الرئيسيةمختاراتمقالات"الأقصى" والهدف الاسرائيلي كتب عزت دراغمة

“الأقصى” والهدف الاسرائيلي كتب عزت دراغمة

ليس شارون ولا رحبعام زئيفي وليس نتنياهو ولا ليبرمان لكنه واحد منهم, إن لم يكن تلميذا لهم لان التلميذ في اغلب الأحيان يتفوق على معلمه, انه اوري اريئيل ومجموعات المتطرفين والمستوطنين تحيطهم البنادق والأسلحة من كل حدب وصوب تشق طريقا لهم على صدور وأجساد المرابطين هناك في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لإقامة شعائر وطقوس تلمودية يستفزون من خلالها مشاعر المسلمين والعرب في كل بقاع الأرض, تحت شعار الحفاظ على المقدسات لأصحابها وحرية العبادة للمؤمنين في أماكن لم تخصص أو تكن في يوم من الأيام سوى لأصحاب هذه الارض الفلسطينيين.

ما جرى في القدس أمس وتحويلها إلى ثكنة عسكرية وبالذات في البلدة القديمة وعلى بوابات وفي ساحات وباحات ومصاطب وتحت قباب المسجد الأقصى, من جانب رجال امن وشرطة الاحتلال, الذين وفروا الحماية وهاجموا المصلين داخل الأقصى كي يتسنى لمجموعات المتطرفين والمستوطنين والوزير اوري اريئيل اقتحام بوابات المسجد والدخول إلى حرمه وإقامة شعائر وطقوس تلمودية, ليس له إلا تفسير واحد وهو أن حكومة الاحتلال تعمل على جر الفلسطينيين إلى مربعات العنف والمواجهة, ومن ثم ذهاب نتنياهو وحكومته إلى تنفيذ أكثر من مخطط تهويدي في القدس واستيطاني في أنحاء متفرقة من الضفة, إلى جانب إشاعة الفوضى والتوتر في الشارع الفلسطيني في ظل ما أطلقه نتنياهو من إعلان عن نيته إقامة ميناء بحري مع قطاع غزة بالاتفاق والتوافق مع حركة حماس وبرعاية تركية وربما دول إقليمية أخرى, وهو مخطط طالما حذرت منه ومن تبعاته وتداعياته القيادة الفلسطينية ودوائر سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية, حتى أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق المعروفة بمواقفها المؤيدة للسياسات الإسرائيلية نصحت إسرائيل بعدم تدمير رؤيا حل الدولتين كونه الأفضل للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

إن التصعيد الإسرائيلي اللا مسبوق, سواء أكان عسكريا أم استيطانيا أو امنيا خلال الأيام الماضية وبالذات ما جرى في القدس والمسجد الأقصى, له ابعاد وتداعيات سلبية وخطيرة ليس على الفلسطينيين فحسب بل وعلى الإسرائيليين كذلك, وربما على الإقليم الشرق أوسطي المشتعل فتنة وحروبا داخلية حتى لو صدقت التكهنات بان نتائج هذه الحروب والاقتتال تصب جميعها لصالح الطرف الإسرائيلي, لن يكون بعيد عما ستؤول إليه الأمور إذا ما استمرت حكومة الاحتلال وسلطاته في تنفيذ مخططاتها التصعيدية. الأمر الذي يستدعي تراجع حكومة نتنياهو عما هي ذاهبة لاشعاله من عنف وفلتان ودمار، عبر جرها الفلسطينيين للرد على استفزازاتها واعتداءات جيشها وشرطتها ومتطرفيها.

إن الهدوء وحالة الاستتباب الأمني التي يعيشها الفلسطينيون رغم كل ما يواجهونه من اعتداءات وهجمات وعمليات قتل واعتقالات وهدم لمنازلهم ومصادرة لأراضيهم, لا تروق لا للحكومة الإسرائيلية ولا حتى للمستويات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية, وبالتالي فان كل المؤشرات تؤكد نية حكومة نتنياهو التوجه لفرض حالة من التوتر والممارسات والاعتداءات التي تحاول إن تخرج الشعب الفلسطيني عن صبره وطوره, وهو أسلوب وسياسة نجحت إسرائيل في تمريرها في سنوات سابقة, لأنها تدرك ان ما ستفعله بآلاتها العسكرية وسلاحها الجوي يعيد الفلسطينيين سنوات كثيرة للوراء, ويجعلهم يعودون للبحث مجددا عن ممولين لعمليات الاعمار هذا إن بقي ممولون وحالة غزة لا تزال شاهدا على ذلك, بينما إسرائيل تنفذ ما تبقى من مخططاتها الاستيطانية والتهويدية وتعود لتسويق ادعاءاتها بالسعي للسلام الذين لن يبقى وقتها سلام يتفاوض عليه الفلسطينيون والإسرائيليون, لان ما سيكون عليه الحال لا يمكن لاحد أن يتخيله وهذا ما على إسرائيل وحكومتها ومتطرفوها أن يعوه, أي أن الفلسطينيين لن يكونوا الخاسر الوحيد او كما قالها الرئيس محمود عباس لم يتبق للفسطينيين ما يخسروه ساعتها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا