الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالانقلابيون: اقتلوهم .. اسبوا نساءهم ..انه يوم عظيم

الانقلابيون: اقتلوهم .. اسبوا نساءهم ..انه يوم عظيم

اقتلوهم .. اسبوا نساءهم .. مع أوامر التشجيع هذه كانت قذائف الهاون، والياسين تنفجر في بيوت وعلى جدران العمارات فيما يعرف بابراج المقوسي في منطقة النصر في شمال غرب مدينة غزة، حيث تسكن مئات عائلات الفلسطينيين العائدين منذ العام 1994 الى الوطن.

اقتلوهم .. اسبوا نساءهم! دعوات باطل كان مطلقوها من المساجد التي تسيطر عليها حماس من الجهات الأربع لأبراج المقوسي، تسابق رصاص الرشاشات الثقيلة ورصاص القناصة صبيحة ذلك اليوم الأسود الرابع عشر من حزيران من العام 2007.

لم نستطع البقاء في شقتنا الكائنة في الدور الثاني عشر (الأخير) في برج يافا، فقد كانت مكشوفة وتركنا مساحات واسعة للنوافذ لأننا نعشق الحرية والضوء، والاطلالة على مشاهد الحياة بسلام، فقد اخترق ابواب الشقة ومداخل السلالم ونوافذها الرصاص وشظايا القذائف المنفجرة على جدرانها – نحمد الله ان معظمها كان بدائي الصنع – فيما مسلحو حماس المتمركزون على أسطح العمارات المقابلة – لا تبعد اكثر من عشرات الأمتار عن بعضها- !! يطلقون النار على كل متحرك من ناحيتنا.

احتمينا في شقة صديقنا ابو ايهاب – رحمه الله – الذي قتله جيش الاحتلال مع زوجته في السنة التالية في ضربة واحدة في أواخر أيام حرب العام 2008 بخمس قذائف موجهة.

كانت زوجتي – تونسية – تسألني بين الحين والآخر: معقول يعملوها وياخدونا سبايا؟! فكنت اجيبها: روحي فداكم ولن أدع مخلوق يمسكم ما دمت حيا.

كانت زوجتي ام ضياء قبل نزولنا الى الطابق الحادي عشر قد لملمت بعض دماغ شاب فجرته رصاصة قناص حمساوي وتم سحبه الى ناحية بوابة الشقة فرأت بعينها ولمست بيديها، وسجلت ذاكرتها كيف يفجر فلسطيني رأس اخيه بلا رحمة، وبقي المشهد ماثلا في ذاكرتها، فيما خشيتها مزدوجة من وصولهم الينا واعدامي امامها – بسبب مواقفي ومناهضتي لسياسة حماس بعد استلام الحكومة قبل انقلابهم – حيث كانوا قد هددوني بالقتل مرتين من قبل، وجزعها من اقدامهم فعلا على جريمة السبي.

في تلك الليلة الفظيعة اتصلت برئيس تحرير الجريدة حافظ البرغوثي وطلبت منه وضع علامة استفهام كبيرة في زاوية (سؤال عالماشي) حتى اني ذهبت الى الاعتقاد انها آخر مقالاتي في حياتي ستكون علامة استفهام كبيرة.

مسلحو حماس يفجرون بوابة الشقة المجاورة – وهي شقة غير مسكونة تعود لابنة صديقنا ابو ايهاب، ثم يسيطرون على العمارة وسطحها، وفي الصباح كانوا قد انتشروا في اركان أبراج المقوسي.

“انه والله ليوم عظيم، انه كفتح مكة” كانت تلك كلمات نائب عن حماس في المجلس التشريعي (….) وهي ام لشهيدين واسير قبل ان يتوفاها الله، سمعتها من اذاعة ألأقصى وكانت تقصد بذلك اعلان حماس السيطرة الكاملة على منتدى الرئاسة في غزة الذي كان معروفا بأنه مقر قيادة الرئيس ابو عمار رحمه الله، فصرخت فيما كنت اهم بالنزول من السيارة، ياالهي! هل يعقل ما اسمع؟! كيف تقوى ام احترق كبدها على ابنائها منهم الشهيد ومنهم الأسير على النطق بهذا الكلام، كيف لم تحسب ان مئات الامهات والزوجات الفلسطينيات قد انجرقت اكبادهن في هذا اليوم الدموي؟! كيف فازت عليها لغة العصبوية والجماعة وجردتها من الأمومة وهي اعظم ما منحها الله للانسان؟!.

في مدينة الزهراء وهي مدينة سكنية اضطررنا للجوء اليها مع جارنا صديقنا ابو ايهاب وعائلته وهي للصديق الصحفي (ماهر فراج) شاهدت بعض لقطات عملية التمثيل باجسد الفلسطيني سميح المدهون وهو حي، فبدا لي ان قناة الأقصى الفضائية وهي تنقل مباشرة لكل ذي بصر في العالم الجريمة، علن عن فخرها بهذا اليوم العظيم المثير “لفتح مكة” مادفعها لبث شريط الجريمة عدة مرات.

سقطت غزة في ايدي الانقلابيين الدمويين وبدأت صور المآسي تنتشر، ومنذ ذلك اليوم ما زالت علامة الاستفهام عندي تكبر، وعلى يمينها سؤال هل علم قادة حماس اليوم وبعد الاعوام العشرة، وما فيها من دمار وظلام وظلم ودماء مسفوكة، انهم قد شقوا كبد الشعب الفلسطيني، وفجروا دماغ القضية الفلسطينية؟! .. نعم انهم يعلمون.

بقلم: موفق مطر

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا