الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالقدس تشعل الصراع وتقلب الموازين

القدس تشعل الصراع وتقلب الموازين

عادت القدس مجددا لتحتل قلب الاحداث السياسية العالمية وتحولت الى ساحة صراع جديدة واخذت ابعادا امنية وسياسية بعد ان اغلقت اسرائيل محيط المسجد الاقصى بالكامل وشرعت بتغيير الوضع التاريخي للقدس ومقدساتها الاسلامية من خلال تركيب جدار الكتروني يلف المقدسات الاسلامية بحيث يخضع المصلون الذين يؤمون المسجد الاقصى الى اجراءات عقابية وتفتيش جسدي مخالف لكل الشرائع الدينية والسماوية ولكل الاعراف والقوانين الدولية ويشكل ابتزازا سياسيا للعالم اجمع. وتزامنت هذه الاحداث مع المخططات الاسرائيلية بسن تشريعات جديدة “قانون منع التخلي عن القدس” الذي يتم اعداه للتصويت عليه في الكنيست الاسرائيلي على اساس “القدس الموحدة” لتعزيز السيطرة الاسرائيلية على المدينة المقدسة وضواحيها وتكريس عملية الضم الغير قانونية وقطع الطريق امام التوصل الى اية حلول سياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. حيث اكد نتنياهو مرات عديدة ان القدس ستبقى العاصمة الموحدة لدولة الكيان ولن يتم تقسيمها ولن يتم التنازل عن شرقها لصالح الفلسطينيين . وكثيرا ما اثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة في الاوساط السياسية الدولية لان القدس الشرقية هي اراض فلسطينية محتلة في المفهوم الدولي وتنطبق عليها قرارات هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
الهجمة الاسرائيلية على القدس لم تأتي مصادفة بل هي عملية مخطط ومبرمج لها وتأتي في سياق الوضع السياسي للمدينة المقدسة وأهميتها السياسية والدينية للفلسطينيين في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بحيث لن يكون هناك حلول دون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وهذا ما تقره الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة في حين يرفض نتنياهو الاعتراف بشرعية هذه القرارات ويعتبر القدس عاصمة موحدة لــ “دولة” اسرائيل وغير قابلة للتقسيم. وما يعزز هذه الفرضية ان هناك قوات من الجيش والشرطة كانت تعزز وتحرس المستوطنين عند بداية اقتحام باحات المسجد الاقصى وهذا يعني ان هناك قرارا سياسيا صادرا من اعلى سلطة سياسية في اسرائيل ممثلة بنتنياهو لفرض واقع جديد على المدينة.
وتحاول اسرائيل بين الفينة والأخرى القيام بتصعيد مبرمج ذات مغزى سياسي في المدينة المقدسة من خلال اعتداءاتها المتكررة على المقدسات الاسلامية والزج بمستوطنيها في تلك الاحداث وما يترتب عليها من مواجهات بين الجانبين تبقى حالة الغليان قائمة. ويبقى التصعيد سيد الموقف حيث تسود الشارع الفلسطيني حالة من السخط والغليان نتيجة الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على المدينة المقدسة الامر الذي ربما يدفع بالأمور للاتجاه نحو الهاوية حيث تشتد المواجهات مع كثرة الاصابات التي تتعمدها اسرائيل بين المواطنين الفلسطينيين وإصرارها على اتباع سياسة القتل.
ربما تكون المساعي الامريكية الجارية لإعادة عملية السلام الى واجهة الاحداث السياسية وفتح ملف المفاوضات من جديد قد ساهم كثيرا بتصعيد السياسة الاسرائيلية تجاه القدس لقطع الطريق امام اية مقترحات جديدة تتعلق بالمدينة المقدسة وربما حاولت اسرائيل ارسال رسالة الى المجتمع الدولي بعدم الاقتراب من القدس حيث تدرك اسرائيل جيدا ان المعركة المصيرية ستكون حول القدس ولذلك فان القيادة الفلسطينية تولي كل اهتماماتها نحو المدينة المقدسة بانها شرط اساسي لتحقيق اي تسوية قادمة بوصفها عاصمة الدولة الفلسطينية.
الى أي مدى سيذهب نتنياهو في معركته هذه على القدس في ظل رفض المجتمع الدولي بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل واعترافه بالقدس الشرقية ارض فلسطينية محتلة عام 67، لكن نتنياهو على ما يبدو يصر على ارسال رسائله للأسرة الدولية بتحدي قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا