رغم غياب عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح لحوارات المصالحة القصير والمفاجئ عن وسائل الإعلام , إلا أنه بقي محور تساؤلات الكثير من الصحافيين حول هذا الغياب وخاصة في ظل مرحلة دقيقة ووضع داخلي تطحنه الأزمات .
اعطي هذا الحوار ل “دنيا الوطن” تمكنت من إجراء حوار خاص مع الأحمد اتسم بالصراحة والانفتاح على جميع الأسئلة التي تم طرحها كاشفا عددا من القضايا والمسائل التي تشغل بال المواطن والسياسي والاعلامي على حد سواء.
نص الحوار كاملا:
س : وصفك أبو مرزوق بالـ”كاذب” فيما يخص أسماء المسؤولين عن تفجيرات رفح ما تعليقك؟
أنا آسف لإستخدام هذه اللغة الهابطة من اخي موسى ابومرزوق لأنه يعرف شكلاً و مضموناً عندما تحدث عن موضوع بعض ما طلبته مصر من حماس أنه لم يقل الحقيقة ، وبالنسبة لما قلته أنا أعيد ذلك عبر “دنيا الوطن” حرفياً.. ما صرحت به حول الموضوع وما قلته في لقاء متلفز لي في القاهرة عبر فضائية دريم2 ” ان المسؤولين المصريين ابلغوني ان مصر اتصلت مع حماس ثلاث مرات في تلك الفترة واعطتها معلومات حول بعض المشاركين في اعمال ضد الجيش المصري في سيناء و حددت مواقعهم داخل قطاع غزة وان حماس نفت ذلك ، وهذا زاد التوتر في العلاقات بين مصر وحماس” ، لم ارفع اي ورقة كما مثل ابومرزوق مدعياً انني رفعت اوراق ولم اقل اسماً واحداً لأن المسؤولين المصريين اصلا لم يقولوا لي اسماء انما قالوا ثلاث مرات – لكن يبدو التناقضات داخل حماس تطلبت ان يتكلم ابومرزوق بهذه اللغة الهابطة التي لا تمت للحقيقة بصلة ولا لأخلاقيات الحوار ، انني لا اسمح لنفسي ان استخدم نفس لغة ابومرزوق ، وضعت مقابلتي مع دريم2 على موقع مفوضية العلاقات الوطنية وموقع اعلام حركة فتح حتى اساعد ابومرزوق لمشاهدتها ليرى المقابلة بنفسه لعله يصحح لغته لأني لا احب ان يتورط شخص بموقعه ومسؤولييته بمثل هذا المستوى والمقابلة موجودة على الموقعين ويستطيع ان يشاهدها الجميع ليعرف من يستحق وصفه بالكاذب.
س: هل هناك تواصل شخصي بينك وبين أبو مرزوق بعد هذه الاتهامات؟
آخر اتصال تلفوني مع الأخ ابومرزوق كان مساء السبت 17/1 بمبادرة مني وبحضور اخي منيب المصري للإطمئنان على صحة الأخ ابومرزوق بعد عملية القسطرة التي خضع لها متمنياً له الصحه والشفاء العاجل.
س: لوحظ خلال الأيام الماضية أن المصالحة دخلت الثلاجة بالتزامن مع غياب عزام الأحمد الإعلامي ما تعليقكم؟
انا لا احب ان أظهر في وسائل الإعلام بسبب او بدون سبب ولا احب ان أكرر نفسي بلا مبرر في وسائل الإعلام ، وجمود عملية المصالحة بدأت منذ بداية شهر تشرين ثاني العام الماضي بسبب التفجيرات التي دبرت ضد منازل خمسة عشر قيادياً في حركة فتح في قطاع غزة وتفجير منصة القائد الخالد ابوعمار ، وقناعتي يعرفوا ذلك احياناً مصلحة الحوار تقتضي عدم الإدلاء بتصريحات والإبتعاد عن الإعلام.
س: يشاع عبر الإعلام أن الاتصالات بين حركتي فتح وحماس لم تنقطع , ما هو شكل هذه الاتصالات؟
الإتصالات الرسمية ذات العلاقة بالشأن العام متوقفة منذ تفجيرات غزة الخمسة عشر اي منذ اوائل تشرين ثاني الماضي بقرار من الرئيس ابو مازن واللجنة المركزية لحركة فتح وأستثني عزام الأحمد من القرار المشار اليه مع استمرار حقي في التواصل مع حركة حماس وقيادتها.
س: هل نتوقع عقد لقاء قريب بين الأحمد وقيادة حركة حماس خاصة بعد الجهود التركية الحالية؟
لم يحدد اي موعد لأي لقاء مع حركة حماس منذ تشرين الثاني الماضي حتى تستجيب حركة حماس لطلب فتح وكل الفصائل الفلسطينية بانهاء التحقيق حول تفجيرات غزة التي تمت في نوفمبر الماضي وكررت مؤخراً مرة أخرى: ما هي ملابساتها ومن يقف وراءها تخطيطاً وتنفيذاً وتحديد المسؤوليات حتى نتمكن من استمرار جهود الفصائل لتنفيذ كل بنود اتفاق المصالحة كاملة.
س: هل التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس أضعف قدرة حكومة التوافق على العمل وتقديم إنجازات ملموسة للمواطن الفلسطيني؟
التراشق الإعلامي سيئ بين الفصائل سواء بين حماس و فتح او غيرهما ، يسئ للعمل الوطني الفلسطيني بكل جوانبه ويبعث على نشر الإحباط داخل صفوفنا ومؤسساتنا ،ولكن ما اضعف قدرة حكومة التوافق الوطني على العمل و تنفيذ بنود اتفاق المصالحة في القاهرة “الورقة المصرية” واعلان الدوحة هو عدم التزام حماس بما وقعت عليه والعراقيل التي تضعها امام حكومة التوافق الوطني بمختلف اشكالها وامام العمل الوطني برمته.
س: هل أنت راض عن أداء حكومة الوفاق الوطني؟
لا لست مرتاحاً لأداء حكومة الوفاق الوطني وبامكانها رغم العراقيل التي توضع امامها ان تقوم بأفضل من ذلك بكثير وتضع كل الفصائل امام مسؤولياتها امام شعبنا.
س: ما مغزى الهجوم الحمساوي على الحكومة في ظل وجود اتفاق كنت أنت أحد أركانه؟
استمرار هجوم حماس على حكومة الوفاق بسبب انها تريد ادارة الإنقسام وليس انهاء انقسام ، وبقاء حكومة الوفاق الوطني مجرد شاهد زور تدر المال وتشكل غطاء سياسي لها، ونحن ندرك ذلك ، لكن متطلبات العمل الوطني وانهاء الإنقسام وإعمار غزة وانهاء الحصار على قطاع غزة في اسرع وقت وتجنيد طاقات الشعب الفلسطيني لإنهاء الإحتلال تجعلنا نتحمل الكثير.
س: هل يدور في الأروقة حديث عن تعديل وزاري على حكومة الوفاق الوطني؟
الحديث عن تعديل وزاري سذاجة قبل ان نزيل العقبات امام عمل حكومة التوافق والإلتزام بها وبالمهام المنوطة بها وفق اتفاق القاهرة 4/5 ، واعلان الدوحة.
س: حماس تشيع أن علاقتك بالرئيس تضررت وتقول أيضا أن الرئيس سيشكل وفد برئاسة شخصية أخرى للقاء حماس .. ما صحة هذه التصريحات؟
علاقتي مع الرئيس ابو مازن تعود لأربعون عاماً من العمل داخل حركتنا العملاقة فتح راسخة رسوخ هذا الإنتماء ، وملف المصالحة هو من مسؤوليتي بصفتي مسؤول العلاقات الوطنية داخل حركة فتح وأفتخر بالثقة التي احظى بها من الحركة وقيادتها وكوادرها واعضاءها وعلى رأسهم الأخ ابو مازن، وليس من يطلق مثل تلك الإشاعات سواء من حماس او غيرها بأوهامه وأمانيه الغير قابلة للتحقيق ، وانا شريك في قيادة هذه المسيرة بقيادة الرئيس ابومازن.
