الرئيسيةأخبارشتات وجاليات وسفارات«فتح» تفوّت فتنة الجريمة بعدم الانجرار للاقتتال والحفاظ على إنجازات الأمن

«فتح» تفوّت فتنة الجريمة بعدم الانجرار للاقتتال والحفاظ على إنجازات الأمن

مسلّحون بوجوه مكشوفة اغتالوا العقيد طلال بوضح النهار في عين الحلوة

«فتح» تفوّت فتنة الجريمة بعدم الانجرار للاقتتال والحفاظ على إنجازات الأمن

دبور: لن نسمح بتكرار تجارب الماضي وسنتصدّى لكل متآمر على مخيّماتنا

هيثم زعيتر

شكلت جريمة اغتيال قائد «كتيبة شهداء شاتيلا» في حركة «فتح» العقيد طلال بلاونة المعروف بإسم «طلال الأردني» (في العقد السادس من عمره) في مخيّم عين الحلوة ظهر أمس الأول (السبت) محطة هامة في التوقيت والأهداف.
الجريمة نفّذها 3 أشخاص كانوا على متن دراجتين ناريتين، أطلقوا النار باتجاه العقيد طلال، فأًصيب مع ابن شقيقه شعبان بلاونة، حيث كانا يسيران على الأقدام من مكتب العقيد طلال إلى منزله في منطقة جبل الحليب للجهة الجنوبية الشرقية للمخيّم، ما أدّى إلى وفاتهما وجرح أحد مرافقي العقيد طلال، فضلاً عن معلومات تردّدت عن إصابة أحد مطلقي النار بجراح.
وتهدف الجريمة إلى جر حركة «فتح» إلى مخطّط فتنوي يُحاك للمخيّم تنفيذاً لـ «سيناريو» وأجندات خارجية، بأيدٍ تتواجد في المخيّم، وخلط الأوراق لإرباك الواقع الفلسطيني، وحصول صدام واقتتال داخلي، يستفيد منه المخطّطون، ويتضرّر منه أبناء المخيّم والجوار والقضية الفلسطينية، وخاصة حق عودة اللاجئين إلى وطنهم.
وفي التوقيت، إنّه بعد اجتماع الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في المخيّم، والاتفاق على تعزيز انتشار «القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة» التي انتشرت في المخيّم في شهر تموز من العام الماضي، وبعد نجاح القوى الفلسطينية بتطويق ذيول الإشكالات الدامية التي وقعت في حي طيطبا في الشارع الفوقاني للمخيّم، وحي الزيب في الشارع التحتاني، والمباشرة بإجراء المصالحات بين المتخاصمين ودفع التعويضات للمتضرّرين، تقرّر أنْ يكون الرد على الجريمة، بتفويت حركة «فتح» الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة – من الطابور الثالث للإيقاع بين «فتح» وقوى وأطراف أخرى في المخيّم – وهو ما تم إفشاله وذلك من خلال:
– نعي حركة «فتح» في بيان رسمي لها العقيد طلال وإبن شقيقه شعبان، وإدانة الفصائل والقوى الفلسطينية للجريمة.
– تشكيل لجنة تحقيق بالاغتيال، باشرت عملها سريعاً من خلال معاينة الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة التي يفوق عددها الـ 20 ، الموضوعة في مسرح الجريمة والتي تعود إلى أكثر من فصيل وقوّة فلسطينية، فضلاً عن شهود العيان.
– حصر منفّذي الهجوم بأنّهم من داخل المخيّم، وإنْ كانوا يرتدون قبعات تغطي جزءاً من وجوههم، لكن يمكن معرفة مواصفاتهم، خاصة أنّ الجريمة وقعت في وضح النهار، ونفّذها 3 أشخاص كانوا على متن دراجتين ناريتين.
– تأكيد كافة القوى الفلسطينية على مختلف توجّهاتها السياسية رفع الغطاء عمّنْ تثبت إدانته بالجريمة، ليُصار إلى تسليمه إلى السلطات القضائية والجهات الأمنية اللبنانية لمحاكمتهم.
– أيضاً ضرورة محاسبة المسؤولين عن التقصير في المنطقة التي تنتشر في مقرات لحركة «فتح» وتعتبر طريق مرور إجباري يومي للعقيد طلال بين مقر كتيبته والمنزل سيراً على الأقدام يومياً ولعدّة مرّات.
عاش مخيّم عين الحلوة ساعات حرجة في أعقاب جريمة اغتيال العقيد طلال وإبن شقيقه شعبان، حيث شهد المخيّم استنفاراً وإطلاق نار، وعملت حركة «فتح» على منع عناصرها من الانجرار إلى مخطط الفتنة، وإن كان قد سجل ظهور مسلح في أماكن عدة من المخيّم.
وبين الاتصالات والاجتماعات واللقاءات السياسية، كان يُسجّل ظهور مسلّح لعدد من المقنّعين، خاصة في الشارع الفوقاني من المخيّم مع إلقاء قنابل، انفجر بعضها والآخر لم ينفجر، فيما سُجّلت رشقات نارية وتقنيص في الشارع الفوقاني، وقد غادر عناصر «القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة» نقطة تواجدهم في مقر منظمة «الصاعقة» عند المدخل الفوقاني لسوق الخضار في المخيّم، وذلك بعد استهدافه ليلاً بقنبلة أدى انفجارها إلى جرح أحد عناصر القوة، قبل العودة إلى المركز مع ساعات الفجر.
وترافق ذلك مع نزوح للأهالي من الشارع الفوقاني إلى أماكن أكثر أماناً في ظل الشائعات التي كان يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اشتباكات أو مداهمات أو حصار لمنازل عدد من المسؤولين.
ويوم أمس نُقِلَ جثمان شعبان بلاونة من براد «مستشفى الهمشري «في صيدا إلى مخيّم الرشيدية حيث ووري في الثرى هناك، على أنْ يتم تشييع جثمان العقيد طلال الموجود في براد «مستشفى الهمشري» ظهر اليوم إلى مقبرة الشهداء في مخيّم عين الحلوة.
وكلّف قائد «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب قائد «القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة» السابق العميد في حركة «فتح» أحمد النصر إدارة شؤون «كتيبة شهداء شاتيلا» مؤقتا خلفا للعميد طلال.

السفير دبور

وأكد سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور في أوّل تعليق له على الجريمة في الكلمة التي ألقاها في مهرجان إحياء الذكرى الـ13 لرحيل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق مصطفى معروف سعد أن «اغتيال المناضل ابن حركة «فتح» الشهيد العقيد طلال وابن أخيه الشهيد شعبان والذي امتدت إليهما يد الغدر، وأصبح واضحاً للجميع المخطط والهدف مما يجري في الفترة الأخيرة من عمليات توتير وجر المخيّمات إلى مشاريع تهدف للقضاء على حقنا في عودتنا إلى وطننا فلسطين، وتقوم بتلك الجرائم أيدٍ أصبحت معروفة تنفذ أجندات خارجية، ولا تهتم أبداً بمصالح وحياة وأمن شعبنا المعذب في هذه الأرض، ولتعلم هذه الفئة ومن يقف خلفها أننا في الفصائل الوطنية والإسلامية وكافة أبناء الشعب الفلسطيني، أننا لن نسمح أبداً بتكرار تجارب الماضي، وموقفنا واضح وصريح سنسقط ونتصدى لكل متآمر على مخيّماتنا، وسنكون الحماة لشعبنا».

«فتح» والفصائل

{ ونعت قيادة حركة «فتح» في الساحة اللبنانية الشهيد العميد طلال بلاونة وإبن أخيه الشهيد شعبان بلاونة، وتقدّمت بالتعزية الحارة إلى أُمتنا العربية والإسلامية وإلى شعبنا الفلسطيني باستشهاد العميد طلال بلاونة (طلال الأردني) أحد ضباط وأركان حركة «فتح» في لبنان وصيدا بشكل خاص.
«إنّنا ندين ونستنكر عملية الاغتيال الجبانة والعلنية من قِبَل عناصر مشبوهة ومعروفة بارتكابها الجرائم في إطار مسلسلٍ دموي يستهدف أمن المخيّم ومستقبله.
لقد تمّت عملية الاغتيال غدرًا في وضح النهار، وبعد انفضاض الاجتماع المركزي للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية واللجنة الأمنية والذي تكلّل بالنجاح والتوافق على مختلف القضايا، فجاءت هذه الجريمة الـمُستنكَرة لتعلن تحدي هذه الجماعات للإجماع الفلسطيني الوطني والإسلامي.
أولا: إننا في قيادة حركة «فتح» نعاهد شهيدنا طلال بأن دمه لن يذهب هدرًا، ولن يضيع حقه، ولن نتسامح مع الـجُناة.
ثانيا: إننا نطالب بملاحقة واعتقال المجرمين مُنفِّذي عملية الاغتيال بحق الشهيد طلال وابن أخيه، ومرافقه الجريح، وتسليم المجرمين للقضاء اللبناني.
ثالثا: نحن في حركة «فتح» حريصون كل الحرص على أمن المخيّمات والجوار وندرك أن هناك أطرافًا تنفّذ مشاريعَ تدميرية للمخيّمات الفلسطينية.
رابعا: نحن نأمل أن تقوم قيادات كافة الفصائل واللجان الشعبية بدورها المطلوب في تسهيل دور اللجنة الأمنية في متابعة واعتقال مُرتكِبي الجريمة لأن المماطلة والفشل ستكون لها تداعيات مُحبِطة لشعبنا في المخيّمات.
{ ودانت قيادة فصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» في لبنان، في بيان لها «عملية الاغتيال الجبانة، التي استهدفت أحد كوادر حركة «فتح» العميد طلال بلاونة».
ودعت قيادة المنظمة، اللجان والهيئات الأمنية الفلسطينية المشتركة إلى «متابعة تفاصيل هذه العملية الإرهابية بجدية عالية، للكشف عن مرتكبيها، ومن يقف خلفهم، وتسليمهم للعدالة لمحاسبتهم على جريمتهم النكراء».
{ كما دانت فصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» والقوى «الوطنية والإسلامية الفلسطينية» في لبنان، الجريمة واعتبرتا أن «ارتكابها في وضح النهار، وبعد دقائق من انتهاء اجتماع القيادة السياسية الموحدة للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في مقر لجنة المتابعة بمخيّم عين الحلوة، هو استهداف للوحدة الوطنية، وللعمل الفلسطيني المشترك، وتحد لكل الفصائل والقوى السياسية في المخيّم، وأن المراد منه تفجير المخيّم من الداخل، وتنفيذ مخطط التهجير، وشطب حق العودة، الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني» مؤكدتين «تمسكهما بالمبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية»، مجدّدتين «الحرص على حماية السلم الأهلي في لبنان والمخيّمات الفلسطينية، ورفض جر المخيّمات إلى معارك داخلية أو طائفية أو مذهبية»، ومشدّدتين على «ضرورة متابعة التحقيق في هذه الجريمة، وكشف المجرمين وتسليمهم إلى القضاء اللبناني، وتعزيز دور وقدرات القوة الأمنية المشتركة في المخيّم».

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا