بقلم: عمر حلمي الغول
الاستشهادات المثلومة وأحادية الجانب:
من يريد قراءة شخص الرئيس محمود عباس بالمقارنة والمقاربة مع شخص الرئيس أبو عمار أو غيره من الزعماء، يكون مخطئا، ولا يفقه ألف باء علم الإنسان عموما والزعماء خصوصا. فلا يمكن لزعيم من الزعماء ان يقبل لنفسه ان يكون نسخة كربونية عمن سبقه من القادة، لأنه لو وضع نفسه في هكذا موقع، فإنه للأسف الشديد لن يكون إلا شخصا باهتا وهزليا، ويفتقد الأهلية والكاريزما القيادية.
القائد الحقيقي ليكون قائدا متميزا، يفترض ان يكون شخصية لها سماتها وخصالها الخاصة. ولو كان في موقع الرئاسة مكان الرئيس عباس أي من الأشخاص الذين ينتقدونه ويشهرون به أو ينتقصون من كفاءته، ويحاولون عمل مقاربة مع الرئيس أبو عمار، لو كانوا هم في موقع الرئاسة لما تبنوا أو ارتضوا ان يكونوا نسخة عن الرئيس عرفات، إلا ان كانوا من طراز الشخصيات الكرتونية التافهة. ولكن لنكء الجراح وللانتقاص من تجربة ومكانة الرئيس عباس الذي فاجأهم بما لا يعرفونه عنه، سعوا لإلقاء التهم عليه، او استحضار بعض المواقف إما غير الدقيقة أو صاغوا مواقفهم بشأنها بشكل مقلوب ومقصود للإساءة لشخص الزعيم أبو مازن.
الزعامة الوطنية والتاريخية لا تقاس بمدى تقارب هذا القائد من ذاك. بل بمدى قدرته على صناعة الأحداث، وبمدى ما يتمكن في إدارة المعارك الوطنية بشكل ملهم ومبدع لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية. والزعامة التاريخية تختلف من شخص لآخر بقدر ما يحقق من إنجازات على المستويات المختلفة. وليس بالضرورة ان يكون كل زعيم له ذات خصال من سبقوه. لكل قائد بناؤه الداخلي وملامحه وإيجابياته وسلبياته الخاصة به. بتعبير أدق لا يمكن لإنسان يحترم نفسه أن يكون غير ذاته. ولكل إنسان مفاتيحه الخاصة المختلفة عن الآخرين كليا أو جزئيا.
كما اوردت في المدخل النظري للرد على المؤلفين روملي وبيتون، أكدت انهما حادا عن الصوابية والموضوعية في معالجة دور الرئيس عباس التاريخي في العملية التحررية، وحول دوره ومكانته كزعيم وطني شجاع ومقدام، لأنهما قصرا اقتباساتهما او استشهاداتهما حول بعض الأحداث والمواقف المتعلقة بالتكتيكات والسياسات الوطنية أو بالعلاقة مع الإسرائيليين على أشخاص يناصبون الرئيس أبو مازن الخصام أو على أقل تقدير رفضوا آليات عمله، وأعلنوا عن عدم الرضى عنه، وانتقلوا إلى مواقع التضاد والتنافر مع شخصه وسياساته، ولأنه لجأ لتهميش أدوارهم أو عزلهم عن المشهد السياسي أو التنظيمي أو كليهما، وبالتالي نحاهم جانبا عن مركز القرار لاعتبارات مختلفة تمس مكانته الرمزية كرئيس للشعب الفلسطيني، وتترك آثارا سلبية على التوجهات الوطنية، واستقلالية القرار الفلسطيني.
ويشير المؤلفان إلى “قناة بيلين – أبو مازن” في الفصل الثاني، فيقولان “ان الرئيس عباس كان من المتضررين نتيجة تسريب الاتفاق في صحيفة “هآرتس”، واتهمه بعض الفلسطينيين بالتخلي عن حق العودة والقدس”. وأضافا “أنه تحت الضغط، قام بإنكار تورطه في المفاوضات”. واقتبسا من ياسر عبد ربه قوله: “بعد أن انكشف الاتفاق، رفض عباس أن يعترف، أنه هو من تفاوض، علما أنه قام بالتفاوض بنفسه مع بيلين”، ورغم أني لم أستوضح موقف الرئيس أبو مازن في المسألة المذكورة، ولم أعد له بشأن قراءتي لما حمله الكتاب من أكاذيب وإفتراءات، فإني من موقع المعرفة النسبية بشخص رئيس منظمة التحرير، استطيع التأكيد على الآتي:
أولا: كما ذكرت سابقا، كان الرئيس عباس، هو مهندس اتفاقيات أوسلو؛ وكان مع الرئيس أبو عمار يشرفان إشرافا مباشرا على المفاوضات في اوسلو، وهما مرجعيتها. والرئيس ابو مازن صاحب منطق سياسي يقوم على البحث عن أية نافذة لاختراق المجتمع ومركز القرار الإسرائيلي؛ ولم يهب يوما في الإعلان عن ذلك، وإن حصل كما يقول عبد ربه، فإن للرئيس أسبابه في ذلك إما ردا على من سرب اخبار اللقاء والحوار مع بيلين (وقد يكون بيلين نفسه) او على بعض الفلسطينيين الذين شاءوا الإساءة لشخصه، وليس لأنه تنازل عن حق العودة او القدس. لأنه لم يتنازل يوما عن ثابت من الثوابت الوطنية. حتى في قمة كامب ديفيد تموز 2000 وفي عقر الدار الأميركية ووجود الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون رفض مع الرئيس الراحل عرفات التنازل عن أي من الأهداف السياسية، وتمسك بالثوابت الوطنية تمسكا راسخا. وبالتالي الاقتباس مجزوء، وغير دقيق، ويصب في ذات الاتجاه البائس والمفتقد للمصداقية.
كما ويستشهد الكاتبان في ذات الفصل بياسر عبد ربه، الذي قال وفقما ورد: “عرفات لم يكن يثق بأبو مازن ليكون وحده مع الإسرائيليين، فقد كان خائفا من نهج التنازلات لأبو مازن”. ورغم الإقرار بأن هناك تباينا وافتراقا بين الرئيسين عرفات وعباس في محطات مختلفة وعلى ارضية التكامل لا التنافر والتناقض، ليس لأن الراحل الرمز أبو عمار يخشى التنازلات من قبل أبو مازن، بل لأن رئيس منظمة التحرير السابق بطبعه وخصاله كان يحرص دائما وفي كل المسائل الداخلية والخارجية على وجود أكثر من شخص في التفاوض حول أي مسألة من المسائل خاصة مع الأميركان والإسرائيليين وبعض العرب، لأنه لا يثق بهم، ولا يثق في توجهاتهم ضد شخصه، ولشعوره الدائم انه مستهدف من قبلهم. وهذا فعلا ما حصل، حيث قام الإسرائيليون بتسميمه ثم اغتياله. أضف لذلك كان عبد ربه صنو الرئيس عباس في الزمن الذهبي لعلاقاتهما قبل الافتراق وتنحيته جانبا عن مركز صناعة القرار، وبالتالي إن كان الأمر كذلك، فهو ايضا كان يخشاه ولا يثق به. بالإضافة إلى ان أبو عمار رحمه الله عليه، كان شديد الحذر من جميع المحيطين به، كونه يعلم حجم الهجمة التي تستهدفه شخصيا. ولكن ليس للأمر صلة بما وصف عبد ربه بنهج التنازلات، الذي يطاله ولا يستثنيه، ولا يطال الرئيس أبو مازن من قريب أو بعيد، لأنه اكد في كل المحطات السياسية انه الأكثر تمسكا بالثوابت الوطنية.
وحول لقاءات ستوكهولم الخلفية، اعتبر المؤلفان أن قرار ياسر عرفات إرسال أحمد قريع للقاء “جلعاد شير” و”شلومو بن آري” إلى لقاءات استوكهولم، كان تكتيكا يقوم به أبو عمار لإضعاف الرئيس عباس. واعتقد الأميركيون والإسرائيليون حسب روملي وبيتون، أن الرئيس عباس نفسه، هو من قام بتخريب اللقاءات بعد تسريب فحواها في الصحف. وللتدليل على ذلك اقتبسا ما قاله أحمد قريع: “لم استطع إلا ان أتساءل إذا ما كان التسريب قد حصل لصالح اسباب شخصية تافهة من قبل شخص من جانبنا أراد تدمير فاعلية هذه القناة”. السؤال هنا للمؤلفين: لماذا لم يتم الإشارة لشخص آخر في عملية التسريب؟ ولماذا تحديدا شخص الرئيس أبو مازن؟ وهل يخشى الرئيس عباس من زميله وقرينه في اللجنة المركزية آنذاك، وهو الذي كان يشرف (عباس) على أهم قناة خلفية بالتفاوض مع الإسرائيليين، التي كان ابو علاء شخصيا يديرها مع فريق فلسطيني مع الإسرائيليين في اوسلو؟ من المؤكد تبرز في إطار العمل، مطلق عمل تنافس وتزاحم بين زملاء ورفاق وشركاء العمل الواحد. ولكن ما كان يجري من تفاوض مع الإسرائيليين يهم الكل الفلسطيني، ولم يكن يجري لحساب شخص بعينه، أضف إلى ان موقع كل منهما في الهيئات القيادية الفلسطينية محفوظ ومعروف، ومع ان ابو علاء كان يعتبر في نفسه ندا للرئيس عباس فيما سبق من الزمن، لكنه كان يعي أن خليفة الرئيس أبو عمار، هو الرئيس عباس. كما ان رئيس المجلس الاستشاري لحركة فتح لم يشر من قريب أو بعيد لشخص أبو مازن. فلماذا تقولانه ما لم يقله، أم ان احدا آخر سرب لكما استنتاجكما الفاقد للإقناع؟
وعن الانتفاضة الثانية وعسكرتها، التي رفضها الرئيس عباس، وأعلن عن ذلك علانية دون مواربة أو تردد، ودعا لاجتماع مع عدد من الكوادر القيادية في حركة فتح لكتابة وثيقة للرئيس ابو عمار، تشير خلاصتها إلى النتائج السلبية التي ستحملها العسكرة للانتفاضة، والمطالبة بإعادة النظر في آليات المواجهة مع الإسرائيليين، يستشهد الكاتبان مجددا بياسر عبد ربه، الذي يقول:” حتى لو اتفقت معه في المبدأ، كان هذا أسوأ توقيت لتوجيه النقد للرئيس الراحل آنذاك، الذي قام بعد ذلك باتهامه بالخيانة، وقال ابو عمار حينها “أنا تحت الحصار، وأنت تشارك أعدائي في انتقاد أسلوب قيادتي!؟” مما لا شك فيه، ان المواقف المتناقضة بين الرجلين زمن الانتفاضة الثانية، لم يكن نتاج حسابات شخصية، انما للحساب الوطني العام. فأبو مازن كان يقول ان اللجوء لأسلوب العسكرة سيحمل في ثناياه أخطار على الشعب الفلسطيني. في حين الرئيس أبو عمار كان يعتقد انه باللجوء للعسكرة سيتمكن من قلب الطاولة على رأس الإسرائيليين وحلفائهم، وسيرغمهم على الاستجابة للمطالب الوطنية، ورفع الحصار عنه، وفي السياق سيرغم العرب الذين صمتوا صمت أهل الكهف على حصاره في المقاطعة على الإصغاء لصوته.
ووفق أحد المقربين من الرئيس أبو عمار، ابلغني شخصيا، ان الرئيس ابو عمار اعترف له، انه اخطأ فيما ذهب إليه. وبعيدا عن التفاصيل فإن الاختلاف بين القادة في المنعطفات السياسية تتخذ ابعادا حادة احيانا، ولكنها لا تعني القطيعة والافتراق. وياسر عبد ربه نفسه، كما قال هو من حيث المبدأ كان مع خيار ابو مازن. ولم يكن حسب تقديري الشخصي ضد النقد الموجه لسياسة الرئيس ابو عمار زمن الانتفاضة، لأن رأيه معروف في هذا الشأن.
وحول العلاقة مع الدكتور سلام فياض، يستخلص المؤلفان النتيجة التالية: “ان هذة العلاقة تدهورت بعد ظهور خطة فياض التي اعلن عنها عام 2009، والتي كانت لا تتساهل مع (الفساد والمحسوبية). إضافة لشعور الرئيس عباس بالخطر من قبل فياض بعد ان اصبح الإسرائيليون والأميركيون “يحبونه أكثر”. وإن إجراءات الرئيس عباس بحق فياض هي نفس الإجراءات التي قام بها عرفات بحق الرئيس عباس عندما كان رئيسا للوزراء”.
ويضيفان “ان الرئيس عباس هاجم لاحقا كلا من سلام فياض وياسر عبد ربه بعد ورود تقارير حول وجود اتصالات بينهما مع محمد دحلان.” وهنا أود ان أعمق إنصافي ودفاعي عن الرئيس ابو مازن، لأنني عشت الكثير من التفاصيل، أولا الرئيس محمود عباس كان مدافعا بشراسة عن الدكتور سلام فياض امام اية حملات كانت تستهدفه؛ ثانيا تصدى عشرات المرات لأعضاء اللجنة المركزية وقيادات العمل الوطني الذين كانوا يطالبونه بإقالة سلام فياض؛ ثالثا كل الخطط التي وضعها الدكتور فياض كانت تتم بمباركة الرئيس عباس، ولم يحاول التدخل فيها، واعطاه الصلاحيات الكاملة للعمل، ولثقته بشخص أبو خالد كلفه برئاسة الوزراء ووزارة المالية خلافا لمتابتعه ملف الأمن؛ رابعا كان الرئيس عباس يقول: هذا رئيس وزرائي انا، وهذه حكومتي، وانا خلفها، ولا اسمح لأحد بالإساءة لها، وسلام فياض يطبق برنامجي.
ولا يود المرء هنا ان ينكأ الجراح، ولكن ما حدث من تغير في العلاقة بين الرجلين السبب فيه ليس الرئيس عباس، إنما أخطاء وقع فيها الدكتور سلام، ومنها موضوع الضرائب، والاتحادات والنقابات والعلاقة التصادمية معها، عدم التقيد بالتوجهات السياسية والإدارية للرئيس عباس؛ تضخم نزعة “الأنا” عند أبو خالد، حيث بدأ يبتعد عن الرئيس ابو مازن ويقترب من خصومه، والشعرة التي برأيي قسمت ظهر البعير هي الرسالة الموجهة من الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية لنتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، تلك الرسالة التي قرأها فياض وعدل عليها بخط يده، وابلغ الرئيس ابو مازن بالموافقة على رئاسة الوفد لتسليمها لنتنياهو، ويوم الموعد المحدد رفض سلام فياض الذهاب. وبالتالي لا أساس لما ذكره الكاتبان نهائيا حول خطة 2009.
والرئيس محمود عباس حسب التجربة المعاشة لا يساوم ولا يهادن نهائيا في حال شعر أن احدا ممن حوله يحاول التلاعب او الإساءة للأمانة وللتفويض الذي منحه اياه، او من يحاول الإيحاء أنه صاحب نفوذ وقادر على تجاوز مكانة رئيس السلطة في التعامل مع إسرائيل او اميركا او الأشقاء العرب خاصة اولئك الذين سعوا ويسعون للإمساك بالورقة الفلسطينية، وخارج نطاق التوافق والتشاور في هذا الملف أو ذاك. ولا يأبه ابو مازن بردود الفعل من أي جهة جاءت، طالما هو مقتنع برأيه ووجهة نظره.
وحول علاقة الرئيس بمحمد دحلان، يقول الكاتبان، ان الرئيس عباس اصبح مهووسا في دحلان، حتى انه قد غير تعامله مع مارتن إنديك لأنه شوهد في أحد المؤتمرات التي تواجد فيها دحلان في ابو ظبي خلال محادثات سلام عام 2014″.
ان ما تقدم ابشع انواع التسطيح والسذاجة في قراءة العلاقة بين الرئيس عباس والقيادي المفصول من اللجنة المركزية محمد دحلان. ويضيفان “لكن ما حصل في الحقيقة هو انه عندما حاول دحلان الاقتراب من إنديك والبدء بالحديث معه، قام إنديك (…) بتجنب دحلان وأخبره ان يبقى بعيدا” وهل يخشى إنديك الأميركي موقف الرئيس ابو مازن؟ لماذا؟ وهل الولايات المتحدة صاحبة الباع الطويل في قيادة العالم يخشى ممثلوها، الذين يتصرفون كالطواويس في بلدان العالم ومع زعمائها إلى هذا الحد من الرئيس عباس؟ هل يرتعب او يحسب حسابا ممثلو اميركا لزعل الرئيس ابو مازن؟ والله لو كان الأمر كذلك، فعلى الرئيس ابو مازن ان يفتخر ويعتز بقدراته الخارقة في تطويع ممثلي الإدارات الأميركية.
ولكن أليس من الممكن ان يكون سبب إنزعاج إنديك من دحلان، يعود لسماع موقف سلبي منه على لسانه، او لاعتبارات خاصة اخرى؟ ويتابع المؤلفان القول: “ولكن بالنسبة للرئيس عباس فحتى فكرة ان الاثنين قد شوهدا معا في نفس القاعة كان مصدرا للقلق ما أدى للتغيير في طريقة تصرفه مع كبير مفاوضي كيري!؟” ان الاستنتاج من ألفه إلى يائه لا يستقيم وشخص الرئيس أبو مازن. نعم رئيس حركة فتح لم يعد يقبل محمد دحلان، ولا يريد التعامل معه، ولهذا اسبابه المختلفة عند الرئيس عباس. اما ان يلتقي فلان بدحلان هنا او هناك فهذا هبوط وسقوط مريع في قراءة شخص الرئيس محمود عباس. ولا يستقيم مع منطقه ورؤيته للأمور. وهو يعلم علم اليقين ان كثيرين ممن حوله التقوا ويتصلون مع محمد دحلان، ولكن لم يتخذ موقفا منهم ، وهم شركاؤه في القيادة. وبالتالي الرئيس أبو مازن يميز بين العلاقات الشخصية وبين الألاعيب الأخرى.
هناك الكثير من الاستشهادات والاقتباسات الأخرى لست بوارد التوقف امامها، لأنها كلها كيدية او غير موضوعية أو جرى حرفها وتشويهها عن سياقاتها المرادة أو تم اجتزاؤها، بهدف الانقضاض على شخص الرئيس ابو مازن، ومنها استشهادات لكل من “روبرت دانين” عضو مجلس الأمن القومي الأميركي، و”أليوت أبرامز” زعيم المحافظين الجمهوريين حاليا، وقدورة فارس عضو المجلس الثوري سابقا، و”دوف فيسغلاس” مدير مكتب شارون الأسبق، وهيثم الحلبي، عضو مجلس ثوري سابق، وعلاء ياغي عضو قيادة المبادرة الوطنية، و”فضائية الجزيرة” .. إلخ.