بقلم: الكاتب وفيق زنداح
منذ تأسيس حركة حماس مع بداية الانتفاضة الفلسطينية … وبحكم متابعتي الإعلامية والمهنية … لم استمع لخطاب وطني من قائد حمساوي بهذه المسئولية المتوازنة … والمنطلقات الوطنية الواضحة … ومحدداتها القوية … وبوصلتها الهادفة … والتي قرأتها ما بين الاسطر والكلمات بروح الحديث الذي تحلى به القائد الوطني الحمساوي يحيى السنوار مع الشباب الفلسطيني .
كلمات عززت الثقة بأنفسنا … وأكدت الامال لدينا … وحققت ما كنا نتمناه منذ عقود طويلة … بالاستماع والمشاهدة للغة العقل والفكر السياسي المتفتح … والمستند الى وطنية خالصة … لا تحاول ان تأخذنا الى مربعات الاستخفاف بنا … وبتجربتنا … بثقافتنا ووطنيتنا .
رجل صادق بما يقول … وأمين بما يطرح … ويمتلك من القناعة الراسخة حول كل كلمة يقولها … والذي يؤكد لنا ولغيرنا أن حركة حماس قد حدث عليها التغيير للأفضل … وانها قد استفادت من تجربتها … واستخلصت دروس أخطاءها .
هذا القائد الوطني الحمساوي ومسئول الحركة بالقطاع … لا يتلكم من فراغ … ولا يسلك طريق دون ادراك مصاعبه ومخاطره … بل يعي كل كلمة يقولها ويقدرها … بميزان الوطن وتضحياته وتاريخه ومجمل تحدياته .
لا نشعر من خلال كلماته بأنه من هواة الاعلام والظهور … ومحاولة تسليط الضوء عليه … لكنه من رواد المسؤولية والحرص عليها ومتابعتها … من اصحاب الفكر الوطني المستند على سياسة المكاشفة والصراحة… والحرص على المشروع الوطني من خلال لقاء الفئات الشبابية عماد الوطن والقضية .
يخاطب الشباب للمرة الثانية ليزرع فيهم الامال التي كادت ان تهرب منهم مع طول انقسام اسود طال امده دون مبرر … وحتى يزرع بداخل الشباب روح الوطنية الحقيقية التي تنظر للوطن بشمولية اكبر … وبرؤية اشمل … دون تعصب وفئوية … وأحادية قاتلة .
عبرنا عن موقفنا … وسعادتنا بخطوة المصالحة باعتبارها خطوة جادة … لكنها تحتاج الى خطوات اكبر لاتمام كافة الملفات التي لا زالت بحاجة الى تنفيذ على واقع الأرض .
لقاء القائد الحمساوي الوطني يحيى السنوار … لسنا بصدد التعليق على كل كلمة قالها … او كل موقف صرح به … لأننا لسنا من هواة التعليق الحرفي على كل كلمة او قول … لكن ما جاء بحديثه يستحق التحليل والمتابعة وإعطاء الردود حوله .
لان القائد يحيى السنوار يلتقي الشباب للمرة الثانية … لكنه بحقيقة الامر يلتقي مع كافة أبناء شعبه … والعالم بأسره من خلال كل كلمة يقولها … وكل موقف يتخذه .
العالم يشاهدنا … ويستمع … ويجب علينا إيضاح مواقفنا وتحديدها بصورة قاطعه لا تقبل التأويل … ولا التحريف … ولا إخراج الكلام عن سياقه ومضمونه والهدف من وراءه .
متابعتي الإعلامية لحديث القائد يحيى السنوار اختصرها بالتالي :-
أولا :- حركة حماس حركة وطنية تحررية تسعى مع كافة القوى وأبناء شعبنا لانجاز مشروع الاستقلال الوطني .
ثانيا :- حركة حماس لا تغلق الأبواب … وتتعامل بروح ايجابية مع الجميع على أرضيه مصالحنا الوطنية … وبما يحقق أهدافنا الثابتة .
ثالثا :- الوحدة خيار وحيد وممر إجباري لا حياد عنه … والانقسام لن يعود … ولن يسمح بالفشل … مهما تعددت وتنوعت مخططات إفشاله .
رابعا :- الالتزام الكامل بكافة بنود الاتفاق وتمكين حكومة التوافق لتعزيز وحدة شعبنا وانجاز مشروعنا الوطني .
خامسا :- ليس مسموحا أي تأخير أو إفشال أو تراجع عما نحن عليه من تقدم باتجاه انجاز المصالحة باعتبارها مقدمة للتحرير وانجاز المشروع الوطني .
سادسا :- سياسة الوضوح والمكاشفة وعدم الغياب عن المشهد … والإجابة عن كافة التساؤلات .. وعدم السماح بتمرير بعض المواقف والكلمات والمعاني لإرضاء احد …على حساب وطن وشعب وقضية … فالمصالحة الوطنية من أولويات شعبنا وحقه على الجميع بالإحساس بهمومه وتطلعاته الوطنية . .
سابعا :- إننا على الطريق … وما تم جزء يسير من مشوار المصالحة الكاملة والوحدة الشاملة والنظام السياسي الموحد لكافة القوى السياسية والطاقات المجتمعية .
ثامنا :- دعوة اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لعقد اجتماعاتهم بمدينة غزة بالمحافظات الجنوبية … دعوة صادقة وأمينة … وتعبر عن أصالة هذا القائد الوطني الحمساوي يحيى السنوار بكل ما تحمله من معاني وطنية وسياسية واضحة المعالم وصادقة بتوجهاتها … كما تعبر عن نوايا حسنة لا شكوك حولها .
ولكن … وهنا وفي هذا المقام ومن خلال هذه الدعوة … لا بد ان يكون لنا نقطة نظام لا بد من قولها … والتصريح بها … ليس تقليلا من دعوة صادقة وأمينة … ولكن تصحيحا وبناءا على هذه الروح الوطنية المسئولة وحفاظا على بروتوكولات سياسية … ونظام سياسي يحفظ وحدة الوطن ولا يقسمه …كما يحفظ للجميع حرية الحركة والتحرك ووقتما شاؤا وبالزمان والمكان الذي يحددونه .
فاللجنة المركزية لحركة فتح كما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير … كما الرئيس محمود عباس لا يتم دعوتهم بوطنهم فهم أصحاب الأرض والوطن والمكان … ولهم ان يكونوا بالوقت والزمان والمكان الذي يريدونه لعقد اجتماعاتهم .
تاسعا :- الرئيس محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني .. ورئيس كافة مرجعياته السياسية والدستورية باعتباره رئيس السلطة الوطنية … رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير … إضافة لقيادته لحركة فتح … وبالتالي يأتي ويتحرك داخل وطنه … ولا يقوم بالزيارة … فالزوار هم الغرباء أو الأصدقاء او الأشقاء … وليس إخوة الوطن وأصحاب الأرض ورئيس الشعب وسلطته الوطنية.
ما أقول ليس إنقاصا من كلمات القائد الوطني يحيى السنوار… بل استكمالا لأقواله وروحه الوطنية … وحرصه الأكيد على الوحدة وإتمام المصالحة … وليس بقوله حول السهر على امن وراحة الرئيس عباس … الا تأكيد لروح ابن البلد … ابن الوطن .. روح المسئول الذي يشعر بمسؤولياته … وروح الابن مع والده … وروح القائد مع رئيس دولته … ولا أشكك بصدق قوله وتوجهاته ونواياه الحسنة… لكنها أصول البروتوكولات السياسية والنظام الرئاسي ومناصبه … وكيفية التحضير والتجهيز لتحرك الرؤساء.
عاشرا :- نتفق ونتوافق مع كل ما جاء على لسان القائد الوطني الحمساوي يحيى السنوار حول العديد من المواقف ورفض التدخل بشؤوننا الداخلية … وحقنا بسلاحنا ومقاومتنا المشروعة في ظل الاحتلال لأرضنا والمغتصب لحقوقنا .
الحادي عشر :- الأخ القائد يحيى السنوار وبحكم رئاسته لحركة حماس في القطاع ومشاركته بجلسات الحوار بالقاهرة … تأكد من حقيقة وضوح الموقف المصري الشقيق الثابت والداعم لنا … والمساند لقضيتنا وشعبنا … وان مصر لا مثيل لها … ولا نقارنها مع احد … وان لها جذور وأصول وامتداد جغرافي وتاريخي … ثقافي واجتماعي …وطني وقومي لا مثيل له … ويعبر عن علاقات استيراتيجية لا تهزها الرياح … ولا العواصف … ولا حتى المؤامرات ..لان فلسطين ومصر بقارب واحد .
الثاني عشر :- المخاطر وما يحيط المصالحة من أخطار … ومحاولة إرجاعنا إلى نقطة ما قبل الصفر… والرد الواضح والإجابة الشافية والحسم بالقرار… على لسان يحيى السنوار بعدم السماح بالتعطيل ولا بالإفشال … ولا حتى بهزيمة أنفسنا … قول قاطع وصريح … لخطاب وطني شجاع يتحلى بروح المسؤولية … ويعتمد على منطلقات وطنية وليست حزبية … منطلقات عربية قومية وإسلامية لا يخاف فيها من قول كلمة الحق … وهو على الدوام حاضرا لقول كلمة الفصل والحق وحسم المواقف … مهما كلف من ثمن … ونحن جميعا نلتف من حوله .