الرئيسيةمتفرقاتكتابفي كتاب "بارازان".. الشاطر: "الأمريكان آخر من اتصل بنا"

في كتاب “بارازان”.. الشاطر: “الأمريكان آخر من اتصل بنا”

الكاتب: الأمريكان قدموا دعما ماديا للإخوان.. وفريق إدارة “أوباما” دعم الجماعة بتعيين مازن الصباحي في حملته الرئاسية

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود.

عاد مؤلف الكتاب بعدها إلى حواره مع خيرت الشاطر، الذى بدأ يروى له خطوات الإخوان الأولى لتدعيم سلطتهم بعد وصولهم للحكم، والتى وضع فيها بنفسه خطوات الدبلوماسية الإخوانية فى التعامل مع العالم. قال «الشاطر» لـ«مؤلف الكتاب»: «عندما قامت الثورة، وترك «مبارك» الحكم، وعادت إلينا حريتنا، بدأت العديد من الدول فى الاتصال بنا. بدأ الأمر بالصحفيين والمراكز الفكرية والبحثية، بعض رجال السياسة، وعدة شخصيات من المجتمع المدنى. كان الأوروبيون هم أول من اتصل بنا بعد أيام قليلة من الثورة، وبدأ ذلك من خلال شخص أو شخصين على الأكثر. ووصل بنا الحال سريعاً إلى أن تصل لقاءاتنا معهم إلى ١٥ لقاءً فى اليوم!. الكل كان يريد أن يعرف من هم الإخوان، وما هو موقفهم من العديد من القضايا المتنوعة، منها مثلاً موقفنا من الأقباط، ومن اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وأحوال المرأة والاقتصاد».

ويتابع المؤلف: «من بعد الصحفيين الأوروبيين بدأت الوفود الرسمية فى اتصالاتها، وبدأت المبادرات السرية تأتى من مختلف القنصليات الأجنبية فى مصر»، يقول «الشاطر» فى حوارنا: «لحق السفراء الأجانب بالصحافة والباحثين فى مراكز الدراسات السياسية ورجال الاقتصاد. جاء سفير فرنسا لزيارتى. والتقى عدة مرات بالمرشد العام، وتلاه سفراء بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفنلندا والنرويج والدانمارك والسويد وسويسرا. من بعدها جاء عدد من الوزراء الأوروبيين لزيارتنا، كان منهم وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأدنى، ووزير الخارجية النرويجى، وكذلك عدد من رؤساء الأحزاب الأجانب سواء المعارضة أو تلك الموجودة فى السلطة، دون أن ننسى بالطبع زيارات النواب البرلمانيين الأوروبيين».

ويضيف «الشاطر» فى حواره مع مؤلف الكتاب: «بدأت مرحلة جديدة عندما وجه لنا هؤلاء الدعوة لزيارة أوروبا. وبعد شهرين من الثورة، جاء الدور على شركات التمويل الدولى الكبرى مثل (مورجان ستانلى) للتواصل معنا، وكذلك ممثلو البنوك الكبرى الألمانية والفرنسية. كان رجال التمويل يريدون مناقشة تأثير وجود الإخوان على الساحة السياسية المصرية، وعلى الاقتصاد العالمى ككل. وجاء من بعدهم دور الآسيويين من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا، وكلهم كانوا يطرحون نفس الأسئلة التى طرحها علينا الأوروبيون من قبل. التقينا حتى بسياسيين من الصين وجهوا لنا الدعوة لزيارة بلادهم. أما الأمريكان فكانوا آخر من اتصل بنا». كانت تلك هى اللحظة التى قرر فيها مؤلف الكتاب أن ينتقل لكشف حقيقة اتصالات الإخوان مع الأمريكان، وتوضيح موقف الإدارة الأمريكية منهم ومن فكرة وصولهم للسلطة. قال: «أعاد الأمريكان إطلاق شراكتهم مع الإخوان منذ منتصف الألفينيات، فى إطار اهتمامهم بالتعامل مع حركات المعارضة ضد الديكتاتوريات الحاكمة فى الشرق الأوسط. كانت هجمات ١١ سبتمبر قد ألقت بظلالها من دون شك، إلا أن الولايات المتحدة، إضافة إلى عدد كبير من الدول الغربية، قررت أن تتعامل مع الإخوان على أنهم من «المعتدلين»، ويمثلون بديلاً أفضل للإرهابيين. رأت أيضاً أنه من الأفضل الاعتماد على الإخوان لكبح جماح الجماعات الأكثر تطرفاً بدلاً من الاعتماد على القوى الديمقراطية «الافتراضية».

ويتابع المؤلف: «وفقاً لخبراء وزارة الخارجية الأمريكية، فإن الجماعة لا تشجع على الإرهاب، وهى الوحيدة القادرة على إفراغ شعبية الجماعات الإرهابية من خلال توجهها مباشرة لرجل الشارع المسلم العادى. والواقع أنه كانت هناك تحفظات بعينها ضد الإخوان فى قلب دوائر معينة من المباحث الفيدرالية الأمريكية الذين يتولون التحقيقات حول التحركات والجماعات الجهادية، إلا أن خبراء وزارة الخارجية والمخابرات المركزية الأمريكية الذين كانوا واثقين من اختيارهم للإخوان، رفضوا الاستماع لهم».

ويواصل: صار الأمر أكثر إحكاماً ويحظى بدعم أكبر تحت إدارة «باراك أوباما»، وقرر الأمريكان تقديم دعم مادى للإخوان، من خلال منظماتهم وممثليهم فى أمريكا وأوروبا، وبدأت المخابرات المركزية الأمريكية تستأنف علاقاتها التى كانت تقيمها مع الإخوان فى الخمسينات، وتضع خططاً وتقارير تفصل خطواتها للتعامل والعلاقات المستقبلية معهم. كان أحد هذه التقارير يحمل عنوان: «الإخوان: اللاعب الأساسى فى تيار الإسلام السياسى فى أوروبا». كان هذا التقرير يرى أن الحركات ذات الصلة بجماعة الإخوان سوف تلعب دوراً محورياً لا شك فيه فى رسم مستقبل الإسلام السياسى فى أوروبا. وقدم فريق إدارة «أوباما» دعمه الصريح للإخوان من خلال تعيين مازن الصباحى، الذى يمتلك صلات وثيقة من منظمات قريبة من الإخوان، منسقاً للتواصل مع المسلمين خلال حملة أوباما الرئاسية. وفى يناير ٢٠٠٩، قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتمويل زيارة بعض القادة المسلمين الألمان فى أحد مقرات جمعيات الإخوان فى أمريكا. وهو المعهد العالمى للفكر الإسلامى.

ويضيف الكتاب: لم ينجح كثيرون فى فهم موقف الولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة التى تمتد من ثورة يناير وحتى سقوط «مرسى» عن حكم مصر، والسبب أن موقفاً كان من الصعب قراءته بالفعل. كانت الإدارة الأمريكية ممزقة تماماً بين التحليلات السياسية والاستخباراتية والمخاوف المتعارضة والمتناقضة من كل الأطراف. لقد رأت أمريكا، فى إطار سياسة الأمر الواقع التى تتعامل بها، أن تقوم بتمويل منظمات إخوانية معينة مزروعة فى الدول الغربية من أجل مراقبتها والتحكم فيها بشكل أفضل. إلا أن مراقبة الإخوان وهم يصلون إلى حكم أكبر دولة مكتظة بالسكان فى الشرق الأوسط كانت تمثل تحدياً آخر تماماً. للوهلة الأولى لم يعرف الأمريكان بماذا يفكرون ولا كيف يتصرفون. وعلى الرغم من تحفظهم المتزايد ضد «مبارك» الذين رأوا سلطته تتداعى يوماً بعد يوم فى السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من الدعم المادى الذى كانوا يقدمونه للإخوان، فإن الأمريكان لم يكونوا راغبين تماماً فى وصول الإخوان للحكم فى مصر، ولم يكونوا على قلب رجل واحد فى هذا الصدد. كان هناك كثير من عملاء الاستخبارات الأمريكية، والمتخصصين فى شئون العالم الإسلامى، ومراكز الدراسات فى واشنطن، يدركون تماماً أن الإخوان ليسوا بهذا «الاعتدال» الذى تروج له بعض دوائر وزارة الخارجية الأمريكية، وأنهم يملكون أدوات ووسائل لزعزعة استقرار المنطقة بعنف.

الوطن المصرية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا