الرئيسيةمختاراتمقالاتسوريا...والإعتذار لها

سوريا…والإعتذار لها

الكاتب : وفيق زنداح

سقط المغامرون …المقامرون ….وحتما الخاسرون …حول مصير سوريا وما خطط ضدها …وما دبر لأهلها …وما تعرضت له كما غيرها من بعض الدول العربية بمحاولة تقسيمها وتهجير أهلها …وتدمير مدنها وافقار شعيها ..واسقاط نظامها ….وتدمير كافة مؤسساتها .
مخطط مدبر باحكام من بعض القوى التي تسمي نفسها معارضة ومن يدعمها من دول وعواصم …والتي ألبست نفسها ثوب الثورة وشعاراتها البراقة والكاذبة …والتي ثبت للجميع انها قوى شريرة ارهابية ….. تحاول تخريب سوريا واحداث الدمار والخراب بداخلها ….وقتل الأبريا ء والنساء والاطفال من ابنائها… وبتغطية اعلامية تقلب الحقائق وتزيف الحقيقة .
منذ بداية الاحداث في سوريا لم يكن مفهوما ومقبولا عربيا وقوميا ووطنيا بعض المواقف التي اخذت موقفا معاديا …بل موقفا مساندا وداعما للقوى الارهابية العاملة على الارض السورية مما اثار لدى المواطن العربي الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ..والى حد الغضب والاستنكار لتلك المواقف التي اعتراها تخبط واضح وفاضح ….وتناقض جوهري مع اسس العلاقات ما بين الاشقاء …مواقف متناقضة …. ولا يعرف لها مصلحة قومية او عربية او حتى اسلامية يمكن ان تبررها وتوفر غطاء ذرائعها ومبرراتها .

الصمود السوري ….والتماسك الذي اذهل الجميع ما بين النظام السياسي ومؤسساته السيادية والشعب العربي السوري والتفافهم حول سيادة وطنهم ووحدة ترابه … ومواجهة قوى الشر والارهاب ومن يقف ورائهم من عواصم ودول .
ارهاب منظم ومصدر لسوريا عبر العديد من البوابات وعلى رأسها البوابة التركية والتي اظهرت حقدا وكراهية غير مسبوقة …. ولا مبرر لها لسوريا وشعبها ونظامها ….كما الموقف القطري الممول للارهاب والذي يسانده عبر الاف الاميال …ليلتقي الموقف التركي والقطري عبر سياسة غير مفهومة ولا تعبر عن مصالح القطرين ….لكنها سياسة تخدم اجندات خارجية لا تؤمن بالعروبة والقومية … ولا حتى بالاسلام الوسطي .
تم كشف الؤامرة منذ بدايتها كما تم كشف كافة المؤامرات مع بداية ما يسمى بالربيع في تونيس… ومصر… وليبيا والذي اوقف امكانية استمرار المخطط المدبر باحكام من ادارة الرئيس السابق اوباما ….ومن التفوا حول مشروعه الهادف الى اخونة المنطقة وانظمتها السياسية ….واحداث التناقضات المجتمعية …. وتغذية الحروب الطائفية ….وتقسيم الأوطان
إلي دويلات صغيرة .
فشل اميركي …كما الفشل لكافة القوى الارهابية التي وجدت نفسها محاصرة في العراق وسوريا …. وتم ملا حقتها وتدمير بنيتها بالعديد من الدول والتي تحاول بكل جهدها أن تجد لها مخرجا وممرا لإنقاذ نفسها عبر الاراضي التركية وغيرها للهروب الى اوروبا بما جمعوا من اموال تم سرقتها .
سوريا استطاعت ان تقود حربها ضد الارهاب بسياسة هادئة … وبقوة فاعلة…. وبعلاقات تسودها المبادئ والقيم قبل المصالح ….مع العديد من الاطراف والاقطار …والتي اوضحت موقفها المبدئي والمعلن حول وحدة الارض والشعب السوري والتي كان لها اكبر الاثر في افشال ما تم تخطيطه وتدبيره من قبل قوى ارهابية….. وحتى ما يسمى بقوى المعارضة التي غرر بها …..والتي تم تمويلها وتوجيهها بما يخدم الارهاب والممولين له ….وليس بما يخدم سوريا وشعبها .
حكمة وقيادة سوريا الشقيقة شكلت احد اهم عوامل القوة والتماسك لمواجهة قوي الشر والارهاب من خلال حكمة السياسة والحوار ….كما حكمة القوة الفاعلة على الارض .
معارضة فاشلة …غير منظمة …وغير موحدة ….يتخللها وبدور من حولها ويحركها قوى ارهابية لم تستطع التماسك والمواجهة واخذت بالتراجع والتقهقر …واستمرار انهيارها امام قوة وارادة الجيش العربي السوري مما يؤكد ان الحق وصوابية الاهداف وارادة التحدي ستبقى اكبر من الارهاب والممولين له ….وأن القناعات والمبادئ والتمسك بها أقوى وأكبر تأثيرا من المال والفساد والإرتزاق من وراء قتل الأبرياء وتهجيرهم من مدنهم وقراهم .
سوريا تعرضت ولا زالت تتعرض لمؤامرة كبرى استطاعت أن تحاصرها وتدمر الكثير منها ….بفعل ارادتها السياسية وقوة جيشها ودعم اصدقائها ….الا أن ما خلفه الدمار والخراب بفعل الارهاب التكفيري …ومن يسمون انفسهم بالمعارضة ….سيبقي ملف محاكمتهم مفتوحا ومشرعا .
شعارات التغيير والاصلاح تمر عبر الانتخابات …. ولن تجد لها ممرا عبر التخريب والدمار وتهجير الملايين ….وادخال الارهاب والتكفيرين من بوابة ثورة معلنة سموها كذلك لكنها مؤامرة كبرى…. تم تغطيتها بشعارات براقة وجاذبة تدغدغ عواطف الناس حول حقوقهم وديمقراطيتهم واصلاح احوالهم …وكان نتيجتها دمار وخراب وتهجير .
العالم العربي من خلال بعض أقطاره تعرض لذات المؤامرة وبأساليب متنوعة تجمعها الشعارات الزائفة والكاذبة ….وتخربها وتدمرها أساليب الفعل وأدواته والمتمثلة بالجماعات التكفيرية والارهابية .
الثورة التونسية سقطت ….كما ثورة يناير سقطت …كما اليوم الثورة السورية سقطت لأنها ليست بثورات ….ولا تعبر عن ارادة شعبية جامعة ….انما تعبر عن مصالح حزبية لها ارتباطاتها الخارجية …..وجاءت في اطار ما خطط ودبر من قبل ادارة اوباما وبعض العواصم الشرق اوسطية التي حاولت استعادة مجدها الضائع …ونظامها القديم .
فشل المخططون المدبرون بمؤامراتهم بثورة الثلاثين من يونيو في مصر…وبديمقراطية الشعب التونسي …..وها نحن اليوم مع بداية فشل المخطط بفصوله الاخيرة على الارض السورية ….وما نشاهده ونسمعه حول انتصارات متتالية يحققها الجيش العربي السوري….. كما الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العراقي والليبي….. ومحاولة الهروب لقوى الارهاب.
لقد أخطأ بعض العرب ….كما أخطأ بعض العالم ….وارتكبوا بحق سوريا ويعض الأقطار العربية الكثيرة من الأخطاء والخطايا…. ولم يعد بالامكان الاستمرار بمواقفهم وانحيازهم وتلاعبهم بمواقفهم ….والتي تفرض عليهم اختصار الطريق …والاعتراف بفشلهم …والاعتذار لسوريا ….كما الاعتذار لباقي الاقطار العربية….. التي حاولوا تخريبها وافساد حياة اهلها .
الكاتب : وفيق زنداح

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا