الرئيسيةمختاراتمقالاتنادي الأسير الفلسطيني

نادي الأسير الفلسطيني

بقلم: عيسى قراقع
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين

نفى أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب الاشاعات التي تم تداولها في الفترة الاخيرة حول حل نادي الاسير الفلسطيني، وبالتالي توقفت الارهاصات غير الطبيعية التي شكلت حالة قلق واندهاش لدى الجميع، الناس والاسرى وعائلات الاسرى والمجتمع الفلسطيني.
أنا شاهد تاريخي على تأسيس نادي الأسير الفلسطيني منذ انطلاقته بتاريخ 27/9/1993 ، بعد ان تبلورت فكرة انشاء مؤسسة جماهيرية حاضنة لقضية الاسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي وقبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، فهي اول مؤسسة ينشؤها الاسرى انفسهم داخل السجون مما يكسبها تميزا ومصداقية وابعاد عميقة في الوعي الفلسطيني والعمل المؤسسي.
على الارض وبامكانيات ضحلة وجهود ذاتية انطلق جنود مجهولين عملوا تطوعا منذ البدايات في نادي الاسير الفلسطيني في الدفاع عن قضية الاسرى وتحريكها في الرأي العام الدولي وفضح انتهاكات اسرائيل لحقوق الاسرى وارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحقهم.
سجل النادي عنوانا لقضية الاسرى في مراحل صعبة وحساسة من مسيرة الكفاح الفلسطيني، وتوسعت خدماته ومنطلقاته واصبح مؤسسة راسخة ورقما صعبا في مواجهة ما يجري بحق الاسرى ، بل متراسا وقف الى جانب معارك الاسرى داخل السجون منذ انطلاقته.
ان وجود مؤسسة تهتم بالاسرى تتكامل وتتوافق وتتعاون مع كافة المؤسسات الاخرى الحكومية والاهلية مسألة هامة يجب ان نحافظ عليها وندعمها لا سيما في ظل الهجمة المسعورة اسرائيليا وأمريكيا على قضية الاسرى والمحاولات الحثيثة الخبيثة للمساس بمكانتهم القانونية والنضالية.
ان وزارة الاسرى والتي تحولت الى هيئة شكلت مع النادي حالة نضالية فريدة من التعاون والتوافق والتكامل والتنسيق في العمل والرؤيا وتقديم الخدمات ورفع مركز الاسرى الى اعلى المستويات سواء المحلية او الدولية ومصدرا هاما من مصادر التوثيق والمعلومات ورصد اوضاع الاسرى بالسجون.
وكان النادي مع كافة المؤسسات حاضرا بقوة في الاضراب الاخير للأسرى عن الطعام والذي استمر 41 يوما، وربما كانت معركة الاسرى هي الاصعب والاقسى في تاريخ السجون بسبب الهجمة الرسمية الاسرائيلية على المعتقلين المضربين مما دفع الجميع الى مواجهة الاستهداف الاسرائيلي للأسرى ومواجهة التحريضات الاسرائيلية التي حاولت ان تشوه الاضراب وأهدافه الانسانية العادلة.
لقد تحملنا نحن في نادي الاسير وهيئة الاسرى ما لم يتحمله أحد، وبجهود وتعاون من الرئيس ابو مازن والحكومات الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية وكافة القوى والفاعلين في قضية الاسرى تطورت الخدمات المقدمة للاسرى واصبحت ضمن انظمة وقوانين وتمأسس العمل بما يشكل ميزان عدالة لكافة الاسرى دون تمييز، ورفضنا وما زلنا تسييس قضية الاسرى او تحزيبها لصالح فئة معينة باعتبار قضية الاسرى قضية وطنية وقومية جامعة.
والآن نتطلع ان يتعاون الجميع معنا في الاستمرار في تقديم الخدمات للأسرى وتحريك قضيتهم على كافة الجهات والمستويات، لا سيما أننا أنجزنا هيكلية جديدة وفق القانون ووفق مرسوم الرئيس ، وأنظمة وقوانين ومشاريع قوانين تعالج كافة الجوانب المتعلقة بقضية الاسرى، وأنجزنا عقد مئات المؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية على قاعدة ان حرية الاسرى هي جزء اساسي من اي سلام عادل بالمنطقة وجزء رئيسي في حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وأن الاسرى هم اسرى حركة تحرر وطني وليسوا ارهابيين ومجرمين، يستحقون ان نقف الى جانبهم وندعمهم ونعتني بعائلاتهم ، انه تحدي كبير في دفاع الشعب الفلسطيني عن ضحايا الاحتلال وجرائمه المنظمة.
عندما يريد أي أحد مناقشة وضع نادي الاسير عليه أن يقرأ التاريخ والتطورات التي واكبت انطلاقته وأن يفكر كيف ندعم ونطور هذه المؤسسة ونضع حلولا للكثير مما تعانيه وظيفيا وإداريا ، وأن يضع بين عينيه قضية كبيرة هي قضية الاسرى الذين يتطلعون الينا ومن هناك من خلف المعاناة والظلمة والسنوات القاسيات.
في كل بيت أسير وجدنا قصة وحكاية، وخرجنا الى الشارع نحاول ان يسمع العالم ما يجري هنا، دم في ايدينا، وجع في قلوبنا، صراخ يهز الضمائر ويحرك الرياح العاتيات.
قلت لصديقي قدورة فارس ذات يوم
هل تشم رائحة الزنزانة؟
هل تراني في هذه العتمة؟
قال: في النهار أحلم بالظل
وفي الليل أعانقه وأغفو
سأرفع الشمس على جناحي
قلت: الآن دعني اصرخ

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا