الرئيسيةمختاراتاخترنا لكماستراتيجية التحريض

استراتيجية التحريض

لم تكن حماس يوما تضع المصلحة العليا للوطن فوق اي اعتبار حزبي او سياسي ولم تكن قادرة على استيعاب الشراكة السياسية واحترام القوانين والمؤسسات بل سعت دائما الى رفع حالة التوتر مع الاطر السياسية التي تشكل النظام السياسي الفلسطيني واعتبرت حماس ان الكل الفلسطيني الذي يقف على نقيض سياستها واستراتيجياتها بمثابة قوى يجب مقاومتها والإطاحة بها، وهكذا وضعت حماس استراتجياتها لمجابهة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وقيادتها.
وبدأت حماس في البحث عن تحقيق مصالحها من خلال استراتيجياتها القائمة على الغاء الاخرين ودورهم ولما كانت حركة فتح تشكل العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية ايقنت حماس ان مصالحها لن تتحقق الا بإبعاد حركة فتح التي تقود منظمة التحرير الفلسطينية. ووجدت حركة حماس صعوبة في ذلك حيث ان منظمة التحرير كانت قد تعملقت وتغلغلت في صفوف الشعب الفلسطيني ونسيجه السياسي وأصبحت الممثل الشرعي والوحيد له ونالت اعتراف العالم بذلك، وهي المعضلة الرئيسية التي واجهتها حماس وبدأت تضع خططتها لإزالة تأثير منظمة التحرير على الواقع الفلسطيني من خلال طرح نفسها بديلا له.
حماس ونتيجة سياستها وقعت في ازمات سياسية وانعكست سلبيا على شعبنا الفلسطيني حيث حاولت الزج بشعبنا الفلسطيني في صراعات اقليمية من خلال التدخل في الشأن المصري تطلب تدخل القيادة الفلسطينية للتدخل مرارا لمحو الاثار السلبية على شعبنا الفلسطيني والناجمة عن سياسة حماس.
لقد جربت حماس كثيرا من الطرق والوسائل لإبعاد منظمة التحرير الفلسطينية وسحب الورقة الفلسطينية منها وآخرها الانقلاب الذي قامت به صيف 2007 واغتصبت الحكم في القطاع، إلا ان ذلك لم يحقق لها اهدافها وبقيت منظمة التحرير الفلسطينية الرقم الصعب في المعادلة السياسية المحلية والدولية والإقليمية.
واعتقدت حماس ان منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت اتفاقا مع اسرائيل وتخوض صراعا سياسيا معها من خلال المفاوضات واستطاعت كسب تعاطف العالم نتيجة المواقف الاسرائيلية كل ذلك اعطى منظمة التحرير الفلسطينية قوة سياسية اضافية.
ازاء فشل حماس في النيل من قيادة منظمة التحرير وقيادتها رغم المساعدات والدعم السياسي الذي تلقته من بعض الاطراف العربية والإقليمية فقد ايقنت حماس انه يجب تغيير هذه الإستراتيجية وبدأت بطرح نفسها امام اسرائيل بأنها القوة الاكثر حسما على الصعيد الفلسطيني وبأنها القادرة على ايجاد الحلول لكل مشاكل القضية الفلسطينية من اجل الحصول على شرعية من اسرائيل تضرب بها الشرعية الفلسطينية. وكانت ان قدمت لإسرائيل عروض على طبق من ذهب تتكفل حماس بحماية امن اسرائيل وحدودها وهذه هو الهدف الاسرائيلي الاول الذي ظلت تفاوض عليه منظمة التحرير الفلسطينية وعلى مدار 25 عاما دون التوصل الى تفاهمات بهذا الشأن مع القيادة الفلسطينية التي ظلت مصرة على ان الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الذي يعطي الامن والأمان لإسرائيل ، لكن اسرائيل حصلت على كل ذلك ومن حماس دون مقابل ودون انسحاب ودون اقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 1967، بل وعدت اسرائيل حماس بإقامة دويلة لها في غزة وتحت حمايتها.
حماس تدرك جيدا ان القيادة الفلسطينية قادرة على افشال هذا المخطط المرتبط اصلا بعوامل اقليمية ودولية وتأثير القيادة الفلسطينية في هذه العوامل، ولذلك بدأت بتطوير استراتيجيتها بمساعدة اسرائيل وأصبح بينهما لقاءات مشتركة في هذا الشأن وهو العمل على زعزعة الاستقرار الداخلي للسلطة الفلسطينية وقيادتها من خلال حملات التحريض المكثفة التي تقوم بها ضد القيادة الفلسطينية اذا لم يبقى امام حماس غير القيام بحملات التضليل والكذب والتزوير لاستمالة شعبنا الفلسطيني وقد لعبت على وتر الاعتقالات السياسية مدعية قيام اجهزة الامن الفلسطينية باعتقال عناصرها وتارة اتهام القيادة الفلسطينية باغتصاب الديمقراطية والالتفاف على حكومة التوافق واتهام اخر برفض المصالحة ورفض انهاء الانقسام. هذا هو السلاح الذي تستخدمه حماس حاليا في حربها مع القيادة الفلسطينية وقد استغلت حالة الجمود السياسي الحاصل ومواقف القيادة الفلسطينية وتمسكها بالثوابت الوطنية الفلسطينية ورفضها التنازل عنها وذلك من اجل تسويق نفسها.
حماس ترتكب حاليا جريمة سياسية بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وعلى ما يبدو ان هناك قوى عربية وإقليمية تدفع بحماس لسرقة الورقة الفلسطينية والتحكم فيها وأصبحت اهداف هذه القوى تتمثل في ابعاد القيادة الفلسطينية عن المشهد السياسي وتسليم دفة القضية الفلسطينية لحركة حماس.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا