الرئيسيةمختاراتمقالاتليتوقف الإبتزاز بالرواتب (المعاشات ) !!! ... بقلم: ماهر حسين

ليتوقف الإبتزاز بالرواتب (المعاشات ) !!! … بقلم: ماهر حسين

يعتقد البعض بأن موضوع الرواتب أو المعاشات هو موضوع  مؤثر ولكنه بسيط وعلينا أن نقبل به وطنيا” بحكم أن هذا جزء من معركتنا للتحرر ..طبعا” هذا المنطق في التحليل يتداوله (الثوريون جدا” جدا” ) و(أبطال وسائل التواصل الإجتماعي ) وبالطبع وللأسف البعض من أبناء شعبنا المغتربين عن الوطن وفلسطين.
طبعا”…..
هناك بعض من يستخدم هذا المنطق من باب المزاوده وكثرة الحكي وهذا نموذج منتشر في أوساط شعبنا بظل حالة الفراغ الذي يجعل الكثير من أبناء شعبنا يتسلى في (المزاوده ) و(كثرة الحكي) و(جلد الذات) و(تعميم السلبيات) و(الإفراط في التعميم ).
الرواتب أو المعاشات   عنوان هامه لأزمة متعددة الأشكال يمر فيها العديد من أبناء  شعبنا في فلسطين..في غزة لدينا مشكلة رواتب مرتبطة برواتب الموظفين بشكل عام وموظفي حمــــاس بشكل خاص وفي الضفه والقدس لدينا أزمة التأخير في  رواتب موظفي السلطة الوطنية وبالطبع لدينا أزمة رواتب لموظفي منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج .
التأخير في الرواتب مرتبط وللأسف بالقرصنه الإسرائيلية على عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل كلما أرادت معاقبة السلطة الوطنية الفلسطينية على قرار أو موقف ..إبتزاز رخيص جدا” قد يؤدي الى إنقلاب السحر على الساحر .
سنحاول هنا معا” أن نتناول الموضوع بطريقة مــــا ..تجعلنا أقرب الى وعي وفهم  أهمية الراتب /المعاش في فلسطين فأنا أعي تماما” تأثير غياب الراتب /المعاش عن الأسرة .
بكل الأحوال سنبدأ من تفسير معنى كلمة المعاش فهذا يكفي  لفهم أهميته …عموما” المعاش بمعناه المتفق عليه هو (ما تكون به الحياة من مطعم ومشرب ونحوهمـــا )  ولاحظوا هنا كلمة الحياة ..فالمعاش مرتبط بالحياة وهناك ترجمة أخرى للكلمة بأنه (ما يكفي لسد الرمق ويعتبر الناس الذين لا يملكون سوى ما يكفيهم قوتهم بأنهم يعيشون على المعاش ) وهذا واضح تماما” وهو ما ينطبق على أغلب أبناء شعبنا  وبالنسبة للموظف  المعاش هو حياة الأسرة وحاجاتهـــــا  .
في فلسطين مشكلة المعاشات وللأسف مرتبطة بالإحتلال فالإحتلال قادر على حجز أموال السلطة الوطنية وعائدات الضرائب أهمها  وبالتالي التأثير على المعاشات بتأخيرها …ويستخدم الإحتلال هذه الوسيلة للضغط على القيادة السياسية ولإظهار عجزها في محاولة من الإحتلال لتوجيه الضغوط الشعبية إتجاه القيادة السياسية بدلا” من الإحتلال الٌمسبب لهذا التأخير أو الإنقطاع للرواتب .
ولكن وببساطة هذا الإبتزاز الإسرائيلي الرخيص قد ينقلب بأي لحظة على من يقوم به لأن قوت الناس وحياتهم ليست عرضه للتلاعب وللإبتزاز تحت أي ظرف ..السلطة الوطنية لا تستخدم أموال الضرائب في تجهيز جيش وتطوير سلاح نووي بل تستخدم عائدات الضرائب في دفع رواتب الموظفين .
لست بوارد التعاطي السياسي مع موضوع الرواتب ولكني هنا بوارد الحديث عن الجانب الإنساني الهام المتعلق بالرواتب والمعاشات …هناك جانب إنساني كبير وهناك معاناة مرتبطة بتأخير الرواتب أو إنقطاعها .
هناك عائلات تعاني الأمرين الان من أجل ادارة امورهم .
هناك مرضى وهناك محتاجين وهناك فقراء وهناك عائلات مستورة  …هناك التزامات أمام كل مواطن لا تتوقف بل تتسارع وتتزايد بظل تزايد نمط الإستهلاك لدى الفلسطيني وبظل تزايد الأسعار الشديد …هناك معاناة حقيقة يعانيها أهلنا.
عندما اتحدث عن مشاكل تاخير المعاش وإنقطاعه فأنا لا اتحدث عن  فصيل ..فليست مشكلة الشرطي في حماس بأنه عمل في حماس ووثق فيها وفي حكومتها الإنقلابية …نعلم بأن قيادات حماس لا تعاني من حصار ولكن هذا الشرطي الذي (فرغه ) أبو العبد وحكومته للعمل كشرطي عليهم سداد راتبه ومعاشه .
وبالطبع ليست مشكلة الموظف في السلطة الوطنية الفلسطينية في وزارة التربية مثلا”  بأننا توجهنا للأمم المتحده وإسرائيل تريد أن تعاقبنا على ذلك  فلقد توجهنا للأمم المتحده بالتنسيق مع العرب وعلي الجميع التعاون لتجاوز أثار حجز الضرائب علينا وبالتالي على الجميع وقف هذا الإبتزاز الإسرائيلي المقيت  بموجب القانون الذي نلجأ له الأن .
لن يستسلم شعبنا بسبب تاخير الرواتب وإسرائيل تعلم ذلك ولكن كل ما زادت المعاناة اليومية للمواطن الفلسطيني في فلسطين كلمــــا كان الإنفجار أقرب .
الأن ساحة المواجهة مع إسرائيل هي القانون والمنظمات الدولية …..وهذا حقنا بموجب القانون فلماذا هذه البلطجة الإسرائيليه ولماذا هذا التعنت الإجرامي الذي يعزز التطرف ويؤكد تراجع الأمل في عقول وقلوب أبناء شعبنا …حتما” سنعبر هذه الأزمة فالعرب لديهم القدرة على مساعدتنا للعبور من الأزمة والمجتمع الدولي يعلم خطورات الإبتزاز الإسرائيلي ولكن بالمقابل علينا التحرك بسرعه وبل بسرعه شديده لتفادي أي تاخير يزيد من معاناة المواطن الفلسطيني .
قلبي مع كل موظف في فلسطين ..ومع كل أسرة ومع كل عائلة .
أملي كبير في تجاوز محنة الراتب المتأخر وكلي ثقه بأمة العرب وكرمها الأصيل وبقدرتنا على تجاوز الموضوع بدبلوماسية وإخلاص .
كما أرجو أن نعزز من قيم التضامن الإجتماعي والوطني الفلسطيني لتعزيز علاقات فلسطيني الخارج مع فلسطيني الداخل ولنتقاسم معا” الحياة بكرامة ..هذه دعوه …
أخيرا” …
على إسرائيل قبل غيرها أن تعلم بأن قوت المواطن الفلسطيني ومعيشته ليست باب للإبتزاز …وعلى هذا الإحتلال الراحل حتما” بأن يتوقف عن هذا الإبتزاز الرخيص وعليهم التوقف عن زيادة معاناة الفلسطيني لأن هذه المعاناة قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا