الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث القدس: الوجود الفلسطيني مستهدف !!

حديث القدس: الوجود الفلسطيني مستهدف !!

تمييز صارخ في الميزانيات التي تخصصها السلطات الإسرائيلية للمدارس اليهودية، خاصة مدارس المتدينين، والمدارس العربية في اسرائيل، وبلدة اسرائيلية في الجليل ترفض إسكان مواطنين فلسطينيين من داخل الخط الأخضر، ووزارة التعليم الإسرائيلية تميز أيضا ضد المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة وتشترط دعمها باعتماد المنهاج الإسرائيلي، ومخطط لإقامة مستوطنة جديدة في الغور، والحكومة الإسرائيلية تخصص ربع مليار شيكل لإقامة مستوطنة جديدة تدعى «عميحاي» للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من «عمونا» … هذه جزء من العناوين التي طالعتنا بها وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية. هذا عدا عن استمرار الاستيطان في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة واستمرار عمليات هدم المنازل الفلسطينية، وعمليات الدهم والاعتقال وقمع المسيرات السلمية .. الخ من الممارسات الإسرائيلية، وكل ذلك يدل بوضوح أن شعبنا الفلسطيني سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة او مناطق الـ ٤٨ او الشتات مستهدف بوجوده وأمنه وحياته وتمارس ضده أبشع أشكال العنصرية، وتُسلب حقوقه دون أي رادع من قبل دولة مارقة ضربت القانون الدولي عرض الحائط.
وهذا الاستهداف الإسرائيلي – الصهيوني لا يقتصر على ما يسمى عملية السلام أو مقاومة الاحتلال، وإنما هو استهداف للوجود الفلسطيني بأسره ويطال مختلف جوانب هذا الوجود، إنسانيا ووطنيا وحياتيا.
الغريب والمستهجن أن تتشدق إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الأولى في الشرق الأوسط وأنها تشارك الغرب قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والأغرب أن تنطلي هذه الرواية المضللة على الغرب، أو أن هذا الغرب يدرك حقيقة ممارسات إسرائيل ومواقفها ولكنه يتبنى مواقف تنطوي على نفاق وازدواجية معايير وتتناقض مع الشعارات التي يطلقها بهذا الشأن.
إن ما يجب أن يقال هنا إن أي شعب في العالم لم يتعرض لما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة على يد هذا الاحتلال، بدءا باقتلاعه من وطنه وتهجير مئات الآلاف قسرا من ديارهم في نكبة عام ١٩٤٨ ومرورا باحتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية ظلماً وعدواناً، مع كل ما تخلل ذلك من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وشن حروب عدوانية ضد منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وصولا إلى اتفاقيات أوسلو ومحاولة هذا الاحتلال إفراغ أي حل سلمي من أي مضمون حقيقي ينسجم مع الشرعية الدولية ويلبي الحد الأدنى للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.
وإضافة لكل ذلك تتواصل محاولات تكريس الاحتلال والاستيطان، ويشن اليمين الإسرائيلي ومتطرفوه حربا شرسة ضد الوجود الفلسطيني وضد الحقوق الفلسطينية. ولعل الجرائم البشعة التي يرتكبها المستوطنون تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية التي تمدهم بالمال والسلاح والحماية، ما يؤكد هذا الاستهداف المنهجي الذي تصاعدت وتيرته منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الحكم وعدم إدلائه بأي تصريح ينبئ بتأييده حل الدولتين أو دعمه لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإغداقه الدعم والتصريحات المؤيدة والموالية لليمين الإسرائيلي، إلى درجة أن بعض مسؤولي الليكود الحاكم في إسرائيل قالوا بعد أن استمعوا لخطابه خلال زيارته لإسرائيل إنهم يعتقدون أن زعيما ليكوديا ما كان ليلقي خطابا أفضل من ذلك.
هذا الاستهداف الإسرائيلي والانحياز الأميركي السافر للاحتلال، والنفاق الغربي، يجب أن يشكل كل ذلك جرس إنذار وناقوس خطر للكل الوطني الفلسطيني، منظمة تحرير ورئاسة وحكومة وفصائل على اختلافها، فالأمور واضحة وضوح الشمس، وقد أثبتت تجربة النضال الفلسطيني الطويلة أن إسرائيل وحلفاءها لا يمكن أن يلقوا بالا إلا لصوت فلسطيني قوي واحد وموحد، ولا يأبهون إلا إذا أسمع الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته صوته الموحد القوي الرافض للاحتلال. ويكفينا درس الأقصى الأخير لاستخلاص العبر، فإسرائيل لا تستمع إلى صوت الحق والمنطق ولا تريد السلام وستواصل تضليل الرأي العام العالمي بوعود كاذبة وشعارات لا رصيد لها.
ولهذا نقول لم يبق أمامنا إلا العودة إلى المأثور الشعبي “ما حك جلدك مثل ظفرك”، شعبا وقيادة وفصائل، وعندها فقط يمكن أن نفرض على الاحتلال وحلفائه الاستماع إلى الصوت الفلسطيني والرضوخ لإرادة شعب لن يقهر طالما أن الحق والعدل إلى جانبه.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا