الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممهارات الكذب في زمن الكذابين ... فصل جديد كتب د. محمد صالح...

مهارات الكذب في زمن الكذابين … فصل جديد كتب د. محمد صالح الشنطي

احترت في اختيار عنوان لهذه المقاربة بعد أن وجدت نفسي مضطرا للانقطاع عن الموضوع الرئيس الذي ندبت نفسي للحديث عنه وشرعت في إعداده ليكون كتابا أدلي فيه بشهادتي على مرحلة كنت أرقب وقائعها عن بعد دون أن أكون شريكا في صنع وقائعها ، وهو ما يجعلني أحيط بالمشهد في كليته مستقلا عن الذات متمحورا حول الموضوع .
هؤلاء الذين جعلوا من الكذب ركيزة رئيسة في خطابهم الإعلامي الذي يستغفل الجمهور و يضلله ؛ إنهم كذابون من طراز فريد ، لقد تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحديث عن المصالحة “حديث خرافة يا أم عمرو” كما جاء في أمثالنا القديمة ، لقد اخترقوا كل المحرمات أو ما يعرف بالتابوهات : الدين والوطنية والمروءة ، وكم أنا حزين للتحوّل الذي أحدثوه في خطابي الخاص الذي تشكل في ميدان الأدب والشعر و لم ينطو يوما على مفردات القبح التي أنا بصددها في زمن القبح وافتقاد أدنى درجات الحياء ، كنا نود أن تظل كلمة (الأخ ) جواز المرور إلى القلوب وقناة الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ؛ ولكنها مفردة أصبحت باهتة لا معنى لها ، هكذا أريد لها من بعض تجار الدم و النخاسة السياسية حسبنا الله و نعم الوكيل . إنهم كذابون يبررون كل شيء ويقلبون الحقائق و يزيفونها و يغتصبون العقل و ينتهكون حرمات الوعي : أنا لن أتحدث عن (حركة حماس برمتها) بل عن قيادات فيها متنفذين يهيمنون على قرارها و يسوسونها و ينظّرون لها ، و حاشا لله أن أتهم بريئا بهذه التهم القاسية ؛ ولكن أنبههم – وخصوصا الصامتين منهم – الذين لا زلنا نتوسم فيهم شيئا من خير فهل يخذلوننا ؟ الله أعلم
إن الكذابين الذين اعتبروا فوز الكتلة التابعة لحماس في جامعة بير زيت استفتاء على نهج المقاومة أي( نهج حماس) و ملأوا الدنيا احتفالات ليسرقوا ما تبقى من وعي لدى الطلبة في الجامعات الأخرى ،وقد غفلوا عن مواقع أخرى لم يحصدوا فيها صوتا واحدا , وغفلوا عن أننا بمقاومتهم الباسلة خسرنا ثلاثة حروب يستحق المتسببون فيها أن يقدموا للمحاكمة جراء ما جرّوه على شعبهم من الويلات ، ولي حديث مطول حول هذا الموضوع يقوم على دراسة مستقصيه إن بقي في العمر بقية ، ولو أن هؤلاء الذين انساقوا وراء العواطف التي هيّجها الكذابون بادعاءاتهم مستغلين تضحيات المجاهدين الحقيقيين من شبابنا الذين انخرطوا في تنظيماتهم و ما فعلوه بهم ، وهم الذين استبسلوا وقاتلوا وضحّوا لتذهب تضحياتهم أدراج الرياح وتعود بالدمار والخراب على شعبهم لسوء الإدارة واستثمار دمائهم في الدعاية الرخيصة ، هؤلاء الرجال المجاهدون الذين كان يمكن أن يدخروا ليوم آت لا ريب فيه، ولكنهم أهدروا دماءهم وجعلوها سلما ليصعدوا فيه لزعامة بائسة ولخسارة فادحة حاقت بشعبهم ، هذه حقيقة ماثلة ، ولكنهم غسلوا الأدمغة وزبّنوا للناس فعلتهم الشنيعة ليرقصوا على جثث الضحايا و ليبنوا الزعامات ويشقوا الصفوف ويثيروا الفتن ، فو الله لو وعى هؤلاء المضللون هذه الحقيقة لما انساقوا وراء توثين المقاومة وكأنها إله يعبد من دون الله. ولهذا حديث آخر مطول إن شاء الله
لم أفاجأ بهذا الكم الهائل من الشتائم السوقية والخطاب الذي إن دل على شيء فإنما يدل على المستوى التربوي والأخلاقي و نمط التفكير السياسي المسطح والانتهازي الذي نشعر بالخجل إزاءه ، يذكرنا بأحاديث الاستغابة و مآدب أكل لحوم البشر : ولكنه أفظع من ذلك لأنه بحدث على الأشهاد و يتعلق بثقافة شعب و حضارة أمة ، ولا أملك إلا أن أردد العبارة التي تتردد على ألسنة العامة حين يصابون بخيبة الأمل ” يا عيب الشوم”
استمعوا إلى الأخ البردويل ، وقدد ترددت قبل أن أكتب كلمة الأخ لأن ما يقوله لا يمت إلى الأخوة بصلة أصلحنا الله وأياه وشفاه من فحش القول وسلاطة اللسان وسواد النوايا و حلكة السريرة :
يقول في احتفال إعلامي مخصص لشتم الرئيس و السخرية منه وتجريحه و العبث به ، وأرجو ألا يكون ذلك دالا على المستوى التربوي الذي وصلت إليه بعض قياداتنا ممن وهبهم الله كفاءة عالية في تخريب منظومتنا القيمية و الأخلاقية :
يقول: إن أبو مازن يموت في حب إسرائيل ، وإسرائيل عاملة له عمل يعني وفق قاموس العجائز مسحور ، وأنه طرطور ، وذلك تعقيبا على مقطع اختاروه بذكائهم المفرط وقطعوه عن سياقاته يتحدث فيه عن سلب إسرائيل كل صلاحيات السلطة في مصارحة شفافة و دالة و ذات مغزى سياسي وإعلامي ، وتعليقه الساخر على ذلك بقوله “زينات مملكات” التي رددها البردويل مرات عديدة ساخرة ، و ربما ساورني كثير من الشك في أنه فهمها بدليل المرات القياسية التي ردد فيه هذا المصطلح التركي ، وكان مقدم البرنامج الهمام يقوم بدعم جهوده الجبارة في السخرية من القائد الزعيم ، والله إنني لأشعر بالخجل من هذا التردي الأخلاقي الذي ينافي قيمنا و تقاليدنا ، و لا أريد لكلماتي في وصفه أن تنزلق إلى هذا الحضيض ، ولكنني أقول (يا عيب الشوم)
ويصفه بأنه عدو غزة و فلسطين ، والسؤال : هل يصدق ذلك عاقل ؟ وأما عبارته العجائزية (معية فضائح) ومعناها كفى فضائح يعني الرجل خجلان من فضائح الرئيس ، و لا أدري من الذي ينبغي أن يخجل من الفضائح ، من يردد هذا الكلام الذي يدخل في باب القدح المباشر وقذف الناس بالباطل أم الذين يمارسون بلا أدنى ذرة من خجل كل أنواع التناقض في الممارسة و السلوك والأقوال والأفعال:
حين قاموا بتفجير منازل قيادات فتح و منصة الرئيس الشهيد قالوا يومها ليس لدينا وقود لسياراتنا كي نذهب إلى المواقع و نحقق في هذه التفجيرات ، وذلك على لسان المفكر الشيخ الدكتور محمود الزهار وارجعوا إلى مقاله إن كنتم في ريب مما أقول ، وإذا بهم بعد يومين اثنين يستعرضون الآلاف من كتائب عز الدين القسام في شوارع غزة ، بعد أن رفضوا أن يضمنوا الاحتفال بذكرى الشهيد ياسر عرفات وأعلنوا هاشتاق# لن يحتفلوا.
وسؤالي الذي لا أجد عليه جوابا كيف سمحت لهذا الاستعراض العسكري أن يتم على مقربة منها أم أن ثمة حاملة طائرات فلسطينية تمتلكها حماس تدافع عن هذا الاستعراض المهيب ، أجيبوني يا رعاكم الله
السؤال الآخر
هل شكلّت حكومة الوثاق بعبعا مخيفا يتهدد سلطان حماس في غزة لتحتشد ضدها و تمنعها من ممارسة صلاحياتها ؟ و تفرض عليها إقامة جبرية ، و تزعم أن حمد الله استدعاها للعودة وهي (ملهاش دعوة) مزاج رئيسها أن تعود فحسب ، أما هم فبريؤون براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولم يقدموا عشية حضورها بثلاثة تفجيرات حفاوة بها و استقبالا مرعبا لها.
و لا أعلم ، و لا يذكر أبناء جيلي ملهاة مأساوية مفعمة بالكوميديا السوداء على مسرح الحياة السياسية كهذه التراجيديا التي نشهدها هذه الأيام ؛ حكومة وفاق يتم اختيارها ثم احتجازها ، ثم منعها من القيام بمهامها ثم لومها و تعنيفها وملاحقتها بزفة إعلامية تنعى سقوطها ، ثم هجاؤها بأقذع الشتائم ثم وثم وثم ، وفرض الضرائب من وراء ظهرها ،وإعطاء الحق لقسم من مجلس تشريعي انتهت صلاحيته القانونية في التشريع وسن القوانين وممارسة سلطاته في غفلة من الزمن كالزوج المخدوع الذي تتآمر عليه زوجته ثم تخونه مع غيره و تتمرد عليه تمهيدا لخلعه على سنة الله ورسوله الكريم (صلى الله عليه و سلم)
أرأيتم إلى مهزلة في القرن الواحد والعشرين كهذه ؟ فما أشبههابمهزلة الحوثيين الذين عقدوا العهود و المواثيق مع الحكومة الشرعية ثم راحوا يتآمرون عليها مع العشيق الولهان على عبد الله صالح الذي خرج من الحكومة و لم يخرج من الحكم على طريقة حبيبنا( طيب الله أنفاسه)الشيخ الخطيب البارع السياسي المبدع أبو العبد حفظه الله ، أرأيتم إلى الشبه بينهما ، وكلاهما يستقوي إقليميا بمن يسنده و يضمن الله الديمومة والبقاء زعيما ملهما ، وهو الذي اتفق في سالف العصر والأوان مع السيد السند العلامة أحمد بحر لإنشاء حزب الوسط الإسلامي ، وطلبا (حفظهما الله ) خمسين ألف دولار لم يوفرهما الراحل الشهيد فتفركشت الصفقة ، و عادا إلى حظيرة الحركة المباركة ، أم أن الذاكرة مخروقة سمحت بتهريب هذا الماضي المجيد لدولة الرئيس المقال أو المخلوع على طريقة الرئيس اليمني و النيابي العتيد داما لنا ذخرا و سندا، راجعوا إذا أذنتم ما كتبه عماد الفالوجي عن الحركة المباركة وأسباب انسحابه منها.
أما الشبه مع الذين أشرت إليهم فشبه عجيب غريب بسند موثق ترتسم صورته عيانا بيانا في المشهد السياسي العربي ، ثم يأتي إخواننا قادة حماس فيقدمون شرحا عبقريا يردون بها التهمة عن أنفسهم و يلصقونها بأبي مازن ،و لا ضير في ذلك فقد تم تشويه صورته بما يكفل تصديق كل شيء عنه على طريقة (رمتني بدائها وانسلت )
وتعال حاسبني ، و خذ من ألفاظ الاستحمار و الاستغباء و التخوين ما شئت : نحن لا علاقة لنا بمغادرة الحكومة غزة ، فحمد الله هو الذي استدعاها ، وهذه عبارة ترددت على ألسنة الناطقين الفصحاء وروتها بسند موثق عن ظاظا و المصري و أبو زهري (عفا الله عنهم) كل القنوات ، حمد الله أمر الحكومة بالرجوع من غزة إلى رام الله ، لماذا ( ما لنا دعوة هو الذي أمر ) وكأن حمد الله ليس رئيسا لهذه الحكومة ، فهو صاحب مزاج عكر يسحب وزراءه متى شاء و يرسلهم ليتنسموا هواء البحر الأبيض المتوسط الذين حرموا منه متى شاء .أي مهزلة هذه ؟لماذا؟هذا ما تغافلوا عنه ونسوا أن الحكومة منعت من الاتصال بموظفيها والذهاب إلى مكاتبها ، و مع ذلك عليها أن تبقى في غزة لتستمتع بالهواء العليل المسموح به من نوافذ الفندق في غزة .
نريد أن نفهم هل الشعب الفلسطيني مغيب إلى هذا الحد ، اغتصب عقله وإرادته وخطف وعيه ، و زيّف إدراكه حتى يركن إلى هذا الزعم ؟ خصوصا وقد شهد اليمين واليسار من الفصائل الفلسطينية أن الحكومة منعت من القيام بصلاحيتها لأنه محكوم عليها بالفشل من أصحاب (السلطة المطلقة ) في غزة هاشم التي أفرزت بالضرورة (مفسدة مطلقة ) وإلا ما معنى أن يمنع فلان من دخول القطاع السجين فيتم تقمص دور إسرائيل التي تمنع إهل البلاد من دخول بلادهم ويمنع علان من الخروج منه إلا بفرمان سلطاني من أصحاب السلطان الطائفة المنصورة . أليس هذا عيبا ؟
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
والله إنها لمهزلة ، ويطلع عليك من الفصائل من يمسك العصا من الوسط ويطالب الجميع بأن يرموا بثقلهم نحو المصالحة ، وهم الذين إذا صعدوا إلى شاشة الأقصى أشبعوك حكمة و تنظيرا ، وإذا أطلوا من قناة فلسطين ميّعوا الموقف وركنوا إلى غمغمة سياسية انتهازية ذات وجوه ، وقد أطل الأخ جميل مزهر عضو المكتب السياسي في جبهة اليسار الفلسطيني ليتكلم بحكمة وهدوء وتنظير محكم إ فإذا خلا إلى رفاقه كان ما كان من مغازلة حماس فإدا بنور الإيمان يضيء جبينه الأغر المزهر ، وإذا به يسهم ورفاقه في الوليمة المشتهاة لأكل لحم سيد المقاطعة في رام الله ، وقد رأينا ما فعلوه إبان الحسم العسكري الدموي ، ورأينا مثل صنيعه من القائد وليد عوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب و ربما المبادرة الوطنية أيضا لا أدري فالأحزاب في فلسطين تتكاثر بالانقسام كالأميبا ، والمكاتب السياسية يزداد منسوبها حتى ظننت أنها ستدخل موسوعة جينتس قريبا وهو (أي وليد لا حرمنا الله منه ولا من أمينه العام )، فقد سار في مظاهرة الأنصار الدحلانيين من قبل وأجرت معه الأقصى مقابلة صحفية في تلك المظاهرة التي رعاها سدنة ديننا الحنيف في القطاع الحبيب ، ولكن الرشد يعود إليهم في مواسم معينة فيدينون ما تفعله حماس ؛ أما فصائل الشام المنضوون حتى عباءة النظام فحدث و لا حرج . أصبح الأسود الحمر إسلاميين يعتمرون العمامة الخضراء من فرط تدينهم يا للفرحة الغامرة و يا للمهزلة الفاضحة.
سيأتي يوم الحساب ، و لكن متى و مثقفونا غارقون في التقرب من الورعين التقاة يتحدثون عن الانتصارات والفتوحات المبينة في حرب الفرقان وحجارة السجيل والعصف الأكول ، وكم نقدر ذلك الشيخ الجليل الدكتور محمد شاكر النابلسي الذي روى لنا معجزات الفتح في حرب العصف المأكول حين قامت الطائرات بلا طيارين من صنع القساميين وأغارت على مواقع اليهود فأصابت أهدافها بدقة متناهية ، وأنا أدرك أن هذا الداعية الجليل الذي له جمهوره الواسع في العالم الإسلامي قد ضلل ،و انا أشفق عليه من هذا الضخ الإعلامي الذي لا نصفه بالكذب بل بأحلام اليقظة ، وكم نتمنى لوكان صحيحا (ولكنها العنتريات التي ما قتلت ذبابة)
هل عدنا ثانية إلى عصر الانحطاط ، فقعدوا بنا عند بوابة التاريخ نتسقط أخبار الغابرين نفزع إليهم من ابتلاءات القرن الواحد والعشرين ، حيث وقعنا ضحية لتكنولوجيا التخلف ، والأمية الأخلاقية ، والدجل السياسي ، وأحابيل التقاة المدعين الذين سطا عليهم جفاف الروح فأصبحت قلوبهم قفرا يبابا.
لقد نفوا ما أشبع عن مفاوضات غير مباشرة مع العدو تمكنهم من الاستقلال بغزة في حين يؤكد الظاظا في تصريحات له “إن حماس انتهت من وضع كافة البدائل لحل أزمات القطاع المختلفة في ظل ما ادعاه من تنصل حكومة الوفاق من مسؤولياتها مشيرا إلى أن الإعلان عن هذه البدائل بات قريبا ”
وقد أشارت الأنباء إلى أن الاتفاق الذي يحمل البدائل الذي بات قريبا يتضمن تهدئة لعدة سنوات في مقابل رفع تدريجي للحصار، وإنشاء رصيف عائم يعمل كميناء مؤقت في حبن غيبت قضية المطار و مد خط غاز إلى غزة . والبقية تأتي ، (حرام عليكم حلال علينا).
وقبل أن أواصل مقاربتي للخطاب السياسي والإعلامي أريد أن أتوقف عند قضيتين:
الأولى : مبدئية تتصل بالجانب الإنساني الأخلاقي باعتبار حماس حركة إسلامية ، والأساس في ديننا لحنيف المعاملة ؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : الدين المعاملة ، والروحانية أساس كل خلق رفيع ، وقد انتفت هاتان الصفتان في السلوك السياسي والإعلامي ؛ فأول ما نلاحظه هذا الجفاف الروحي لدى القادة الأماجد بحيث انتقلت العدوي إلى القاعدة و ما يسمى في أديباتهم بالحاضنة الشعبية ، فقد غابت تلك السمة الإنسانية الروحية في التعامل مع الخصوم السياسيين فحلّ الحقد الأسود محل التسامح و فحش القول بدلا من الكلمة الطيبة ، واللجاجة بدلا من المجادلة بالتي هي أحسن والافتراء و سوء الظن وتتبع المثالب والعورات بدل حسن النية ، والمكر السيء بدلا من التماس العذر “خير الناس أعذرهم للناس ” فماذا بقي من منظومة القيم الإسلامية ، وسموا ديننا بميسم المصلحة البشرية الميكا فيلية ، وتحول السلوك الإنساني إلى سلوك انتهازي فهم يغتنمون الفرص للإيقاع بالخصوم الذين يخالفونهم الرأي ، وأنا لا أقول كلاما بلا بيانات أو أخبط خبط عشواء ؛ ولكم أن تتأملوا المشهد ، وهذا هو ما سأقف عنده في القضية الثانية ، وهي تتضمن الشواهد الدالة :
موضوع مخيم اليرموك أو مأساة اليرموك التي استثمرتها حماس حتى النخاع وراجت تتهم المنظمة بالمتاجرة بالمأساة في مقابل حفنة دولارات ، ولست أدري من الذي يمكن أن يعطيهم هذه الدولارات مقابل الاشتراك مع النظام في محاربة داعش ، وهذا ما نفته اللجنة التنفيذية نفيا قاطعا برئاسة الرئيس محمود عباس في البيان الصادر السبت بتاريخ 18/4/ 2015 و20/4/3015ولكن إخواننا مصرون على أن السلطة ورطت الشعب في الحرب على اليرموك ، ومرجعيتهم في ذلك كله بعض قادة الانفصاليين و المتذبذبين من الفصائل ، وما أدلى به مجدلاني وهو موقف فردي ، ولكنهم يصرون على تثبيته في أذهان الجماهير عبر الضخ الإعلامي المستمر في آذان الجمهور وتثبيت الادعاءات استنادا إلى من نبذهم شعبهم ؛ فهم يشاركونهم في الهجوم على الرئيس محمود عباس وتخوينه ؛ وهم على استعداد لاستغلال كل ما يسيء له و بكافة الطرق و الوسائل : نسوا قول الله تعالى :
” و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”
فأين إخواننا في حماس من هذا التوجيه القرآني الملزم ، وقد سلبوا الرئيس كل مزية وصنفوه في خانة العملاء والخونة وغرسوا في أذهان الكثيرين أنه عميل لإسرائيل والأمريكان ، وهم يعلمون علم اليقين أنه لا يمكن أن يكون كذلك ، فهو الذي واكب وشارك في مختلف مراحل النضال الفلسطيني وأرخ له وخدمه بفكره وعقله قبل أن يولد بعض هؤلاء الإخوة و منهم من يريد أن يشطب من الذاكرة تاريخا طويلا مشرفا لأغراض زائلة ، وليس هذا تنزيها للرئيس ، فله ماله وربما عليه ما عليه ، ولكن الرجل قامة سامقة و زعيم يتعرض يوميا للظلم من الصهاينة و من الذين يصفونه بأقذع الأوصاف ويسخرون منه ويدعون أنه غير شرعي ؛أما هم فشرعيون جاءوا عن طريق الانتخابات ، لقد هبط بالباراشوت من عالم آخر ، انقضت مدة و لايته ، وهم لا دخل للزمن في حساباتهم ، منطق متناقض ، فهل ننعته بأنه لون من ألوان التشبيح السياسي . وما زال هناك من هم مغيبون قد منحوا عقولهم إجازة مفتوحة . أليس هذا ظلما ناجما عن كراهية وفيه مناقضة لما جاء في الآية الكريمة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا