الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 15يونيو/ حزيران 2017

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 15يونيو/ حزيران 2017

توقع وصول غرينبلات الى المنطقة لاستطلاع رأي نتنياهو وعباس بشأن طريقة حل القضايا الجوهرية

تنشر صحيفة “هآرتس” نقلا عن مسؤول اسرائيلي رفيع، انه يتوقع وصول المبعوث الامريكي لعملية السلام، جيسون غرينبلات، الى إسرائيل، قريبا، لإجراء لقاءات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واوضح المسؤول ان غرينبلات قد يصل في الأسبوع المقبل او فور انتهاء شهر رمضان. وفي المقابل قال مسؤول امريكي رفيع ان غرينبلات يحاول تنسيق موعد للزيارة لكنه لم يتم تحديد موعد نهائي.

وحسب مصادر اسرائيلية وفلسطينية، فان الادارة الأمريكية معنية بسماع مواقف نتنياهو وعباس بشأن القضايا الجوهرية المختلفة – الحدود، القدس، اللاجئين والمستوطنات – من اجل تحديد الفجوات واتخاذ قرارات بشأن كيفية اعداد وثيقة مبادئ تشكل قاعدة لاستئناف المفاوضات.

وقال مصدر اسرائيلي مطلع على الاتصالات بين اسرائيل والولايات المتحدة انه “توجد لدى الامريكيين افكار ومسودات مبادئ لاستئناف المفاوضات. فالبيت الأبيض قام بعمل تحضيري وتشاور مع سلسلة من الجهات من اجل تحديد مواقف الجانبين، والمحادثات مع عباس ونتنياهو هي جزء من هذه العملية”.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع ان عباس ومستشاريه ينظرون بالإيجاب الى حقيقة رغبة الادارة الأمريكية بتناول مواقف الطرفين في المحادثات بشأن القضايا الجوهرية، وليس فقط بالمسائل الجارية المتعلقة بالوضع الميداني. وحسب اقواله فان الجانب الفلسطيني لم يحدد بعد بأن المحادثات التي ستجري مع غرينبلات هي بداية لعملية جديدة او بداية للمفاوضات، وانما كمرحلة تواصل فيها الادارة صياغة الطريقة التي تريد من خلالها محاولة استئناف محادثات السلام.

وأشار المسؤول الفلسطيني الرفيع الى انه خلال اللقاء بين ترامب وعباس في بيت لحم، قبل عدة اسابيع، طرح ترامب فكرة ارسال طاقمين اسرائيلي وفلسطيني، يتألف كل منهما من خمسة اشخاص، الى واشنطن، لبدء المحادثات. وحسب اقواله، فان الفلسطينيين ينظرون الى الفكرة بالإيجاب وينتظرون انتهاء شهر رمضان لمحاولة تحديد موعد لزيارة الوفد الفلسطيني الى واشنطن.

وكانت “هآرتس” قد نشرت قبل اسبوعين بأن الادارة الأمريكية تدرس اعداد وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، لتكون أساسا لإجراء المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني حول الحل الدائم وانهاء الصراع. ولم يقرر البيت الأبيض بعد بشأن مسألة ما اذا سيعد هذه الوثيقة، لكنه يسود التقدير في إسرائيل والسلطة الفلسطينية بأن حقيقة بدء غرينبلات بتحديد مواقف الطرفين يمكن ان تشكل تحضيرا للوثيقة.

وكان نتنياهو قد المح خلال اجتماع لكتلة الليكود قبل اسبوعين، بأن البيت الابيض قد يعرض قريبا وثيقة مبادئ لاستئناف المفاوضات، وقال خلال الجلسة المغلقة في الكنيست ان “لدى الادارة الحالية رغبة قوية بطرح شيء على الطاولة. لدينا الكثير من المواقف التي تهمنا وهذا لا يعني انهم يتقبلون كل ما نقوله”.

الى ذلك، قال وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون، خلال استجواب في لجنة الخارجية في مجلس النواب الامريكي ان الرئيس ترامب قال لعباس خلال اجتماعهما في بيت لحم بأنه يتوقع منه القيام بعمل لوقف دفع المخصصات للمخربين ولعائلاتهم.

وحسب تيلرسون، فقد اوضح ترامب لعباس ان لديه “شباك معين من الصبر” وانه يريد حل للقضية، واذا طال الأمر اكثر من اللزوم فانه “قد يفقد الاهتمام” بالعملية السلمية. واوضح تيلرسون انه اذا حدث ذلك فقد تكون له ابعاد على حجم المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية. ومن المتوقع ان يتم في ميزانية وزارة الخارجية لعام 2018 زيادة المساعدات للسلطة الفلسطينية، بينما يتوقع تقليص المساعدات لكل الدول العربية.

السلطة الفلسطينية تنفي مواقفتها على وقف دفع مخصصات لعائلات الأسرى

تكتب “هآرتس” ان السلطة الفلسطينية ودائرة شؤون الاسرى الفلسطينية، نفتا صباح امس الاربعاء، الادعاء بأنهما وافقتا على وقف دفع المخصصات لعائلات الأسرى. وقال رئيس دائرة شؤون الأسرى، عيسى قراقع، لصحيفة “هآرتس” انه لا يمكن تطبيق قرار كهذا، لأنه يعني تصفية السلطة الفلسطينية في نظر الجمهور الفلسطيني. واوضح قائلا: “كل عائلة فلسطينية تقريبا هي عائلة لأسير او شهيد، ومن يعتقد انه يمكنه تنفيذ قرار كهذا فإنه يرتكب خطأ كبيرا”. واضاف قراقع: “بصفتي رئيس دائرة شؤون الأسرى، اعرف انه سيتم هذا الشهر دفع المخصصات وكذلك في الشهر القادم. ليس لدي أي معلومات تقول انهم لن يدفعوا للأسرى والعائلات التي تتلقى المخصصات حسب المعايير الواضحة المتعارف عليها في السلطة”.

وحسب اقوال قراقع فانه “لا احد يفكر بمنع دفع المخصصات لعائلات الضباط والجنود الاسرائيليين الذين اصابوا الفلسطينيين. الامور بالنسبة لنا واضحة ولن يتجرأ احد على تغيير قرار كهذا”.

وعلمت “هآرتس” من مسؤول فلسطيني رفيع التقى مع جهات أمريكية، بأن ادارة ترامب تتفهم تعقيدات المسألة وتحاول العثور على صيغة تقلص عدد متلقي المخصصات. وحسب اقواله فان احدى الامكانيات هي وقف دفع المخصصات لعائلات الانتحاريين او الاسرى الضالعين بالقتل، لكنه لم يتم التوصل الى اتفاق بعد.

كما اكد نادي الأسير الفلسطيني عدم حدوث تغيير في سياسة الدفع لعائلات الأسرى وقالوا هناك انه لم يتم تلقي شكاوى من العائلات بهذا الشأن. وقال رئيس النادي قدورة فارس لصحيفة “هآرتس” ان “هذا القرار ينطوي على تأثير واسع على الساحة الفلسطينية، ولذلك لا توجد قيادة يمكنها اتخاذ قرار كهذا من اجل استرضاء احد”. وقال انه يمكن تسويق تنازل في هذه المسألة للجمهور الفلسطيني في اطار اتفاق شامل مع اسرائيل يضمن الاستقلال للفلسطينيين، لكننا لم نصل الى ذلك بعد.

مع ذلك اكدوا في الدائرة انه لم يتم، هذا الشهر، تحويل رواتب لـ 277 اسيرا محررا في قطاع غزة، وغالبيتهم من رجال حماس الذين اطلق سراحهم في اطار صفقة شليط. وشرحوا في الدائرة بأن المقصود ليس استسلاما لإملاءات اسرائيلية او أمريكية، وانما استمرارا لخطوات الضغط التي تمارسها السلطة على حماس، وربما يكون هذا هو اساس تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، الذي قال ان السلطة وافقت على وقف دفع المخصصات لعائلات الاسرى. واكدوا في الدائرة ان الدفع لعائلات الأسرى لا يتم من قبل السلطة مباشرة، وانما بواسطة الصندوق القومي الفلسطيني في عمان والذي تموله التبرعات.

وفي اسرائيل فندوا، امس، تصريحات تيلرسون بهذا الشأن. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع “اننا لم نسمع عن أي تغيير في سياسة السلطة الفلسطينية، وما نعرفه هو انها تواصل الدفع لعائلات المخربين”. وحسب اقواله فان السلطة تواصل “الاطراء والتحريض وتشجيع الارهاب بواسطة الدفع”.

وقال وزير الامن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، امس، انه لا يعرف عن تغيير في سياسة السلطة بشأن الدفع لعائلات المخربين. وقال في لقاء اجرته معه الاذاعة الثانية، ضمن برنامج “هذا الصباح”: “لم أرّ أي دليل على قيام السلطة بوقف الدفع للمخربين وعائلاتهم او نيتها عمل ذلك. نحن نتعقب الأمر عن قرب، وحتى الان على الاقل، وانا اتحدث معك، لم أرّ لا وقف ولا نية لوقف الدفع لعائلات المخربين”.

الى ذلك صادقت الكنيست في القراءة التمهيدية، امس، على مشروع قانون تقليص ما تدفعه السلطة الفلسطينية للمخربين من مستحقات السلطة الضريبية التي تحولها لها اسرائيل. ودعم مشروع القانون الذي طرحه النائب اليعزر شطيرن (يوجد مستقبل) 48 نائبا، وعارضه 13 فقط.

وقال شطيرن انه “عندما تقوم السلطة الفلسطينية بتحويل ميزانيات، حسب القانون، للمخربين وابناء عائلاتهم، فإنها تدفع سياسة قتل الاسرائيليين. الدعم المالي للإرهاب هو عمل سياسي واضح، وهو لا يتفق مع العملية السلمية”.

واعلن نائب وزير الامن، ايلي بن دهان (البيت اليهودي) باسم الحكومة، دعمها لمشروع القانون، وقال ان “الحكومة قررت دعم مشروع القانون في القراءة التمهيدية شريطة ان يتم تنسيق إجراءات سن القانون ونصه بشكل كامل مع وزارة الامن والوزارات ذات الشأن. عن مشروع القانون هذا نقول “جيد انه جاء متأخرا على ان لا يأتي ابدا”. لا يمكن ان تطلب السلطة صنع السلام مع اسرائيل بيد واحدة، وفي اليد الاخرى تواصل تمويل القتلة والارهابيين”.

الجنرال يئير نفيه يدعم اعادة استيطان شمال الضفة

يعتقد الجنرال احتياط يئير نفيه، الذي شغل منصب قائد المنطقة الوسطى اثناء تنفيذ خطة الانفصال في 2005، والذي كان مسؤولا عن إخلاء المستوطنات في شمال الضفة، ان الفترة الزمنية التي مرت على الانفصال، 12 سنة، تثبت عدم وجود فائدة من الاخلاء، لا من ناحية امنية ولا سياسية.

وفي لقاء حصري اجرته معه “يسرائيل يهوم” وسينشر غدا الجمعة، قال نفيه انه يدعم اعادة المستوطنين الى مستوطنتي حومش وشانور، في شمال الضفة، ويحدد انه توجد اليوم اهمية امنية لوجودهما على الأرض.

ويحدد نفيه: “لا شك اننا لم توفر أي فائدة امنية لا في غزة ولا في السامرة. اذا كان الانفصال عن غزة قد اسهم في الرؤية التاريخية من خلال الاثبات بأن الارهاب لا يرتبط بالمستوطنات، واثبت بأن الاخلاء لا يمكن أن يتم بهذا الشكل الذي لا يريد احد رؤيته مرة اخرى – فان الاخلاء في شمال السامرة لم يحقق أي فائدة. صفر، لا شيء. لم يتحسن أي شيء هناك”. ويؤكد الجنرال (احتياط) نفيه، انه “لا توجد أي فائدة امنية او اخلاقية في خروجنا من هناك.”

ويقول نفيه هذه الامور، عشية انعقاد اجتماع لممثلي كل كتل الائتلاف الحكومي، يوم الاثنين المقبل، لدفع قانون يسمح بإعادة المستوطنين الذين تم اخلاؤهم من شمال السامرة. ويشار الى انه تم في اطار خطة الانفصال إخلاء اربع مستوطنات في شمال السامرة، بالإضافة الى إخلاء كل مستوطنات قطاع غزة. ولا تزال المناطق التي قامت فيها مستوطنات شمال السامرة خالية من البشر لأن الجيش يواصل السيطرة على المنطقة ولم يتم تحويلها الى السلطة الفلسطينية كما فعل في غزة.

وجرت خلال الكنيست السابقة محاولة لإلغاء قانون الانفصال، لكنها فشلت. فالقانون تضمن بندا غير واقعي – اعادة المستوطنين الى قطاع غزة ايضا، ولذلك تم اسقاطه. الا ان القانون الذي سيطرح في الأسبوع القادم يطلب تجديد الاستيطان في شمال الضفة فقط، الأمر الذي يزيد من فرص المصادقة عليه.

ويقود هذه الخطوة نواب من كل كتل الائتلاف تقريبا، بالتعاون مع المجلس الاقليمي السامرة، ونشطاء “حومش اولا”. وبادرت الى القانون رئيسة كتلة “البيت اليهودي” شولي معلم، ورئيس المجلس الاقليمي السامرة يوسي دغان، ووقع عليه رئيس الائتلاف دافيد بيتان ويوآب كيش ونوريت كورن وامير اوحانا وابراهام ناغوسا، من الليكود، وبتسلئيل سموطريتش وموطي يوغيف من البيت اليهودي، ويعقوب مرجي وميخائيل ملكيئيلي من شاس.

عباس “يفكر بالإعلان عن قطاع غزة محافظة متمردة”

تكتب “يسرائيل هيوم” انه بعد عشر سنوات على الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة، وسيطرتها بالقوة على القطاع وطرد عشرات المسؤولين الكبار في السلطة الفلسطينية وعائلاتهم من القطاع، قال مسؤول فلسطيني رفيع واحد المقربين جدا من الرئيس ابو مازن، ان الرئيس “يفكر بالإعلان عن قطاع غزة محافظة متمردة”.

وتهدف هذه الخطوة التي وصفها المسؤول الفلسطيني بأنها “سلاح الآخرة” في حرب ابو مازن ضد حماس، الى ممارسة الضغط على حماس كي تحول صلاحيات السلطة في القطاع الى الحكومة الفلسطينية.

ويعني تنفيذ قرار كهذا، اعلان حالة الطوارئ فورا في القطاع، وتوقيع ابو مازن على اوامر طارئة، تمنع حركات وتنظيمات مختلفة سيتم اعتبارها “متمردة”. وفي هذه الحالة سيتم اعتبار حماس تنظيما غير قانوني، وتجميد كل ممتلكاته ومؤسساته، بما في ذلك الاموال في البنوك، وسيتم اصدار اوامر اعتقال ضد قادة الحركة. كما ستتوقف السلطة عن تحويل الاموال نهائيا الى القطاع، وحتى لمستخدمي القطاع العام هناك. وستطلب من الامم المتحدة والجامعة العربية والتنظيمات الدولية الامتناع عن تقديم أي مساعدة دولية للقطاع.

بالإضافة الى ذلك ستتوجه السلطة الفلسطينية الى المحكمة العليا وتطلب الاعلان عن عدم قانونية البرلمان الفلسطيني وبالتالي الغاء حصانة كل النواب وحل الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية في فترة الطوارئ.

واكد المسؤول الفلسطيني انهم يؤمنون في رام الله بأن خطوة كهذه ستقود الى اثار سياسية بعيدة المدى، تتجاوز الصراع الداخلي الفلسطيني، وعلى رأسها تفعيل رافعات ضغط على اسرائيل، الولايات المتحدة ومصر والاردن ودول اخرى، لكي تحرك خطوة سياسية في مسألة الصراع مع اسرائيل، من خلال تدخل جهات اقليمية ودولية في المسألتين: العملية السلمية والازمة في غزة، وذلك بهدف منع تصعيد يصل الى المواجهة بين حماس واسرائيل.

وحسب المصدر الفلسطيني فقد تم اطلاع جهات امنية وسياسية اسرائيلية على نوايا ابو مازن، لكنها حولت له رسالة مفادها ان اسرائيل لا تدعم نواياه حاليا، طالما لم يتم استنفاذ الخطوات التي تقوم بها جهات اقليمية ودولية لحل الازمة في غزة.

وقال مسؤول رفيع في مكتب ابو مازن في رام الله، انه بما ان المقصود خطوات غير مسبوقة فانه ليس من الواضح كيف سيتم تنفيذها، وما اذا كانت ممكنة من ناحية الدستور الفلسطيني والقانون الدولي. مع ذلك فان الخطوات التي نفذها ابو مازن ضد قطاع غزة، حتى الان، يمكن ان تشكل الشرارة الاولى لإمكانية الاعلان عن قطاع غزة كمحافظة متمردة. وقال المسؤول الفلسطيني انه تم تشكيل طاقم قانوني من قبل وزارة القضاء في رام الله، لفحص كيفية تطبيق الخطة من ناحية قانونية، سواء على المستوى الدستوري الفلسطيني او امام القانون الدولي.

نتنياهو يرفض انتقادات المراقب له بشأن حرب الجرف الصامد

تكتب “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض غالبية الانتقادات التي وجهها اليه مراقب الدولة في تقريره حول اداء المجلس الوزاري خلال عملية الجرف الصامد. وفي الرد الذي بعث به ديوان نتنياهو الى المراقب، والذي كتبه القائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي، ايتان بن دافيد، يدعي نتنياهو ان غالبية الانتقادات التي شملها التقرير باتت خاضعة للتنفيذ، بينما تمر الاجزاء الاخرى في مرحلة تحسين، في اعقاب قرار الحكومة تطبيق اوامر لجنة عميدرور المتعلقة بتحسين طرق عمل المجلس الوزاري.

وبالنسبة للانتقاد الذي يقول ان على رئيس الحكومة تعريف عمل المجلس الوزاري، صلاحياته وطرق عمله، يرد نتنياهو بأن “الوضع القائم منذ قيام الدولة، وحتى اليوم، هو الوضع المرغوب، ويستجيب لكل الاحتياجات ويوفر ردا على ادعاءات تقرير المراقب. ويؤكد رئيس الحكومة انه لم تصل أي ادعاءات من قبل اي من الوزراء حول هذا الموضوع. ولم توص لجنة عميدرور التي صادقت الحكومة على توصياتها، بتغيير مبنى عمل المجلس الوزاري الذي تحدده قرارات الحكومة، ولا صلاحياته التي ينص عليها قانون مجلس الامن القومي”.

وبشأن ادعاء المراقب، والذي طرحه ايضا الوزير نفتالي بينت في حينه، بشأن عدم اطلاع الوزراء، يكتب نتنياهو ان “اللجنة اوصت بأنه يحق لرئيس الحكومة فقط الأمر، لأسباب امنية، بعدم تسليم معلومات للمجلس الوزاري”. ويدعي المراقب انه منذ قرر رئيس الحكومة عقد جلسة للمجلس الوزاري المصغر، يجب عليه التأكد بمساعدة مجلس الامن القومي من وجود اسس قانونية لاتخاذ القرارات في المجلس، تقوم على توفير معلومات كاملة لمتخذي القرارات”. ويرد نتنياهو على ذلك قائلا ان “مجلس الامن القومي يدير نقاشات المجلس الوزاري بشكل منظم ومنهجي حسب التعليمات المعيارية التي ذكرت اعلاه وحسب توجيهات رئيس الحكومة”.

انتهاء اكبر مناورات عسكرية اسرائيلية- قبرصية مشتركة

تكتب “هآرتس” انه انتهت في قبرص امس الأربعاء المناورات الاسرائيلية القبرصية التي جرت منذ يوم الاحد على جبال ترودوس، والتي اثارت التوتر مع تركيا، حسب ما نشرت وسائل الاعلام القبرصية. واعلنت تركيا في الاسبوع الماضي، انها ستجري مناورات بحرية في منطقة قبرص مع انتهاء المناورات الاسرائيلية – القبرصية. وكان رئيس الحكومة نتنياهو قد سافر الى قبرص امس للاجتماع بالرئيس نيكوس اناستاسيادس، ورئيس الحكومة اليونانية أليكسيس تسيبراس، اليوم الخميس.

وحسب البيان التركي، فانه سيجري خلال المناورة التي ستجري جنوب – غرب مدينة بافوس القبرصية، استخدام الذخيرة الحية، وستقوم سفينة حربية وغواصة تريكة بنشاطات في المنطقة. ويقف في خلفية هذه المناورة، ايضا، التوتر بين قبرص وتركيا حول مسألة التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة.

وشارك في المناورة الاسرائيلية – القبرصية الكبيرة، مئات الجنود الاسرائيليين من وحدة “اغوز” في لواء الكوماندوس، ومروحيات “بلاك هوك” وطائرات شحن من طراز “شمشون” (سوبر هيركوليس). وجرت التدريبات في جبال ترودوس، نظرا لطبيعة الارض التي تشبه مناطق الحرب الجبلية في المنطقة. وتم احضار معدات كثيرة الى قبرص من اجل تدريب القوات على الحرب في مناطق كهذه.

ويرى الجيش الاسرائيلي في هذه المناورة المشتركة، فرصة للتدرب على التعاون بين القوات الجوية والكوماندوس في منطقة غير معروفة، وكذلك التعاون مع الجيش القبرصي. ولم يعقب الجيش الاسرائيلي على ما نشر حول التوتر الذي سببته المناورة مع تركيا.

وانتقدت جهات المعارضة في قبرص هذه المناورات المشتركة مع اسرائيل ووصفتها بالتطور الخطير. لكن وزارة الامن القبرصية نفت هذا الادعاء وقالت ان قبرص تتعاون ايضا مع لبنان ومصر والاردن.

نيوزيلاندا تنفي الاعتذار لإسرائيل عن دفعها لقرار مجلس الامن ضد المستوطنات

تكتب “هآرتس” ان رئيس الحكومة النيوزيلاندية بيل انغليش، نفى الليلة الماضية، ان تكون بلاده قد اعتذرت امام اسرائيل على دفع قرار مجلس الامن ضد المستوطنات في كانون الاول 2016، وقال ان بلاده لا تزال تدعم مضمون القرار وقرار دفعه في مجلس الامن. واوضح بأن نيوزيلاندا اعربت عن ندمها على الازمة التي اصابت العلاقات بين البلدين في اعقاب قرار مجلس الامن.

وقال انغليش للصحفيين خلال زيارة الى جزيرة كوك ان “القرار عكس سياسة دولية طويلة الامد، ونحن نقف وراء هذه المواقف. ما نريد اعراب الندم عنه هو حقيقة ان القرار قوض علاقاتنا مع اسرائيل. حتى وان وافقنا مع دولة ام لا، فاننا نفضل اقامة علاقات دبلوماسية معها، وجيد ان اسرائيل رأت من المناسب اعادة سفيرها الى نيوزيلاندا”.

كما اكد وزير الخارجية النيوزيلاندي جاري براونلي، والذي رافق انغليش في زيارته الى جزيرة كوك، ان بلاده لم تعتذر امام اسرائيل على دفع القرار في مجلس الامن، وانما اعربت عن ندمها فقط على ما حدث نتيجة لذلك. وقال ان رسالة رئيس الحكومة انغليش الى نتنياهو كانت مجرد “توضيح”.

وكان ديوان نتنياهو قد اعلن امس عن انتهاء الازمة مع نيوزيلاندا، وقال بأن اسرائيل ستعيد سفيرها الى العاصمة النيوزيلاندية بعد غيابه عنها طوال ستة أشهر.

الشرطة تتوقع استمرار التحقيق مع نتنياهو في ملف الفساد

تكتب “يديعوت احرونوت” ان التحقيق مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الملف 1000، ملف الهدايا، وصل الى مراحل حاسمة، الا ان مصادر مطلعة تعتقد ان التحقيق لن ينتهي قبل بداية الخريف، وهو ما تبين خلال النقاش الذي جرى، هذا الاسبوع، في مكتب المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، بمشاركة النائب العام للدولة شاي نيتسان، ورئيس قسم التحقيقات ميني يتسحاقي وطاقم النيابة العامة الذي يرافق التحقيق.

وعلم انه سيتم استدعاء نتنياهو عدة مرات اخرى الى التحقيق، خلال الاشهر القريبة، لكي تتمكن الشرطة من مواجهته بكل الشبهات التي تراكمت لديها وسماع رده عليها. وتم خلال المشاورات التي جرت في الأيام الأخيرة، المصادقة على اجراء تحقيقات اخرى، وتركيز التحقيق لكي لا يتشعب في اتجاهات تقود الى باب موصد.

وقالت مصادر في جهاز تطبيق القانون ان الحجم الكبير للهدايا التي تسلمها نتنياهو وزوجته من المليونير ارنون ميلتشين وغيره، لا تكفي للتحديد منذ الان بأنه سيتم تقديم لائحة اتهام. ويركز التحقيق حاليا على فهم المصالح في جهاز العلاقات بين نتنياهو واصحاب رؤوس الاموال. والهدف، حسب ادعاء هذه المصادر، هو التوصل الى ادلة ترسخ ما يصفونه بـ”جوهر الملف”، وفهم ما اذا تم تقديم الهدايا على خلفية كون نتنياهو شخصية رسمية، وما اذا حصل ميلتشين على مقابل ما او توقع ذلك.

وقالت المصادر انه لم يتم حتى الان تقديم لائحة اتهام في اسرائيل ضد شخصية رسمية فقط بسبب حصوله على هدايا، دون ان يثبت بأنه حصل على مقابل.

سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة يهاجم مشاركة النائب توما سليمان في مؤتمر دولي ضد الاحتلال

تكتب “يديعوت أحرونوت” ان النائب عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) ستشارك في مؤتمر سينعقد هذا الشهر في الامم المتحدة بمناسبة الذكرى الخمسين للاحتلال الاسرائيلي. وستلقي سليمان خطابا في المؤتمر الذي بادرت اليه السلطة الفلسطينية. ويحاول سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة، داني دانون، احباط ظهور النائب عايدة توما سليمان، وقال مهاجما انه “من العار قيام نائب في الكنيست بإلقاء خطاب ضد اسرائيل في الأمم المتحدة، وان خطوتها هذه تعني اجتياز كل الخطوط الحمراء”.

وستنظم المؤتمر لجنة الامم المتحدة لحقوق الفلسطينيين تحت عنوان “منتدى الأمم المتحدة لإحياء الذكرى الخمسين للاحتلال”، وسيقام في مقر الامم المتحدة في نيويورك بين 29 -30 حزيران. وسيكرس اليوم الاول لموضوع انهاء الاحتلال: طريق الاستقلال، العدالة والسلام لفلسطين”.

وسيخصص اليوم الثاني لموضوع “انهاء الاحتلال: خلق مكان لحقوق الإنسان والتطوير والسلام العادل”، وسيشمل نقاشا حول “تطبيق القانون الدولي والمحاسبة”. وسيشارك في المؤتمر خبراء دوليين من اسرائيل وفلسطين وجهات من الامم المتحدة وممثلي دول اعضاء في الامم المتحدة وتنظيمات لحقوق الانسان.

وكما نشر في السابق سيشارك ايضا المدير العام لمركز بتسيلم حجاي إلعاد. ويوم امس تم نشر قائمة بأسماء المشاركين، ويظهر فيها ايضا اسم وزير الخارجية الاسرائيلي سابقا، شلومو بن عامي، ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، والنائب عايدة توما سليمان.

وهاجم داني دانون بشدة مشاركة سليمان في المؤتمر، واعلن انه سيعمل على احباط وصولها من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية والكنيست.

وعقبت سليمان على تهديد دانون وقالت ان “تصريحاته تعتبر تجاوزا للحدود الحمراء. حان الوقت لكشف الوجه القبيح للاحتلال. دوري، كممثلة جمهور يدعم انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هو اسماع صوتي من على كل منبر ممكن”.

مساعي لتنسيق رحلة مباشرة للحجاج الفلسطينيين من مطار بن غوريون في تل ابيب الى السعودية

علمت “يديعوت أحرونوت” ان الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والسعودية والاردن واسرائيل، تجريان اتصالات سرية من اجل تنسيق رحلة مباشرة للحجاج الفلسطينيين من مطار بن غوريون في تل ابيب الى السعودية، مع محطة عبور قصيرة في الطريق، كما يبدو في الاردن.

وعلمت الصحيفة ان النية تتجه نحو تنظيم طائرة لهذا الغرض تخدم الفلسطينيين فقط بين اسرائيل والسعودية، وبما انه لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، ستضطر الطائرة الى الهبوط لفترة قصيرة في مطار عمان. وتتوسط الولايات المتحدة في هذه المسألة، كما يبدو كنتاج لزيارة الرئيس ترامب الى السعودية واسرائيل.

وقال مصدر اسرائيلي رفيع ان الاتصالات وصلت الى مرحلة الفحص المتقدم، وان الرحلة ستتم على متن طائرة اجنبية، وليست اسرائيلية او سعودية. واذا تم ذلك فستكون هذه اول مرة يسافر فيها الفلسطينيون لأداء المناسك في مكة ليس عن طريق اليابسة.

وجرى الحديث مؤخرا عن قيام الامريكيين بفحص خطوات للتطبيع بين اسرائيل والعالم العربي، بشكل متزامن مع تحريك المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ومن بين الخطوات التي يجري فحصها من قبل الامريكيين السماح لطائرات من الدول العربية واسرائيل بالعبور في الاجواء الاسرائيلية والعربية.

مقالات

نظام مقاطعة

يكتب دان مرجليت في “هآرتس” (بعد فصله من صحيفة “يسرائيل هيوم” التي تعتبر منبرا لرئيس الحكومة نتنياهو – المترجم) ان اليهود عانوا كثيرا من اعمال المقاطعة ضدهم في البيت (اورئيل اكوستا، باروخ شفينوزا “المستقيلان” من عصابات العمل السري خلال فترة الانتداب البريطاني). الضرر لا يقدر بثمن، لكن استخدام الأداة التي أصابها الصدأ يتواصل كما في الماضي. والفصل الحالي يتميز بوباء المقاطعة من قبل السلطة لرواد الثقافة البارزين.

هذا الفصل لم يبدأ ببنيامين نتنياهو وميري ريغف وشركاؤهما في مسيرة الحماقة؛ فعلى مدار السنين اقصت مؤسسات الثقافة نفسها عن المسارح التي انتظرتهم وراء الخط الأخضر. وكانت هناك حاجة الى ثني الأيدي حتى وافق المسرح الممول من السلطة على الظهور في كريات اربع وارئيل، بعد اعفاء الممثلين، كأفراد، الذين رفضوا الوصول الى المستوطنات. في هذه المستوطنات يوجد جمهور محب للثقافة، وبالتأكيد فتية من المناسب حمل بشائر جديدة لهم، وتم الرد على التمييز ضدهم من قبل المسرح والسينما كما يجب من خلال الصوت المضاد “لا تمسوا بالتبشيري”.

لكن هذا الموضوع المؤلم، الذي تم حله في غالبيته، لا يساوي شيئا امام هجوم المقاطعة الذي تشنه الحكومة منذ انتخابات 2015. لقد كان نتنياهو هو الأب الروحي لكل اخطائها، عندما قام قبل الانتخابات بفصل اعضاء لجنة اختيار المرشحين لجائزة اسرائيل. لقد كان ذلك التدخل شبيها بما حدث في رومانيا ايام تشاوشيسكو وزوجته، واشارة للتدهور. وتحولت المقاطعة الى مسألة يومية لدى وزيرة الثقافة، والان ينافسها رئيس الحكومة.

المغنية احينوعام نيني معروفة في العالم كإسرائيلية، ونشطاء المقاطعة الدولية من BDS يشوهون سمعتها، والان خرج من اليمين من يريد كم فمها في نادي “تسافتا” في تل ابيب، وتم منع ذلك فقط بفضل اصرار ابشالوم فيلان. ريغف، على طريقة مفتش الثقافة السوفييتي جدانوف، فككت مهرجان المسرح الآخر في عكا. وتغادر كل حدث تتواجد فيه بصمات اليسار او ظل عربي، ودائما بذريعة موضعية، كما لو انها ستكون متسامحة في حالات اخرى. ننتظر تسامحها كانتظارنا لغودو.

محمود درويش كان شاعرا مهما، سار في شارع ديزنغوف في تل ابيب، وكتب كلمات رهيبة عن الشعب اليهودي في بلاده. لكن ميرا عوض لم تؤد قصيدة تحريض من كلماته. بشكل عام، ما الذي سيحدث للثقافة في اسرائيل لو قاطعنا كل من يكره اليهود؟ والان انضم اليها نتنياهو، الذي يمنح (من قبل مكتبه) جائزة الفن والعلوم والثقافة لعوديد كوتلر ثم يقاطعه في الوقت نفسه. “خطاب البهائم” الذي القاه كوتلر ضد ناخبي الليكود كان فعلا بهيمي، متعجرف، مغرور، صفيق، فاحش ويفتقد الى الحكمة، لكن كوتلر لا يتلقى الجائزة بسبب شخصيته العاصفة، وانما لقاء عشرات السنوات التي عمل خلالها على المسرح ومن اجله دعما للثقافة في اسرائيل. ما الذي كانت ستقوله ريغف لو تم منع جائزة نوبل عن البروفيسور يسرائيل أومان، لأنه شخص يميني بارز؟

ليس سلوك نتنياهو وريغف هو المرفوض فقط. فما يقلق هو حقيقة انه لم يقم في الليكود والائتلاف من يدعوهما الى التوقف؛ ولا يوجد من يصرخ في وجهيهما بأنهما يتحدثان عن سمو وحدة اسرائيل، بينما يعملان في الواقع على تشجيع وتأجيج التمزق والانقسام والقطيعة والعداء.

ضررهما يقود الى شرخ لا ينحصر داخل حدود الدولة. في اجزاء العالم التي لا تزال تفحص سلوك السلطة بمقاييس موحدة ومعايير متساوية وديموقراطية، تخدم اعمال نتنياهو وريغف مشوهي سمعة اسرائيل. اولئك سيجدون في سلوك رئيس الحكومة ووزيرة الثقافة مبررا للمقاطعة العلنية، بروح BDS، وايضا للمقاطعة الخفية كمنع منح جائزة نوبل لعاموس عوز لأنه اسرائيلي.

المقاطعة تدمر صورة اسرائيل في العالم. لقد فهمت اليهودية الأصلية اهمية الصورة. التلمود يحيك قصة الطالب شمعون بن شيطاح، الذي اشتروا له حمارا من أجنبي ووجدوا جوهرة معلقة على رقبته. واستغرب الطلاب لماذا يطلب منهم الحاخام اعادة الجوهرة للبائع. فقال لهم بن شيطاح: لقد اخذت حمارا، ولم آخذ جوهرة. وقال له ذلك الاسماعيلي: مبارك رب اليهود. مثل هذا الأمر لن يحدث في نظام المقاطعة.

من يؤيد المذبحة؟

يكتب غدعون ليفي، في “هآرتس” ان اسرائيل وغزة لا تقفان على عتبة حرب اخرى، وليس قبل “عملية” ولا “جولة”. فهذا المصطلح الكاذب يهدف الى التضليل وتخدير بقايا الضمير. ما يطرح على الجدول الان هو خطر وقوع مذبحة اخرى في غزة. حتى لو كانت خاضعة للرقابة، معيارية وغير حاشدة، ستبقى مذبحة. ربما تكون رهيبة كسابقاتها، وربما اكثر رهيبة – وفي كل الحلات تبقى مذبحة. عندما يتحدث الضباط والسياسيين والمحللين الاسرائيليين عن “الجولة القادمة” فانهم يتحدثون عن المجزرة القادمة. لن تكون حرب في غزة، لأنه لا يوجد في غزة من يحارب ضد الجيش الاكثر تسلحا في العالم، حتى وان كان الون بن دافيد يتحدث في تقريره عن “قوات بحجم اربعة كتائب” لدى حماس. ولن تكون بطولة (اسرائيلية) في غزة، لأنه لا يوجد بطولة في مهاجمة جمهور أعزل. وطبعا لن تكون اخلاق او عدالة في غزة، لأنه لا توجد اخلاق وعدالة في مهاجمة قفص مغلق على سكانه، لا يملكون حتى الى أين يهربون.

ولذلك، تعالوا نسمي الولد باسمه: يسمونه مذبحة. عن هذا يتحدثون الان في اسرائيل. من يؤيد المذبحة ومن يعارضها. هل ستكون جيدة لإسرائيل، هل ستسهم في امنها، في مصالحها. هل ستؤدي الى انهيار سلطة حماس ام لا. هل ستخدم “فرص” الليكود، نعم ام لا. هل يوجد مفر امام اسرائيل، بالتأكيد لا. كل هجوم على غزة سينتهي بمذبحة. لا يوجد ما يبررها، لأنه ليس هناك ما يبرر المذبحة. ولذلك يجب التساؤل: نحن نؤيد مذبحة اخرى في غزة ام نعارضها.

الطيارون بدأوا بتسخين الخطوط، وكذلك سلاح المدفعية والجنديات اللواتي يمسكن بعصا التحكم. تقليص ساعة اخرى من الكهرباء ويصدر الأمر. صواريخ قسام. ومرة اخرى ستكون اسرائيل هي الضحية، ومرة اخرى سينزل مليون اسرائيلي الى الملاجئ. خرجنا من غزة وانظروا ما الذي حصلنا عليه. يا ويلنا، حماس الاكثر وحشية تثير الحرب.

هل توجد طريقة اخرى امام غزة لكي تذكر بوجودها وبضائقتها غير الانسانية، الا القسام؟ لقد صمتوا ثلاث سنوات، والان تلقوا تعاونا في البحث بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية: اكبر تجربة على البشر. هل ستكفي ساعة كهرباء واحدة للوجود الانساني؟ ربما تكفي عشر دقائق؟ وما الذي يحدث للبشر بدون كهرباء بتاتا؟ التجربة في ذروتها، الباحثون يتوقفون عن التنفس. متى سيسقط الصاروخ الاول؟ ومتى ستحدث المذبحة التي ستليه.

ستكون المذبحة مختلفة عن سابقاتها، لأن التاريخ يعلمنا بأن كل “عملية” اسرائيلية في غزة، اكثر رهيبة من سابقتها: “الرصاص المسكوب” التي انتهت مع 1300 فلسطيني قتيل، من بينهم 430 طفلا و111 امرأة، مقابل “الجرف الصامد” التي انتهت مع 2200 قتيل، من بينهم 366 طفلا و180 رضيعا، و247 امرأة. عدد مضاعف تقريبا. مرحى للتطور والتقدم في عدد الاولاد القتلى. من عملية الى عملية تزداد قوتنا. لقد سبق ووعد افيغدور ليبرمان بأنه سيتم الحسم هذه المرة. بعبارة اخرى، ستقع هذه المرة مذبحة اكثر رهيبة من سابقاتها، اذا كان يمكن اصلا التعامل بجدية مع شيء يقوله وزير الأمن هذا.

لا فائدة من الكلام الكثير عن معاناة غزة، فهي في كل الاحوال لا تهم احد. بالنسبة للإسرائيليين كانت غزة وستبقى عش للمخربين. لا يوجد فيها بشر مثلهم. كلهم يرددون الاكاذيب عن غزة: الاحتلال في غزة انتهى، هههههه. كل سكانها قتلة، انهم يبنون انفاق الارهاب بدلا من مصانع الهايتك. وحقا، كيف لم تطور حماس غزة؟ كيف تجرأت؟ كيف لم تبن صناعة تحت الحصار، زراعة في السجن وهايتك في القفص؟ وهناك اكذوبة اخرى عن غزة: سندمر سلطة حماس. هذا ليس ممكنا، وكذلك لا تريد اسرائيل عمل ذلك فعلا.

معطيات القتلى تومض لدينا بشكل اعتيادي ولا تعني شيئا لأحد؛ مئات الأولاد القتلى، من يمكنه تخيل ذلك. الحصار ليس حصاران وحتى التفكير بقطع الكهرباء لساعة في تل ابيب في حر الصيف الذي يغلي، لن يقود الى ذرة تضامن مع من يعيشون بدون كهرباء، على مسافة ساعة من تل ابيب. ولذلك تعالوا نواصل ما نحن عليه: مسيرة المثليين، تكلفة السكن، المعلم الذي يغتصب الاطفال. وعندما تسقط صواريخ القسام، سنتظاهر بالصدمة، وتحت قناع الضحية المقدس سيحلق طيارونا الأخيار مع الفجر، في طريقهم لتنفيذ المذبحة القادمة.

حماس وحزب الله – ليسا تنظيمان ارهابيان؟

يكتب اريئيل بولشتين، في “يسرائيل يهوم” ان مقولة سفير روسيا لدى اسرائيل، الكسندر شين، بأن روسيا لا تعتبر حماس وحزب الله تنظيمين ارهابيين، كانت بمثابة حمام بارد بالنسبة لكل من يريد تعزيز الاتصالات مع هذه الدولة. فخلال لقاء اجرته معه القناة التاسعة، باللغة الروسية، برر السفير موقف موسكو وفقا للتفسير الرسمي: حسب القانون الروسي، يتم الاعلان عن تنظيم ارهابي، اذا نفذ عمليات على الأراضي الروسية او إذا هدفت اعماله خارج الأراضي الروسية الى المس بمصالحه. حماس وحزب الله، كما هو معروف، يقتلان النساء والاولاد الأبرياء بسبب كونهم اسرائيليين، ولذلك فان التعريف الجاف في كتاب القوانين الروسي، لا يسري عليهما، ظاهرا.

لكن هذا التوجه لا اساس له من الصحة بتاتا، الى حد انه كان يفضل عدم التعبير عنه بتاتا. اولا، انه يتعارض مع مبدأ قدسية الحياة، وكأنه يرمز الى ان الدم الذي يسفك في اسرائيل ليس احمرا بما يكفي، لكي يتم نعت قتلة الاسرائيليين بأنهم ارهابيين. ثانيا، حماس وحزب الله بالذات اصابتا في اكثر من مرة، مواطني روسيا الذين هاجروا الى اسرائيل. الا يعتبر الدفاع عنهم في مواجهة الارهاب البربري مصلحة روسية؟ الا يعتبر القضاء على الارهاب، كظاهرة، مصلحة روسية، من دون أي علاقة بمسألة اين حدثت العملية في انحاء العالم، ومن كانوا الضحايا؟

في قائمة “انجازات” حماس وحزب الله، اعمال قتل كثيرة كانت ستقود في عالم طبيعي، قادة التنظيمين الى المحكمة الدولية، على غرار محاكم نيرنبرغ. تفجير الباصات بركابها، واختطاف وذبح الفتية الابرياء واطلاق الصواريخ والقذائف عمدا على مراكز السكان، هي اعمال تحلق فوقها راية سوداء، لا يقل سوادها عن سواد رايات تنظيم الدولة الإسلامية.

الاصرار الروسي على انتهاج معيار مزدوج، ليس اخلاقيا ويبرر التمييز بين دم ودم. تفجير المترو في سانت بطرسبورغ لا يختلف عن تفجير باص في القدس. الوعي لا يحتمل تصنيف منفذي المذبحة في المترو الروسي- وبحق- كمخربين، بينما يتهرب القتلة الفلسطينيين من هذا التصنيف، وبالذات تحت غطاء القانون.

من المناسب الاشارة الى ان إسرائيل هي بالذات مثال لدعم كل ضحايا الارهاب. حين واجهت روسيا الارهاب الاسلامي وقفت الدولة اليهودية الى جانبها، وليس بالكلمات فقط. اسرائيل لم تكتف بالتضامن وانما مدت ايديها، خاصة في المجال الاستخباري، وقدمت المساعدة في جوانب اخرى. لم نجلس على الحياد ولم نبرر ذلك بأن المخربين نفذوا عمليات “فقط” في المدن الروسية، ولذلك فانهم ليسوا ارهابيين. لم نتصرف بمكيالين، وجيد ان الأمر كذلك. بهذا الشكل من المناسب ان تتصرف كل دولة حددت لنفسها هدف الوقوف في الجانب الذي يحارب الارهاب.

كل محاولة لتقسيم الارهابيين الى اولئك الذين سيتم اخراجهم عن القانون، واولئك الذين سيعتبرون ضمن القانون (ولذلك يعتبرون شرعيين في نظر أي دولة) مرفوض من اساسه، وكم بالحري حين يجري الحديث عن مخربين يخرجون من الحاضنة الاسلامية المتطرفة ذاتها. حماس، مثلا، هي ذراع لتنظيم الاخوان المسلمين، الذي تم اخراجه عن القانون الروسي.

اذا كانت هناك مشكلة رسمية في تسمية الولد باسمه منذ اليوم، والاعلان عن التنظيمات التي قتلت بدم بارد مئات والاف الضحايا الأبرياء خارج حدود روسيا، كتنظيمات ارهابية، فانه يوجد لذلك حل بسيط. يمكن لسلطات روسيا بسهولة، وخلال فترة زمنية قصيرة ملاءمة نص القانون مع الواقع.

أنت، أنا والحرب القادمة

يكتب عيناب شيف، في “يديعوت أحرونوت” ان ايلان ساغي، صرخ في اوستوديو “نشرة الأخبار الاولى” في القناة الثانية في التلفزيون: “هذا ابني الذي قتل، لم يتم هنا سكب ماء!”. وكان قد تم قبل عدة دقائق من ذلك السماح بنشر تقرير مراقب الدولة حول عملية “الجرف الصامد” التي فقد خلالها ايلان ابنه ايرز. وادى المونولوج الذي اتهم من خلاله الحكومة بأنها “تلاعبت بدماء جنودنا”، الى تفريغ الثرثرة التي جرت حوله من مضمونها. “قوموا!، اصرخوا!” طلب من المشاهدين.

لكنه كان من الواضح في ذلك اليوم بأن صرخته ستتبخر في السماء سوية مع استنتاجات مراقب الدولة يوسف شبيرا. ما كانت اسرائيل تحتاج للانتظار حتى شباط 2017 من اجل اخفاء صيف 2014. لقد فعلت ذلك من قبل، كما ثبت خلال معركة الانتخابات الاخيرة. لقد انشغلت الأحزاب بما لا يعد ولا يحصى من المسائل، لكن الحرب التي سقط خلالها 73 اسرائيليا و2125 فلسطينيا (من بينهم 761 مدنيا و428 يعتبرون غير منتمين)، حسب تقرير وزارة الخارجية، لم تكن البارزة فيها. يصعب القول ان الجمهور الاسرائيلي خرج من جلدته في ضوء امكانية وقوع جولة حرب جديدة. التقارير المتزايدة حول تدهور الاوضاع الانسانية في غزة، وقرار المجلس الوزاري تقليص ساعات الكهرباء (القليلة اصلا) في القطاع، قوبلت بهز اكتاف جماعي. النائب بتسلئيل سموطريتش، كتب على حسابه في تويتر ان الحل للوضع هو احتلال القطاع واستعادة السيطرة الإسرائيلية – من خلال القلق على السكان، طبعا. لكن الأرض لم ترتعد.

يمكن لغريب عن هذه البلاد ان يعتقد بأن مسألة “هل ستقع الحرب؟” بالنسبة لنا، تدخل ضمن فئة “الى أين سنسافر هذه السنة؟”، او “بريتني سبيرس – تساوي المال؟”: نوع من محادثات الصالة حول احداث لا يضر ان وقعت ام لم تقع، واننا سنتدبر الأمر في كل الحالات. واذا حدث فما الذي سيحدث عندها، كان سيقول من يقلد النائب دافيد بيتان في برنامج “بلاد رائعة”. حقيقة وجود فرصة لمزيد من الموت والدمار لا تثير في الجسد تيارات الخوف المسبب للشلل. الساعات لا تتوقف والهواتف لا تنقطع.

ربما لا يوجد مكان للفزع فعلا. رئيس الحكومة يقول اننا “لسنا معنيين بالتصعيد”، والمحللين يدعون ان حماس لا تريد المواجهة بالضرورة. لكن الموسيقى تبدو معروفة جدا. مثل نجم بوب لا يتوقف عن ترسيخ اغانيه على النغمات ذاتها. ففي 2014 لم يسارع أي طرف الى الحرب، ظاهرا، ورغم ذلك فقد وصلها ولم يخرج منها الا بعد قرابة شهرين. التاريخ القريب ايضا لا يضع العصا في احتفالات الشمس الجميلة، السياح الذين يغرقون تل ابيب وبرنامج العروض المكتظ.

في تقرير المراقب كتب بأنه لم يتم فحص بدائل سياسية للحرب. حالة اللامبالاة المدنية اليوم، بعد كل التحذيرات، تدل على ان اصحاب الاسهم – نحن – لا يسود لدينا الانطباع بوجود خيار كهذا. ربما يكون هذا هو النجاح الاكثر جذابا للسلطة: حرق وعي الوزراء بمفهوم الحرب كقدر محتوم، والتي يدفع حسابها بعد ذلك، الموتى وعائلاتهم فقط.

ولذلك، في اللحظة التي يتحول فيها هذا النقاش النظري الى واقع، سنعود الى الانضواء تحت جناحي التضامن المتخيل. وسيتحرر الغضب، ومن ثم يأتي البكاء. وطبعا سيصدر تقرير للمراقب، وعندها سيأتي الظهور المثير للصدمة لوالد ثاكل في التلفزيون، ويتكرر الأمر معاذ الله، كما لو بالكاد انسكب كوب من الماء هنا.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا