الرئيسيةمختاراتمقالاتالمعركة في القدس هي معركة على السيادة

المعركة في القدس هي معركة على السيادة

بقلم: باسم برهوم

ليكون واضحا للجميع، للمواطن الفلسطيني وللعرب والعالم، ان المواجهة في المسجد الاقصى والقدس اليوم هي مواجهة على السيادة، لذلك نحن الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية نصر ان تعود الاوضاع في الاقصى الى ما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو.
بالمقابل سلطة الاحتلال الاسرائيلي تعلن وتحاول فرض سيادتها على الاقصى كمدخل لفرضها على القدس. فالاحتلال لا يعني السيادة، فهو احتلال بالقوة لا يعترف القانون الدولي بشرعيته وسيادته على الارض التي يحتلها.
بالامس اعلن الرئيس محمود عباس، ان السيادة في القدس والاقصى لنا، للشعب الفلسطيني، فالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية، هذا الإعلان يظهر جوهر الصراع الجاري اليوم في الاقصى والقدس، لذلك ليس من المسموح خسارة هذه المواجهة، لأن خسارتها تعني خسارة القدس والمقدسات، وخسارة القضية الفلسطينية برمتها.
لذلك ولكي لا يخطئ أحد، فان الاصرار الفلسطيني الشعبي والرسمي، على ازالة كل شيء، والعودة بالوضع الى ما كان عليه في الاقصى، هو ليس اصرارا شكليا، او على تفاصيل صغيرة يمكن التفاوض عليها. انه اصرار على مبدأ السيادة، وهذا هو جوهر الصراع في القدس.
اسرائيل بعد خمسين سنة من احتلالها للقدس، وبالرغم مما نفذته من خطط لتهويد المدينة، وفي كل المجالات، إلا أنها تدرك انها لا تملك السيادة الفعلية في المدينة، ولا قدرة لها على تمرير روايتها الصهيونية الزائفة. ان اوضح دليل على ذلك هو ما اثبته الشعب الفلسطيني والمقدسيين في مقدمتهم، أنهم هم عمليا وواقعيا اصحاب السيادة الحقيقيين على الاقصى والقدس، وما اسرائيل سوى قوة احتلال تحاول فرض وجودها بالقوة الغاشمة.
ان معركة بهذا الحجم والمضمون والهدف الوطني الكبير لها شروطها ومتطلباتها الوطنية، فصراع على السيادة وتأكيد الارادات يتطلب اولا واخيرا المحافظة على وحدتنا الوطنية، وحدة بأي معنى، بالتلاحم الشعبي الكامل، وتلاحم الشعب مع قيادته الوطنية، وتلاحم الفصائل فيما بينها وطنية واسلامية، وكل مكونات الشعب الفلسطيني.
ان اي محاولة لشق هذه الوحدة ولشق الصف الوطني انما تعني وفي هذه المرحلة المصيرية انخراطا في المخطط الاسرائيلي-الصهيوني.
لذلك فإن أي حديث عن تعدد المرجعيات للشعب الفلسطيني، إنما هو حديث يراد به باطل، باعتباره شقا لهذه الوحدة المتكونة في الميدان في القدس وفي كل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وهي الوحدة التي اربكت حكومة الاحتلال واشعرتها انها ان لا سيادة حقيقية لها في القدس.
ان التاريخ لن يرحمنا شعبا وقيادة وفصائل اذا خسرنا معركة السيادة الجارية في القدس، لأن هذه الخسارة ستعني خسارة القضية الفلسطينية برمتها.
علينا ان ندرك اننا لا نزال في بداية المعركة والمواجهة، علينا ان لا نتعجل الامور ونبدأ بتصفية الحسابات فيما بيننا، او لصالح أجندات خارجية، فسلطة الاحتلال تراقب عن كثب ما يجري في داخلنا وهي تنتظر اللحظة التي تتهاوى فيها وحدتنا وعزيمتنا وإصرارنا، ليتسنى لها وبعد خمسين عاما من الاحتلال، الاعلان عن حسمها لمعركة السيادة في القدس.
ان اي حديث متسرع بغض النظر عن النوايا التي تقف خلفه، عن مرجعيات، او قيادات بديلة يفرزها الميدان، انما هو حديث نشتم منه رائحة الموامرة الخطيرة في هذه اللحظات المصيرية. ان هذا لا يعني اطلاقا عدم وجود مرجعيات وقيادات ميدانية، دينية ووطنية لها كل الثقة، لكن للشعب الفلسطيني مرجعية وطنية وسياسية واحدة، هي منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها ورئيسها، خصوصا ان هذا الرئيس وهذه القيادة هي اكثر من تدرك طبيعة المعركة الجارية في القدس اليوم واهميتها التاريخية والمصيرية، انها معركة الارادة والسيادة التي يجب ان لا نخسرها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا