منذ أن احتلت “إسرائيل” الاراضي الفلسطينية عام 1967 م وهي تمارس اجرامها بحق الفلسطينين وفق مخطط ممنهج لتدمير الانسان الفلسطيني والفتك به والتخلص منه، فاستخدمت الوسائل الاجرامية كافة بحقه، فاستهدفت عناصر البيئة الفلسطينية، فضربت جودة نقاء الهواء لتلويث البيئة وجعل الفلسطيني يستنشق هواءا ملوثا.
ومدينة طولكرم الواقعة شمال الضفة الغربية، تتعرض لعدوان اسرائيلي غير معلن من خلال وجود مصانع اسرائيلية كيماوية معروفة باسم ” جيشوري” او كما يسميها اهالي محافظة طولكرم وسلطة جودة البيئة في فلسطين “مصانع الموت” والتي تم اغلاقها ونقلها عام 1983 م من الداخل الفلسطيني المحتل الى المنطقة الفاصلة بينها وبين اراضي عام1967 م لأنها عرضت السكان الإسرائيليين للأمراض والتلوث، وسمح لها بالبقاء لتعمل وفق اتجاه الرياح فان كانت الرياح تتجه من الغرب نحو الشرق فان المصانع تعمل كالمعتاد دون توقف لان الأدخنة والروائح تتجه باتجاه أهالي طولكرم ، أما إذا كانت الرياح من الشرق باتجاه الغرب فان المصانع توقف العمل حتى تهدأ الرياح وتغير اتجاهها بهدف منع وصول الملوثات الى المدن اليهودية في المنطقة
الشارع المؤدي الى المصانع يسمية الكرميين باسم شارع الموت، بعد ان كان اسمه شارع الحب حيث كان يتمشى فيه الاحباء والازواج الشابه والمخطوبون وغيرهم من عامة لما فيه من راحة وجمال، حيث كانت شجرة الكينا في الشارع يبلغ عمرها اكثر من 200 ــ 250 سنة ولكن بسبب المصانع ماتت وكانت من معالم الحي الغربي لمدينة طولكرم ،وبات الحي مهجورا الا من صبر وصمد فيه.
ما لا يقل عن عشرة مصانع اسرائيلية تنتج مخلفات سائلة وغازية وصلبة يتم تصريفها بلا استثناء في الاراضي الفلسطينية الواقعة بالقرب منها، وتشكل مخاطر بيئية ناجمة عن بث سمومها بحق الأشجار والمحاصيل الزراعية والمياه الجوفية والهواء لتلحق إضرارا جسيمة بحق الإنسان الفلسطيني الذي يعيش في تلك المنطقة بانتشار الأمراض الصدرية مثل” الازمة “والعديد من الالتهابات الرئوية والجلدية الناتجة عن الهواء الملوث والروائح السامة والخطيرة والتي تتسبب في انتشار إصابة المواطنين بمرض السرطان .
ويعانيين طالبات مدرسة بنات فاطمة الزهراء الاساسية من الاثار الصحية والبيئة الناجمة من المصانع، وقمنا باطلاق صرخة طفولة لرفضها للحفاظ على سلامة صحتهن وعلى البيئة الفلسطينية التي يستهدفها الاحتلال الاسرائيلي في مختلف انحاء الوطن.
وطالبن الجهات المختصة ومنهن سلطة جودة البيئة ممثلة برئيسها م. عدالة الاتيرة بتبني قضيتهم وايصالها الى العالم اجمع، ووقعت م.الاتيرة على وثيقة تعاون مع الطالبات بحضور محافظ طولكرم السابق اللواء د.عبدالله كميل وبشهادة وزير الاوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس على ايصال صرختهم وصوتهم الى العالم للحد من خطر المصانع.
وسلطة جودة البيئة تبنت حملة الطفولة مطلقة حملة الكترونية عبر موقع افاز العالمي المختص بقضايا البيئة وحقوق الانسان، بعنوان”صرخة اطفال فلسطين:لا لتسميم مدارسنا” تطالب من الاتحاد الاوروبي بمقاطعة منتجات مصانع اسرائيل الكيماوية في طولكرم من اجل انقاذ اطفالنا من هذه السموم حيث قوانين الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالبيئة تعاقب الشركات الضارة بالبيئة والبشر.
* للتوقيع على الحملة ، من خلال رابط الحملة الالكترونية
