الرئيسيةمختاراتمقالاتمعارضة خرم الابرة

معارضة خرم الابرة

بقلم: محمد اللحام

“خرم الابرة” هو مثل يضرب على ضيق الافق والنظرة المحدودة والضيقة التي تقتصر على جزء يسير من المشهد دون الشمولية في التشخيص والمعالجة.
وما دعاني اكثر للكتابة تحت هذا العنوان ما اشاهده وأتابعه من ردود افعال تخلوا تماما من المعالجات حول قانون الجرائم الالكترونية بل تنظير ومناكفات وصراخ واستصراخ اكثر ، والتي تعبر عن حالة من النزق والطرف والاستسهال غير المسؤول في الحكم على القانون وبنوده.
من البداية كان لي موقف واضح من بعض بنود القانون ورفضها وضرورة تعديلها بما يتناسب مع توسيع مساحة الحريات لا خنقها او المس بها.
الحكمة العالمية تقول “ان اسوأ قانون بالعالم هو افضل من ألا قانون” وما خروج البعض للمناداة برفض القانون جملة وتفصيلة إلا تعبيرا عن معارضة فارغة وقاصرة بمضامين عديدة
من يرفض وجود القانون من اساسه هو يدرك ان هذا نوع من الدعوة للاستباحة والفوضى والفلتان وإذا كان لا يدري فهذه مصيبة اكبر.
العالم الالكتروني اصبحت متطلبات الحياة معه من اهم انشغالاتنا اليومية ، ” الالكترونيات” اصبحت عصب الحياة واستغرب فعلا من يعارض تنظيم الامر وقولبته بقوانين ناظمة وميسرة ومسيرة له.
وأشاهد ان من ابرز معارضيه صفحات وهمية مشبوهة ومواقع اعتادت ايقاع الاذى بالناس عبر التجريح والردح والزعيق خارج الصف الوطني والاجتماعي وغيرها ممن يخافون الضوء والقانون.
هل نسي هؤلاء ان ابرز الجرائم في الاعوام الاخيرة كانت من خلال استعمال الوسائط الالكترونية ؟ هل نسي هؤلاء ان داعش تجلس هنا في معمعان الحالة الالكترونية وتستثمرها للمس بكل معتقداتنا وبنيتنا المجتمعية والثقافية والوطنية ؟ هل نسي هؤلاء ان اولادنا وبناتنا يتواجدون ويتفاعلون في العالم الالكتروني اكثر مما يتفاعلون مع اهل بيتهم ؟ الم يسمع هؤلاء عن حجم الابتزاز والإسقاط والتحايل والسرقة وكم عائلة دمرت بجرائم دون عقاب بحجة عدم وجود قانون للجرائم الالكترونية ؟.
اسئلة كثيرة تطرح هنا لنتلمس دوافع من يعارض مبدأ وجود القانون وأي هوية مجتمعية يريدون ؟
المعارضة الناضجة والمحترمة هي تلك التي تنظر للأمور بعينتين اثنتين ، لتقول للفعل الجيد شكرا حتى لو كان من الموالاة ،وتقول للفعل غير الجيد عفوا ،حتى لو كان من اطراف معارضة.
وهذا الامر ينطبق على الموالاة الناضجة ايضا والتي تقول لا للفعل غير الجيد من اطراف الموالاة ،والتي تقول نعم للفعل الجيد حتى لو كان من المعارضة .
اما معارضة خرم الابرة ” وعنزة ولو طارت ” فانها بمقدار ضررها للحالة المجتمعية فانها تضر بنفسها وتعبر عن انفصام حقيقي عن الواقع حين النظر فقط لمصالحها الانية في جزئية هزيلة دون النظر للمصلحة العامة بشمولية .
فهل نزل هؤلاء للشارع واستمعوا للناس وأولياء الامور وشغف العامة في وجود قانون ناظم للجرائم الالكترونية ؟ اشك جدا جدا .
وما التحزم بالخارج والتلويح بالاستعانة بجهات خارجية وصولا للتلويح بالضغط على مؤسسات دولية ودول صديقة لوقف دعم مادي او معنوي للسلطة في سياق المعارضة للقانون ما هو الا فلس وتفليس وشطحا يأتي في سياق فلسفة معارضة خزق الابرة اياها والتي تفتقد للحد الادنى من المعالجات الوطنية وهذا فعل يسجل عليها وليس لها.
طرح البعض ان هنالك بنود في القانون تقيد الحريات ومنسوب النقد والتعبير، وهذا وحده لا اراه مصوغا ولا مبررا لرفض كل القانون بل هو دافع لالتقاء المعارضة الناضجة والموالاة الناضجة لطرح معالجات حقيقية وليس تنظير ومزايدات بل العمل معا لتشكيل لوبي ضاغط في سبيل تعديل المواد وتطويرها وصولا لقانون ناظم يحمي مجتمعنا ويردع المجرمين في هذا المجال دون المس بالحريات المحترمة وليس بالاستباحة كما يريدها البعض وليس خضوعا للقمع والتضييق كما يريده البعض الاخر.

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا