الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: اطفال فلسطين وسجون الاحتلال

حديث القدس: اطفال فلسطين وسجون الاحتلال

الهجمة الاسرائيلية والتصعيد منفلت العقال الذي تقوم به سلطات الاحتلال ضد شعبنا والذي طال البشر بما فيهم الاطفال والشجر والحجر والذي يمارس امام سمع وبصر العالم وخاصة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان لا يمكنه ان يحقق اية اهداف لهذا الاحتلال الذي ظن بان باستطاعته تحقيق احلامه في النيل من عزيمة شعبنا وجعله يرضخ للاحتلال ويتساوق معه ويستسلم له.
فهذا التصعيد وهذه الممارسات التي تستهدف الاطفال الفلسطينيين الذين لم يتجاوز الواحد منهم سن السادسة عشرة او السابعة عشرة ومنهم من هو في سن الثالثة عشرة واقل من ذلك، لن يزيدهم إلا اصرارا وعزيمة على مواصلة نضالهم السلمي من اجل رحيل هذا المحتل عن بلادهم.
فهؤلاء الاطفال الذين ولدوا في زمن الاحتلال الغاشم وشاهدوا ويشاهدون ممارساته وانتهاكاته بحق ابائهم وامهاتهم واختواتهم واخوانهم وجيرانهم وابناء شعبهم لن يزيدهم مثل ذلك الا اصرارا على التظاهر ضد هذا الاحتلال الذي لن يرهبهم او يردعهم مهما اشتدت وتعاظمت انتهاكاته بحقهم وبحق ابناء شعبهم.
وما معنى ان يقوم طفل لا يتجاوز الثانية او الثالثة عشرة من عمره او فتى في مقتبل العمر، باعمال مناهضة للاحتلال لولا انهم يعانون من هذا الاحتلال الذي ما زال يحتل بلادهم منذ خمسين عاما، وبدلا من ان ينهي احتلاله يقوم بتعزيزه وتأييده من خلال انتهاكاته المتواصلة والمتصاعدة سواء على صعيد الاعتقالات وعمليات القتل بدم بارد او على صعيد الاستيطان السرطاني او المس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك او مصادرة الاراضي وهدم المنازل … الخ من انتهاكات يندى لها جبين الانسانية .
ومع بداية العام الدراسي الجديد الذي اصبح على الابواب بل بعد يومين او ثلاثة ايام فانه وفق الاحصائيات، فان هناك ٤٠٠ طفل فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي، لن يذهبوا الى مدارسهم، بل سيبقون في سجون هذا الاحتلال الغاشم والذي يحاول يائسا من خلال اعتقالهم وزجهم في غياهب السجون النيل منهم وتفريغهم من مضمونهم النضالي من خلال ارهابهم، وكأن هذا الارهاب وهذا الزج بهم في السجون هو السبيل لبقاء الاحتلال وتأييده.
ان جميع هذه الوسائل والاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية لن تجدي نفعا، وان الطريقة الوحيدة امام هذا الاحتلال هو الرحيل عن هذه الارض وانهاء احتلاله لها والاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية في الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فالشعب الفلسطيني بكل مكوناته واطفاله وشيوخه ونسائه وشبابه لن يتنازلوا عن حقوقهم الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة واقامة الدولة المستقلة مهما بلغت حجم التضحيات.
وعلى العالم الذي يدعي انه حر ان يضغط على دولة الاحتلال من اجل ان يعيش اطفال فلسطين كبقية اطفال العالم بحرية وامان وبدون سجون وعمليات تعذيب لان من شأن ذلك فقط هو زيادة العداء بين الشعبين واطالة امد الصراع الذي لن ينتهي الا بانتهاء الاحتلال وتحقيق شعبنا لكامل حقوقه الوطنية.
فاطفال فلسطين مكانهم الطبيعي في دور العلم وبين ذويهم وليس في سجون الاحتلال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا