الرئيسيةمختاراتمقالاتالمجلس الاستشاري لـ «فتح»: دوره ومكانته! كتب سميح شبيب

المجلس الاستشاري لـ «فتح»: دوره ومكانته! كتب سميح شبيب

أنهى المجلس الاستشاري لـ «فتح»، قبل يومين، دورة اجتماعاته التاسعة، وذلك في مقر الرئاسة برام الله، وكانت تحت عنوان: دورة الوفاء للشهداء…
استمع المجلس، كالعادة، لكلمة الرئيس، محمود عباس (أبو مازن) وناقش تقارير وأوراق عمل ورؤى متعددة.
المجلس الاستشاري، هو هيئة من هيئات «فتح»، وهو هيئة مستجدة، تكونت على هامش السلطة الوطنية الفلسطينية، ونشأت فكرة تشكيلها وقيامها، بعد تزايد أعداد المتقاعدين، نتيجة السن، والمرض وغيرها من عوامل.
من تقاعد، هو بالأساس، مناضل ومقاتل في صفوف الثورة، وبعضهم من المؤسسين، والقادة الأوائل، وفي مرافق «فتح» الأساسية وجد هؤلاء المتقاعدون أنفسهم، ليس على هامش العمل السياسي والإداري الفلسطيني، بشكل عام وكأن عصرهم قد ولّى.
نشأت فكرة تأسيس المجلس، تأسيساً على فلسفة التواصل، والتراكم المعرفي والنضالي، ولإعطاء دور ما، لمناضلين سابقين، أفنوا حياتهم في العمل الوطني.
لعل من شأن من تابع مراحل التأسيس، والدورات الأولى لانعقاده، ألاّ يتفاءل كثيراً بما حدث.
كان هناك خطابات ومطارحات وبيانات ختامية، دون أن يتمكن المجلس من بلورة إطارات عملية لعمله، تجعل من نشاطاته ورؤاه إطاراً لعمل أعضائه.
هناك توق ورغبة، لمعظم أعضائه، أن يتواصلوا في العطاء، والمشاركة، والخروج من عزلة جاءت بها الأيام والظروف والمستجدات السياسية والتنظيمية.
المشاركة هنا، تتخذ أشكالاً شتى، لعل أبرزها وأجداها، هو بلورة حالة، من شأنها الاطلاع الجدي على ما يجري، والقدرة على الحيلولة دون الاتجاهات بمسارات، تتنافى وتتناقض مع الإرث الكفاحي والنضالي، الذي ساهم به الأوائل، بل كانوا من بنائه وقيامه.
في هذه الحالة، ستكون المشاركة للمجلس الاستشاري، ولأعضائه المحترمين، ليست مشاركة مباشرة… بل الإفساح للقيادات الشابة، في العمل والعطاء، وسط ترحيب وتشجيع من الأوائل… وهم إلى جانب هذا الجهد الشاب.
هنا يكون دور للاستشاري، في الاستشارة والعطاء، إلى جانب الشباب، وهذه سنّة الحياة، أن يكون الأوائل ـ المجلس الاستشاري، إلى جانب الفاعلين الميدانيين من الشباب، يقضي الاطلاع المباشر عما يجري، وأن يكون للأوائل، احترامٌ خاصٌ، يتيح لهم أن يدلوا بآرائهم ورؤاهم، خدمة للحركة، وللمسار السياسي والكفاحي الفلسطيني بشكل عام، ولفتح وتطورها ومسارها بشكل خاص.
هنا تحديداً تحتاج الأمور لدقة في الرؤية، ودقة ومهارة في الأداء، تجعل من الاستشاري، مجلساً استشارياً بمعنى حقيقي وعملي، دون الدخول في متاهات التجنح، أو الاتهام والتجريح، كرد فعل على الشعور، وكأن التقاعد، هو عملية إبعاد عن المسار العام.
يبدو أن دورة الاستشاري التاسعة، نجحت في وضع اللبنات الأولى، في بلورة دور المجلس الاستشاري، وهي لبنات، تشكل الخطى الأولى الصحيحة، لتجعل من الاستشاري، مجلساً استشارياً بحق.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا