلول للخروج من هذه الازمة. وطرحت قيادة حماس سيناريوهات عدة لحل مشاكلها لكنها كانت تصطدم بكثير من العقبات،وحاولت فرض سياسة الامر الواقع بفرض سيطرتها على الحكم في قطاع غزة في محاولة منها لمساومة القيادة الفلسطينية الحريصة دائما على وحدة الوطن وابتزازها وانتزاع بعض المواقف منها، وكان امام حماس هدف واحد تسعى لتحقيقه كمقدمة من اجل الانطلاق الى ما هو ابعد في سياستها وهو تثبيت شرعيتها التي عجزت عن تحقيقها.
اهداف حماس تمثلت في ابعاد حركة فتح عن الحكم وسحب الشرعية منها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وعندما لم تتمكن من ذلك حاولت الدخول في “شراكة” مع حركة فتح بعد ان اغلقت كافة الابواب امامها واضطرت للاستجابة لشروط المصالحة لكنها كانت تخفي وراء ذلك مطامع وتطلعات، وكانت تعتبر المصالحة محطة عبور تتمكن من خلالها تحقيق ما عجزت عنه عبر وسائل كثيرة استخدمتها.
لكن حماس كانت في عجلة من امرها لقطف ثمار المصالحة وبشكل سريع، وبدلا من التوافق مع القيادة الفلسطينية والالتزام ببنود المصالحة اخلت حماس بكافة الشروط والتفاهمات وعمدت الى التصادم مع القيادة الفلسطينية وتوجيه سيل من الاتهامات لها والتشكيك ببرنامجها السياسي ومحاولة كشفها امام الجماهير الفلسطينية وذلك للتغطية على ما بدأت وسائل الاعلام تتناقله من وجود اتصالات سرية بين حماس وإسرائيل عبر اطراف اقليمية. وقد جرت ايضا اتصالات مباشرة بين حماس وإسرائيل واجتمع الزهار مع نتنياهو وكذلك التقى احمد يوسف مع عدد من الشخصيات الاسرائيلية وقد شرعت قيادات حماس بإصدار فتاوى تجيز الاتصالات مع الاسرائيليين للتأكيد على شرعية ومشروعية اي اتفاق يمكن ان يتحقق بين الجانبين، وكان لهم ما ارادوا حيث تم التوصل بين حماس واسرائيل لاتفاق تحتفظ حماس بقطاع غزة وتتشكل الدولة الفلسطينية من قطاع غزة واقتطاع اراض من سيناء وهو المشروع الذي تحقق زمن الرئيس المصري محمد مرسي والذي باع جزء من ارض سيناء لاسرائيل من اجل ضمها للدولة الفلسطينية في غزة.
وتقاطعت مصالح اسرائيل مع مصالح حماس في هذا الموضوع لضرب المشروع الوطني الفلسطيني حيث ان اسرائيل تريد استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها وتريد التحلل من التزاماتها الدولية وإشعار العالم برغبتها حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة لهم في “القطاع”، وحماس التي تريد قطع الطريق على القيادة الفلسطينية في تحقيق مشروعها حيث ان تحقيقه يعني نجاح القيادة الفلسطينية في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفي استمرار تربعها على راس النظام السياسي الفلسطيني وهذا يعني ابقاء حماس خارج المعادلة المحلية والإقليمية بما ينذر خروجها نهائيا من المشهد السياسي الفلسطيني. ولذلك تجاوبت حماس مع المخططات الاسرائيلية وعقدت الاتفاقيات معها وكان المستهدف من كل ذلك منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.
ردود قيادات حركة حماس على اقوال السيد الرئيس حول تفاهمات حماس مع اسرائيل حول هذا المشروع “ايجور ايلاند” جاءت خجولة وضعيفة رغم تعددها لان هناك حقائق لا يمكن اخفاءها ولا تستطيع حماس إنكارها وحاولت حماس من خلال ردود الفعل هذه الاشارة الى ان فشل السياسة الفلسطينية من خلال المفاوضات هي التي دفعت بالسيد الرئيس الى مثل هذه التصريحات.
ربما تقبل حماس على ما هو ابعد من ذلك باصطناعها التعارض لكل الخطوات الفلسطينية في مجلس الامن ونيل عضوية المنظمات الدولية واستمرار اصطفافها وراء حالة الرفض وطرح نفسها بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وطرحها طريق المقاومة وسيلة للخلاص من الاحتلال الاسرائيلي … لكن السؤال الذي يجب مواجهة حماس به من قبل جماهير الشعب الفلسطيني … عن اي مقاومة تتحدث حماس في ظل توقيعها اتفاقيات مع اسرائيل تنازلت فيها عن الضفة الغربية لقاء اقامة دولة لهم في قطاع غزة وفي ظل التآمر على الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

خاص- مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا