أجل ، مازلنا على درب الالام نسير ، ولكننا سنبلغ النهاية التي يرجوها شعبنا ويتطلع لها ، ودفع من اجلها عشرات الاف الجرحى والشهداء ومئات الاف الاسرى ، الذين مازال يقبع اكثر من سبعة الاف منهم في زنازين القهر يتعرضون لكل اشكال العسف والتعذيب .
سنبلغ النهاية التي نريد، في الحرية والعودة وتقرير المصير والدوله التي يتزايد التأييد لها كل يوم ، وستفشل محاولات المحتل امام ارادة شعبنا الصابر والصامد ، من خلال اصرارنا على مواصلة الدرب حتى استكمال عملية التحرير وتحقيق امال شعبنا واحلامه .
ذهبنا لخيار المحكمه الدوليه لمحاكمة جرائم المحتلين ، وقررنا خوض الاشتباك السياسي والقانوني على الساحه الدوليه ، استناداً لقرارات الشرعية الدوليه ومبادئ القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدوليه والاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وسنذهب للانضمام للمعاهدات والمنظمات الدوليه كافه ، بعد أن أغلقت اسرائيل أمامنا كل السبل ، وبعد أن كشفت للمرة الألف للقاصي والداني انها لا تريد السلام ولا تريد انهاء الاحتلال ،وانها تواصل مخطط استيطانها ومصادرتها للارض، واقامتها لجدران النهب والضم والعزل العنصري ، كما تواصل إعتداءاتها على ابناء شعبنا في الضفة والقطاع ، تقتل وتجرح وتعتقل وتهدم بيوتاً وتعتدي على المقدسات ، وتعمل ليل نهار من اجل تهويد القدس وتغيير طابعها ومعالمها في تحد سافر لكل المواثيق والقرارات الدولية .
سنواصل الاشتباك وتدويل القضية في هذا الجو المواتي ، الذي يتطور فيه الرأي العام الدولي بشكل واضح ضد اسرائيل واحتلالها وممارساتها ، والذي تسارع فيه البرلمانات الاوروبيه لاعلان تأييدها واعترافها الكاسح بدولة فلسطين ، وتسارع منظمات المجتمع المدني والاحزاب والقوى المحبه للسلام والمناصرة للحرية في العالم للمطالبة بفرض العقوبات على اسرائيل رداً على احتلالها وممارساتها بحق شعبنا ، وتسارع الجامعات الغربية وجمعيات الاساتذة الجامعيين
، بما في ذلك في الولايات المتحدة حامية اسرائيل والمدافعه عن باطلها وجرائمها وافعالها لقطع العلاقات مع الجامعات الاسرائيليه ومراكز البحث الاكاديمي فيها .
نعم ، في هذه الاجواء سنواصل مسارنا لخلق أوسع جبهه عالميه دوليه وشعبيه ضاغطه على اسرائيل ، وسنواصل مسارنا من أجل محاكمه ممارسات اسرائيل وجرائمها وأفعالها، ونواصل المسار من أجل الحصول على قرار في مجلس الامن يطالب بانهاء الاحتلال في أقصر فترة زمنية ممكنه .
سنواصل المسار ، دون أن تنال من عزيمتنا ردود فعل الاحتلال وحكومته ، دون أن يكون لوقف تحويلات اموال الضرائب أي اثر على قرارنا ، فنحن شعب ردد الاغنيات دائماً نموت واقفين ولن نركع ..نجوع … نموت …ولن نركع .
لن يبيع أي منا الوطن مقابل امتيازات ومال ، فنحن ما زلنا ثوار فدائيون نمضي باتجاه هدف شعبنا ، باتجاه استكمال عملية التحرير وبناء الدوله وتحقيق حلم العودة وبناء الحياه التي يستحقها شعب التضحيات والعطاء بلا حدود .
اخترنا هذا الدرب باجماع وطني اقرته كل الفصائل وايده الشارع والجماهير في كل مكان، بل لامنا البعض في التأخر للذهاب للمحكمه الدوليه مع أننا كنا نرتب الخطوات من أجل إحراز النجاح .
قد تقدم اسرائيل لاإقدام على خطوات أشد ، لكن القيادة تؤكد على إنها اتخذت القرار الصواب رداً على ماجرى في مجلس الامن ،من ممارسه امريكيه لافشال مسعانا في الحصول على قرار بانهاء الاحتلال، تمهيداً لتنفيذ حل الدولتين الذي وافقنا عليه ، وادعت الادارات الامريكيه المتعاقبه أنها تريده !؟ ورداً كذلك على كل سياسات وممارسات الاحتلال المعادية لحقوق شعبنا وطموحاته .
ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجراءات الاحتلال وعقوباته ، فنحن نناقش ونراجع اليوم في القيادة شكل العلاقه مع دولة الاحتلال بكل الاتجاهات بما فيها موضوع التنسيق الأمني، ودفع اسرائيل الى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب المحتل ، طالما لا تزال ارضنا محتله ، كما أننا سنرد بتصعيد الاحتجاجات والمقاومة الشعبية داخلياً وفي الساحه الدوليه ، ومن ضمنها ذلك حملة المقاطعه لاسرائيل ، بضائعها ومنتجاتها وجامعاتها ومراكز بحثها وسنرد ايضاً باتخاذ خطوات وسياسة تقشف وترشيد اقتصادي واستهلاكي وبسياسة تكافل اجتماعي وأسري ،كما عهدها شعبنا في الانتفاضة الاولى المباركه .
أما فيما يخص الوضع الحركي الداخلي فقد ناقشت القياده الفعاليات التي تجري في غزة بتنسيق وتوافق تام بين جماعة دحلان وحركة حماس ، ومنها المهرجان في مركز رشاد الشوا والمهرجان أمام الجندي المجهول والتنسيق بين الطرفين للاعتداء على المؤتمرات التي يعقدها أبناء فتح في اقاليم غزة وانتهاك حرمة مقرات أسر الشهداء والجرحى، وتعرض كادرنا بشكل مستمر للاعتداء والإهانه والإستدعاء والإعتقال على يد مجموعات حماس اضافة للتفجيرات الشنعاء ضد منصة احياء ذكرى سيد الشهداء ابو عمار والتفجيرات ضد بيوت كادر فتح، وكذلك تفجير الصرافات الاليه واحتجاز أمين سر غرب غزه وأمين سر اقليم شرق غزه وعشرة كوادر اخرى من الشبيبه والمس بكرامة الانسان الفلسطيني وبكرامة المناضلين من خلال التعذيب الذي تمارسه بحقهم حماس .
أما بخصوص الكادر الذي تم قطع رواتبهم، فقد رأت القيادة أن تبحث في الاسماء لتعيد راتب من قطعت رواتبهم نتيجة تقارير كيدية، وأن تعيد رواتب من يؤكدون ويعلنون أن ليس علاقه لهم بدحلان وجماعته أما من يثبت أنه مع دحلان وتوجهاته ،فلا يجوز أن يبقى، ومن لا ينضبط ويلتزم بالنظام والقانون يفصل ، لكن إن كانت له حقوق تقاعد او مكافأه نهاية خدمه فستصرف له .
جماعة دحلان كانوا يقدمون أسماء لأناس ليسوا معهم، من أجل خلط الأوراق واثارة البلبله والشكوك، وقد تم تشكيل لجنه مكونه من الإخوه اعضاء اللجنة المركزية عباس زكي ، محمود العالول ، زكريا الاغا وامال حمد ليقدموا مقترحات بشأن غزة والوضع الداخلي هناك ومتابعته .
أما المؤتمر السابع فإننا ماضون باتجاهه بخطوات واثقه، وقد أكدنا في اللجنة المركزية خلال اجتماعها الاخير على استكمال عقد مؤتمرات الاقاليم في قطاع غزة، واستكمال عمل اللجان المنبثقه عن اللجنه التحضيريه ،من أجل انجاز اوراق المؤتمر المطلوبه من أجل تحديد موعد انعقاد المؤتمر.
وعودة للجانب السياسي فقد توقفت القيادة أمام زيارات الاخ الرئيس وما يقوم به من جهد لدى الدول المختلفة ،ولاحظت نجاحاً مهماً لدى زيارة الاخ الرئيس لفرنسا وتركيا ،التي استقبل فيها كرئيس دوله ،وجرى حديث صريح حول ما يتعلق بحماس ومواقفها ،وافشالها المتعمد لطي صفحة الانقسام . وكذلك لزيارة الجزائر التي كانت مثمرة، وكذلك زيارته لتونس ،ولجمهورية مصر، ولقائه الحميم بأخيه الرئيس السيسي، بما يبدد ادعاءات المدعين من جماعة المتجنحين ، وزيارة رئيس الوزراء الياباني وزيارته الحاليه لمجلس الوحده الافريقيه
اسرائيل قد تصعد خلال فترة التحضير لانتخاباتها، ولكننا مصممون على استكمال دربنا النضالي ،ولن نتوقف أو نلتفت الى الوراء .
وانها لثورة حتى النصر
موقع مفوضية التعبئة والتنظيم – الاقاليم الخارجية لحركة “فتح”
