الرئيسيةمختاراتمقالاتحزين لأسود المنارة

حزين لأسود المنارة

بقلم: باسم برهوم

في ساحة المنارة في رام الله، الأسود الحجرية الاربعة الموجودة في وسطها لا تشعر بأية غربة، فهي تعيش في غابة من الفوضى العارمة، في المنطقة الممتدة من ساحة الشهيد الرئيس ياسر عرفات وحتى المنارة، ساحة ومنطقة عصية على اي قانون، سوى قانون الفوضى، القانون السائد هو حسب المثل الشعبي السوري “حارة كل من ايدو الو” اي قانون الفوضى ولكن غير الخلاقة.
لتوضيح ما اقول؛ في ساحة المنارة؛ التي هي مركز مدينتي رام الله والبيرة؛ يختلط في الشارع السيارات والمارة مع الباعة المتجولين؛ حيث يصعب التمييز ان كان الشارع مخصصا للسيارات أم للمشاة ..!!
من يقود سيارته في الساحة، والشوارع المتفرعة منها، عليه ان يتوقف كل متر او مترين ليسمح لشخص بعبور الشارع؛ اما المناطق المخصصة لعبور المشاة فمن النادر استخدامها…!! الأرصفة هي بحال اسوأ؛ فإذا لم تحتلها السيارات المعتدية عليها؛ فهي مسيطر على معظمها من البسطات؛ بسطات الباعة ..!!
اما سائقو التكسيات والشاحنات وحتى السيارات الخاصة فهم جميعا يستخدمون الزامور تعبيرا عن الفوضى التي تصيب اي عابر في الساحة؛ وحدهم شرطة المرور باردي الاعصاب هادئين كأن كل ما يجري لا يعنيهم ..!!
انا وكثيرون يتفادون بكل الطرق المرور من الساحة المعضلة؛ وذلك حفاظا على ما تبقى لنا من اعصاب وصبر؛ وعندما اضطر اسأل نفسي السؤال ذاته لماذا لا ننجح في تنظيم هذة الساحة وهذة المنطقة ..؟؟
في احدى المرات؛ وبدافع الفضول؛ سألت احد الاجانب المارين في الساحة؛ قلت بخجل هل تسمح لي بالسؤال؟ نظر الي بشيء من الاستغراب، ثم قال تفضل، سألته ما رأيك بهذا المشهد؟ وانا اشير بيدي للساحة وما فيها من فوضى؟
في البداية استغرب السؤال؛ لكنه سرعان ما ادرك مغزى سؤالي؛ ابتسم ابتسامة خبيثة وقال هل تعلم انني احزن لحال هذه الأسود. واضاف الأفضل لك ان تسألها هي..!! علي ان اقول بصراحة انني وكلما امر من ساحة المنارة اشعر باليأس والاحباط، والسؤال من المسؤول عن استمرار حال الفوضى هذه؟
لا اريد ان اضع قائمة للمسؤولين فهم يعرفون انفسهم بالتأكيد؛ ولكن اسأل المواطن لماذا تقبل بهذه الفوضى؟؟ واذا كانت تؤلمك لماذا تصمت عليها وهي تتعلق بسمعة شعب في المحصلة؟؟ نعم لماذا نقبل بالفوضى ونواصل الانخراط بها بغض النظر عن تقاعس المسؤول ..؟ أسود المنارة كم انا حزين من اجلك!!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا