الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتمخلفات الاحتلال لا تزال تهدد أرواح المواطنين في غزة

مخلفات الاحتلال لا تزال تهدد أرواح المواطنين في غزة

لا يزال الشاب العشريني أكرم أبو سبلة يعاني من آثار تعرضه للإصابة، بعد انفجار قذيفة من مخلفات الاحتلال قرب منزله، بينما كان برفقة شقيقه الشهيد ناجي، حين حاولا إبعادها من الشارع، بعد العثور عليها صدفة مدفونة تحت الرمال.

أجسام قاتلة

أبو سبلة استذكر آخر لحظات جمعته بشقيقه الشهيد ناجي، موضحاً أنهما كانا يحاولان إبعاد الخطر عن المنزل والجيران، ولم يعلما أن القذيفة الصغيرة تحمل كل هذه القوة، موضحاً أن انفجارها تسبب في استشهاد شقيقه وإصابته بجروح بالغة.

ولم تكن عائلة أبو سبلة هي الوحيدة التي فجعت جراء تلك الأجسام، المنتشرة في مناطق واسعة شرق محافظتي رفح وخان يونس، بعضها قذائف أطلقت ولم تنفجر، وجزء منها القته الدبابات خلال تواجدها في أراضي القطاع بصورة متعمدة، بهدف إلحاق الأذى بالناس، فقد سبق وقعت العديد من الحوادث المماثلة، كان آخرها انفجار جسم مشبوه، وإصابة شابين بجروح شرق خان يونس بداية آب الجاري.

ويقول المزارع خليل جراد، إنه ورغم تمشيط الأراضي وإزالة ورفع مئات الأجسام الخطرة والمتفجرة، إلا أن خطر وجودها لا يزال قائماً، وهو وغيره من المزارعين يتعاملون بحذر وحرص شديد، خاصة عند حرث الأرض وتقليبها، أو رشها بالسماد.

وأشار إلى أن أي جسم مشبوه يعثرون عليه لا يقومون بتحريكه، ويتواصلون مع جهات الاختصاص، لتتعامل معه فالأمر جد خطير.

وأكد أنه مع كل تقليب للأرض أو موجة هطول أمطار تتكشف المزيد من الأجسام الجديدة، بعضها شظايا لصواريخ منفجرة، وأخرى أجزاء من قذائف لم تنفجر، بالإضافة إلى العثور على مخلفات غريبة.

خطر مدفون

أما المواطن محمود عمور، من سكان شرق محافظة خان يونس، فأكد أن المناطق المحاذية لخط التحديد كانت وعلى مدى ثلاثة حروب وعشرات عمليات التوغل مسرحا لعمليات قصف ومواجهات متفرقة، وهذا كله أنتج مخلفات خطرة هددت وتهدد السكان والمزارعين، وحصدت أرواح العديد منهم.

وأشار عمور، إلى أنه يوصي أبناءه بالسير في الطرقات الآمنة، وتجنب الدخول من طرق التفافية أو بساتين، وان لا يقوموا بلمس أو تحريك أي جسم غريب يجدوه، حتى ولو أعجبهم شكله، فغالبية الأجسام الخطرة التي عثر عليها جذابة وتثير الفضول.

وأوضح أن المشكلة تكمن في وجود بعض الأجسام مدفونة، وقد لا تظهر للعيان، لكن خطرها يبقى موجوداً حتى بعد مرور عقود، لذلك يجب الحرص عند الزراعة والحرث، وتمديد الشبكات، وعند قيام أي شخص بالحفر لبناء منزل، أو حفرة امتصاصية.

تمشيط جديد

ونفذت هندسة المتفجرات بمحافظة خان يونس، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عملية تمشيط جديدة قبل نحو عشرة أيام، شملت أراضي المواطنين والمزارعين القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية للمحافظة، لتنظيف المنطقة من مخلفات الاحتلال.

وأوضح النقيب محمد الأسطل مدير فرع هندسة المتفجرات بالمحافظة، أن هذا المشروع بإشراف الصليب الأحمر حفاظا على أرواح المواطنين والمزارعين الذين يقومون بزراعة أراضيهم على الحدود.

وأكد الأسطل أن هذا المشروع يشمل جميع الأراضي الحدودية على مستوى محافظات القطاع، مبيناً أن لديهم طاقم بشري مختص يتمتع بالكفاءة والقدرة على التعامل مع مخلفات الاحتلال رغم قلة الإمكانيات.

كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، عن اختتام ممثل اليابان لدى السلطة الوطنية السفير “تاكيشي أوكوبو”، ومدير برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في فلسطين، المشروع الممول من اليابان لتطهير وإزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار في قطاع غزة.

وقالت الأونروا في بيان صحفي، صدر عنها مؤخراً، أن اختتام المشروع تم بفعالية أقيمت في مدينة غزة تضمنّت عرضاً توعويا،ً حول مخاطر مخلفات الحرب القابلة للانفجار، ومعرض صور للأنشطة التي تم انجازها خلال مشروع إزالة القنابل المدفونة في باطن الأرض.

وحسب البيان، فقد مكنت اليابان دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من خلال دعمها لمشروع ممول من عدّة جهات مانحة في أبريل 2017 من تطهير آخر قنبلة جوية غير منفجرة ومعروفة ويمكن الوصول إليها في غزة.

ومنذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014، تولت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تطهير وتدمير 29 طناَ من المواد المتفجرة المستخرجة من 149 قنبلة جوية غير منفجرة في غزة.

صحيفة “الايام” – كتب محمد الجمل

 

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا