الرئيسيةمتفرقاتكتاببارازان: لقاءات سرية منذ 2011 في تركيا للتنسيق بين الإخوان وأوباما

بارازان: لقاءات سرية منذ 2011 في تركيا للتنسيق بين الإخوان وأوباما

الشاطر: لماذا لا نطلق على الاتحاد الأوروبي وصف “الخلافة الأوروبية”؟.. ولماذا ترفضون إقامتنا لجمهوريات إسلامية تحت اسم “الولايات المتحدة العربية” بالطرق الديمقراطية؟

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود.

عاد المؤلف بعدها لتتبع خط الاتصالات بين الإخوان والأمريكان فى تلك السنوات الثلاث الحرجة من حكم مصر، مقدماً التفاصيل الحقيقية، وليس حكايات «الشاطر» التى يريد إقناع الناس بها. قال المؤلف الفرنسى: «تجاوز الأمريكان مرحلة الارتباك وعدم اليقين التى كانوا فيها بعد الثورة، وبدأ المسئولون فى أمريكا يسعون لكى يؤكدوا للإخوان دعمهم الكامل لهم، من خلال الاستعانة بوسطاء بين الطرفين. كانت الأولوية القصوى لتأمين المعاهدات التى تم توقيعها مع إسرائيل، وتلك الخاصة بالشراكة الاستراتيجية مع مصر. وقبل حتى أن يتم انتخاب محمد مرسى رئيساً للجمهورية، كانت هناك لقاءات سرية تعقد برعاية حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان. فى تلك اللقاءات، كان جون كيرى، الذى أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية الأمريكية، وعدد من قيادات الصف الأول فى السلطة التنفيذية الأمريكية يعقدون لقاءاتهم مع الإسلاميين. كان كل طرف فى هذه اللقاءات حريصاً على تأمين مصالحه. أراد الأمريكان أن ينتزعوا من الإخوان المصريين تعهدات للحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التى يعتبرونها دعامة الاستقرار فى المنطقة. ومقابل ذلك، قدم الأمريكان للإخوان دعماً مادياً يقدر بـ٤٥٠ مليون دولار، إضافة إلى المعونة الأمريكية السنوية لمصر، التى تقدر بـ١٫٣ مليار دولار والموجهة فى غالبيتها للقطاع الأمنى».

ويواصل الكتاب: «والواقع أنه لو أعدنا النظر للوراء، لوجدنا أن تلك كانت هى اللحظة التى بدأ فيها فساد وانهيار كل شىء. كانت الشراكة بين الإخوان والأمريكا شراكة تم توقيعها على عجل، وأيضاً دون أن يطمئن كل طرف تماماً للآخر. بل ويمكن القول حتى إن هذه الشراكة كانت أحد الأسباب التى أدت لسقوط (مرسى) بعد أقل من عام واحد من الحكم. لا أحد يمكنه أن ينكر أو يتجاهل مشاعر العداء لأمريكا التى تسيطر على قطاعات عريضة من قواعد الإخوان، والأهم، من حلفائهم من السلفيين. وهو شعور متزايد بشكل أكبر فى قلب الشعب المصرى والعالم العربى بشكل عام. تسببت الشراكة بين الإخوان والأمريكان بعد الثورة فى تكوين (سرطان) ظل يستشرى طيلة فترة حكم (مرسى)، وفرض عليه أن تكون هناك فجوة بين ما يتوقعه الأمريكان منه، وما تتوقعه القاعدة العريضة من مؤيدى الإخوان. كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل فى هذه الفترة تبنى سياسة متماسكة للبلاد، ترضى الأمريكان وترضى فى الوقت نفسه أكثر أعدائهم تطرفاً، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل».

ويتابع المؤلف الفرنسى: كان من الممكن أن يظل الإخوان يؤكدون لقواعدهم الشعبية، وللسلفيين، ولـ«إخوانهم» فى حركة «حماس» أنهم يتحركون لخدمة قضيتهم الكبرى: الحفاظ على وجودهم فى السلطة، وتفادى مواجهة الدولة العبرية التى لا مفر منها، وأن الشراكة مع الولايات المتحدة كانت هى أفضل وسيلة لكسب الوقت، بهدف إعادة إقامة الخلافة الإسلامية، إلا أن الإخوان لم يكونوا قادرين على احتواء حالة السخط التى بدأت تتزايد فى داخلهم ومن حولهم، ولأسباب مختلفة وعلى طرفى نقيض فى معظم الوقت بين قطاعات عريضة من الشعب المصرى. خاصة أنه مع بداية حكم «مرسى»، بدا الأمر وكأن كل أوراق اللعبة قد احترقت بالفعل، وصارت هناك قوى إقليمية أخرى، تتزاحم على المشهد السياسى العالمى، محاولة فرض سيطرتها، وقلب موازين القوى، وفرض واقع جديد عبر الاستفادة من المعطيات الجديدة للموقف الإقليمى، وكان على رأس هذه القوى كل من تركيا وقطر وإيران.

هذا الوضع الذى حدث على الأرض، كان يختلف تماماً عن الكلام الذى كان يروج له خيرت الشاطر خلال لقائه مع مؤلف الكتاب الفرنسى، عندما أخذ يحدثه عن مشروع «الولايات المتحدة العربية» الذى يحلم به. يقول مؤلف الكتاب: خلال لقائى مع خيرت الشاطر، ظل يتحدث طويلاً عن رفضه لإصرار الغرب على فرض مصطلحاته وقيمه، قائلاً: «لماذا لا بد لنا أن نعرف الاتحاد الأوروبى بذلك التوصيف والمصطلح الذى تفرضونه علينا؟ يمكننا مثلاً أن نصف الاتحاد الأوروبى بمصطلح «الخلافة الأوروبية». إن مجموعات مثل دول الثمانى أو مجموعة العشرين هى جماعات من الدول تتشارك نفس الرؤية للعالم. بالتالى من الطبيعى بالنسبة لنا أن نفعل نفس الشىء. بمجرد أن يكون هناك عدد من الدول التى لها نفس المرجعية الإسلامية، وتحتفظ بعلاقات خاصة بينها وبين بعضها، يمكننا عندها أن يكون لدينا هذا النوع من الجماعات. يمكن أن نطلق عليه مثلاً لقب «الولايات المتحدة العربية» وإن كان الاسم لا يهم. لماذا لا تريدون أن تتقبلوا أن هناك شعوباً وبلداناً يمكن أن تسعى لاختيار الشريعة، ولتكوين جمهورية إسلامية من خلال الديمقراطية؟ هناك شعوب تختار تنظيم بلادها على المبادئ الرأسمالية، وأخرى على المبادئ الاشتراكية. إذن لماذا لا نستطيع نحن اختيار أن تكون مرجعيتنا إسلامية؟ هذا حقنا!. أما بالنسبة للشريعة، فهى كلمة يساء فهمها فى الغرب. أنتم تتصورون أنها مجموعة من الحدود والعقوبات التى تبدو فى نظركم غير صالحة للعصر الحالى. بالنسبة لنا فالأمر مختلف. بمجرد أن ننجح فى تأسيس بلادنا بناء على المرجعية الإسلامية الغالية على قلوبنا، ولو قررت دول أخرى أن تؤسس نفسها على ذات المرجعية، عندها ما الذى يمنع أن نتجمع كلنا فى قلب نفس الكيان العابر للقوميات؟».

ويواصل المؤلف: «الواقع أن الإخوان لم يكن لديهم برنامج أو خطة واضحة بالنسبة لمصر بعد وصولهم للحكم فيها. كان البرنامج الوحيد الذى يملكونه برنامجاً عابراً للقوميات، قائماً على توحيد تلك البلاد لإعادة تكوين، ثم إدارة الخلافة الإسلامية. لم تكن مصر سوى خطوة فى طريقهم. امتلكوا بها القطعة الرئيسية فى أحجية كبرى لا يمكن أن تتضح صورتها إلا بتجميعها كلها. إن الإخوان يمقتون القوميات، هم ليسوا وطنيين، ولا تتقيد أبصارهم بالحدود الوطنية المصرية. شعر الإخوان أنهم وصلوا للحكم فى مصر وتونس وغزة وجزئياً فى المغرب، وأنهم من الممكن أن يعتمدوا على السودان واليمن والصومال وإمارة خليجية أو اثنتين. ويمكنهم أن يعتمدوا غداً على الأردن والجزائر، وكانوا ينتظرون أن يتم حسم الصراعات الحالية لصالحهم فى العراق وسوريا وليبيا وحتى أفغانستان، وبدا الأمر وكأن حلم الخلافة الإسلامية يتجسد تحت أنظارهم، ومن أجل تحقيقه كان لا بد من الحفاظ على السلطة بأى ثمن، وأياً كان ما يمكن أن يكلفه الأمر. إلا أن مصطلح مثل «الخلافة الإسلامية» كان من الممكن أن يثير مخاوف الغربيين، ومن أجل طمأنتهم، كان من الأفضل استخدام مصطلحات أخرى أقل إثارة للجدل، وكانت تلك هى اللحظة التى قرر فيها خيرت الشاطر أن يخرج من جعبته لعبة «الولايات المتحدة العربية» التى حكى عنها.

الوطن المصرية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا