الرئيسيةمختاراتمقالات"فيروس النكد والدبكة الفلسطينية"

“فيروس النكد والدبكة الفلسطينية”

بقلم: هند الإرياني

“يرقصون في الشارع ياللعار، ويل لهم كيف سينتصرون؟”

إلى آخره من التعليقات الساخطة على مرئي=فيديو جميل لشباب وشابات يرقصون الدبكة الفلسطينية في شارع من شوارع القدس.

سأحكي لكم القصة من البداية، قام شاب فلسطيني بنشر مقطع على وسائل التواصل الإجتماعية مرئي لدبكة فلسطينية جميلة، ليس في المرئي= الفيديو ما يخدش الحياء بل بالعكس رقصة تعبر عن تراث فلسطين، والدبكة أثرت في نفسي وشعرت بالبهجة وبالفخر بهؤلاء الشباب والشابات أصحاب الهمم العالية والرغبة في الحياة والفرح.

ولكن هذا الرأي يبدو أنه لم يعجب الغالبية من العرب، فقاموا بشن حملة سباب على هذا المرئي=الفيديو ومن أعجب فيه وقام بنشره، واتهامهم بأنهم السبب في عدم تحرر فلسطين!

ففي نظر هؤلاء أن الرقص في الشوارع عمل منحل لا يمكن السكوت عنه، وأن يقوم بهذا العمل المنحل شباب وشابات من فلسطين فتلك مصيبة، هم يريدون لهذا الشعب ان يظل في حالة بكاء ولطم للأبد وكأن النواح هو الذي سيحرر الأوطان!

في رأيي أن الإحتلال الفكري لعقول العرب أو هذا الفيروس الذي جعلهم يؤمنون بأن البهجة شيء بغيض يجب محاربته ومنعه هو أشد من أي احتلال آخر،

*******************************
هندالإرياني صحفية وناشطة سياسية واجتماعية يمنية. نشر لها مقالات بالعربية والإنجليزية في عدة صحف منها جريدة “العربية نت ” “TV5″السفير اللبنانية “و”يمن تايمز” وصحيفة “الجمهورية” اليمنية .
هند حاصلة على بكالوريوس في علوم الحاسوب من اليمن وماجستير في إدارة الأعمال من بيروت.
*****************************************
علينا أولا أن نحرر العقول من الفكر البكائي الذي يجعلنا دائما نجذب المزيد من المآسي لهذه الأوطان. للأسف التعود على مناظر القتل والحروب ونشر هذه الصور هو السائد، بينما المناظر المبهجة مثل مشاهدة عشاق يعبرون عن محبتهم لبعضهم أو شباب وشابات يرقصون هو ما يستفزنا ويجعلنا نخرج عن الوعي ونهدد بالويل والثبور.

بينما من المنطقي أن نفهم أن من يرقص أو من يعبر عن محبته لا يتسبب بأي أذية؛ بينما من يقتل ويذبح ونصفق له ونتابعه بكل شغف هو من يجب محاسبته واستنكار افعاله.

إلى أن نتخلص من احتلال فيروس النكد في عقولنا ستظل اوطاننا محتله بالموت والكراهية.
تحرروا من فيروس النكد وانشروا الغناء والبهحة بارك الله فيكم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا