القدس والأقصى

بقلم: عبد السلام العابد

زيارة القدس الشريف، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، لهما مذاق خاص، وبهجة في القلب، وإيمان وخشوع، وشعور بالسعادة والطمأنينة والارتياح، وألفة في المكان، وما يحيط به من ساحات وأشجار. هذه بعضٌ من الأحاسيس والمشاعر التي كانت تعتريني، كلما ذهبت إلى زهرة المدائن، وتجولت في شوارعها، وأسواقها العامرة بأهلها. كم كان يسعدني أن أكون هناك، وأن أمر على مكتباتها، وأشتري منها المجلات والصحف والكتب، وأن أتملّى أبوابها وسورها وبيوتها وحوانيتها المزدانة بالبضائع والتحف، وكم كنت سعيدا، حينما اختتم زيارتي بالصلاة في رحاب الأقصى، والصخرة المشرفة، وتأمل المآذن والأعمدة والنقوش والخطوط العربية الجميلة، والآيات المكتوبة، والرسومات التي أبدع الفنانون والمهندسون والبناؤون العرب في إنشائها ورسمها، ورغم مرور السنين، وتوالي الأحداث الجسام إلا أنها بقيت شامخة وراسخة، كمَعْلمٍ حضاري إنساني من معالم التمدن والرقي والعمران.

القدس لها مكانتها المرموقة في نفوس المؤمنين، وهي قِبلتنا الأولى، ومعراج الرسول محمد عليه السلام، إلى السماوات العلا، وهي مرتبطة بإيماننا وعقيدتنا، قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله؛ لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير).

القدس حزينة ومتألمة؛ بسبب هذا الاحتلال البغيض الذي ينغص حياتها، ويقيدها، ويحول دون وصول أهلها وأحبائها إليها بحرية، ولعدم الوقوف العربي والإسلامي والدولي الجدّي، إلى جانب شعبنا المرابط، وعدم نصرتها بشكل قوي وفاعل. إنّ هذه البوابات الإلكترونية والإجراءات الإحتلالية السابقة واللاحقة مرفوضة ومخالفة للقوانين الدولية والشرائع الدينية، وهي قيود إضافية ظالمة ومدانة، ولا يمكن أن يقبل بها أحد، وستبقى القدس عربية فلسطينية بمآذنها وكنائسها ومساجدها، ولن يهدأ لنا بال، ولن يرتاح لنا خاطر، ما دامت محتلة، ولم تنعم بحريتها وأمنها، فهي قبلة الروح، ومهوى القلوب، وعاصمة فلسطين، طال الزمان أو قصر.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا