الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحماس تتخلى عن الاقصى

حماس تتخلى عن الاقصى

اعلن كل من صلاح البردويل ومشير المصري حالة الاستنفار العام للدفاع عن الحدود الاسرائيلية والدفاع عن التهدئة. ففي الوقت الذي وجهت فيه حماس نداءات النفير العام لنصرة الاقصى كان نفير بعض قيادات حماس وعلى رأسهم مشير المصري وصلاح البردويل يتجه نحو حدود اسرائيل لحمايتها. وكان مشير المصري قد شدد خلال ندوة اقيمت في “مسجد الرباط” في بيت لاهيا على ان حركته لن تسمح لأي كان بخرق التهدئة مع اسرائيل وان الحركة اصدرت تعليماتها الى جميع كتائبها بالانتشار على الحدود الشرقية للقطاع لمنع اطلاق الصواريخ ومنع المسيرات من الاقتراب من الحدود نفسها.وردد صلاح البردويل العبارة نفسها عندما قال “بان التهدئة في غزة لا تسمح لنا بالرد على ما يحدث في الاقصى”.
حماس نأت بنفسها عن الاحداث التي تشهدها القدس وباحات الاقصى ووجهت رسالة لاسرائيل معلنة تمسكها بالتهدئة على حساب القضايا الوطنية ووضع مصالحها الشخصية فوق كافة المصالح الوطنية بل راحت تهاجم القيادة الفلسطينية وتتهمها بافتعال ازمة الاقصى. فعلى لسان الناطق باسمها مشير المصري الذي اكد ان “ازمة المسجد الأقصى مفتعلة من قبل حركة فتح للتغطية على ما تعانيه من أزمات داخلية وهي تريد أن تتصدر الشارع الفلسطيني من خلال هذه الموجة التي نرى أنها بالتعاون مع الاحتلال للتهرب من دعم غزة وخاصة مع الحديث عن اتفاق مع دحلان”.
وهكذا انكشفت عورات حماس التي ظلت تتستر تحت غطاء الدين الى ان جاءت ازمة الاقصى والمقدسات الدينية ووقفت موقف المتفرج مما يجري واخذت تطرح شعارات بعد شعارات”الزهار والبردويل” وحولت الاقصى الى سلعة تجارية بالمزاد العلني بعد ان اخذت في المزايدة على القيادة الفلسطينية التي قادت ولا زالت تقود المعركة بحكمة واقتدار.
نعم فتح هي التي تتصدر الشارع الفلسطيني وهي الضمانة الاساسية في الحفاظ على المشروع الفلسطيني وفي الدفاع عن المقدسات الاسلامية فهي التي تقود معركة الاقصى وتطرق ابواب العالم كله في الوقت الذي تتمترس فيه حماس وراء مصالحها النفعية صانعة من الاقصى سلعة تجارية للمتاجرة بشعاراتها الرنانة .لقد انكشف زيف ادعاءات حماس الوطنية عندما اعلن البردويل وبدون خجل عندما قال “بان التهدئة في غزة لا تسمح لنا بالرد على ما يجري في الاقصى”.
حماس باتت تلهث وراء سراب التهدئة وفي حساباتها ان هذه الازمة سوف تغرق القيادة الفلسطينية في ازمات محلية ودولية ولم يكن مفهوما في تصريحات حماس المتناقضة كيف للقيادة الفلسطينية ان تفتعل ازمة الاقصى وفي الوقت ذاته تتعاون مع الاحتلال فهما مفهومان متناقضان من الصعب التوفيق بينهما، لكن الفراغ السياسي الذي تعيشه حماس قاتل وتهدف جراء اطلاق شعاراتها هذه الى اغراق الساحة الفلسطينية بشعاراتها وبحملات الكذب والتزوير بهدف اثارة الفتن في اوساط الشعب الفلسطيني ومحيطه العربي.
هذه الحادثة رسخت مفاهيم استراتيجية واضحة بان القضية الفلسطينية هي شأن فلسطيني وطني تتحكم فيه منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها فحماس قالت بصراحة لا علاقة لنا بالاقصى والقدس والوطن كله وهمنا الوحيد هو الحفاظ على علاقاتنا مع اسرائيل وتقديس “التهدئة” التي باتت الضمانة الاكثر اهمية في حفاظ حماس على وجودها السياسي.
هذه الحادثة ايضا اكدت ان فلسطين للفلسطينيين وليست للإخوان المسلمين فالإخوان المسلمين وتفريخاتهم اعلنوا موقفهم الاستراتيجي في خضم اشد الازمات التي تشهدها الساحة الفلسطينية حيث ان انفجار الاحداث في القدس خلقت معادلة جديدة مرتكزاتها ومقوماتها مواصلة المعركة نحو الحرية والاستقلال ، فحركة فتح وحدها هي من تقود المواجة مع اسرائيل ومن يعتقل في القدس هم قيادات وكوادر حركة فتح وليس من حماس.
محيط القوى والفصائل الفلسطينية تحولوا الى متفرجين وبقيت فتح وحدها في الميدان تصارع وتقود شعبنا نحو الحرية والاستقلال وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، وستموت اجيال وتحيا اخرى وحماس تدافع عن التهدئة التي اصبحت هدفها الاستراتيجي الاوحد.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا