الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتصربيا تمنح جنسيتها لدحلان‎

صربيا تمنح جنسيتها لدحلان‎

منحت حكومة صربيا، بشكل سري، الجنسية لمحمد دحلان، المنافس الرئيس لمحمود عباس ومستشار ولي عهد أبو ظبي.
دحلان وعائلته وخمسة من أبرز مقربيه السياسيين منحوا الجنسية الصربية بين فبراير ٢٠١٣ ويونيو عام ٢٠١٤، وفقا لوثائق من الجريدة الرسمية للدولة اطلعت عليها شبكة البلقان للصحافة الاستقصائية (BIRN).
ذلك أن الحكومة قادرة على منح الجنسية للأجانب خلال جلسات مغلقة لمجلس الوزراء باعتبار أنهم خدموا “مصالح الدولة” دون تقديم أي تفصيلات للرأي العام. وقد قدم دحلان وعودا لصربيا بتسهيل استثمارات إماراتية فيها بمليارات اليوروات. ومع ذلك، فقد رفضت الحكومة في بلغراد شرح ما إذا كان هذا هو السبب وراء منحه الجنسية و١١ فلسطينيا آخر في العامين الماضيين.
ورأى مراقبون عرب في هذا أن دحلان يمكن أن يخطط لاستخدام صربيا كقاعدة لتحدي ومواجهة الرئيس عباس وسلطته.
ذلك أن دحلان، قائد أمن السلطة الفلسطينية السابق، كان ينظر إليه كثيرون على أنه الخليفة المحتمل لياسر عرفات لكنه خسر أمام عباس، واتهمه هذا الأخير بالفساد وطُرد من حركة فتح في عام ٢٠١١.
كما أطلقت السلطة الفلسطينية دعوى تشهير ضد دحلان، المقيم في دولة الإمارات، بعد أن انتقد القيادة والقوات الأمنية للسلطة الفلسطينية التابعة لعباس في الضفة الغربية.

وقد كشفت شبكة البلقان للصحافة الاستقصائية أن دحلان استأجر فيلا فخمة في حي راقٍ بالعاصمة بلغراد يفضله الدبلوماسيون.

ورفضت الحكومة الصربية الاستجابة لطلبات من شبكة بلقان للحصول على تفسير لماذا منحت الجنسية لدحلان وعائلته ومؤيديه.

ومع ذلك قال، دوسان سيمونوفيك، السفير السابق لدى مصر وفلسطين، إن هذه الخطوة “تعبير واضح عن الشكر والامتنان لدور دحلان في تنفيذ الاستثمارات المعتمدة من دولة الإمارات العربية المتحدة”
وكان لدحلان دور فعال، أيضا، في إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية جديدة بين ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، والحكومة الصربية. وقد تم تكريمه من طرف الرئيس توميسلاف نيكوليتش بوسام العلم الصربي في أبريل ٢٠١٣ لدوره في “تطوير وتعزيز التعاون السلمي والعلاقات الودية بين صربيا والإمارات العربية المتحدة”

وقد افتتحت صربيا سفارة في أبوظبي في أغسطس ٢٠١٣. وقد أثمرت هذه العلاقات المزدهرة عن وضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من الصفقات بين الحكومتين الموقعة بين صربيا وأبو ظبي، مع وعد بتدفق مليارات اليوروات من الاستثمارات من خلال شركات مرتبطة بالأسرة الحاكمة في الإمارات. ولكن أثارت هذه الصفقات جدلا كبيرا.
وعلى هذا، اشترى الاتحاد للطيران ٤٩٪ من أسهم شركة JAT للطيران في عام ٢٠١٣، رغم ما أثارته الصفقة من مخاوف بشأن ما إذا كان دافعو الضرائب الصرب تلقوا القيمة المالية من بيع ما يقرب من نصف شركة مملوكة للدولة.

وكان من المقرر أن تستثمر شركة “الدار” المملوكة لحكومة أبو ظبي حوالي ١٥٠ مليون أيورو من خلال المزارع المملوكة للدولة، وفقا لاتفاق موقع مع الحكومة الصربية. ولكن، بعد أن أثارت الصفقة الاحتجاجات، قررت الشركة الإماراتية، بدلا من ذلك، شراء حصة في شركة مملوكة لرجل الأعمال الصربي، فوجين ازارافيتش. وقد تم توقيع صفقات ضخمة أخرى متعلقة بالزراعة والأسلحة والالكترونيات والموانئ مع شركات مرتبطة بالعائلة المالكة، وفقا لبيانات صادرة عن الحكومة الصربية، كما تم الإعلان عن مشروع عقاري بقيمة ٢.٨ مليار أيورو باسم “مياه بلغراد”، وهو مشروع مشترك بين الحكومة الصربية وشركة مقرها دبي.

دحلان وجنسية الجبل الأسود:

مصالح دحلان في البلقان ازدهرت في عام 2006 عندما بدأ شقيقه الأكبر عبد ربه وأبناء عمه شركات العقارات والبناء في صربيا والجبل الأسود.
وفقا لوثائق التسجيل للشركة التي حصل عليها BIRN، أنشأ عبد ربه دحلان الشركة العقارية “الفرسان” في عام 2006 في بلغراد قبل بيع بعض أسهمه لأبنائه، بما في ذلك شادي دحلان.
شادي أيضا يدير الأعمال في الجبل الأسود التي يملكها عمه محمد المسماة :” بلاد الشام الدولية”.
ولا يعرف سوى القليل حول أنشتطتهم التجارية في منطقة البلقان. فيما أظهرت الوثائق التي جمعتها BIRN، أنه في حين أن الشركات لديها رؤوس أموال كبيرة في عائداتها بالحد الأدنى.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأ أعضاء الأسرة المالكة في أبو ظبي بزيارة الجبل الأسود في عام 2008 للبحث عن فرص الاستثمار، وفقا لتقارير صحفية في ذلك الوقت، وكان دحلان ضمن الوفد المرافق.
في عام 2010، تم منح دحلان وزوجته جنسية الجبل الأسود، على الرغم من رفض منحها لأبنائه على أساس أن المعالين اقتصاديا لا يشكلون جزءا من مخطط “مصلحة الدولة”. وتظهر وثائق رسمية أن هدية قدمت لدحلان بناء على طلب من رئيس وزراء الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش، الذي وصف دحلان بأنه “صديق” في البرلمان.

وأوصى ديكوفيتش بمنح دحلان وزوجته وأربعة أطفال الجنسية، لأنه كان مسؤولا عن بناء الجسور مع أسرة آل نهيان في أبو ظبي و”وصولهم إلى الجبل الأسود”، الأمر الذي جلب استثمارات كبيرة.
وأضاف رئيس الوزراء: “السيد دحلان هو واحد من أكثر الناس احتراما في ذلك الجزء من العالم [الشرق الأوسط] وبالتالي أعتقد أننا يجب أن نمنحه وعائلته جنسية الجبل الأسود”،

دحلان وأبو ظبي:

ثم يبدو أن اهتمام دحلان قد تحول إلى صربيا، حيث ساعد في إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية جديدة بين أبو ظبي والحكومة الصربية.
ومنح دحلان وسام العلم الصربي في أبريل 2013 من الرئيس توميسلاف نيكوليتش لدوره في “تطوير وتعزيز التعاون السلمي والعلاقات الودية بين صربيا والإمارات العربية المتحدة”.
ثم زار ولي العهد الشيخ محمد بن زايد بلغراد في يناير كانون الثاني عام 2013، عندما التقى نيكوليتش وقام بجولة في ملعب ريد ستار مع فوكتش ودحلان.
عاد فوكتش إلى أبو ظبي في فبراير شباط وأكتوبر 2013، كما فعل دينكيتش في مارس 2013. وافتتحت صربيا سفارة لها في أبوظبي في شهر أغسطس عام 2013.
لعبت هذه العلاقة المزدهرة دورا رئيسيا في وضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من الصفقات الحكومية الدولية الموقعة بين صربيا وأبو ظبي، في ظل وعود بمليارات اليوروات من الاستثمارات من خلال شركات مرتبطة بالأسرة الحاكمة.

صفقات مثيرة للجدل:

اشترى طيران الاتحاد 49 في المائة من أسهم JAT في عام 2013، على الرغم من المخاوف التي أثيرت بشأن ما إذا كان دافعو الضرائب الصربيين تلقوا مقابل ذلك من المال من بيع ما يقرب من نصف شركة مملوكة للدولة.
وقد تم توقيع صفقات ضخمة أخرى متعلقة بالزراعة، والأسلحة، والالكترونيات، والموانئ مع شركات مرتبطة بالعائلة المالكة، وفقا لبيانات صادرة عن الحكومة الصربية، كما تم الإعلان عن مشروع عقاري مشترك بين الحكومة الصربية وشركة مقرها دبي.
وعلى الرغم من المقترحات المثيرة للإعجاب، لم يكن الاستثمار ملموسا ومرئيا بشكل كبير على أرض الواقع.
ويصر المسؤولون من سفارة الإمارات العربية المتحدة في بلغراد أن التأخير في مشاريع بهذا الحجم هو أمر طبيعي.

مستقبل دحلان:

وقال غرانت روملي، الخبير في الشؤون الفلسطينية ل BIRN إن صربيا قد وفرت قاعدة لدحلان لمساعدته في السعي للإطاحة بعباس. وأضاف :”عباس يعلم أن دحلان هو أكبر منافس له، وأكبر تهديد”.
وأضاف “دحلان يرى أنه يمكنه أخذ مكان عباس في العلاقة القوية والوثيقة بين بلد مثل صربيا مع الفلسطينيين”
وأشار أيضا إلى ان: “الجنسية الصربية لها ميزة تعطي دحلان والوفد المرافق له قاعدة أخرى للعمليات. الشرق الأوسط المضطرب ودولة الإمارات العربية المتحدة، قد لا تعود مكانا جيدا لتنفيذ مشاريعه. لذلك فإن أوروبا تعد ملاذا بالنسبة له وزملائه.

المصدر: موقع بلقاني انسايت- ايفان انجلوفسكي، عايدا رامسوفيتش، لورنس مرزوق

http://www.balkaninsight.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا