الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالمصالحة تقود الى تحريض اسرائيل ضد السلطة

المصالحة تقود الى تحريض اسرائيل ضد السلطة

اسرائيل ليست مرتاحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية لان هذا يأتي ضد مصالحها وإستراتيجيتها التي تقوم على ابقاء البلاد مجزئة مقسمة بما يحول دون قيام دولة فلسطينية ضمن وحدة جغرافية واحدة اضافة الى ان المصالحة سوف تعزز من مكانة القيادة الفلسطينية وقوتها محليا وإقليميا ودوليا وتمكنها من فرض اجندتها في مختلف المحافل.
لكن من وجهة النظر الاسرائيلية فان تحقيق المصالحة ساهم في خلط الاوراق واضعف الموقف الاسرائيلي فالوحدة الفلسطينية اتت كالصاعقة على قيادات اسرائيل التي كانت تمني النفس ان يدوم الانقسام مدى الحياة حتى تبقى اسرائيل تتخذ من الانقسام ذريعة في عدم امكانية السير في عجلة السلام بحجة عدم توفر شريك قوي يحقق السلام في ظل الانقسام الحاصل وكانت اسرائيل تدعي بوجود اطراف كثيرة في الساحة الفلسطينية لكنها كانت تهدف ايضا لضرب الشرعية والمشروع الوطني الفلسطيني.
بتحقيق المصالحة تكون اسرائيل قد فقدت ركيزة مهمة في استراتيجيتها وبدأت رحلة البحث عن استراتيجية جديدة تعمل من خلالها على بعثرة الاوراق من جديد بما يخدم مصالحها، وأهمها ما جاء على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي قال: ” لن تعترف باتفاق المصالحة بين فتح وحماس” وهذا يؤكد ان اسرائيل تلقت ضربة موجعة يتحتم عليها التعامل مع المستجدات على الساحة الفلسطينية والتي رأت فيها تحولات وتطورات لا تخدم المصالح الاسرائيلية.
كان من المفترض بالحكومة الاسرائيلية ان تبدأ بدراسة الخيارات المتاحة امامها بما يتعلق بعملية السلام على ضوء هذه التغيرات وان تفاضل بين المرحلة السابقة والمرحلة الحالية في الوقت الذي استطاعت فيه القيادة الفلسطينية من اختراق العمق الاسرائيلي وضرب الاستراتيجية الاسرائيلية التي كانت تعتقد بعدم وجود شريك فلسطيني بسبب الانقسام. لكن وبدلا من ذلك وجهت اسرائيل اهتماماتها نحو الشق العسكري وكيفية تعاملها مع “الصواريخ” المحتمل اطلاقها من غزة وكيف ستتعامل القيادة الفلسطينية مع هذا الموضوع بحجة ان قطاع غزة اصبح تحت سيطرة السلطة الشرعية الفلسطينية، الامر الذي حدا ببعض الاوساط الاسرائيلية للبدء في توجيه تهديداتها للسيد الرئيس في حال تم اطلاق الصواريخ من غزة. ولم نسمع بمثل هذه التهديدات خلال المرحلة السابقة من سيطرة حماس على حكم القطاع عندما كانت تطلق الصواريخ بل ان اسرائيل كانت وبشكل غير مباشر تشجع هذه الظاهرة لإبقاء اجواء المشاحنة قائمة دون الدخول في ردود عملية وكانت تقف هناك اغراضا سياسية بحتة وراء سياسة اسرائيل هذه وكانت اسرائيل تسعى لتوسيع حالة التوازن بين القيادة الفلسطينية وحماس لصالح الاخيرة وزيادة الضغط على القيادة الفلسطينية في حربها معها في عملية السلام.
التخبط بقي هو العنوان الابرز في السياسة الاسرائيلية بمختلف قطاعاتها فحين يعتبر البعض في الساحة الاسرائيلية ان اطلاق الصواريخ في هذه المرحلة يختلف كثيرا عن اطلاقه في المرحلة السابقة فهذا يمثل قمة الاستخفاف ويعبر عن العقلية الاسرائيلية التي لا زالت تخضع لأجندة اليمين الاسرائيلي المتطرف والذي رأى في المصالحة الفلسطينية بمثابة ضربة هزت اعماق المجتمع الاسرائيلي،ولا ندري اذا كانت القناعات لدى هؤلاء بأن امن اسرائيل المزعوم يخضع للتغيرات الزمانية والمكانية ويخضع للتحولات والتغيرات السياسية.
واضح جدا ان الغرض من هذه التصريحات هو التأثير على سير المصالحة والعمل على وضع العراقيل امام اتمامها فإسرائيل سوف ترفع من سقف التصعيد السياسي ضد السلطة ومن خلال اجراءات اخرى من اعتقالات وانتهاكات واغلاقات حتى تبقى تمارس المزيد من الضغط على شعبنا الفلسطيني.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا