الرئيسيةمختاراتمقالاترأي الوطن العمانية: فلسطين المنسية والشعب الصامد

رأي الوطن العمانية: فلسطين المنسية والشعب الصامد

عندما نرى الفلسطينيين يحتشدون بمئات الآلاف لإحياء ليلة القدر، أو لتأدية صلاة آخر جمعة في شهر رمضان، يتأكد لنا أنه وبرغم الإرهاب والسرقة والبلطجة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي، أن هناك إصرارًا فلسطينيًّا على الحقوق الوطنية الفلسطينية، والثوابت التي يتوارثها الفلسطينيون جيلًا بعد جيل، ليرتفع الأمل لدينا ونتأكد أنه برغم الطغيان المصحوب بتواطؤ دولي وصمت عربي مريب، أن الحق الفلسطيني لن يضيع ووراءه مطالب وهو الشعب الفلسطيني الذي قدم ولا يزال يقدم التضحيات ومستعد لتقديم المزيد منها.
وعلى الرغم مما نراه من خطوات إسرائيلية استباقية تفرض سياسة الأمر الواقع، ودور أميركي فاعل في تمرير تلك الأفعال، خاصة منذ قدوم الرئيس دونالد ترامب للحكم، وما يصاحب ذلك من خطوات نراها في توجهات ترسم سايكس ـ بيكو جديدة في المنطقة، وتحولات خطيرة تشهدها المنطقة، ومساعٍ إسرائيلية وغربية حثيثة تحاول فرض تطبيع مجاني على الشعوب العربية التي رفضته منذ عقود، وقالت رؤيتها بوضوح، إلا أن هذا التهافت الفلسطيني على المسجد الأقصى، وتناديهم إلى القدس، يظهر جزءًا من المعادلة لا يريد رؤيتها الفاعلون والمرجفون في أرض المنطقة، فالفلسطينيون الغيورون على قضيتهم أكدوها صراحة أنهم على ثوابتهم ومشروعهم الوطني التحرري، وأي مسعى أو رهان ما يحاك أو يستهدف قضيتهم في دروب السياسة في الخفاء، محكوم عليه بالفشل بقوة إرادتهم وتمسكهم بمشروعهم وقضيتهم، وأن إيمان أبناء فلسطين بقادتهم يعود إلى مدى تمسك هؤلاء القادة بالثوابت والأسس الوطنية الفلسطينية.
فالمعادلة الفلسطينية مختلفة بشكل كبير عن باقي معادلات السياسة، فبرغم المعاناة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون نجد أن ثباتهم يقوى بكثرة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تمارس عليهم بشكل يومي، ومن أعمال حفرية غير مشروعة بالمسجد الأقصى أو سرقة المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات بشكل متزايد أو تهجير الفلسطينيين أو أمر بهدم منازلهم، لكنها أفعال لا تزيد الفلسطينيين إلا صلابة. والمؤسف أنه بدلًا من أن يكون العمق العربي معهم يساندهم في محنتهم، نجده أو بعضه يحاول إجبار الفلسطينيين على خيارات لا تستقيم والوضع الخطير الذي تمر به قضيتهم، لذا على الفلسطينيين أن يطوروا أدوات نضالهم الوطني، بحيث يمكّنهم من التعاطي مع الظروف الدولية، والعودة إلى وحدتهم وإنهاء انقسامهم وتوحيد أجندتهم، بما يضمن أن يتحرك الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله بشكل موحد، ساعتئذ بإمكانهم إجبار الآخرين على احترام خياراتهم، في عالم يقوده الجنون، وانشغلت فيه القوى الداعمة للقضية الفلسطينية بقضاياها الداخلية، مستنقع الفتنة التي زرعت بها.
إن العمل الوطني الفلسطيني في أصعب مراحله، والشعب الفلسطيني يواجه أقسى ما يجري في تاريخه بشكل منهجي ومنظم، وأن الجميع يعيشون نفس المعاناة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن أصعب ما يعانيه هو كثرة وتعدد الأجندات الفلسطينية التي تأتي تحت عنوان واحد عام وهو النضال الوطني، لكنه أضحى أحد عوامل ضعف العمل الوطني الفلسطيني؛ لذا فعلى الساسة الفلسطينيين البدء بعملية الإصلاح الداخلي الفلسطيني وإعادة توحيد البيت الفلسطيني بما يمكنه من مواجهة صروف الدهر وتبدلاته، وغدر الأعداء.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا