الرئيسيةمختاراتمقالاتفى ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو

فى ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو

بقلم: فادى عيد

فى ذكرى ثورة أطاحت بمشاريع الهيمنة على المنطقة، واعادت مصر للحياة من جديد، ورجحت فرص بقاء العرب أمام دول متضادة فى اللغة والهوية وفى كل شئ ووحدتهم كراهيتهم للعرب، كان يجب أن نعيد النظر فى مشاهد هي وحدها تترجم لنا حقيقة ما سمي بالربيع العربي، وكي ندرك قيمة وعظمة الشعب والجيش المصري، وانه لا بقاء للعرب سوى بتوحدهم، وأدعوكم تعودو للماضي معي كي نرى ما حدث فى الحاضر وما سيحدث غدا، فالخطورة تكمن عندما تكون رؤيتنا للمستقبل معدومة او ضبابية، فالضباب الذى امام اعيننا غالبا ما تكون خلفة رصاصة مصوبة نحونا، وكم من رصاصة اخترقت اجسادنا من قناصين وكم من طعم ابتلعنا ونحن غافلين.
فى 1968م صرح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي لصحيفة “تشرين اللبنانية” قائلا: إذا استطعنا اسقاط عسكر جمال عبد الناصر فى بئر الخيانة وتصعيد الإخوان الى سدة الحكم فى مصر، سنشتم رائحة الموت والدماء فى كل بقعه من أراضى مصر، فلتكن تلك هي غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان.
وفى كتاب (تاريخ الحرب بين العرب واسرائيل) يقول بن جوريون “عظمة اسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة، ولكن عظمة اسرائيل تكمن في انهيار دول ثلاث مصر والعراق وسوريا”.
وفى 1987م قرر مجلس شورى الاخوان أن يضع خطة واستراتيجية للعمل في الداخل الأمريكي، وعندما تكلم القيادى الاخوانى محمد اكرم عن اهداف الاخوان فى امريكا، قال كلمة واحدة هي “هدفنا هو استقرار الولايات المتحدة”.
فى 1993م شمعون بيريز يقول فى كتابة (الشرق الاوسط الجديد) وهو يشير على الانظمة العربية “سنسقط تلك الانظمة عن طريق اضرام النيران بداخلها بايدى شعوبها” ويصرح بعدها ويقول : يجب ان ننشئ محطات تليفزيون عربية تعمل على اقامة التطبيع كمان نريدة نحن.
فى 1993م تاسست الجمعية الاسلامية الامريكية (تابعة للاخوان) وجاء تاسيسها باقورة للعلاقات القديمة بين الاخوان وامريكا منذ الستينات ولها 60 فرعا فى 35 ولاية.
فى 1996م الغاء القسم العربى من الاذاعة البريطانية، ويتم توجية جميع العاملين بالقناة للعمل بالقناة القطرية الجديدة “الجزيرة” والتى تلقى دعم مباشر من الحاكم الاب حمد بن خليفة.
فى 2003م بعد غزو العراق بوش يصرح “لقد اخطائنا بدخولنا للعراق فمفتاح المنطقة بمصر وليس فى العراق، وان المنطقة العربية ستخضع بأكملها الى مرحلة دمقرطة”
فى 2003م تم تاسيس فرع لمؤسسة راند فى قطر، وهى فى شكلها الخارجى مركز ابحاث سياسية، ولكن فى حقيقتها مؤسسة استخباراتية «مستقلة» تعمل في إطار مدني، ومن المعروف عن راند ارتباطها الوثيق بصناعة القرار العسكري داخل البنتاجون، واكبر دليل على ذلك من تولى رئاستها فى فترة 1981م الى 1986م كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي، وأوصت فى تقاريرها التى رفعتها لـلادارة الامريكية وقت تولى الاخوان حكم مصر، عن بحث وطن بديل لمسيحيين الشرق الاوسط.
في 2003م سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي “نيكولاس بيرنز” يقول في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “حلف الناتو بحاجة إلى نقل محور تركيزه من الداخل الاوروبي الذي كان ضروريا وقت الحرب الباردة إلى البلدان التي معظم التهديدات تأتى منها اليوم، سواء في وسط وجنوب آسيا أو الشرق الأوسط.
فى 2004م الناتو يعقد اجتماعة باسطنبول ويعلن قادة الحلف عن مبادرة اسمها “تركيا والشرق الاوسط الكبير” ويتم تحديد دور ديار بكر التركية فى الخريطة الجديدة للمنطقة.
فى 2005م بداية الزيارت الرسمية لوفود من جماعة الاخوان للادارة الامريكية.
فى 2006م يتم تاسيس “اكاديمية التغيير” فى لندن وفرعها بقطر والنمسا عام 2008م على يد هشام موسى (وزج أبنة القرضاوى) ويدة اليمنى عبد الرفيق سلام (صهر راشد الغنوشى) والذى تم تعيينة وزير للخارجية التونسية بعد الثورة، واغلب قيادات اكاديمية التغيير من الشباب المنتمى لجماعة الاخوان، ان لم يكن جميعهم ثم توجة بعدها عبد الرحمن يوسف (ابن القرضاوى) للدكتور محمد البرادعى والذى اصبح فيما بعد منسق لحملتة.
فى 2006م يقول رئيس وكالة المخابرات الأمريكية CIA السابق “جيمس وولسي” سنصنع لهم اسلاما يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات ثم يتم انقسامهم على بعض لنعرات طائفية ومن بعدها قادمون للزحف و سوف ننتصر.
فى 2006م الاخوان يستعرضون قوتهم العسكرية بعرض عسكرى داخل جامعة الازهر، بقيادة احمد عبد العاطى (مسئول طلاب الاخوان تنظيميا على مستوى العالم والامين العام لـ الاتحاد الاسلامى العالمى للمنظمات الطلابية) والذى أصبح فيما بعد مدير حملة محمد مرسى للرئاسة.
فى 2007م بعد انعقاد مؤتمر “انا بوليس للسلام” وكتب برنارد لويس في صحيفة “وول ستريت” معلقا على المؤتمر ويقول : يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر.
فى 2008م يفتخر ” افى ديختير ” وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق فى محاضرة لة اثناء تكريمة بالاخترقات التى حققتها اسرائيل داخل جميع المؤسسات المصرية بعد شرح طويل عن مصر و ختم كلامة و هو يقول : إن إسرائيل قد خرجت من سيناء بضمانات أمريكية للعودة إليها فى حالة تغير النظام فى مصر لغير صالح إسرائيل .
فى فبراير 2008م افتتح امير قطر حمد بن جاسم مركز “بروكنجز الدوحة” وهو مركز متخصص فى الأبحاث السياسية المستقلة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه الدول والمجتمعات العربية والاسلامية ويضم فى عضويتة كلا من مادلين أولبرايت، زبيغنيو بريجنسكي، صامويل بيرجر، إدوارد دجيرجيان، والكثير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية.
فى 2009 أي قبل اندلاع الثورة السورية بعامين، زار وزير الدفاع الايطالي السابق ماريو مورو كردستان العراق، وخلال زيارته تفقد مساحات ضخمة انشئ عليها مباني كثيرة وورش كبيرة للبناء، فسأل مورو عن الهدف من انشاء تلك الابنية الكثيرة فى مكان يعد بعيدا عن التجمعات السكانية، فجائه الجواب بأنها للاجئين الحرب فى سوريا.
فى 2009 باراك اوباما يوجة الدعوة لقيادات الاخوان المسلمين فى مصر لحضور الكلمة التى سيلقيها فى جامعة القاهرة، وهو ما جعل الرئيس مبارك يمتنع عن الحضور لوجود اشخاص منتمين للجماعة المحظورة، تصرح كونداليزا رايز ان امريكا لا تمانع من وصول جماعة الاخوان للحكم .
فى 2010م طلبت السفيرة الامريكية من مبارك السماح بنشاط بعض منظمات المجتمع المدنى مثل المعهد الجمهورى واينشتاين وNDI وغيرها.
فى 23 يناير 2011 فى سابقة هى الاولى من نوعها محرك بحث جوجل يرسل رسائل خاصة على البريد الالكترونى Email)) للدعوة بالتظاهر يوم 25 يناير.
فى يوم 28 يناير جوجل يرسل لنشطاء بعينهم وقت قطع الانترنت، وفى أثناء الثورة شفرات الاقمار الصناعية لكى يتم استمرار التواصل بينهم.
الجمعة 28 يناير يتم ضرب اقسام الشرطة المصرية فى وقت واحد وبشكل واحد، ويتم فتح جميع المعتقالات التى بها اعضاء من جماعة الاخوان وحماس وحزب الله وبعد خروج الهاربين من حركة حماس بـ 5 ساعات يتم ظهورهم صوت وصورة حية على قناة الجزيرة، وهم فى قطاع غزة، بعد ان تم اتصال مباشر من قناة الجزيرة بمحمد مرسى عيسى العياط احد اعضاء مكتب الارشاد الهاربين من سجن وادى النطرون، والذى كان محكوم علية بقضية تخابر مع الـ CIA وهو يقول لقناة الجزيرة ان “اولاد الحلال كانو معديين على الطريق و خرجونا” جدير بالذكر ان جميع خطوط الاتصال والانترنت فى مصر كانت لا تعمل فى ذلك اليوم.
الجمعة 4 فبراير يخطب لاول مرة خامئنى فى طهران باللغة العربية فى صلاة الجمعة، ويوجة كل كلامة للثوار فى مصر وتونس ويصرح بعدها “يا احفاد حسن البنا تقدمو واستولو على السلطة”.
وعند الاستعداد لاول أنتخابات رئاسية بعد احداث يناير2011 اغلب المصريين الذين شاركو فى حملة انتخابات اوباما عادو الى مصر لتقديم ورش عمل للشباب عن الحملات الانتخابية ينتمون لجماعة الاخوان.
فى 31 مايو 2012 صرح فتحى حماد وزير داخلية حركة حماس لجريدة الراى الكويتية، قائلا: المصريون (هبلان) مش عارفين يديروا حالهم و بيشتغلوا بناء على رؤيتنا إحنا وراح نربطهم بإيران لأن اليوم زمنا إحنا وزمن الإخوان، ومن سيقف في طريقنا راح ندوسه بلا رجعة.
ومنذ ذلك الحين والجميع يعلم كيف صمدت مصر لدفن أكبر مؤامرة دبرت ضدها على مدار تاريخها، ولكن تلك ليست نهاية الحرب على العرب، فذلك لم يكن الا شوط أول وانتهى، والقادم لن يكون أهون مما مضى، ولكن الفرق الان، أننا نرى القادم بأعيننا ونعرف جيدا من هو عدونان ومن أين تأتى الضربة وفى يدنا درع والاخر سيف، وأننا أصبحنا فى رقع كثيرة على خريطة الشرق الاوسط فعل وليس رد فعل.

فادى عيد
الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط
fady.world86@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا