الرئيسيةمختاراتمقالاتالاستراتيجية الجديدة: فلسطين تحتاج إلى واسطة .. بقلم: د.باسل خليل خضر

الاستراتيجية الجديدة: فلسطين تحتاج إلى واسطة .. بقلم: د.باسل خليل خضر

يعاني الفلسطينيين من ضعف كبير في كافة جوانب صراعهم مع الاحتلال، سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية او العسكرية وكل النواحي على رأسها التحالفات الدولية، والقضية الفلسطينية تشهد تعقيدات تزداد وتتشعب باستمرار وفي كل هذه التعقيدات يعاني الفلسطينيين من ضعف، على العكس الجانب الاسرائيلي يتمتع بقوة هائلة في كافة جوانب الصراع وبالأخص تحالفهم القوي والمتين مع الولايات المتحدة، ولكن الغريب في الضعف الفلسطيني هو ضعف البعد العربي القومي والذي من المفترض ان يكون عنصر قوة للفلسطينيين يدعمهم ويقويهم للحصول على حقوقهم وهذا ما نريد طرحة كيف نحصل على الدعم العربي للضغط على الولايات المتحدة من اجل حل القضية الفلسطينية.

سأتحدث عن مثال مشابه لقضية فلسطين والعرب وامريكا وإسرائيل: أضاع أحد الخريجين وقت طويل في البحث عن فرصة عمل، حتى فقد الامل في كل الوعود والمؤسسات والشركات والوزارات، وخرج بعد هذه السنين بنتيجة مهمة مفادها أنه لا يمكن الحصول على وظيفة إلا من خلال واسطة قوية تأمر بقرار حاسم بتوظيفه، وهذا حال فلسطين تاهت كثيرا وشبعت ( لــف، ودوران ) في متاهات المجتمع الدولي ومحاولات التحرر عسكريا وسلميا، ويآسة من كثر الوعود الكاذبة، ووصلت فلسطين الى قناعة انه لا يمكن ان نحصل على حقوقنا الا بقرار عربي حاسم يضغط على امريكا من اجل اجبار اسرائيل لحل القضية الفلسطينية، كما ذكرنا في مثال الشاب الخريج الذي يحتاج واسطة، فلسطين ايضاً تحتاج واسطة.

“” اسرائيل لن تعطينا شيء لا قبل الانتخابات ولا بعد الانتخابات إلا بقرار دولي وبالأخص قرار امريكي”” هذه الكلمة قالها الرئيس الفلسطيني ابو مازن قبل يومين في اجتماع وزراء خارجية العرب، وكأنه يقول لهم باللغة العامية (من الاخر وبدون دواوين فاضية) نريد تدخل عربي حقيقي لإنهاء الاحتلال، وخاصة ان ابو مازن ذكر في خطابة قصة عام 1956 عندما احتلت اسرائيل قطاع غزة فأمرت الولايات المتحدة بقرار امريكي بالانسحاب، واتصل الرئيس الامريكي ايزنهاور في اليوم التالي في رئيس وزراء اسرائيل بن غورين وقال له هل انسحبت فأجاب (لا) فقال له سوف تتصل بي بعد ساعة وتقول لي بأنك انسحبت وبالفعل تم ذلك، ابو مازن ذكر هذه القصة ليبرهن ان القضية تحتاج لقرار حاسم مشابه، ولم يذكر هذه الكلمات في باريس او أي مكان في العالم بل قالها عند العرب، لأنه يعلم علم اليقين أننا في حالة ضعف لن نخرج منها إلا بالدعم العربي.

بعد ان أيقنا بأننا بحاجة الى قرار عربي حاسم بحل القضية الفلسطينية هل بحثنا كيف نحصل على هذا القرار، ولماذا لا يتم التقدم بقرار بهذا الخصوص في مجلس الجامعة العربية، للأسف كلمة الرئيس تجاهلها القادة العرب، وسأضع في هذا المقال عدة بنود بمثابة خطة استراتيجية نستطيع من خلالها إعادة البعد العربي القومي للقضية الفلسطينية وتحقيق الدعم العربي المطلوب لقضية فلسطين، من خلال الضغط على الولايات المتحدة لإجبار اسرائيل على اعطاء الفلسطينيين حقوقهم.

الاستراتيجية الفلسطينية للحصول على الواسطة العربية:

أولاً: الجانب الإعلامي وهو أهم عنصر في الاستراتيجية على الاطلاق، يمكن من خلال الجانب الإعلامي ترويج الحقوق الفلسطينية التي تجلب التعاطف الدولي والعربي خاصة، لدينا إعلاميون كثيرون وغالبيتهم لا يجدون عمل، لماذا لا يتم إستغلالهم في تصدير القضية الفلسطينية عربياً وحشد التعاطف الجماهيري العربي كي نخرج بدعم قادة العرب لفلسطين، نعلم ان الوصول الى الاعلام العالمي صعب جدا ولكن الوصول الى الرأي العام العربي اسهل بكثير خاصة اننا مشتركون مع العرب في كل شيء، فقط يحتاج الامر الى خطة مدروسة وقرار سياسي وتمويل جيد، ان المستقبل يتجه نحو القوة الناعمة والتي يحتل الاعلام جزأ كبير منها لماذا لا نستغل ذلك جيدا.

ثانياً: انشاء مركز ابحاث خاص بتقييم وتدوين الدعم العربي للقضية الفلسطينية، بحيث يصدر ورقة شهرية يرصد فيها ما قدمته الدول العربية لفلسطين سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية او العسكرية  وفي كافة المجالات، بحيث يشكل هذا المركز سوط يضرب كل دولة لا تقدم شيء، بذلك يزداد التنافس بين الدول على تقديم الدعم في كل المجالات، ويعطي للباحثين والنقاد مواد ومعلومات ليبحثوا في كيفية الاستفادة من الدعم المقدم وكيف يجب استغلاله وكيف يجب ان نعمل على زيادة الدعم، ويعطي مجال الى طلب المساعدة من الدول التي لا تقدم شيء، ولكن الاهم في هذا المركز ان تصل أفكاره وأوراقه الى الجمهور العربي بحيث كل شعب يعرف ماذا تقدم دولته لفلسطين.

ثالثا: التقدم في مشروع قرار لمجلس الجامعة العربية عنوان هذا القرار “”الوحدة العربية من اجل القضية الفلسطينية”” بحيث ينص القرار على اجبار الدول العربية على توحيد المواقف والجهود من اجل حل القضية الفلسطينية  حل نهائي، وينص على ان تقدم كل دولة عربية خطة خاصة بها لحل القضية الفلسطينية وتجميعهم بخطة واحدة، وينص ايضا على وضع جدول اعمال محدد زمنياً للخطوات العربية من اجل حل القضية الفلسطينية، ومن المهم ان يصحب هذا القرار حملة اعلامية كبيرة لدعم القرار كي لا يتم إجهاضه وإفشاله.

رابعاً: طرح قضية الالتزام بالوعود، غالبية الدول العربية وعدت وتعهدت بتحرير فلسطين سابقا من خلال كلمات لزعمائها وقادتها، يجب استجلاب هذه الوعود من كتب التاريخ وطرحها مجدداً في وسائل الاعلام وخاصة وسائل الاعلام الاجتماعي مثل موقع فيس بوك، فمثلا (يتم وضع صورة لاحد الرؤساء الذي تعهد بتحرير فلسطين وكتابة وعده على الصورة والسؤال متى يتحقق هذا الحلم)، ويتم نشر هذه المواد على اعلى مستوى للجماهير العربية وبتمويل خاص بمثل هكذا مشاريع، وهذا له فائدتين الاولى احراج الزعماء العرب لتقصيرهم الكبير في القضية الفلسطينية، والثانية حشد الرأي العام العربي لصالح القضية الفلسطينية.

خامسا: يجب استغلال الفن الفلسطيني لحشد الدعم العربي، هناك فنانين فلسطينيين مشهورين مثل محمد عساف وهيثم الشوملي وهيثم خلايلة، وفنانين كبار متعاطفين مع فلسطين ايضا، لماذا لا يتم استغلال الفن في حشد راي عام عربي يضغط على القيادة العربية لحل القضية الفلسطينية، يجب التركيز على الاغاني والفن والتمثيل الذي يبين ويشرح معاناه الفلسطينيين ونشرها عربيا.

سادسا: يجب استغلال العامل الديني في تحريك مشاعر الشعوب العربية كي تضغط على حكامهم لدعم فلسطين وحل قضيتهم، فالأقصى يتعرض للخطر والتقسيم الزماني والمكاني للأقصى ايضا خطير، والقدس تتعرض للتهويد والاستيطان ينهش في جسدها، لماذا لا يتم طرح هذا الخطر على المستوى الديني للجماهير العربية، هناك تقصير واضح من رجال الدين الفلسطينيين والعرب مع تقصير اعلامي وسياسي.

في النهاية نعلم ان الدول العربية تساندنا ولكن نحتاج الى خطط للحصول على الدعم فالدول تحاول الالتفاف على القضية الفلسطينية وحلها باقل خسارة لهم وبدون تكلفة تخصهم، والكل يحاول التنصل من تكاليف القضية الفلسطينية، يجب ان نصل اليهم ونحصل على الدعم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا