الرئيسيةمختاراتمقالاتما جئنا على ظهر بابور كتب محمد علي طه

ما جئنا على ظهر بابور كتب محمد علي طه

على الرّغم من أنّني أقرأ يوميّا صحيفة عبريّة واسعة الانتشار، وأشاهد يوميّا نشرات الأخبار في قنوات التّلفزيون الإسرائيليّ، ومدمن على متابعة أنباء “ريشت بيت” (أرجو ألا تتسرّعوا وتتّهموني بالأسرلة) لم أسمع من قبل، ولم أقرأ أبدا عن هذا “الوزوز” المدعو يارون مزوز الذي نبز مثل فقع في خضراء الدّمن.

هذا المحترم نائب في البرلمان الإسرائيلي، وبالعربيّ الأندبوريّ عضو في الكنيست العشرين التي يشبه أعضاؤها طبيخ الشحّاذين أو طبيخ الحرّاثين (هذا الطّبيخ هو خليط من طبخات من جميع بيوت القرية. فقد كان أحد الشحّاذين أو أحد الحرّاثين يحمل دلواً ويطوف به مساء على البيوت يجمع وجبة العشاء لرفاقه، وكانت ربّة البيت تضع في الدّلو قليلا مما طبخته. فيجمع المجدّرة والخبّيزة والفاصوليا والباميا واللبن المطبوخ و..الخ) فيه المالح والحلو والمرّ والحامض والحارّ و…

وبعد الانتخابات البرلمانيّة وعند توزيع الغنيمة صار لهذا المحترم يارون مزوز “مرا ويحلف عليها بالطّلاق “فقد حاز على منصب نائب وزير الدّاخليّة عندما وزّع نتنياهو الكعكة على جماعة الثّلاثين ولم ينس اورين حازان صاحب الكازينو. وأيّوب قرا الذي حقق له المرض مراده، ويارون مزوز، وكيف ينساهم نتنياهو وإذا حرد أحدهم انهار البنيان وعدنا إلى “حكاية التي تحوك منديلها”.

في يوم الأربعاء الماضي كان المدعو يارون مزوز يشارك في جلسة الكنيست، وقاعد على الكرسيّ مثل الذي أكل حصرما، وحدث أن قدّمت النّائب العربيّة عايدة سليمان مشروع قانون لإلغاء قانون المواطنة العنصريّ الذي يمنع لمّ الشّمل، أي الذي يمنع العربيّ مواطن دولة إسرائيل، واحة الديمقراطيّة، من الزّواج بامرأة عربيّة فلسطينيّة من خارج إسرائيل وإذا كان قد فعلها وتزوج فعليه أن يعيش هنا في الدّولة وحيدا وأن تعيش قرينته في دولة أخرى أو أن يلحق بها، وأمّا اذا تزوّج امرأة تشيكيّة أو روسيّة أو أرناؤوطيّة فمسموح له لأن الرّسول صلى الله عليه وسلم قال : “تغرّبوا” وهذا صحيّ..والحكومة بنت حلال تريد صحّتنا!!

وفيما كانت النّائب عايدة تتحدّث انبرى لها يارون يصرخ ويعلن بأنّ أعضاء الكنيست العرب مواطنون تحت التّجربة وبشروط معيّنة أو مواطنون مع وقف التّنفيذ. وعليهم أن يصلّوا لله صباح مساء لأنّ الدّولة العظمى منحتهم الهويّات الإسرائيلية، وهذا يعني أنّه إذا زعل مزوز أو تضايق من جاره أو من مصاريف زوجته قد يقول لهم ولنا:يا عرب احملوا شراشكم وارحلوا!!

أهلا أهلا يا يارون مزوز !!

والله عشنا وشفنا!!

يا ولد، نحن ما جئنا الى هذه البلاد على ظهر بابور ولا في هودج جمل ولا في قمرة قطار بل هذه الدّولة التي اسمها إسرائيل هي التي جاءت إلينا.

نحن التّراب والصّخور، والنّبات والأشجار، والمطر والنّدى والأزهار، والزّيتون والسّنديان والصّبار.

نحن ملح الوطن!!

لا أدري عدد سنوات عمرك يا يارون ولا أعرف من أين قدمت إلى بلادنا، ومتى أتيت، ولكنّي أنصحك”نصيحة بلاش”: أن تقرأ التّاريخ (اذا كنت تقرأ) كي تعرف من هم العرب في راهط واللد وحيفا وكفر قاسم وطمرة ويركا وفسّوطة ودبوريّة، وعندئذ -ربّما تفهم شيئا-،ترتاح وتريحنا وتريح اللّغة.

يقول مثلنا الشّعبيّ:”لا يفعل الحرّاث إلا ما يريده معلّمه، وهذا المحترم مزوز، العضو 29 في قائمة الليكود، وصل الى الكنيست بسبب “دبّة الصّوت”التي صرخها نتنياهو..والولد “مش مصدّق”وكيف يصدّق!!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا