الرئيسيةأخبارعربية ودوليةضاحي خلفان: أجهزة استخبارات أمرت الإخوان بـ«التهدئة» في مصر

ضاحي خلفان: أجهزة استخبارات أمرت الإخوان بـ«التهدئة» في مصر

كشف قائد شرطة دبى السابق، الفريق ضاحى خلفان، عن اقتراح إماراتى بتشكيل محور عسكرى اقتصادى بين مصر ودول الخليج سيطلق عليه اسم مجلس التعاون الاستراتيجى يهدف لحماية مصر وتنميتها اقتصاديا ومساندتها في حربها ضد الإرهاب.
وقال «خلفان» في حوار اختص به «المصرى اليوم» بمقر مجلس الأمة بدبى، إن الاستفادة من تشكيل التحالف ستعود على مصر ودول الجوار، لافتا إلى أن التعاون الخليجى المصرى ضمان للخليج ومصر والشمال الأفريقى.
وأضاف أن هناك أجهزة استخباراتية غربية أمرت الإخوان المسلمين بالتهدئة في مصر، منوها بأن قطر بدأت الآن تسحب البساط من تحت أرجل الإخوان تدريجيا، وأن تنظيم الإخوان انتهى كجماعة ولكنه يحتاج إلى 87 عاما لكى ينتهى كفكرة بما يعادل فترة زمنية تضاهى فترة ظهورهم منذ عام 1928 وإلى نص الحوار.

■ هل الإخوان انتهوا بعد عزلهم عن الحكم في مصر وتونس؟
ـ تنظيم الإخوان ينتهى كجماعه وكفكر لكنهم انتهوا من حيث قبول الشارع العربى، خاصة المصرى والتونسى، لأنهم تبنوا الفكر الإرهابى وأفعالهم وتصريحاتهم تؤكد ذلك، وأذكر تصريح ليوسف القرضاوى، قال فيه إن أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش تربى ونشأ في تنظيم الإخوان وكان إخوانيا والعملية الإرهابية التي تمت في فرنسا وتعرضت لها صحيقة «شارلى إبدو» كان من أحد منفذيها شريف كواشى الذي أعلنت القاعدة في اليمن أنها كلفته بذلك عملا بقسم يمين الولاء لداعش.

■ كثيرون يرون أن داعش امتداد للقاعدة.. هل تؤيد هذا الطرح؟
ـ أؤكد أن داعش هي القاعدة، والعكس صحيح والاثنان خرجا من رحم تنظيم الإخوان الإرهابى، ومن ثم هناك تلاقى بين تنظيم الإخوان وبين تنظيم داعش وهذا ما أكدته أيضا أجهزة الاستخبارات البريطانية، وبالتالى العالم العربى والإسلامى أصبح أمام مجموعة شريرة ومجموعة لها ارتباط بتنظيمات إرهابية بالفعل، وكلما اتخذ قرارا بوضعهم على قوائم الإرهاب يخرج البعض بتصريحات أن الأمر مبالغ فيه فأنا أقول لهم لا بل هم تنظيم إرهابى عالمى، وأصبح تنظيم الإخوان معمل تفريغ للجماعات الإرهابية ومن يراجع الفكر القطبى نسبًا لسيد قطب أحد مرشدى جماعة الإخوان يجد أن هذا الفكر الذي يسير عليه التنظيم ليس من الإسلام في شىء، الإسلام دين تسامح ولا يعرف القسوة، ومادام تنظيم الإخوان استخدم العنف وخرج عن أوامر ربنا، فهو ليس من الإسلام في شىء، فالقاعدة وداعش وقبلهما الإخوان يتحدثون عن الإسلام، وقال الله وقال الرسول وفى نفس الوقت يقتلون الأبرياء.

■ متى ينتهى التنظيم كفكرة كما انتهى كجماعة؟
ـ العالم العربى والإسلامى يحتاج لعمر مثل الذي أخذته الجماعة منذ نشأتها 87 عاما حتى يتخلص من الإخوان كفكرة كما تخلص منها كجماعة، حيث لابد أن تدرك الأجيال التي فتحت أعينها على إرهاب الجماعة أن هذا التنظيم لا علاقة له بالسياسية أو الدين وأنه تنظيم ملفوظ ومكروه من المجتمع، ليس من السهل مسح العقول إلا إذا رأت الأجيال الحديثة أعمالهم وأفعالهم حتى يكونوا شهداء عليهم وعلى جرائمهم وعلى حملهم للسلاح وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وإشعال الحرائق ليس في مصر فحسب ولكن في العالم أجمع من خلال من خرج من رحمهم كالقاعدة وداعش.

■ هناك بالفعل قطاع كبير من المصريين يكرهون التنظيم ويعتبرون أن فكرهم انتهى؟
ـ ثورة 30 يونيو العظيمة المجيدة دلالة كبيرة على كراهية ملايين المصريين للتنظيم وخروجهم للشوارع والميادين أخرس ألسنة دول غربية كثيرة والأطفال الذين شاركوا مع آبائهم سيشكلون جيلا كارها للإخوان في كبرهم ومن ثم نحتاج لعمر كعمر التنظيم من عام 1928 لموت الفكرة، فمن رأى الإخوان يلقون بالأطفال من فوق الأسطح واستخدام المولوتوف والأسلحة سيدرك أنه بالفعل تنظيم إرهابى يجب التخلص من أفكاره نهائيا ومن قياداته التي لا تفقه في الدين أو علم وعمل السياسة شيئا.

■ كيف لا يفقه تنظيم الإخوان في السياسة والدين واستمر من عام 1928؟
ـ التقيت منذ فترة بقيادات إخوانية بارزة في التنظيم من مصر، وكان لهم في السابق قبل أن يبتعدوا مواقع قيادية وأقروا لى بأن تنظيم الإخوان خاصة في مصر لا يعرف أمرين لا السياسية ولا الدين، وهذا الحديث مسجل وأمتلك الأدلة عليه وعلى من يتحدثون فيه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التنظيم كما هو يسير على السمع والطاعة فإن قياداته أيضا يسيرون على نفس النهج فهم خلايا نائمة لأجهزة استخبارات غربية تحركهما كيفما تشاء ومتى تشاء فما حدث في مصر على سبيل المثال وتغير مواقف بعض الدول الأوروبية من ثورة 30 يوينو نتج عن توصيات للتنظيم بضرورة التهدئة وعدم التصعيد الفترة المقبلة، ومن ثم فإن قيادات التنظيم كحال أعضائه والمنتمين له يسمعون للغرب فينفذون.

■ ما رأيك في موقف قطر من تنظيم الإخوان؟
ـ قطر بدأت الآن تسحب البساط من تحت أرجل الإخوان تدريجيا، أما ما يخص ما يطلق على نفسه داعية وهو يوسف القرضاوى وتصريحاته المعادية ضد مصر التي تسببت في السابق في إشعال الفتن فهذا في آخر العمر، ولم يعد جمهوره ومتابعوه كما كان في السابق، لأنه بلغ من الكبر عتيا، وأصبح حديثه متنافضا منذ حديثه عن أن الخروج على الحاكم في عهد مبارك كان يجوز وفى عهد مرسى وحكم الإخوان لا يجوز، والجيش المصرى كان متهما عنده في أيام حكم مبارك والسيسى ولم يكن متهما في شىء في فترة حكم الإخوان ورئيسهم، برغم أن الجيش لم يتغير ولكن العيب في القرضاوى لأنه يفتى مزاجيا وعلى الهوى أما عن قطر فهى الآن في موقف خليجى معلن والدوحة نفسها أعلنت أن أمن مصر واستقرارها لا بديل عنه، فضلا عن أن مجلس التعاون الخليجى وقطر عضو به وافق على استمرار خارطة الطريق في مصر بل ودعمها حتى تكتمل.

■ كيف تفسر مواقف تميم بن حمد حاكم قطر المتغيرة بين كل لحظة؟
ـ أرى أنه يجب ألا نحمل تميم نتيجة مشاكل حدثت قبل توليه المسؤولية، فالأمور كانت شائكة عندما تولى السلطة، وما من شك أن الإنسان يحتاج إلى وقت حتى يجد مخرجا لكل هذه الخلافات، وفى اعتقادى أن نية قطر جادة في المصالحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى مع مصر، وأعلنت ذلك أمام حكام الخليج وأمام كل الناس، وأرى أن الأمور تسير في طريقها إلى الأفضل والمصالحة تمت من حيث المبدأ وأشكال التهدئة بدأت بالفعل.

■ كثيرون يرددون أنك من مؤيدى مبارك ومتعاطف معه؟
ـ أرى أنه لم يكن هناك داع لمحاكمته ولا يؤخذ بين لحظة وأخرى إلى ساحات المحاكم، خاصة بعدما ثبت أن ما اتهم فيه من فساد مالى غير صحيح وألاعيب الإخوان أوقعت بينه وبين الشعب، والدليل ما ادعاه التنظيم على الرئيس التونسى الأسبق، بن على، بأنه يمتلك مليارات في قصره وقاموا بالفعل بسحب مبالغ طائله من البنك المركزى وصوروها داخل القصر على أنه ثروته وممتلكاته، ونفس الأمر تقريبا لكن بشكل مختلف تم مع مبارك فالإخوان جماعة بلطجية وتمارس البلطجه بشكل غريب فأشاعوا عن مبارك أنه يمتلك 70 مليار دولار، وظهر أن ذلك كذب، واكتشفنا بعد ذلك أن هذا الرقم كواحد من الإشاعات التي أطاحت بمبارك حركت فقراء مصر ضد نظام مبارك وجاءت مع ما يخطط له الغرب باستخدام الإخوان واكتشفت فيما بعد أن مبارك لا يمتلك حتى 5 مليارات وليس 70 مليارا وعليه كان يجب تبرئة ساحته، ومما لاشك فيه أن مبارك استطاع خلال فترة حكمه أن يجنب مصر مشاكل كثيرة وحروبا كانت متوقعة وعلاقته كانت طيبة مع دول الخليج وقاداتها بل كانت في القمة وتوقعت سقوطه عندما أعلن وبن على أنهما سيظلان رئيسين لبلادهما مدى الحياة ومصر وتونس ليست شعوبا قبلية مثلنا حتى تقبل حكاما مدى الحياة مثل الإمارات وبعض الدول العربية، لأننا نتقبل ذلك، وتعودنا على ذلك والحاكم عندنا بمثابة الأب الروحى للبلد ودرس مصر وتونس لباقى الدول غير الدول القبلية يجب أن يكون درسا واضحا وعلى حكام تلك الدول أن يتبادلوا الحكم مع غيرهم كل 8 سنوات، لأنه لو استمر رئيس أكثر من تلك المدة سيجد نفسه أمام مصير مبارك وبن على.

■ كيف تقرأ زيارة الرئيس السيسى الأولى للإمارات؟
ـ أراها تواصلا جيدا بين القيادات، فنحن نمر الآن بمرحلة صعبة تحتاج إلى إيجاد مخارج طيبة منها وفى تصورى ينبغى أن يكون هناك محور عسكرى اقتصادى بين دول الخليج وبين مصر ويطلق عليه مجلس تعاون استراتيجى ويكون له خطط في كل المجالات لكن في المقام الأول الاقتصادى والعسكرى ومن أهدافه تعهد الدول المشاركة فيها بعدم السماح بأى أجندات غربية لتقسيم مصر، وفق ما كان في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي وضعته بعض الأيادى بتقسيم مصر إلى 4 أجزاء، فضلا عن مساندتها في حربها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة وعدم التحريض ضدها وضد سياساتها وهذا الموقف سيجعل مصر في أمان ويبقى دول الخليج ودول الجوار في أمان أيضا وتكون المصلحة مشتركة، فالتعاون الخليجى المصرى ضمان للخليج ومصر، والشمال الأفريقى والعرب جميعا بحاجة لأن يكونوا هذا المجلس خاصة العسكرى لأن أي ضعف أو خلل أمنى يضر بمصر ينعكس بشكل كبير على دول الخليج التي تحب مصر وتسعى دائما للخفاظ على أمنها من أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان ينتظر الجميع خطاباته، وعندما قاطعت الدول العربية مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد كان الشيخ زايد أول من زار الرئيس الراحل السادات، وقال لا يجب أن تقاطع الإمارات مصر، لأن القطيعة مع مصر ليست في صالحنا ولا تخدمنا لأنه عندما نتحدث عن مصر فنحن نتحدث عن نصف العالم العربى.

■ هل المجلس الجديد أشبه باتفاقية الدفاع العربى المشترك؟
ـ المجلس الجديد ليس دفاعيا لأن دول الخليج ليس بينها وبين أي طرف خارجى حرب أو عداء، ولكنه دفاع استراتيجى وليس للهجوم أو للاتفاق مع طرف ضد طرف فالاتفاقية في الأساس للحفاظ على البلاد العربية، بعد أن شعر الجميع بأن هناك تدخلات خارجية ونية للعب بأصابعه في كل شىء في المنطقة.

■ هل تغيرت السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية في الفترة الأخيرة؟
أحد أصدقائى في الولايات المتحدة قال لى إن خبراء أمنيين اجتمعوا لمناقشة الأوضاع في سيناء وقدرة الجيش المصرى في السيطرة على الأماكن الملتهبة التي كانت مأوى للإرهاب والجماعات التكفيرية، فقال أحد المشاركين في الحوار إن السيسى استطاع أن يقوم بما قام به عبدالتاصر، فالأول انتزع أرضه واحتفظ بسيناء والآخر سيطر عليها بعد أطماع الجماعات التكفيرية والإرهابية بأن تكون سيناء جزءا من غزة، لكن السيسى استعاد سيناء بلا حرب، وكان موفقا في التعامل مع الملف منذ البداية عندما طلب تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب وذكر المتحدث الأمريكى أن السعودية والإمارات يقفون الآن مع مصر مثلما وقفوا معها في حرب أكتوبر 73 وكأن التاريخ يعيد نفسه وعلى الإدارة الأمريكية أن تعى أن استعداء مصر نفسه استعداء للسعودية والإمارات ومن ثم دول مجلس التعاون الخليجى وطالب المتحدث الأمريكى من إدارته أن تكون هناك تهدئة مع مصر، وأن تعترف بأن هناك ثورة خرج فيها الملايين لرفض حكم جماعة واختيار شخص يثقون فيه، ومن هنا نرى أن الوضع الأمنى لمصر والعرب لن يكون إلا بوجود جيش قوى واقتصاد قوى الأول يحمى والآخر يبنى.

■ ما رأيك فيما يردده البعض عن كلمة الحكم العسكرى؟
ـ أمريكا تقول إن إسرائيل دوله ديمقراطية ودوله متقدمة وبنيامين نتنياهو عسكرى وقيادة سابقة في الجيش الإسرائيلى، ولماذا الكيل بمكيالين العسكرى في إسرائيل ديمقراطى ويعترف به في الغرب وفى غيرها يصبح الحكم غير ديمقراطى، وأنا أرى في هذا الصدد أن الرئيس السيسى جاء للحكم بشكل ديمقراطى وبانتخابات وهو في نفس الوقت يتمتع بذكاء وتفكير عسكرى راقٍ.

■ هل اعتماد العرب على حليف جديد غير الأمريكان أمر مفيد في المرحلة الحالية؟
ـ الاعتماد على الصين وعلى أوروبا وروسيا مهم جدا ووضع أمريكا على الهامش، وهناك أصدقاء آخرون بالعالم، فمصر دولة تمتلك حضارة وتاريخ يجعل لها علاقات بدول كثيرة في العالم مثل اليابان ودول الاتحاد السوفيتى.

■ هل يغير حادث شارلى إبدو نظرة الأوروبيين للعرب والمسلمين مثلما تغيرت في أحداث 11 سبتمبر؟
ـ فرنسا وأوروبا بشكل عام ستسعى لمحاربة الإرهاب بطريقتها قبل أن تنظر إلى العرب والمسلمين فانشغالها بقضيتها أهم في الوقت الحالى بالنسبة لها من أن تنظر إلى من حولها، وفى هذا الصدد فرنسا ستتخذ خلال المرحلة الراهنة مجموعة من الإجراءات والتدابير تمكنها من سحب الجنسيات وترحيل الأجانب خاصة المجنسين، وما حدث وما سيحدث مع العرب والمسلمين في فرنسا وعددهم يبلغ نحو 5 ملايين هو رد فعل على الحادث، وعلينا عدم الالتفات إلى رد المجلة الاستفزازى بنشر صور جديدة مسيئة للنبى محمد.

المصري اليوم

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا