الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالأقصى.. والبوابات الحرام كتب موفق مطر

الأقصى.. والبوابات الحرام كتب موفق مطر

هنا في الشارع عشرات براياتهم الحزبية، وهناك مئات في الشارع براياتهم الحزبية ايضا!!! ومسلحون ملثمون بكوفيات سوداء وحمراء وخضراء، عصبوا رؤوسهم بأسماء كتائبهم وسراياهم الحزبية يتلون على مايكروفونات الفضائيات (سينات)– جمع سين- تهديداتهم، التي ابقوها معلقة بإذا وإن!! جميعهم يطالبون، ويدعون، وينشرون البيانات ويحملون الأمتين العربية والاسلامية المسؤولية.. ولا يقولون ما قد فعلوا، لأنهم أصلا شيئا لم يفعلوا ولن يفعلوا وهكذا (ما زالت حليمة على عادتها القديمة)، فالأهم لدى هؤلاء اثبات الوجود، أما الشارع فقسمان، الأول متفرج متلبدة مشاعره، والآخر فيسبوكي يقصف بكل الاتجاهات بقذائف التخوين الخارقة الحارقة ليحظى (باللايكات) اي بأكبر قدر من الاعجابات.. هكذا الحال في التعبير عن المواقف تجاه القضايا، حتى لو كانت بحجم وخطورة تهويد الحرم القدسي وتقسيمه زمانيا ومكانيا.

أما المقدسيون، مسلمون ومسيحيون فلا وقت لديهم ليضيعوه في تصميم الشعارات والرايات، ولا ينتظرون حضور الطواقم التلفزيونية، فتراهم يهبون لحماية مقدساتهم بصدورهم، بدعواتهم في صلواتهم، يرفضون الولوج من البوابات الحرام، يؤدون فرض العبادة لله على ارصفة وشارع باب الأسباط، فالمرور عبر الحواجز الالكترونية الاحتلالية يبطل الصلاة، ويلغي جدواها ونفعها وحسناتها على المؤمنين الفلسطينيين.

مخطئ كل من يراهن على غير الفلسطينيين المقدسيين، وان كنا كشعب نعتبر مقدساتنا اهم معالم هويتنا الثقافية، فوحدهم المقدسيون جديرون بهذا التحدي التاريخي، والحفاظ على هوية الحرم القدسي الاسلامية، ومنع تمرير مؤامرة تقسيم اولى قبلتي المسلمين، بعد نجاحهم المذهل في عدم الانجرار لمخطط تقسيمهم الى مذاهب وجماعات متقاتلة.. فالفلسطينيون المقدسيون بحمايتهم للأقصى قد يكونوا سببا في انهاء حالة تشرذم وانقسام الامة والصراعات والحروب القائمة بينها، وان لم يتحقق ذلك فيكفيهم انهم حافظوا على أهم مقومات الأمة الثقافية الى حين عودتها الى الوعي.

خطاؤون هؤلاء الذين يدعون الجهاد والمقاومة، الذين يأخذون القضية الفلسطينية الى المهالك، فهم يطالبون بإشعال النيران في الضفة نصرة للاقصى، بينما تراهم يستميتون لإبقاء انقلابهم ولجنتهم لادارة وحكم غزة على صفيح بارد، فيساهمون عن قصد بتقسيم الأقصى في وعي المواطن الفلسطيني كما يحاول المحتلون تقسيمه مكانيا وزمانيا، ليس هذا وحسب، بل يظهرون كمن يقول للعرب والمسلمين لا تفعلوا شيئا، وحافظوا على مصالح دولكم وعلاقاتكم مع اسرائيل، ولهم في فتحي حماد القيادي فيما يسمى حركة المقاومة الاسلامية حماس مثالا يحتذى فهو القائل: “إن حماس وكتائب القسام لن تقف مكتوفة الأيدي، لكن حماس في قطاع غزة ملتزمة بالتهدئة وهي لا تزال في مراحل الإعداد والتجهيز ولن تسمح حاليا لأي أحد بخرق الهدنة المتفق عليها في القطاع بحجة الدفاع عن الأقصى، مهما كلف الثمن”.

لن تأتينا الجيوش لنصرة الأقصى، ولن يخرج الملايين الى الشوارع ليطالبوا دولهم بالضغط على دولة الاحتلال، فالقدس محتلة منذ خمسين عاما ويكاد الاستيطان اليهودي داخلها وحولها يبدل هويتها ولا حياة لمن تنادي، ونحن الفلسطينيين أمام لحظة تاريخية مفصلية، نحتاج فيها الى الحكماء، والعقلاء، وجيوش الوطنيين المؤمنين بحتمية انتصار القضية، فمعركة الأقصى اليوم وحسمها لصالحنا، ومنع الاحتلال من تمرير تقسيم الحرم القدسي او تهويده، يعني اقترابنا اكثر من القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة، فالشعب الذي يحافظ على هويته ومقدساته جدير بالحرية، حرية لا يلجها المؤمنون بها الا من البوابات الحلال، أعلاها وأوسعها الوحدة الوطنية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا