الرئيسيةأخبارعربية ودوليةاللاجئون إلى ألمانيا - الحلقة الأضعف في الانتخابات وحسابات الأحزاب؟

اللاجئون إلى ألمانيا – الحلقة الأضعف في الانتخابات وحسابات الأحزاب؟

تتصادف الانتخابات البرلمانية الألمانية مع مرور سنتين على موجة اللجوء الكبرى إلى ألمانيا. كيف تتعاطى الأحزاب السياسية مع اللاجئين في معركتها الانتخابية؟ وكيف يرى اللاجئون ذلك؟ وما هي هواجسهم وتمنياتهم؟

هيمن ملف اللجوء، إلى جانب الإسلام والإرهاب، على المناظرة التلفزيونية الوحيدة بين المتنافسين على منصب المستشار/المستشارة، مرشحة “الحزب المسيحي الديمقراطي” أنغيلا ميركل ومرشح “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” مارتن شولتس، مساء الأحد (الثالث من أيلول/سبتمبر 2017). وقد هاجم شولتس سياسة ميركل في ملف اللجوء قائلاً: “كان سيكون من الأفضل لو تم إشراك جيراننا الأوروبيين” في معالجة أزمة الهجرة واللاجئين في عام 2015، واعتبر شولتس أن “هذا الخطأ أدى إلى تخلي شركاء في الاتحاد الأوروبي كالمجر عن ألمانيا”. وقد دافعت ميركل عن نفسها بأننا “آنذاك كنا في مواجهة وضع دراماتيكي”.

“لا جديد” و”عدم رضا”

يرى عضو “مجلس شؤون اللاجئين في ولاية سكسونيا السفلى”، كريم الواسطي، أن المناظرة لم تأتِ بـ”جديد” فيما يخص ملف اللجوء. ويعني هنا أن الطرفيين عادا وأكدا مواقفهما السابقة. وقد أضحى ملف اللاجئين موضوعاً رئيساً يتصدر أجندة الأحزاب ويحتل حيزاً كبيراً في المشهد السياسي ويشغل الرأي العام. قبل سنتين بالضبط ساد مناخ ودي تجاه اللاجئين، الذين اُستقبلوا بالورود والترحاب في إطار ما أطلق عليه “ثقافة الترحيب”. غير أن إجراءات حكومية منذ مطلع العام 2016 أدت إلى تراجع تدريجي عن تلك الثقافة. على سبيل المثال لا الحصر، تم منح عدد أكبر من اللاجئين “الحماية الثانوية” (الحماية المؤقتة) بدلاً من حق اللجوء الكامل وفق “اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين لعام 1951″. كما تم تقييد لمّ الشمل للحاصلين على تلك الحماية. ولا تحوز القرارات الأخيرة للحكومة الألمانية على رضا الناشطة النسوية السورية، دينا أبو الحسن، وتستشهد هنا بـ”صعوبات في تجديد إقامات اللاجئين”.

تراجع على العديد من الجبهات ومخاوف من القادم

يخشى الصحفي السوري سليمان عبدالله، الذي لجأ إلى ألمانيا منذ سنوات والذي يصف نفسه بأنه “متابع ممتاز” لملف اللجوء، من “استمرار استخدام اللاجئين كوسيلة لإرضاء الناخبين”. ويستشهد بالكثير من المواقف الحكومية والإجراءات التي “تؤكد مخاوفه”. ويضرب هنا مثالاً، “شرعت الحكومة الألمانية وباقي الدول الأوروبية بعقد اتفاقات مع حكومات ديكتاتورية وميليشيات في شمال إفريقيا لإبعاد المهاجرين واللاجئين”.

ويوافقه الرأي كريم الواسطي: “الاتحاد الأوروبي نقل حدوده إلى عمق إفريقيا” ويتمنى الواسطي على الأحزاب الديمقراطية عدم الاستجابة لتحريضات الأحزاب الشعبوية وأن يكون الرد عليها بإجراءات “عملية على الأرض” وليس مجرد “تصريحات” والعودة عن “ثقافة الإبعاد” إلى “ثقافة الترحيب”.

وقد انتاب الغالبية العظمى من اللاجئين شعور بأنهم تحولوا لمادة للمساومات بين الأحزاب السياسية وكرة تتقاذفها وسائل الإعلام. تعتقد دينا أبو الحسن أن “الجميع يريد لعبها صح (كسب المعركة) بغض النظر عن الصحيح”، وتسترسل أكثر: “الجميع يريد احتواء الشعبويين واليمين بأي ثمن”.

الأحزاب “المعادية” للاجئين “تتقدم”

الصحفي سليمان عبدالله، الذي يعمل مراسلاً لصحيفة “هافينغتون بوست عربي”، يبدي حذراً في الإفصاح عن مرشحه المفضل: “لا أفضل مرشحاً بعينه، لأنني أريد البقاء على مسافة واحدة من الجميع بحكم طبيعة عملي، سيسعدني فقط عدم وصول أحزاب عنصرية معادية للأجانب ومشكوك بكونها ديمقراطية، كحزب البديل من أجل ألمانيا، للبرلمان، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تفيد بتجاوزه نسبة الخمسة بالمائة المطلوبة لتحقيق ذلك”.

وقد كشف استطلاع للرأي، نشرت نتيجته صحيفة “بيلد” يوم الثلاثاء (الخامس من أيلول/سبتمبر 2017)، أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي والمعادي للأجانب واللاجئين، يزداد شعبية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الجاري. وحل الحزب ثالثاً بعد “التحالف المسيحي الديمقراطي” الذي تتزعمه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي”.

ويتابع الصحفي عبدالله: “سأكون سعيداً أيضاً، إذا لم يكن الحزب الديمقراطي الحر جزءا من الحكومة المقبلة؛ “لأن موقف زعيمه كرستيان ليندنر بات قاسياً جداً على اللاجئين، خاصة السوريين منهم”. والجدير بالذكر أنه وفي سلسلة مقابلات رئيسة التحرير في مؤسسة دي دبليو الإعلامية، إينيس بول، ومقدم البرامج جعفر عبد الكريم، مع كبار مرشحي الأحزاب الألمانية للانتخاباتقلل زعيم “الحزب “الديمقراطي الحر (الليبرالي) من حصيلة الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا، منتقداً في الوقت ذاته عدم سعي ميركل لإغلاق طريق البحر المتوسط الذي يشهد نشاطاً متزايداً في الهجرة غير الشرعية. ووفق استطلاع رأي صحيفة “بيلد”، ارتفعت شعبية “الحزب الديمقراطي الحر” (الليبرالي) بواقع نصف نقطة ليحصل على8.5 بالمائة من الأصوات.

ميركل لم تذهب في التراجع “إلى النهاية”

وبدورها تتمنى عضو “اللوبي النسوي السوري”، دينا أبو الحسن، فوز ميركل ليس من منظور “نسوي”، بل لإيمانها بـ”جدارتها وخبرتها مقارنة بغيرها”. وترى الناشطة السورية أن “المعركة الانتخابية ولدت ضغطاً كبيراً على اللاجئين”. وتتمنى أن يخرج منها اللاجئون بأقل الخسائر الممكنة.

ومن موقعه في “مجلس شؤون اللاجئين في ولاية سكسونيا السفلى”، المدافع عن حقوق اللاجئين، يقدر كريم الواسطي لميركل عدم ابتعادها عن ثقافة الترحيب “بشكل نهائي”، ومنها رفضها وضع حد أعلى للاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، كما يطالب شريكها في الاتحاد (الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري). غير أنه عاد وتمنى عليها أن تكون مسألة ضمان حق اللجوء وحقوق الإنسان من أولوية أولوياتها وألا تكون مادة للتفاوض والمقايضة.

ويشار إلى أنه وفي سلسلة مقابلات DW مع كبار مرشحي الأحزاب الألمانية، جدد مرشح “الحزب المسيحي الاجتماعي” البافاري، يواخيم هيرمن، موقف حزبه من ضرورة وضع سقف أعلى لعدد اللاجئين، الذين تستقبلهم ألمانيا سنوياً. ويطالب هيرمان وحزبه بأن يكون السقف الأعلى لعدد اللاجئين حوالي 200 ألف سنوياً.

مهاجر نيوز – خالد سلامة

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا