الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: الكرة في ملعب شعبنا وقيادته

حديث القدس: الكرة في ملعب شعبنا وقيادته

كما جرت عليه العادة سنويا، تناوب قادة وزعماء العالم الأاسبوع الماضي على إلقاء خطاباتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تضمنت في الغالب – نظريا – شعارات وقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان والحديث المطوّل هذا العام عن الارهاب وعن السلاح النووي في لوحة أوحت وكأن زعماء العالم هؤلاء يقودون العالم نحو مزيد من الأمن والإستقرار والسلام والرفاهية، وهي صورة مخادعة تتناقض كليا مع واقع عالم اليوم بكل بؤره الساخنة، كما تتناقض مع الممارسات والسياسات الفعلية التي ينتهجها عدد من هؤلاء الزعماء خاصة في اميركا واوروبا، كما تتجاهل دور هؤلاء الزعماء انفسهم ومسؤوليتهم عما يعيشه عالمنا اليوم من حروب ونزاعات وسباق نووي وتغذية للإرهاب كما تتجاهل قضايا رئيسية حقيقية تقلق شعوب العالم بما في ذلك قضيتنا الفلسطينية التي مضى عليها عقود طويلة منذ نكبة عام ١٩٤٨ ثم حرب عام ١٩٦٧ حتى اليوم، دون ان يقوم هؤلاء الزعماء واسلافهم بتحرك جاد لإنهاء مأساة شعب بأكمله.
ولا شك ان قضايا الشعوب الحقيقية كثيرة ومن بينها قضايا الفقر والمجاعات وغياب العدالة ونهب الثروات والاشكال المختلفة للإستعمار الحديث، التي لم يتطرق إليها غالبية هؤلاء الزعماء نظرا لمسؤوليتهم ومسؤولية أسلافهم المباشرة عما نحن فيه.
واذا كان هذا العام قد تميز بتجاهل عدد من الزعماء بما فيهم زعيم القوة العظمى الاولى في العالم، الرئيس دونالد ترامب للقضية الفلسطينية، وللإحتلال الإسرائيلي غير المشروع المتواصل منذ عقود وللإنتهاكات الجسيمة التي يمارسها هذا الاحتلال، فإن من الواجب القول ايضا أن الشعب الفلسطيني وقيادته هما اللذان أبقيا القضية حية على جدول الأعمال الدولي بدعم ومساندة وإصرار العالم. إلاّ ان ما أصاب الجسد الفلسطيني من انقسام كانت تداعياته ولا زالت مأساوية وجه ضربة ايضا لهذا الحضور الفلسطيني المؤثر ولهذا لا بد من القول ان الكرة لا زالت في ملعب شعبنا وقيادته ومختلف قواه، وهم الذين بإمكانهم أن يفرضوا على العالم أجمع الاستماع الى الصوت الفلسطيني القوي، الواحد والموحد، وهم الذين يستطيعون ان يستعيدوا زخم وقوة الدعم العربي – الإسلامي – الأممي للقضية ولحقوق شعبنا.
وحتى يتحقق ذلك لا بد من المسارعة الى تنفيذ إتفاق القاهرة وإنهاء الإنقسام وإجراء مراجعة إستراتيجية شاملة، تخرج بها الساحة الفلسطينية الموحدة بخطة عمل ونضال من أجل المضي قدما في مواجهة التحديات الجسام من جهة ، وإلزام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وإلزام الأمتين العربية والإسلامية بالقيام بمسؤولياتهما في نصرة شعبنا وقضيته.
ولذلك، فإن العامل الأول والأهم هو وحدة الساحة الفلسطينية وإتفاقها أو توافقها على برنامج عمل تلتزم به كل القوى الفلسطينية ويسحب الذرائع من تحت أقدام الإحتلال وحلفائه الذين يتذرعون بالإنقسام وعدم وجود صوت فلسطيني واحد، وللمضي قدما نحو تحقيق أهداف شعبنا المشروعة.
لقد وضع الرئيس محمود عباس النقاط على الحروف وحدد معالم الطريق وأكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية في خطابه الشامل والهام أمام الجمعية العامة والذي لقي إجماعا فلسطينيا شعبيا وفصائليا على دعمه وتأييده، وهو بذلك يمهد الطريق في خطوة هامة أخرى تفتح الآفاق نحو إتمام المصالحة والخروج بإاستراتيجية واحدة وبرنامج عمل واحد. ولذلك نقول أن مفتاح إحباط كل ما يستهدف قضيتنا وحقوقنا بأيدينا، وأن الفرصة سانحة لتعزيز وتقوية الساحة الفلسطينية والإنطلاق لتحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا