الرئيسيةمختاراتمقالاتبلغ السيل الزبى..

بلغ السيل الزبى..

بقلم: عمر الزمار

ألقى الأخ الرئيس محمود عباس كلمة دولة فلسطين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في دورتها 72 بنيويورك، يوم الأربعاء، وكما كان منتظراً فقد وضع الرئيس العالم أمام مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، الذي عانى ما لم يعانِه أحد من احتلال وقتل وتشريد.

وبدأ الأخ الرئيس كلمته بسرد تاريخي للواقع الذي ينتهكه الصهاينة والاتفاقيات والمبادرات التي يضرب الكيان الصهيوني بها عرض الحائط؛ فبدأ بالحديث عن مرور ٢٤ عاماً على توقيع اتفاق أوسلو، الذي كان بالأساس انتقالياً ومحدداً بإقامة دولة فلسطينية بعد خمس سنوات، لكن ‘إسرائيل’ لم تلتزم بالحد الأدنى المطلوب لتحقيق ذلك، وبالتالي فنحن سنعيد النظر بهذه الاتفاقية وسنعيد النظر بالاعتراف بـ’إسرائيل’.

وما تلاه من مبادرات متعددة، منها مبادرة السلام العربية التي نتبناها وننادي بها دوماً وتمثل فرصة ذهبية لـ’إسرائيل’، وخارطة الطريق التي عرضتها الرباعية الدولية وتبناها مجلس الأمن، وصولاً إلى المبادرة الفرنسية التي جاءت لإنقاذ عملية السلام وحل الدولتين، والتي ترتب عليها مؤتمر باريس للسلام في مطلع هذا العام، ولكنها جوبهت برفض ومقاطعة ‘إسرائيل’، إضافة إلى مبادرة الرئيس الروسي، ومبادرة الرئيس الصيني، والجهود التي يقوم بها ترامب.

أمام هذه المبادرات والمحاولات فإننا لا نجد سوى رفضاً وتعنتاً صهيونياً، وإمعاناً في إفشال كل الجهود المبذولة يستمر البناء الاستيطاني الذي ينهش في جسد الأرض الفلسطينية، ولذا ترفض ‘إسرائيل’ أيضاً وضع حدود معينة لكيانها، مستمرة كسرطان يتغلغل في الأرض الفلسطينية والعربية، وهذا ما لايمكن أن نقبل به، ولن نبقى في التزام أحادي الجانب، لأن ذلك لن يجلب النتائج المرجوة ولن يحقق ‘السلام’.

لقد استطعنا إرساء أسس دولتنا رغم قيود الاحتلال، وبناء مؤسساتها وبكل جدارة، هذه الدولة التي تعترف بها غالبية دول العالم، ولكن استمرار السياسات الاحتلالية العدوانية في أرضنا، يجعل من خيار حل السلطة أمراً وارداً بقوة، فلا يمكن أن نكون سلطة دون سلطة، وعلى الصهاينة تحمل كافة النتائج المترتبة.

جهزوا أنفسكم لهذا الخيار ولكل الخيارات الأخرى، فنحن سنبحث في كل الحلول البديلة، واتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تحفظ وجودنا على أرضنا، في ظل تآكل حل الدولتين الذي نريده وتتنكر له ‘إسرائيل’ وتحاربه بكل السبل.

إن إصرار الكيان الصهيوني على تدمير حل الدولتين، وترسيخ مبدأ الدولة الواحدة (أبرتهايد)، سيجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام المطالبة بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، والنضال لأجل ذلك (كما قال الأخ الرئيس).

نعم فلسطين من البحر إلى النهر، التي كانت عامرة بالتنوع بأهلها وسكانها الفلسطينيين أصحاب هذه الأرض، وكانت من أكثر الدول ازدهاراً، قبل الانتداب البريطاني الذي أعطى وعداً للصهاينة فيها، ويرفض حتى الاعتذار عن فعلته.

إن تذرع الصهاينة كل مرة بالإرهاب ومحاربته أصبح مكشوفاً، ومحض ادعاءات لا أساس لها، فالشعب الفلسطيني هو أول من تجرع مرارة هذا الإرهاب منذ أكثر من سبعين عاماً، والسبيل الوحيد الذي يقضي على هذا الإرهاب هو تجفيف مستنقع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، كي لا تكون ذريعة لأي تنظيمات تأخذ من اسم فلسطين مطية للإرهاب، ونحن كفلسطينيين نقف ضد هذا الإرهاب بكل أشكاله، فقد عانينا منه منذ زمن طويل؛ ونحن نعتز بكل مكونات شعبنا، ولا نقبل أن تتهموا أحداً منا بالإرهاب والتحريض.

القدس هي درة تاجنا، ونحذركم من محاولات إشعال فتيل الحرب الدينية، لأن هذه النار ستحرقكم، وصراعنا ليس دينياً ولا نريده أن يكون كذلك.

فماذا عليكم الآن أيها المجتمع الدولي..؟؟

ضعوا جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا، وحل القضايا المتصلة، ومنها قضية اللاجئين، واضغطوا على ‘إسرائيل’ لوقف البناء الاستيطاني في أرضنا، فهل هي فوق القانون الدولي مثلاً ؟!.

نحن الفلسطينيون لم نعد قادرين على حماية أنفسنا من الإرهاب الصهيوني، ولذا نطالبكم بتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا، ليكون ذلك بدايةً لإنهاء الاحتلال، فهل أنتم فاعلون ؟!.

هل يعقل أن تكون دولة ‘إسرائيل’ التي تعترفون بها وتعتبرونها جزءاً منكم، أن تكون بلا حدود واضحة معترف بها.. ألا تؤيدون حلاً سياسياً فعليكم إذاً أن تعترفوا بدولة فلسطين المستقلة.

لا تنسوا اللاجئين الفلسطينيين، فكما نريد حلاً لقضيتهم، نريد استمرار الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ‘الأونروا’، لكي تبقى شاهداً دولياً حياً على جريمة العصر بحقهم، واعترافاً بقضيتهم وحقوقهم.

إذاً.. أعتقد أن خطاب الأخ الرئيس محمود عباس كان واضحاً ويحمل رسائل متعددة للكيان الصهيوني وللمجتمع الدولي، والرسالة الأبرز والأهم هي أن صبرنا قد بداً ينفد، تحملوا مسؤولياتكم أيها المجتمع الدولي، فلا يمكننا أن نبقى متفرجين على الانتهاكات الصهيونية منذ عشرات السنين، أعطيناكم الفرص فاستغلوها والكرة في ملعبكم، ولا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا