الرئيسيةمتفرقاتالموقفحماس ولعبة المعادلات

حماس ولعبة المعادلات

حركة حماس لم تتعلم ولم تتعظ من دروسها.
حركة حماس وإعادة إنتاج لعبة التمحور.
حركة حماس والصبيانية السياسية.
لاخيارات وطنية حقيقية سوى طريق الشرعية.

للأسف، لم تتعلم، ولم تتعظ، حركة حماس من دروس تجربتها القاسية … بل والفاشلة، حيث تُعاود الكرة الآن على ذات الوتيرة والمنوال، في سياساتها اليومية و “كأنك يا أبو زيد ماغزيت”.
حركة حماس، وفي محاولة لإيجادِ مخارجٍ لها من ورطاتها الأخيرة وهي في ملاعب وأحضان المعادلات الإقليمية التي رَمَت نفسها اليها، تعود من جديد للغرق في الآلاعيب، والإعتماد على الفهلوة والشطارة، التي لاتبني سياسات، بل وتَدُّلُ على قُصرِ نظرٍ، وعلى صبيانية في إدارة العمل السياسي على المستوى الوطني العام وعلى مستوى علاقات حماس في الدائرة المحيطة والإقليمية.
حركة حماس، ودون أدنى شعور بالمسؤولية، تعود وتعمل على إعادة إنتاج عمليات التمحور، وبناء الصفقات. فهي تحاول اللعب على معادلات: (حماس قطر) و (دحلان الإمارات)، و (حماس مصر) و (دحلان مصر)، وتساوم الجميع على معادلة (حماس طهران) و (حماس تحالف القوى)، وتفتح خطوط عملها وتنسيقها مع محمد دحلان المفصول أصلاً من الشرعية الفتحاوية، والفلسطينية عموماً، والقابع في أحضان اللعبة الإقليمية. وتُبرر فعلها تحت عناوين مُضللة كالحديث عن حل لمعضلات الناس الحياتية اليومية في القطاع بالتوافق مع محمد دحلان الذي لايمثل سوى نفسه، مُتجاهلة في الوقت نفسه الحقيقة الأنصع، والأفصح، والأوضح، والتي تقول بأن توفير الحل لمشكلات الناس اليومية في القطاع، ورسم طريق الخروج من أزمات العمل الفلسطيني، بما في ذلك أزمات حركة حماس ذاتها، يَمُرُ عبر مساراتِ الشرعية الوطنية الفلسطينية المسؤولة عن كل الشعب بالداخل والشتات، وهي الشرعية التي مازالت تتحمل عملياً المسؤولية والعبىء الأكبر لتداعيات الحصار الظالم والجائر الذي يلف القطاع منذ الإنقلاب العسكري الذي قامت به حركة حماس على الشرعية الفلسطينية صيف العام 2007.
إن التمحور الحمساوي، مع شخص أوفرد، يلتف حوله عدد من المفصولين من حركة فتح، وفي جانبٍ هام منه، يَدُّلُ على قصور رؤية قيادة حركة حماس، التي تَنسُجُ سياساتٍ تقوم على النكرزات الطفولية، وعلى المكايدة السياسية الصبيانية، وليس على أساس المصالح الوطنية التي يُفترض بها أن تتغلب على أي مصالح فئويةٍ عصبويةٍ لأي طرفٍ أو حزبٍ أو فصيلٍ فلسطيني.
أيضاً، إن حركة حماس، مازالت تماطل، ومازالت تُراهن، بل ومازلت تعتقد نفسها بأنها تمتلك إمارة في القطاع، لها إمتدادها الإخواني الأممي، كما سبق وأن راهنت على حالة إخوانية صعدت في مصر في فورة اشتعل وميضها، وانطفىء سريعاً، وعادت واندثرت وأصبحت ملاحقة قضائياً في مصر ذاتها.
لاخيارات وطنية حقيقية، أمام حركة حماس، سوى الإستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس والتراجع عن كافة إجراءاتها الإنقلابية في قطاع غزة، والبدء بحَل ما يسمى باللجنة الإدارية لإدارة شؤون القطاع، وتسليم كافة المؤسسات الحكومية الى حكومة الوفاق الوطني حتى تستطيع القيام بواجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إن إستمرار “حماس” بممارسة سلطة الأمر الواقع في القطاع وفرضها ضرائب غير قانونية على المواطنين وجبايتها لهذه الضرائب وقرصنتها أموال الإيرادات التي تجمعها من مواطني القطاع، وإستمرارها بإعفاء كوادرها من كافة الإلتزامات، إضافة الى قيامها بالسطو على الدواء الذي ترسله حكومة التوافق إلى غزة، وفرض رسوم غير قانونية على معاملات التحويلات الطبية، وتعطيلها القيام بالكثير من المشاريع في المحافظات الجنوبية مثل مشروع محطة تحلية المياه وغيرها من المشاريع التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين هناك، ومنعها بالقوة إجراء إنتخابات الهيئات والمجالس المحلية، كل هذا سيؤدي الى تعزيز الإنقسام الذي يعتبر طعنة في خاصرة المشروع الوطني، وسيؤدي أيضاً الى زيادة معاناة مواطني قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا