الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث صحيفة “القدس”: أي جهود سلام وسط كل هذا الاستيطان ؟!

حديث صحيفة “القدس”: أي جهود سلام وسط كل هذا الاستيطان ؟!

قبيل وصول مبعوثي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لعملية السلام، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن البدء بإقامة مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة، جنوب نابلس، ووسط محادثات غرينبلات وكوشنر مع نتنياهو امس الأول أعلن في إسرائيل أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للمصادقة على مخططات بناء ٧ آلاف وحدة استيطانية جديدة في القدس العربية المحتلة، ويوم امس أعلن في إسرائيل ان الحكومة الإسرائيلية أقرت بناء ثلاثمائة وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “بيت ايل” قرب رام الله، وبالتزامن مع ذلك لم يصدر عن الجانب الأميركي أي بيان أو تصريح او موقف يندد بهذه السياسة الاستيطانية باستثناء إشارة ضعيفة من هيذر ثاورت الناطقة باسم الخارجية الأميركية التي قالت ردا على سؤال وجهته “ے” لها حول الاستيطان ان “الاستيطان لا يساعد عملية السلام” لا أكثر ولا أقل !

هذا النهج الإسرائيلي، الذي ينسف كل جهود السلام، وهذا الصمت الأميركي إزاء ما يجري يثيران شكوكا قوية حول مدى جدية الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام. وبذلك تفرغ إسرائيل هذه الجهود من أي مضمون وتحوّل كل الاتصالات والمشاورات الجارية إلى تحركات عبثية، خاصة وأنها تضرب عرض الحائط ليس فقط الجهود المعلنة لحليفتها الكبرى، الولايات المتحدة الأميركية، وإنما أيضا كل القوانين والمواثيق الدولية، عدا عن استخفافها بالجانب العربي ـ الفلسطيني الذي أكد تمسكه بالسلام وقدم تنازلات جوهرية من أجل تحقيق هذا السلام منذ بدء عملية أوسلو حتى اليوم، بحيث لم يعد يمكننا الحديث عن مزيد من التنازلات.

إن ما يجب ان يقال هنا إن المواطن الفلسطيني الذي يعاني ممارسات وإجراءات الاحتلال اليومية سواء الحواجز وحملات الدهم والاعتقال والعقوبات الجماعية أو استمرار سياسة نهب الأراضي والاستيطان، أو اعتداءات المستوطنين أو القيود المفروضة على حرية الحركة ..الخ، كما يعاني من تداعيات الانقسام المأساوي، عندما ينظر هذا المواطن الى ما يجري على الأرض في ممارسات إسرائيلية وصمت أميركي يتساءل: أي جهود سلام هي تلك التي يجري الحديث عنها وسط كل هذا الاستيطان وهذه الانتهاكات الإسرائيلية ؟ وكيف يعقل أن ينسجم السير نحو السلام مع الإمعان الإسرائيلي في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وقضم المزيد من الأراضي يوميا وتوسيع الاستيطان؟

ولهذا نقول إن إثبات جدية جهود السلام لا يكمن في رفع الشعارات والحديث عن الالتزام بتحقيق السلام او أن الاستيطان لا يساعد عملية السلام. بل إن المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية التي أكدت مرارا التزامها بدفع عملية السلام قدما، أن تحدد موقفا واضحا في هذا التدمير الاسرائيلي المنهجي لجهود السلام وان تضع حدا لهذا العبث الاسرائيلي بالأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة وان هذه الممارسات تدفع نحو مزيد من التوتر وربما الانفجار.

اما الاستمرار على هذا النحو، أي الحديث عن جهود سلام ولقاءات واتصالات بينما تفعل اسرائيل ما يحلو لها فإنما يعني تحويل هذه الجهود والاتصالات الى ضرب من العبثية وتعميق الشكوك حول مدى الجدية في صنع سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة، عدا عن الحديث عن ان اسرائيل تتستر وراء هذه الجهود لفرض مخططاتها الهادفة لتكريس الاستيطان والاحتلال وليس هكذا يمكن ان يصنع السلام أو يتم التقدم نحوه.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا