الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى استشهاد الدكتــور فتحـي ابراهيـم عبـد العزيـز الشقاقـي

ذكرى استشهاد الدكتــور فتحـي ابراهيـم عبـد العزيـز الشقاقـي

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 26/10/2016م

الدكتور/ فتحي ابراهيم الشقاقي مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، والذي أغتيل في جزيرة مالطا بتاريخ 26/10/1995م، وهو في طريق عودته من ليبيا إلى سوريا عن عمر ناهز الرابعة والأربعون عاماً، عاش لفلسطين وأستشهد من أجلها.
ولد الدكتور/ فتحي ابراهيم عبد العزيز الشقاقي في مخيم رفح لللاجئين الفلسطينيين عام 1951م، حيث ترجع أصوله إلى قرية (زرنوقه) الفلسطينية التي هجرت أسرته منها عام 1948م، جراء النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، واستقر بهم المطاف في مخيم اللاجئين برفح.
أنهى فتحي الشقاقي دراسته الأساسية والاعدادية في مدارس وكالة الغوث، ومن ثم حصل على الثانوية العامة من مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين، وكان طالب متميز بين أقرانه بمدرسة بئر السبع، وكان الأول دائماً بامتياز بما وهبه الله من ثقافة ووعي وأخلاق، حيث كان موسوعة معرفية يقرأ المجلات باستمرار ويقدم التحليلات.
لقد شهدت فترة السبعينات طفره إسلامية وصحوة دينية متنامية بين الشباب الفلسطيني.
التحق الطالب فتحي الشقاقي بجماعة الإخوان المسلمين أثناء وجوده في غزة، حيث بدأ في تعبئة الشباب الاسلامي وتحريك حالة الوعي فيه لمعرفته بين الشباب بقدرته التنظيرية وامكانياته الفذة في التخطيط والاستراتيجية حيث كانت مقالاته في مجلة (المختار الاسلامي) تمثل طرحاً فكرياً جريئاً واندفاع متسارع.
التحق الطالب/ فتحي الشقاقي بكلية الطب جامعة الزقازيق بداية سبعينات القرن الماضي حيث تم قبوله هناك.
أسس فتحي الشقاقي النواة الأولى لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين داخل جامعة الزقازيق في مصر خلال نهاية السبعينات وكان من أبرز رفاقه آنذاك د. رمضان شلح الأمين العام الحالي لحركة الجهاد الاسلامي والشيخ نافذ عزام، والشيخ عبد الله الشامي من قيادات حركة الجهاد في الداخل الفلسطيني وغيرهم كثر.
خرج د. فتحي الشقاقي من الصف الأخواني تنظيمياً، ولكنه ظل وفياً للمدرسة التي تعلم فيها، قريباً لأخوانه شديد الصلة بهم حيث أخذت خيوط أفكاره تتبلور حول مشروعه والتي ساقته إلى الاعلان عن تنظيم اسلامي جديد وهو (حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين)، حيث بدأ في عمل جماهيري تعبوي واسع لتهيئة الجماهير لمرحلة نضال آخري طويلة قادته للعمل العسكري لاحقاً، حيث بدأ في اعداد وتكوين خلايا عسكرية خلال عام 1984م بعد عودته إلى قطاع غزة، فتحت بذلك أمامه مرحلة جديد وقوية في طرح الجهاد الاسلامي كواقع علي الحياة السياسية في فلسطين.
كانت الفترة من عامي (1981 – 01/08/1988) يوم ترحيل وابعاد الدكتور/ فتحي الشقاقي عن فلسطين، هي أخصب الفترات في مجال الاعداد للحركة وتثبيت جذورها في التربة الفلسطينية، وكان للدكتور/ فتحي الشقاقي الدور الرئيس في ذلك.
كانت كتابات د. فتحي الشقاقي واعماله تشكل محاور رائعة ومقدمة لمنظومة كاملة لمشروع النهضة الاسلامية، حيث كان منظر وصاحب رؤية وكانت أفكاره سباقة.
لقد ألقى د. فتحي الشقاقي بأفكاره إلى الشارع ولحق به بعض ممن كانوا إلى جواره داخل الصف الأخواني، ثم تابع تطور الرؤية والفكر حتى غدت حركة مستقلة لها قيادتها وكوادرها النضالية، وأخذت تتوسع أفقياً وتحاول أن تجد لنفسها مكاناً يميزها داخل الصف الاسلامي.
ولا شك بأن الدكتور/ فتحي الشقاقي قد تفطن مبكراً لأهمية التحالف والعمل المشترك و الانفتاح على الآخر، لذلك كانت علاقاته بالاتجاه الاسلامي داخل حركة فتح الذي كان يتزعمه كل من الشهيدين/ حمدي (سلطان التميمي) وابو حسن قاسم (محمد بحيص) وكذلك المفكر/ منير شفيق، والتي تطورت إلى عمل تنظيمي وعمليات عسكرية مشتركة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
كان د. فتحي الشقاقي منفتحاً على باقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت علاقاتها متميزة.
كان د. فتحي الشقاقي وحدوي الهوي، متفتحاً على الكل الوطني، يرى في الشراكة والتحالف كسباً للقضية الفلسطينية، وإضافة لحركته، حيث أن فلسطين هي مشروع جهادي للأمة.
بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م في الأراضي المحتلة، قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بإبعاد د. فتحي الشقاقي إلى لبنان في شهر أغسطس عم 1988م، بعد اتهامه بلعب دور رئيس فيها، وهناك قام ببناء أوسع شبكة علاقات له مع قيادات الحركة الاسلامية في لبنان، وأيضاً قوات المقاومة الفلسطينية في سوريا، وعليه وثق كذلك علاقاته مع جمهورية ايران الاسلامية، وسعى كذلك للقاء العقيد/ معمر القذافي الذي سجل أعجابه بحركته وفكره، ولم يتوان عن تقديم الدعم المالي بسخاء له.
كان الدكتور/ فتحي الشقاقي شديد التواضع، رغم سعة اطلاعه وعمقه وبعد نظره، وكان شديد الصلابة فيما يتصل بفلسطين، لا يتنازل ولا يهادن أبداً.
الموعد مع الاستشهاد، كان على الدكتور/ فتحي الشقاقي بعد أن ذهب يوم الأربعاء الموافق 25/10/1995م إلى مالطا من ليبيا على ظهر الباخرة والتي تستغرق رحلتها ليلة كاملة، أن يبيت في الفندق انتظاراً للطائرة التي ستتوجه إلى دمشق، فتم رصد هذا الفندق وتحركاته خلال دخول وخروجه منه والذي كان يتم بدون حراسة، فقام أثنان من الموساد الاسرائيلي كانا بانتظاره على دراجة بخارية أمام الفندق بإطلاق النار عليه من الخلف فأردوه قتيلاً، ذلك يوم 26/10/1995م.
نقل جثمان الشهيد د. فتحي الشقاقي من مالطا إلى ليبيا حيث كان يحمل جواز سفر ليبي ومنها إلى دمشق حيث أقيمت للشهيد جنازة كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف من الشعبين الفلسطيني والسوري حيث وورى الثرى في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك.
الدكتور/ فتحي الشقاقي متزوج وله ثلاثة أولاد وكانت تقيم أسرته في دمشق منذ أبعاده عن قطاع غزة عام 1988م.
لقد عاش الدكتور/ فتحي الشقاقي (أبو ابراهيم) لفلسطين، وأستشهد من أجلها، وجعل قضيتها هماً مركزياً لكل الاسلامين.
أربعة وأربعون عاماً فقط هي عمر الشهيد المجاهد الدكتور/ فتحي الشقاقي (أبو ابراهيم)، لكنها كانت زاخرة بالعطاء في مختلف المجالات.
رحم الله الشهيد الدكتور/ فتحي ابراهيم الشقاقي وأسكنه فسيح جناته

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا