انعقاد المجلس الوطني ضرورة، يجب أن لا يختلف حولها أحد، فالمجلس الذي كان برلمان الشعب الفلسطيني طوال المراحل السابقة ، و مركز قراره و محكمة خلافات فصائله و حل إختلافاتها في الظروف الصعبة، و عند اصطدام المواقف ، لا بد له أن يظل حاضرا كلما أمكننا ذلك، بل علينا أن نعود لعقده مرة كل عام حسبما تقرر اللوائح، للنظر فيما حققنا و فيما لم نحقق، لتدارس التغلب على الصعاب و إزالة العقبات ، و وضع التصور الأمثل لبلوغ الغايات و الأهداف القريبة و البعيدة.
المجلس الذي يضم أعضاء يمثلون كافة القوى و التوجهات الفلسطينية الوطنية لا بد له أن يقول كلمته، و أن يجدد شرعيات أعضائه و لجانه ، و أن يفعل دوره على طريق تفعيل ” منظمة التحرير “، و هو ما يطالب به الجميع حتى من يقف في دائرة المعارضة، و يتردد الى الان في الانضمام للمنظمة و عضوية أطرها ، التي تبدأ بعضويتها في هذا المجلس.
إذن لماذا لا يعلن الجميع بما في ذلك الجهاد و حماس عن تأييد عقد هذه الدورة ، التي لم يكن خلافا على مبدأ انعقادها، فيما خلصت إليه اللجنة التحضيرية التي عقدت في بيروت قبل أشهر؟!
نحن في ظرف نحتاج فيه تفعيل كافة الأطر و الأجسام الفلسطينية ، كي نواجه صلف اسرائيل و إصرارها على إنكار حقوقنا المشروعة، و كي نحشد المزيد من المناصرين و المؤيدين لحقنا، في الساحات كافة ، العربية و الاسلامية ، و في دول عدم الإنحياز و في أوروبا و أستراليا و كندا، و في الولايات المتحدة ، التي وجدنا فيها أنصارا و مؤيدين ، من أمثال لجان اساتذة الجامعيين و مؤسسات البحث العلمي ، و مؤسسات وجهات أعلنت تأييدها لمقاطعة منتجات أسرائيل، و نددت بسياسات عنصريتها و احتلالها.
نريد لهذه الدورة ان تتوقف أمام التطورات و التهديدات الإسرائيلية و أمام الموقف الأمريكي الذي يريد التراجع عن حل الدولتين و أمام خطر الاستيطان المتواصل، و تحلل اسرائيل من كل التزاماتها ، و من الاتفاقات التي تفرض تلك الالتزامات.
للجهاد و حماس تحديدا ان تطالبا بعقد المجلس كي تنضما إليه و لهما أن يطالبا هذه الدورة بالتوافق على العضوية في البلاد التي يتعذر فيها اجراء الانتخابات. فطالما أن المنظمة هي الممثل الشرعي و الوحيد ، و هي التي تعترف بها دول العالم كافة، فلا يجوز لأي قوة فلسطينية مهما كان توجهها الفكري أن تبقى خارج المنظمة.
المماحكات لن تؤدي إلا الى إضاعة الوقت و الفرص، و الى تشتيت الجهد و إضعاف الموقف ، و حرف الاهتمام الى قضايا و تناصيل فئوية ، لا علاقة لها بالهدف العام، بل هي معاول هدم ضده.
فلنخرج من دوامة الخلافات المصطنعة ، و لنتحلى جميعا بروح المسؤولية الوطنية ، و لنصدق شعبنا الذي يقدم التضحيات دائما و الذي أجبر اسرائيل على التراجع مؤخرا عن استهدافها للمسجد الأقصى ، بجماهيره البطلة ، التي اعتصمت أمام الحواجز في حارات القدس ، و أمام باب الأسباط و مداخل الأقصى و واجهت بصدر عار أسلحة المحتل.
رسالة الدكتور جمال المحسن مفوض التعبئة و التنظيم الأقاليم الشمالية