الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمنيويورك تايمز: ينبغي تجاهل نتنياهو واللجوء إلى الأمم المتحدة

نيويورك تايمز: ينبغي تجاهل نتنياهو واللجوء إلى الأمم المتحدة

كتب هنري سيغمان، رئيس مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط والزميل السابق في مجلس العلاقات الخارجية مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، تحت عنوان “ينبغي تجاهل نتنياهو واللجوء إلى الأمم المتحدة” استهله قائلاً إن التهنئة التي بعثها الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة ربما بدت تصالحية، ولكن أوباما لم يعد يملك أي اعتقادات واهمة حول قادة إسرائيل.

ويوضح سيغمان “في أعقاب الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، يشعر نشطاء السلام والدبلوماسيون الذين كرسوا الكثير من حياتهم المهنية لتحقيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بتشاؤم واستياء أكثر من أي وقت مضى”مضيفاً “قبل أن يعلن نتنياهو خلال حملته الانتخابية الأخيرة أن الفلسطينيين سيبقون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي طيلة مدة بقائه في السلطة، أدرك أوباما أن الحماس الذي تبديه الحكومة الإسرائيلية لمواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين لا يخدم أي غرض سوى توفير غطاء لمواصلة توسيع المستوطنات اليهودية والحيلولة دون ظهور أي شيء يشبه دولة فلسطينية في الضفة الغربية”.

ويعتقد سيغمان أنه “أمام هذا الواقع المرير أيَّد بعض المراقبين الاتحاد الصهيوني اليساري الوسطي خلال الانتخابات، ولكن فكرة أن حكومة بقيادة إسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني تستطيع إنتاج اتفاق للدولتين مع الفلسطينيين ليست إلا مجرد وهم فلم يكن الاتفاق القائم على أساس حدود 1967 قط ضمن أجندة الاتحاد الصهيوني ولم يلمح إليه هرتسوغ”.

ويشير الكاتب إلى أنه من الواضح بالنسبة لأي شخص مطلع على تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن الأمل القليل المتبقي لحل الدولتين أصبح مرهوناً برغبات حكومة إسرائيلية تقع تحت سيطرة اليمين المتطرف بشكل كامل”متأملا “ربما ان مثل هذه الحكومة التي تتعارض مع مبادئ الديمقراطية الأميركية هي وحدها القادرة على توفير النافذة السياسية الضرورية لإحداث تغيير في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط”.

ويوضح الكاتب أن نتنياهو شرع في ذلك بالفعل عندما منح منصب وزير العدل إلى عضو الكنيست، إيليت شاكيد، التي نشرت على صفحتها على موقع فيسبوك دعوة إلى تدمير “الشعب الفلسطيني بأكمله، بما في ذلك كبار السن والنساء، ومدنه وقراه وممتلكاته وبنيته التحتية”.

ويعتقد سيغمان أن انتصار اليمين الإسرائيلي “زود أوباما بنافذة غير متوقعة تسمح له بالدعوة إلى إعادة تقييم سياسة السلام الأميركية، كما يجب أن تبدأ عملية إعادة التقييم بالتخلي عن الافتراض القديم القائل إن الفلسطينيين لا يستطيعون إقامة دولتهم إلا من خلال التفاوض مع نتنياهو، إذ فقد هذا الافتراض مصداقيته على نحو لا يمكن إصلاحه بسبب تصريحات وتصرفات نتنياهو أثناء الانتخابات، ناهيك عن استمرار بناء المستوطنات”.

ويقول الكاتب “لقد بات من المؤكد الآن أنه لن ينتج أي اتفاق قائم على حل الدولتين عن مفاوضات ثنائية إسرائيلية فلسطينية”.

ويرى سيغمان “إن هذا الاتفاق لن يكون ممكناً إلا إذا فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة، شروطاً واضحة على الطرفين لاستئناف محادثات السلام التي من شأنها أن تقود إلى اتفاق ضمن إطار زمني محدد، وفي حالة رفض إسرائيل أو فلسطين لشروط مجلس الأمن أو عجزها عن الوصول إلى اتفاق في غضون الإطار الزمني المحدد، ستنضم حينها الولايات المتحدة إلى بلدان أخرى لمطالبة مجلس الأمن لحل قضايا الوضع النهائي العالقة مثل وضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات غير القانونية والترتيبات الأمنية”.

وستعارض الحكومة الإسرائيلية اليمينية بالطبع قرار مجلس الأمن الذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذا سيشجع المقاطعة الدولية لإسرائيل وسيعزز التحديات التي تواجه شرعيتها بحسب سيغمان “حيث سيغدو وضع إسرائيل كدولة ديمقراطية محل شكوك واسعة النطاق، في حين ستتراجع الصداقة الأميركية والدعم الأميركي غير المشروط، وستملك هذه الظروف فرصة أكبر بكثير لتغيير سياسات إسرائيل من الاستراتيجيات الحالية”.

ويوضح الكاتب في نهاية مقاله أن الحكومة الأميركية لم تقدم أبداً التزاماً غير مشروط لإسرائيل لعرقلة دور مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق سلام الدولتين، ولكنها التزمت بعرقلة دور مجلس الأمن طالما أن هناك احتمالا معقولا بأن يتوصل الطرفان إلى مثل هذا الاتفاق لوحدهما _وهذا الاحتمال لم يعد موجوداً، مشيراً إلى أن التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على أمن إسرائيل يدفعها للضغط على مجلس الأمن لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي وتمهيد الطريق لإقامة دولة فلسطينية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا