الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث القدس: كان الأجدر توجيه المطالب لنتنياهو

حديث القدس: كان الأجدر توجيه المطالب لنتنياهو

إذا كان صحيحا ما تسّرب من معلومات حول لقاء الرئيس محمود عباس مع كل من جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، مبعوثي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لعملية السلام في المنطقة، من أن المبعوثين الأميركيين تبنيا الموقف الإسرائيلي المطالب بقطع إعانات عائلات الشهداء والأسرى وطالبا مجددا بذلك فيما تجاهلا طرح مواقف واضحة أو وعود بشأن حل الدولتين ووقف الاستيطان المتسارع وغيره من القضايا الجوهرية، وان اللقاء كان “متوترا”، وان الرئيس عباس رد بشكل حاسم رافضا هذا المطلب ومؤكدا ان قضية رواتب الشهداء والأسرى “هي قضية داخلية ذات بعد اجتماعي” وانه طلب من المبعوثين “التركيز على ضرورة وقف الاستيطان من أجل إثبات النوايا الحسنة” بدلا من التركيز على قضية إعانات الشهداء والأسرى، فإننا نكون بذلك أمام معضلة حقيقية وأمام ضربة أخرى لمصداقية الدور الأميركي ولمدى جدية الجهود المبذولة لدفع عملية السلام قدما.

مرة أخرى، الجانب المطالب بإثبات حسن نواياه هو الجانب الإسرائيلي الذي يمارس احتلالا غير مشروع واستيطانا غير مشروع ويتنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة ويضرب القانون الدولي بعرض الحائط، وليس ضحية هذا الاحتلال البشع الذي بسبب استمراره سقط آلاف الشهداء واعتقل آلاف الأسرى. فالاحتلال غير المشروع هو المسؤول الأول والأخير عن وجود قضية الشهداء والأسرى، ولا يعقل ان تتبنى الإدارة الأميركية موقف هذا الاحتلال الذي يلاحق ضحية ممارساته غير المشروعة.

كان من الأجدر بالإدارة الأميركية ان توجه مطالبها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، أولا بالكف عن بناء المستوطنات غير الشرعية وتمويل ودعم وتسليح المستوطنين المتطرفين ثم مساءلتها عن دعم المستوطنين الذين ارتكبوا ولا زالوا يرتكبون جرائم بشعة ضد الفلسطينيين العزّل، ثم مطالبتها بوقف تحريضها السافر ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقيادته التي أثبتت تمسكها بتحقيق سلام عادل ودائم وشامل.

كان الأجدر بواشنطن مطالبة نتنياهو بكبح جماح وزرائه المتطرفين الذين يدعون ليل نهار إلى ضم الأراضى المحتلة ويتنكرون لحقوق الشعب الفلسطيني وللإجماع الدولي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

كان الأجدر لمن يسعى للتقدم نحو السلام مطالبة نتنياهو بإثبات حسن نواياه بوقف التنكيل اليومي بالشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، من حملات دهم واعتقال وقتل وجرح ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة ووقف إهانة وإذلال شعب بأكمله على الحواجز المنتشرة حول القدس المحتلة وفي مختلف أنحاء الضفة الغربية.

كان الأجدر، بدل التشدق بمقولة التحريض الفلسطيني، مطالبة نتنياهو بوقف التحريض الإسرائيلي واعتقال ومحاكمة حاخامات ومتطرفين يهود دعوا علنا الى قتل الفلسطينيين، والى اعتقال ومحاكمة المستوطنين المتطرفين الذين يعتدون يوميا على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وكان الأجدر مطالبة نتنياهو بتغيير مناهج التعليم الإسرائيلية المليئة بالتحريض على الفلسطينيين والعرب والمتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني وتاريخه والساعية الى طمس وإلغاء مسؤولية إسرائيل عن النكبة الفلسطينية وعن مأساة اللاجئين، وتلك المناهج التي ما زالت تتعامل مع الأراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ كجزء من إسرائيل وتطلق عليها أسماء عبرية ..الخ.

كان الأجدر مطالبة نتنياهو بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة التي انتهكها ولا يزال بشكل جوهري وكذا مطالبته بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى وهو ما تم بموجب اتفاق رعته الولايات المتحدة ووزير خارجيتها السابق جون كيري.

كان الأجدر مطالبة نتنياهو بإزالة النصب التذكاري لمرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي، باروخ غولدشتاين، الذي تحول الى مزار وسط مستوطنة كريات اربع غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية.

كان من الأجدر مطالبة نتنياهو بمحاسبة ومحاكمة من أطلقوا النار من جنوده على عشرات المدنيين الفلسطينيين وقتلوهم بدم بارد وفي الحالات النادرة التي اضطرت فيها إسرائيل لمحاكمة بعضهم فإن أحكامها جاءت متساهلة جدا ولا تنسجم مع مستوى جريمة قتل.

لهذا كله وغيره نقول أن من الإجحاف والظلم ان تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا كهذه على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني ضحية هذا الاحتلال وضحية التقاعس الدولي وضحية الدعم الأميركي – الغربي لهذا الاحتلال غير المشروع. وإذا ما تواصلت المواقف على حالها فإنما يعني ذلك تشجيع الاحتلال وعدم التقدم سنتميترا واحدا نحو السلام ونحو الصفقة العظمى التي بشرنا بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا