لا يمر يوم تستقل فيه سيارات الأجرة إلا وتسمع من سائقها عبارة “كرهت هذه المهنة وأفكر بتركها” .
وعند سؤال أحد الركاب عن السبب يكون الرد بالعامية “لأنها لم تعد تجيب همها”.
التقرير الآتي وقف على آراء بعض السائقين للتعرف على الأسباب التي تدعوهم للتفكير بترك مهنتهم.
السائق محمود من الوسطى قال: “رغم أن الكل يحسدني على مهنتي أنا وسائقي السيارات العمومية ,إلا أنهم لا يدركون معاناتنا خاصة بعد أن أصبح اعتمادنا على الوقود الذي يصل عبر معبر كرم أبو سالم ذو السعر المضاعف”.
وأضاف محمود “:في السابق كان إعتمادي على الوقود المصري وسعره يناسبني ,لكن مهنتي الآن لا تجلب لي ما لا يُكمل احتياجات بيتي اليومية”.
ولا يختلف عنه السائق أبو الرائد من غزة والذي قال :”أصبح دخلي محدوداً بعد توقف إمدادات الوقود المصري ,الذي كان يأتينا عبر الأنفاق”.
السائق محمود إبراهيم من خانيونس أضاف إلى أسباب من سبقوه سبب إرتفاع رسوم تراخيص المركبات العمومية وقطع الغيارات وقال:” ما احصل عليه من مهنتي لا يكفي لهذا كله لذلك تركها أشرف “.
آخرون قالوا بضجر:” نعمل طيلة يومنا ونعود بمبلغ لا يتعدى الخمسين شيكلا, لأن ثمن الوقود أصبح مضاعفاً عن المصري السابق الذي كان ثمن لتره ثلاثة شواكل”.
وأضافوا :”يجب شراء مركبات أقل في استهلاكها للوقود من سيارات المرسيدس التي نملكها, لأن استهلاكها أكثر ,رغم وجود الكثيرين الذي لا يستطيعون شراءها لأن ثمن الواحدة قد يصل إلى 30 ألف دولار أميركي”.
وطالبوا الحكومة بتعديل التسعيرة أو خفض رسوم التراخيص”.
وختموا حديثهم بالقول :”كان يجب على الحكومة والمسؤولين تقدير أزمتنا وخلق البدائل المناسبة عند وقف وقود الأنفاق القادم من مصر الشقيقة, التفكير في كل العواقب وليس فقط إغراقنا بوقود معبر كرم أبو سالم دون مراعاة التسعيرة!
يبقى السائق في غزة يعاني والحكومة لا تلقي بالاً كما هو الوضع مع كافة القضايا!
في سياق متصل قام عدد من الطلاب الجامعين منذ فترة قصيرة بالاحتجاج داخل أسوار جامعة وطالبوا بإقالة عميد قسم الإعلام بسبب أزمة السائقين التي إذا استمرت ستسبب ضررا كبيرا على المسيرة التعليمية في غزة إلا أنهم سرعان ما تم فض الاحتجاج ولم يتم تحريك ساكنا في هذا الموضوع.
ويبقي السؤال هنا هل مثل هذه التجاوزات تصب في مصلحة المسيرة التعليمية ؟! ولمصلحة من استمرار هذه الأزمة ؟!!
الكرامة برس
