الرئيسيةمتفرقاتكتاب"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل السابع - ح1: حقيقة النظام السوري...

“عرفات – حياته كما أرادها”.. الفصل السابع – ح1: حقيقة النظام السوري بقيادة “الأسد الأب”

الفصل السابع من الكتاب كان فصلا مسرحيا بإمتياز حمل عنوان أرض الرمال المتحركة لأن الكاتب تحدث بوضوح وعلنا عن التخاذل العربي وجبهة الصمود والتصدي الجبهة التي لا تعرف القتال أصلا وقد ذهب الشاهد أحمد عبد الرحمن إلى أبعد من ذلك ليكشف حقيقة النظام السوري بقيادة الأسد الأب والمصاب بمرض الإرتياب حيث لم يقدم يوما الدعم الحقيقي للثورة الفلسطينية وفي أي مواجهة أو معركة كان يخوضها أبناء قوات الثورة الفلسطينية . وقد بدأ فصله هذا من الكتاب بإتصال هاتفي جاءه في يوم السادس من حزيران عام 1982 وفي الساعة الرابعة صباحا حيث طلب منه الرئيس ابو عمار تحضير نفسه للإلتحاق بمقر القيادة.

بعد وصوله وسماعه لنوعية الهجوم الاسرائيلي على القواعد والمقرات العسكرية في الجنوب أدرك ان الهدف أبعد من ذلك بكثير وذكر في سرده لهذه الاحداث ما طلبه الرئيس ابو عمار منه لإعداد بيان للعالم يحمل تحذيرا من خطر العدوان الاسرائيلي وتداعياته ورغم ان الكاتب المح إلى عدم اقتناعه بجدوى البيانات من خلال تجارب سابقة ومواقف معروفة الا انه أعد بيانا خاطب فيه جماهير الشعب الفلسطيني والجماهير العربية وتجاهل توجيه نداء إلى الأنظمة العربية لكنه وجه لوم شديد اللهجة لها على تمزقها وتجاهلها وتخاذلها في مواجهة العدو الصهيوني ومؤكدا على ان القدر فرض على الشعب الفلسطيني الصبر والصمود دون انتظار نجدة من أحد.

الفصل السابع – الجزء الاول:

أرض الرّمال المتحركة

وقائع اليوم الأول: السادس من حزيران 1982

في الساعة الرابعة صباحا يرن جرس التيلفون في غرفتي، فأمسكت السماعة مذعورا، ولم أفاجأ عندما عرفت أن صاحب الصوت هو أبو عمار، الذي بادرني بعبارته المعتادة – إنت نائم.

قلت له: لا . لا . وإنما غفوت قليلا.

وعلى طريقته المعهودة كذلك، أضاف أبو عمار: إنت نائم والدنيا مقلوبة، ولم يكن لديه وقت ليسمعني وأنا أقول له الحمد لله على السلامة، بل أضاف وبسرعة: جهز نفسك، لقد أرسلت لك سيارتي لتحضر عندنا.

وبعد خمس دقائق، كان الانترفون يرن وفتحي يقول لي: أخ أحمد نحن بانتظارك تحت.

وعندما وصلت إلى مقر القيادة الجديدة، كان أبو عمار وأبو جهاد والعميد أبو الوليد، وعدد كبير من القادة العسكريين الذين استدعاهم أبو عمار بجهاز اللاسلكي قبل أن يصل إلى بيروت قادما من السعودية ووصل إلى بيروت في الساعة الرابعة صباحا.

وأطلعني أبو عمار على التقارير الميدانية عن الوضع العسكري في الجنوب، وحتى هذه اللحظة لم يكن لدي تقدير جازم بأن الحرب قد اندلعت، فقد كان تصوري يوم أمس يقوم على أن الضربة الجوية الإسرائيلية لمقر القيادة في بيروت كانت عملا انتقاميا لمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي «ارغوف» في لندن. وكان مريحا لنا جميعا القول بأن العملية الإسرائيلية هي جزء من سياسة إسرائيل القائمة على الضربات الانتقامية، التي تعودنا عليها وعلى استيعابها طوال السنوات العشر الماضية، وإن كنت هذه المرة وبعد مشاهدة الدمار الذي أصاب بنايات الصادق ومباني كلية الهندسة أخذت أنظر بخطورة للغارات الجوية الإسرائيلية وأن وراء هذا القصف بالصواريخ والقنابل الثقيلة لمقرات القيادة في الفاكهاني هدفا بعيد المدى وهو اجتياح بيروت الغربية والجنوب والمخيمات والقضاء على المنظمة والثورة، وكنت قبيل العاشرة ليلا وبعد أربع ساعات من الغارات الجوية الإسرائيلية، ذهبت إلى الفاكهاني، واستوقفني الصاروخ الذي أصاب الدور الأرضي في كلية الهندسة، وكان واضحا من وجهة نظري أن هذا القصف يستهدف القضاء على القيادة، وعلى بعد عشرات الأمتار كانت النيران تشتعل في مركز الفن العالمي الذي تتولى مسؤوليته الفنانة منى السعودي.

وقد جاء في التقارير العسكرية من قواتنا في الجنوب إن الطيران الإسرائيلي قصف مرابض مدفعيتنا وقواعد قواتنا مساء أمس وطوال الليل، في طول الجنوب وعرضه، وللوهلة الأولى، أحسست أننا أمام» عملية الليطاني» مرة أخرى، التي نفذها العدو الإسرائيلي في عام 78، والتي بدأت إثر عملية « الباص» التي قادتها الشهيدة دلال المغربي في آذار78.

تريثت في إعطاء رأي حول الموقف العسكري والسياسي، عندما بدأت أرى أكثر من احتمال أمام الموقف الإسرائيلي، وقد قطع أبو عمار التردد والبحث في أبعاد الاحتمالات، عندما طلب مني إعداد «بيان للعالم»، يحمل تحذيرا من خطر العدوان الإسرائيلي، وبيني وبين نفسي، كنت اعتبر هذه البيانات المتكررة كل شهر، إن لم يكن كل يوم، عملا مجانيا، ولكن أبو عمار يصر عليها، رغم معرفته بعقمها، فالتضامن العربي منهار، وجبهة الصمود والتصدي ميتة عسكريا، منذ عملية الليطاني عام 78، وأشهر موتها في قصف الطيران الإسرائيلي لمقر القيادة في تموز عام 1981 حيث سقط لنا أكثر من 650 بين قتيل وجريح، وجبهة الصمود والتصدي لم تصدر بيانا تضامنيا معنا ناهيك عن توجيه تحذير لإسرائيل أو إنذارها. فلغة الإنذار لم تعد صالحة للاستعمال في القاموس السياسي الراديكالي بعد أن اختارت مصر طريق الصلح المنفرد مع « إسرائيل».

دنيا الوطن – ميسون كحيل

“عرفات – حياته كما أرادها”.. الفصل السادس – ح3: وصف حقيقي لـ”أبو عمار” عندما خرج من صمود بيروت هو ومقاتليه الى تونس

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا